أين أجد السّعادة الحقيقيّة: تعد السّعادة الحقيقيّة مفهوماً صعباً سهلاً في دنيانا، فقد تحصل على سعادتك
من كلمة حلوة، أو موقفاً بسيطاً يعود عليك بسعادة كبيرة.
كثير منا يبحث عن السّعادة الحقيقيّة وهي تقبع أمامنا، علينا فقط أن نفتح أعيننا، ونطهّر قلوبنا
من أنواع الشر والحقد والضّغينة، وقتها تكون قد أدركتها.
أين أجد السّعادة الحقيقيّة
كيف أجد السّعادة الحقيقيّة عبر الحب؟
الحب قادراً أن يجعلك إنساناً متجدّد يوميّاً، أن تحب، يعني أن تستسلم لظروفك معه،
وتغيّر من أطباعك لأجله.
غالباً ما نصطدم بأحداث مصيريّة تجعلك تفقد فيها السّعادة وصفوك وكل ما تملك من إمتنان،
لكن بإمكانك أن تحقّق سعادة حتميّة بالصبّر والقوّة والحب.
يتفرع الحب بفروع متعدّدة نستطيع عبرها تحقيق السّعادة الحقيقيّة منها:
حبّ الأهل:
الحب أسمى وأصدق عاطفة من بين جميع العواطف، إن الإنسان القادر على إعطاء الحبّ،
هو إنسان نقي وشفّاف وعطوف وتوصّل لطريق السعادة.
إذ ان الحبّ الحقيقي ينبع من سبب وجودك في هذا العالم، الأب والأم.
لذلك عليك أن تعلم أن محبتهم وعطفهم واهتمامهم بك، في أحزانك قبل أفراحك،
في إنكسارك قبل إعتدالك، في جعلك إنساناً، يوماً ما ستضج المواقع حديثاً عنه.
هو بذرة صالحة من مزارع حكيم، قام بتربيتك على الخُلق الحسن، وأُمّاً كانت
عيناً ساهرة ويداً حنونة تمسح دموع خيبتك في أمر ما،
وتوصلك بتلك اليد إلى السّعادة.
السّعادة الحقيقيّة هي واضحة كوضوح الشمس حين نتكلّم عن حب الأهل وخوفهم وحنانهم،
بارك الله في أعمار أهلنا جميعاً.
في حديثي عن تحقيق السّعادة الحقيقيّة عبر الحب، الحب له مفهوماً شخصياً آخر:
في وجودنا في هذه الدنيا مع مرور الوقت ينتابنا فراغاً يجتاح مسيرتنا الحياتيّة،
لا تستطيع إستكمال هذه المسيرة بمفردك،
أنت بحاجة لشريك يساندك ويدعمك ويقوّيك، يكون لك الشمعة التي تنير دروبك،
والقلب الذي يسمع همومك.
ما إن تجد ضالّتك ونصفك الثاني، وتستثمر مشاعرك بالود والإخلاص،
أنت تكون قد وصلت إلى السّعادة الحقيقيّة.
هل السّعادة الحقيقيّة تكمن في علاقتك مع الله؟
ليس كل من قصد السّعادة يحصل عليها، البعض يظنّ أن السّعادة الحقيقيّة تتكلّل في وفرة المال والجاه.
تجده يسعى إلى تحصيل المال بشتى السّبل، وبكل الوسائل وبناء ثروة،
وبيوت فاخرة ومناصب طائلة، وبطش بخواطر الناس الضعيفة.
هذا كلّه قد يعتبره أحدهم السّعادة، إلّا أنه لا يدري أن هذه السّعادة وهميّة مؤقّتة،
لأن لا شيء يدوم.
القلب السّليم دائماً ما تراه يحنّ ويشتاق ويفيض باللهفة، إلى طاعة الله،
وإلى فعل الخير والاستقامة والتقوى، أكثر من شوقه لمأكله ومشربه.
الله تعالى، دائم القرب، دائم الوجود، عند حسن الظن، وعند الشدّة،
وعند الهم والغم، الله معك في كل الظروف.
بإمكانك أن تختار طاعته وقربه وعبادته، وتتمتع بسبل السعادة الحقيقية،
وبإمكانك أن تَحرف طريقك وتختار مسالك الفاحشة والنكران وتسقط بالويلات.
عليك أن تعلم عزيزي القارئ أن أساس وجودنا على أرض وضعها الله،
عبادته وطاعته والإخلاص له، إن الله في كل يوم ينبثق فجره الى أن تغيب شمسه
يترقب قدومك في أوقاتٍ خمسة، توطد فيها علاقتك معه، فتصبح الصلاة قوت قلبك،
وغذاء نفسك، وسرّ السّعادة.
حيث تكمن سعادتك وهنائك برضا الله عليك وقربك منه وهذا القرب ليست كلمات تقال بالشفاه،
وتسمع بالآذان، بل بفعل الخير والأعمال الطيّبة والعيش دون أذيّة.
فمن قُرّت عينه بالله، قُرّت به كل عين، ومن لم تُقرّ عينه بالله، تقطّعت نفسه على الدنيا حسرات،
فإذا اطمأن القلب، وانشرح الصدر وارتاح البال وأنس بالله، قد وصل ل السّعادة.
كيف تعزز شعورك بالسّعادة يومياً؟
بإمكان الضغوط النفسيّة والصحيّة أن تؤثر على نفسيتك وجسدك وتعود لك بالكآبة والخمول، وتجعل مزاجك صعباً في التعامل، وتصبح ردودك فظّة مع من حولك كل هذا نتيجة الضغط النفسي.
عندما تشعر بالضّيق، أو تكون في وضع سيء يكون من السّهل أن تصرف النّظر عن بعض الأشياء الإيجابية التي تسلك الإتجاه المناسب في حياتنا، وتغيّب عنك طيف السّعادة الحقيقيّة.
ما الخطوات التي يجب عليك اتباعها لتعزيز شعورك بالسعادة الحقيقيّة؟
أولاً ضرورة أن تختار عملاً من ضمن اختصاصك، إذ عليك أن تلتحق بمنصب وظيفي من اختصاصك الذي تبرع به، وهذا يؤثر إيجابياً في إنتاجك وإعطاء أفضل ما عندك من الأفكار والأفعال.
تكمن ضرورة حُسن الإختيار، في المنصب الوظيفي، ويُعتبر أمراً معتاداً يومياً وتقضي في عملك المفضل معظم وقتك.
في حال لم يكن عملك من ضمن ما تحب، ستكون تلك النقمة عليك بالمعنى الحرفي، وستشعر بالضجر والإرهاق الدائم والروتين،
وتبدأ علامات الكره والتأفّف بالظهور ع وجهك، ويتناقص أداؤك يومياً إلى أن يصدر قرار فصلك من العمل وتعود خائباً خاسراً.
أما في حال انتقائك لِما تهوى، وفيما تبرع ستتوّج أعمالك بلقب السّعادة الحقيقيّة، لأن النجاح هو سعادة وشعور إيجابي يكبح اليأس والكَلل والملل.
ثانياً الإختيار الصحيح لأصدقائك، بالاختيار الصحيح لأصدقائك يسهل عليك استمرارية يومك.
إذ يوجد في الحياة أحداث لانستطيع البوح بها للأهل أو حتى الأقرباء، بل نحتاج وجود صديق صدوق قادر أن يسمع وينصح ويساعد، ويوجّهنا ويملي علينا اقتراحات تكون قد غابت عن أفكارنا في لحظة وقوعنا في المشكلات.
حيث أن ثمّة مشاريع لا تحلو إلا بروح الأصدقاء، تلك المشاريع الترفيهية التي تكبّر البهجة والضحكة والامتنان، وتكون على رضا كبير بما أنت عليه، كلها أساليب واجب توافرها لتنعم بالسّعادة الحقيقيّة.
كثير من الناس تُفضّل وجود الأصدقاء وتعتبر وجودهم بمثابة السّعادة، هؤلاء الناس يكونوا قد تصالحوا مع ذاتهم وبنوا أنفسهم على قانون التفهم والاستيعاب،
وذلك بعيداً عن التعقيدات التي نراها في العلاقات الشائعة التي أغلبها تنتهي بالخلافات والغيرة وغيرها.
هنا علينا أن نعالج تكوينة هؤلاء الأشخاص السلبيين أو نختار الإبتعاد عنهم كي نحافظ على صفونا وننشغل في الوصول إلى السّعادة.
ماهي مفاتيح السّعادة الحقيقيّة؟
المفتاح الأول التفاؤل:
عزيزي القارئ مهما كان الذي يجول في بالك من أفكار، ومهما كان يخالط روحك من آلام لا تيأس ولا تستسلم للفشل وعليك بالتفاؤل فدرب بناء المستقبل متعرّج وخطير، وكن على درجة من التفاؤل عالية.
لا تفكر بالتشاؤم والإحباط، لأن بمقدوره أن يهدم ما بنيته بلحظة، لِما فيه من خواطر سلبيّة جسيمة، إن التفاؤل دواء العزيمة، وبناء جدار للنفس عازل للفشل.
عليك عندما تواجه مطب في عملك أن تأخذ ما حصل معك على محمل التجربة والمعاودة والتصميم على الوصول، وبناء توقعات متفائلة لأحلامك المستقبلية.
إن التفاؤل داعماً بالمرتبة الأولى، لتصيب مركز حلمك وتصل ل السّعادة.
المفتاح الثاني الثقة:
الثّقة بالنّفس هي الداعم الأول بالبنط العريض للسعادة، حيث أنها تعني الإيمان بقدراتك في مواجهة التحديات الصّعبة والمآرب البعيدة والتنقّلات العديدة والمطالب اليوميّة.
الثّقة هي استخدام التأكيد الإيجابي لذاتك ولمحو كلمة صعب ووضع بدلاً عنها الثقة، عليك التصديق بأنك على مقدرة على تحقيق أحلامك بثقتك وذكائك ومهارتك.
إن الثقة أساس كل درجة نجاح في سلّم حياتك، عليك أن تثق أن سلّم حياتك لن يسبّب لك أي عرقلة في تقديم نفسك وفرض شخصك الفعّال في المجتمع بصورة لائقة أمام الآخرين بصوت عالٍ، بالصّفة التي تحب والتي تتمنّى وبذلك تكون ممتن بحصولك ع السّعادة.
ختاماً، عليك أن تركز وتوجه سياق طاقتك، وجهودك وتستثمر وقتك، في أمور تدعو المنفعة عليك وعلى ذاتك البناءة وتحقيق التوازن لتجلب لك السّعادة الحقيقيّة.
وبهذا ينتهي مقالنا والذي تحدثنا فيه عن “أين أجد السّعادة الحقيقيّة وكيف أحصل عليها”
نتمنى لكم السعادة الدائمة في الدنيا والآخرة