مفاتيح السعادة في الدنيا والآخرة: السعادة ومفاتيح السعادة بالتأكيد سمعت بهذه المصطلحات
كثيراً وبالتأكيد وجدت من يسأل عن هذه الأمور على مواقع التواصل الاجتماعي
وهنا هناك وهو أمر يهم الكثيرين إن لم يكن الجميع فمن منا لا يريد أن يعيش
بسعادة بعيداً عن الحزن والإكتئاب،
ومن منا لا يريد أن يعيش في حالة سلام داخلي وإطمئنان نفسي بعيداً عن الضغوط
النفسية والتوتر والقلق،
ونظراً لأهمية الأمر نلاحظ مؤخراً ظهور كم كبير من المقالات والأبحاث التي تتحدث
عن السعادة وعن كيفية الحصول على السعادة الأبدية وعن كيفية الإبتعاد عن الحزن
والقلق وعن مفاتيح السعادة في الدنيا والآخرة والذي نلاحظ تواجده بشكل كبير على محرك
بحث جوجل فهو السؤال الأكثر طلباً في وقتنا الحالي،
وذلك نظراً لكثرة المصائب التي تصيب الكرة الأرضية من فياضانات وبراكين
ثائرة وزلازل وأخيراً داء كورونا والذي سبب في موت الكثيرين،
وبعيداً عن كل ذلك قمنا بإعداد هذا المقال كثمرة لأبحاث طويلة حول كيفية الحصول على السعادة وحول
مفاتيح السعادة في الدنيا والآخرة والتي قمنا بتحديدها بعد إجراء الكثير من الأبحاث والتقارير،
بحيث نوضحها لكم بطريقة سلسة وبسيطة وعبر مجموعة من الخطوات حيث وجدنا أن السعادة
موجودة في داخلنا ولا يفقدها أحد في الكون ولكن نحن من نتحكم في ظهورها وزوالها
فنحن من نقرر أن نكون سعداء وأن نكون حزينين،
دعونا لا نطيل في الحديث حول السعادة وندخل في صلب الموضوع وهو مفاتيح
السعادة في الدنيا والآخرة.
-
مفهوم السعادة من الناحية الفلسفية والإسلامية:
قال نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم ( أربعٌ من السعادةِ: المرأةُ الصالحةُ، والمسكنُ
الواسعُ، والجارُ الصالحُ، والمركبُ الهنيءُ)،
فهنا يوضح لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن السعادة ليست فقط في جمع المال والبيوت
الفاخرة والشركات الكبيرة وامتلاك أفخم أنواع السيارات وتعدد الزوجات، لا بل السعادة
هي فقط في بضعة أمور قد تظنها صغيرة وبسيطة ولكنها ذات معنى كبير جداً،
- فالزوجة الصالحة تحتاج إلى جهد كبير لكي تجدها والمسكن الواسع وهو المسكن الذي تبنيه أو تشتريه بجهدك وتعبك وبالمال الحلال بعيداً عن الغش والتزوير،
- والجار الصالح وما ادراك ما الجار الصالح هو ذاك الجار الذي تستطيع أن تأتمنه على مالك وبيتك في غيابك وكم أصبح ذلك قليل ونادر في وقتنا الحالي.
- والمركب الهنيء وهو طريقة عيشك لحياتك فكما نعلم فإن الحياة عبارة عن رحلة علينا اجتيازها فأنت من تختار المركب الذي تريد اجتياز الرحلة به فإن اخترته هشاً لن تكمل رحلتك وستقع في منتصف الطريق أما إذا اخترته مركباً قوياً صلباً فستجتاز الرحلة بخير وسلامة وستصل لبر الأمان.
من الناحية الفلسفية نلاحظ أنه منذ الإغريق وحتى وقتنا الحالي هناك اختلاف بين المذاهب الفلسفية والفكرية من حيث تعريفهم للسعادة،
فمنهم من يرى أن السعادة موجودة في اللذات الحسية ومنهم من يرى أنها موجودة في الوعي الفكري والعقلي للإنسان،
وقلة قليلة وجدت بأن السعادة موجودة في كل من الفكر والحس في نفس الوقت،
قال الفلاسفة أن السعادة ترتبط بمساعدة الأخرين نوعاً ما فمثلاً أرسطو وجد بأن السعاده ما هي إلا سد لثغرات ونواقص في حياة الإنسان،
فالإنسان الفقير يجد سعادته عندما يحصل على المال والمريض يشعر بالسعادة عندما يتعافى من مرضه وهكذا،
أما كانط فيجد ان السعادة هي الفضيلة بينما الفارابي وجد أن السعادة لا يجدها الإنسان إلا عندما يبدأ في التفكير والتأمل.
-
مفاتيح السعادة في الدنيا والأخرة:
-
المفتاح الأول هو الصبر وحمد الله عز وجل:
حيث يقول الله عز وجل بأن الحياة مجموعة من المصاعب والطرق التي بعضها سيكون وعراً وبعضها سيكون مستقيماً وأن الحياة لن تكون دائماً صعبة أو سهلة بل هي في حالة تقلب مستمر،
ولذلك يجب على الإنسان الصبر على ما يأتيه من مصاعب ومشاكل في حياته لأنه مهما اشتدت
تلك المشاكل ستفرج عليه في نهاية المطاف،
وما عليه سوى التمسك بالله عز وجل والتسبيح وحمده في كل يوم وفي كل صلاة،
فمن الناحية الدينية يجد العلماء المسلمون بأن الإنسان يحصل على السعادة عندما
يتقرب من الله في صلاته وصيامه وإقامة الزكاة وفعل الخير ومساعدة الاخرين.
-
المفتاح الثاني هو الرضا:
والذي يعتبر من أعلى درجات السعاده حيث أن الإنسان الذي يرضى بما أتاه الله
وبما رزقه وبما امتحنه سيصل في النهاية إلى السعاده الحقيقية التي لا رجوع
عنها والتي لا يمكن لأي شيء إبعادها عنه،
حيث إن الإنسان المؤمن بالله عز وجل إيماناً تاماً سيعلم أن كل ما يأتيه
من خير أو شر سيزول وعليه التأكد من ذلك وعليه أن يكون راضياً بما أتاه من خير أو شر.
-
المفتاح الثالث هو العفو والمسامحة:
فإن العفو ومسامحة الأخرين تعتبر من الأمور التي لا يستطيع الإنسان
العادي فعلها بل تحتاج إلى إنسان ذو قوة عالية والقوة هنا لا تعني القوة البدنية بل القوة العقلية،
فالمسامح كريم كما يقال وبدلاً من معاقبة الأخرين قم بتجاهلهم ودع أمر المعاقبة
للدنيا فهي كما يقال دوارة،
ولا تشغل نفسك وعقلك بمعاقبة الأخرين بل تجاهلهم وأكمل طريقك
فهم أقل من أن تشغل بالك بهم،
وبناءاً على عدد كبير من الأبحاث في علم النفس تبين أن الأشخاص الذين يسامحون
ويتجاهلون هم فعلاً الأكثر سعادة،
صحيح أنه في بداية الأمر ستشعر بأنك تصرفت وكأنك عاجز ولماذا علي ذلك
ولماذا لم أعاقبهم ولكن مع مرور الوقت ستقول في نفسك من الجيد أني لم أعاقبهم وأني تجاهلتهم.
-
المفتاح الرابع للسعادة هو العمل الصالح:
حيث إن قيام الإنسان بأفعال حسنة من مساعدة الاخرين وتلبية حاجات المحتاجين والقيام بالمهام التطوعية لها أثر كبير على النفس البشرية،
والتي تساعد في إزالة هموم الإنسان وتشعره بالسعادة والرضا والإطمئنان والسلام الداخلي وهو أمر في غاية الأهمية وستلاحظ ذلك عند قيامك بأي عمل إنساني مهما كان بسيطاً.
-
المفتاح الخامس هو الإبتعاد عن الغضب:
حيث ينصح الأطباء النفسيون بالإبتعاد عن الغضب قدر الإمكان والذي سيكون في البداية أمر في غاية الصعوبة،
ولكن سرعان ما ستعتاد عليه الأمر الذي سيشعرك بقوة كبيرة والذي يعود عليك بالشعور بالسعادة والفرح
وخاصة عندما تواجه شخصاً ما غاضب وتجده يحاول إغاظتك بغية خلق جدال فتبادله انت بإبتسامة فهنا تاكد بانك وجهت له أكثر من صفعة دفعة واحدة.
-
المفتاح السادس هو عدم الإختلاط بالناس:
ويقصد هنا بعدم الإختلاط بالناس بشكل كبير ومستمر بل حاول الإبتعاد عن الناس قدر الإمكان،
ونقصد هنا من حيث الجلوس والتكلم معهم في أي شيء فلا ينصح بأن يتكلم الإنسان مع أكثر من شخص أو شخصين في مختلف الأمور بل حاول دائماً إبقاء بعض الجدية في علاقتك مع الأخرين،
ولا نقصد هنا التوحد أو النأي بالنفس ولكن بالنسبة للأشخاص اللذين يجدون صعوبة في اختيارهم لأصدقائهم فالأفضل لهم عدم الإختلاط الكبير بالناس.
وصلنا إلى نهاية مقالنا والذي تحدثنا فيه عن مفاتيح السعادة في الدنيا والآخرة، نسأل الله تعالى أن يجعلنا من السعداء في الدارين.
نتمنى أن ينال المقال إعجابكم
دمتم بخير