ما هي أسباب السعادة الحقيقية: منذ القديم وحتى يومنا هذا ما يزال العلماء والفلاسفة
يختلفون في وجهات نظرهم حول مفهوم السعادة وما تعنيه للإنسان وما هي السعادة الحقيقية،
وبشكل عام فإن السعادة بالتأكيد تختلف من شخص لأخر فهناك من يجد سعادته بالجلوس
مع عائلته أو التنزه معهم،
وهناك من يجد سعادته عندما يذهب إلى عمله وينجزه بدقة وإتقان، بينما هناك من يجد السعادة
في الجلوس وحيداً وتأمل الطبيعة والبحر،
وهناك من يجد سعادته في قراءة الكتب أو لعب ألعاب الفيديو أو الخروج مع أصدقائه وبالتالي فإن
السعادة تعتبر أمر نسبي نوعاً ما وتختلف حسب وجهة نظر كل شخص،
وبشكل عام تعتبر السعادة شعور نفسي داخلي والذي
يمنح الإنسان الشعور براحة النفس والضمير
والشعور بالإطمئنان وإنشراح الصدر والإحساس بالقوة أيضاً والقدرة
على مواجهة جميع أنواع المشاكل والمصاعب،
وبالتالي فإن كنت تبحث عن أسباب السعادة الحقيقية فإنك في مكانك الصحيح يا صديقي
ففي مقالنا اليوم سنتحدث عن أسباب السعادة الحقيقية والتي وصل إليها الباحثون
و السعادة من وجهة نظر العلماء بعد بحث طويل وتجارب كثيرة،
كما سنذكر بعض التعريفات للسعادة من وجهة نظر الفلاسفة القدماء.
مفهوم السعادة من وجهة نظر الفلاسفة:
- يرى أرسطو أن السعادة لها ارتباط خفي بعمل الخير ومحبة الأخرين، حيث إنها السبب الذي يشعر الفرد بقوة إرادية لا تقهر كما أوضح أرسطو أن السعادة الحقيقية تتحول إلى سعادة فكرية وروحية.
- أما الفارابي فيجد أن السعادة هي سعادة جماعية وليست فردية، فهو يؤمن بأن السعادة هي تلك التي تشعر الجميع بالسرور وليس شخص واحد فقط ويجد أن السعادة غاية في حد ذاتها،
- كما يجد أن السعادة ليس لها وجود في عالم الحس حيث أننا لا نولد سعداء بل السعادة هي في التفكير والوعي الفكري العميق للأشياء.
- يجد ابن مسكويه أن السعادة هي نفسية وجسمية في الوقت نفسه، فالسعادة الدنيوية من وجهة نظره ناقصة لإنطلاقها في العالم الحسي،
- فهو يقول بأنه لكي نشعر بلذة الطعام والشراب يجب ان نشعر بإحساس الجوع والعطش، وحتى نشعر بسعادة توفر المال لابد لنا من الشعور بصعوبة العمل والتعب.
أسباب السعادة الحقيقية:
-
السبب الأول هو الراحة النفسية والسلام الداخلي:
حيث أن الإنسان هو السبب الرئيسي لشعوره بالسعادة وذلك لأن الشعور بالسعاده ينبع من داخله والإنسان هو الوحيد المسؤول عن مشاعره،
ولذلك عندما يكون راضياً عن نفسه ومتسامحاً معها فإنه سيشعر بالسعادة بلا شك والعكس صحيح،
كما أنه يجب دائماً أن يحاول النظر إلى النصف الممتلئ من الكأس وليس النصف الفارغ،
ومن أهم النصائح التي يجب القيام بها ليسعد الإنسان نفسه:
- يجب على الإنسان ألا يشعر بالخجل من البوح عن الأشياء التي يحبها والتي تشعره
- بالسعادة وألا يخجل من القيام بها، فإن كان يشعر بالسعادة عند ممارسة الرياضة
- يجب عليه ممارستها إذاً وهكذا.
- ويجب أن يقوم دائماً بفعل الأشياء التي يحبها هو وليس من حوله فمع الوقت سيستطيع
- الإنسان أن يعلم ماهي الأشياء التي تشعره بالسعادة وما هي الأشياء التي لا تشعره بذلك.
- يجب على الإنسان عدم التعامل مع الحياة بجدية كبيرة بل يجب أن يتعلم المرونة في التعامل،
- حيث قد يواجه الإنسان الكثير من المشكلات والمصاعب،
- ولكن كلها فانية لأن الحياة فانية ولا يجب أن يشغل باله بها، بل يجب أن يستمتع بيومه
- ويقاوم الظروف ويصنع سعادته بنفسه.
- من أسوء ما ينقص من سعادة الإنسان ويشعره بالنقص هو أن يقارن نفسه بالأخرين
- ولذلك يجب ألا يقارن نفسه بأي شخص مهما كان ناجحاً أو فاشلاً،
- بل يجب دائماً ان يعلم بأن ما يملكه قد يكون حلم لشخص أخر وهكذا فكل شخص
- يعتقد بأن السعادة هي عند الأخرين نظراً لما يملكون ولكن ذلك ليس صحيح،
- فالسعادة لا تتعلق بمقدور ما تملك من مال ونفوذ بل هي ما تملكه من رضا للنفس ومحبة من بجانبك.
- ويجب أيضاً على الإنسان ان يكون معتدلاً في حب نفسه وألا يكون أنانياً، بحيث يجب أن يوازن بين حبه لنفسه وبين ما يقدمه للأخرين مثل الأعمال الخيرية وإسعاد الاخرين.
-
السبب الثاني للشعور بالسعادة هو نجاح الإنسان في عمله او دراسته أو في أي شيء يهتم به
فالنجاح يكسب الإنسان الثقة بنفسه والسلام الداخلي ويزيد من الإطمئنان الداخلي لديه وبالتالي يزيد من شعوره بالسعادة،
وينصح الخبراء بأن يقوم الإنسان بكتابة جدول لأعماله وأهدافه والتخطيط الجيد لها ومن ثم العمل على تحقيقها،
فعندما يخطط الإنسان لفعل شيء ما وينجح بذلك يشعر بسعادة كبيرة ويزيد من ثقته بنفسه
كما يشعر بأنه قد أنجز امراً مهماً وأن له فائدة في هذا المجتمع،
كما ينصح الخبراء بأن يقوم الإنسان بوضع جدول أهدافه في مكان واضح ومرئي له بحيث يراه كل يوم
وبالتالي لن ينسى هدفة او يتجاهله أبداً.
-
السبب الثالث للشعور بالسعادة هو العائلة والأصدقاء:
حيث أن الكثير من الفلاسفة والعلماء النفسيين اتفقوا على أن العائلة والأصدقاء هم السبب الرئيسي لسعادة
الإنسان فهم من يمنحون الإنسان القوة لمواجهة مصاعب الحياة والدفاع عما يملك وهم السيف والدرع
الذان يقاتل بهما،
كما قال خبير سعادة في جامعة هارفارد وهو دانيال جلبرت بأن قضاء وقت جيد مع العائلة
والأصدقاء يحقق الكثير من السعادة للإنسان ويشعر بالراحة النفسية والإطمئنان الداخلي،
وذكر أن هناك الكثير من الأنشطة التي تقام مع العائلة والتي تزيد من سعادة الجميع مثل الجلوس
على مائدة العشاء وتبادل الأحاديث الودية اللطيفة أو لعب الألعاب التقليدية مع أفراد العائلة والأصدقاء
والخروج في نزهات مع العائلة والأصدقاء والإحتفال بالأعياد الشخصية والوطنية مع بعض كل ذلك يسبب في شعور الإنسان بسعادة كبيرة ويمنحه قوة هائلة.
-
السبب الرابع للسعادة هو العيش بنمط حياة صحي:
والذي يعني أن يقوم الإنسان باتباع نظام غذائي صحي الأمر الذي يساعد جسمه في مكافحة جميع أنواع الأمراض ويقضي على الدهون والترهلات ويزيد من قوته الأمر الذي يزيد من شعوره بالثقة والقوة والذي يسبب في نهاية المطاف سعادة كبيرة للإنسان،
حيث إن العلم أيضاً وجد أن هناك أطعمة معينة تفرز هرمونات تسمى هرمونات السعادة مثل المقالي والحلويات والشوكولاته،
ولذلك نجد أن اخصائيي التغذية يسمحون للأشخاص اللذين يتبعون نظام صحي قاسي بأن يختارو يوم لا يتبعون فيه النظام ويمكنهم تناول ما يشاؤون فيه ما يشعرهم بسعادة كبيرة.
- السبب الخامس للسعادة هو ممارسة الرياضة:
حيث أن الكثير من الأبحاث أكدت على أن ممارسة الرياضة تساعد على تخفيف الضغط النفسي الذي يشعر به الإنسان وتخفض من التوتر والقلق،
كما تساعد الإنسان على زيادة ثقته بنفسه وتشعره بالسعادة وخاصة مثلاً عندما يقوم بالمشي مع شخص يحبه في الحديقة لبعض الوقت.
- السبب السادس للسعادة هو الإبتسامة: حيث ان الكثير من خبراء السعادة وجدوا أن الإنسان عندما يبتسم في وجه الاخرين ويبادله الأخرين ذلك يشعر بالسعادة كما يزيد من تفاؤله.
وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا
نتمنى أن ينال إعجابكم
دمتم بخير