اسباب السعادة الخمسة: كثيراً ما نسمع مصطلح السعادة وأن فلان سعيد وأن ذاك الشخص
يشعر بالسعادة فهنا يطرح السؤال نفسه وهو هل السعادة أمر مادي يمكن تحقيقه عن طريق
العمل والمال أم أن السعادة هي شعور داخلي باطني نشعر به وفق حالة نفسية معينة أو نتيجة
مجموعة من المشاعر الباطنية التي تسبب في النهاية الشعور بالفرح والسرور والسعادة،
ولذلك قمنا بإعداد هذا المقال المتواضع والمميز والذي سنتحدث به عن السعادة الحقيقية
وما هي مفاهيمها المختلفة وما هو تعريف الفلاسفة للسعادة ومن ثم سنوضح كيف ئ
يرى الإنسان الطبيعي السعادة وذلك لكون مفاهيم السعادة كثيرة جداً وتختلف من شخص
لأخر وفقاً لوجهة نظر كل شخص،
لذلك لابد من ذكر تعاريف عامة عنها ومن ثم سننتقل لنوضح لكم ما هي أهم اسباب السعادة
والتي يمكن تلخيصها في خمسة بنود،
بالإضافة على اننا سنشرح لكم فقرة مميزة وهي لصوص السعادة الخمسة بالإضافة
على العديد من المعلومات المميزة والتي من المتوقع أنك تقرأها للمرة الأولى.
مفاهيم السعادة في الفلسفة:
- يعتبر الفلاسفة المسلمون أن السعادة الأقوى على الإطلاق هي في إشباع كل من لذة العقل
- والذهن بالعلوم والمعارف،
أي أن السعادة تأتي من خلال الدراسة والعلم والقراءة وحب التعلم حيث يتفق
عدد من الفلاسفة المشهورين مثل ابن مسكويه والكندي والفارابي وابن رشد وغيرهم
في أن السعادة تظهر وتتجلى من خلال طلب العلم والحكمة،
بالإضافة إلى تطبيق هذه العلوم في حياتنا اليومية وذلك بهدف الوصول إلى نتائج صادقة وحقيقية،
كما يجب أخذ العلم بأن الفلاسفة المسلمين اتفقوا مع اليونانيين القدماء بأن السعادة
تكمن في الإيمان والعمل الصالح الذي يهدف لبناء المجتمع بالإضافة إلى إعمال العقل.
- قال أرسطو بأن السعادة ترتبط بشكل مباشر بفعل الخير.
- وقال الفارابي شيئاً قريباً مما قاله أرسطو حيث وجد أن السعادة تكمن في سعادة
- المجتمع أو الجماعة وليست سعادة شخصية أي أن الإنسان يجد سعادته الحقيقية
- عندما يكون من حوله سعيد بينما إن كان محيطه محبط فلن يستمتع بسعادته الفردية.
- كما أن هناك العديد من الفلاسفة الذين وجدوا ان السعادة تكمن في تقدير الإنسان
- لما يملك وعدم مقارنة نفسه مع الأخرين وخاصة الذين يفوقونه مالاً وجاهاً،
- وهناك من الفلاسفة من وجد ان السعادة تكمن في الحب والمحبة ومنهم من قال ان الإنسان وطريقة تفكيره هو من يحدد ما إن كان يريد السعادة أم غيرها.
ما هي اسباب السعادة الخمسة:
-
السبب الأول للسعادة هو الإيمان:
وهنا يمكن القول انه ذو حدين أي الإيمان بالله وأنه القادر على تحقيق أمنياتنا واننا سنعيش
كلاً من الخير والشر والسعادة والحزن،
وأن الضيق لن يستمر مهما اشتد سنجد الخير قد أشرق بنوره والإيمان بأن الله معنا وأنه
يختبرنا ولسوف يمنحنا ما نريد بعملنا الصالح وحبنا للأخرين،
والحد الثاني هو قريب من الحد الأول ولكنه يعتبر حد ثان لأن الإنسان نفسه
من سيقرر ما إن كان يريد السعادة أم لا وذلك من خلال طريقة تفكيره،
فالإنسان المتشائم نادراً ما يشعر بالسعادة بينما الإنسان المتفائل والذي دائما
ما يهتم بالنصف الممتلى من الكأس ويتفائل بأن في نهاية أي مشكلة سيجد الحل والفرج،
وأيضاً هناك الكثير من الإختبارات النفسية التي وجدت أن الإنسان المؤمن بأن الله معنا،
وأن المصاعب لا تستمر وسيأتي الخير والفرج بعدها هم أكثر سعادة من أولئك دائموا التشاؤم والإكتئاب.
-
السبب الثاني للسعادة هو التعامل مع الأخرين برفق ولين:
حيث أن الإنسان بشكل عام يميل لمن يعامله بلطف ومحبة فأي إنسان يواجه مشكلة ما سيقوم بطلب المساعدة من صديقه الذي يعامله بلطف،
مما يمنح ذاك الصديق الشعور بالسعادة عندما يقوم بحل مشكلة صديقه ومساعدته كما أن الشخص الأول سيسعد بزوال مشكلته،
وكما يقال كما تدين تدان فإن فعل الخير والشر سيعود إليك في يوم ما ولذلك من يقوم بفعل الخير سيجد الخير في طريقه وسيشعر بالسعادة،
كما أن التعامل برفق ولين مع الأخرين يكسبك الكثير من الأصدقاء الحقيقين ويكسبك محبة الأخرين،
وكما نعلم فإن الإنسان الذي لديه أصدقاء حقيقيين يساندونه في السراء والضراء يكون أسعد بكثير من غيره.
-
السبب الثالث للسعادة هو ذكر الله بشكل دائم:
فالله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم (ألا بذكر الله تطمئن القلوب)،
فكلما واجه الإنسان منعطفاً صعباً في حياته عليه أن يذكر الله تعالى ويتقرب منه فهو الوحيد القادر على حل أي مشكلة وهو القادر على إزالة همومنا وتجميل حياتنا وزيادة شعورنا بالسعادة،
هذا السبب قريب بشكل كبير من السبب الأول ولكنه وجب ذكره لضرورته وأهميته فالله عز وجل يقول أيضاً
(وإذا سألك عبادى عنى فإني قريب اجيب دعوه الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بى لعلهم يرشدون)
فهل ترون كم هذه الأية قوية بمعانيها فكل ما يتطلبه الامر هو الدعاء لله بأن يفرجها عليك ولذلك لابد من ذكر هذا السبب في الحصول على السعادة.
-
السبب الرابع للسعادة هو الإبتعاد عن الحسد:
فمهما ظننت أن الحسد أمر عادي وبسيط إلا انه سم قاتل يفتك بالإنسان ويقتل في قلبه السعادة والسرور والإطمئنان،
فإن أسوء الأمور التي تبعد الإنسان عن الحصول على السعادة والإطمئنان النفسي هي الحسد ومقارنة ما يملك بما يملكه الأخرين،
فإن الحسد يعتبر الطريق الأسهل الذي قد يمشي الإنسان به والذي يوصله إلى التهلكة بالتأكيد فإن الله لا يحب الحاسدين بل يحب العباد الشاكرين الراضيين بما آتاهم،
وأن السعادة لا يمتلكها الإنسان الحاسد وذلك لانه لن يكون راضياً بما لديه وبالتالي لن يكون سعيد،
ولذلك من أجل الحصول على السعادة يجب على الإنسان الإبتعاد عن الحسد ومقارنة نفسه بالأخرين،
بل يجب أن يعمل ويجتهد فيما يحب الامر الذي سيوصله للمكان الذي يتمناه وبالتالي سيشعر بالسعادة.
ويعتبر هذا السبب من أهم اسباب السعادة.
-
السبب الخامس للسعادة هو تقبل الحياة بشرها وخيرها:
فالحياة هي عملة ذات وجهين فيها الخير وفيها الشر وفيها السعادة وفيها الحزن وفيها السراء وفيها الضراء،
فالحياة قد تكون جميلة في منعطف ما ومن ثم تصبح سيئة لبعض الوقت ونحن علينا أن نتقبلها بجميع حالاتها فالأمر ليس بيدنا،
أي أننا لا يمكننا أن نجعلها جميلة طوال الوقت ولكن يمكننا أن نجعل سوادها صغير وسريع الزوال،
وذلك من خلال تقبلها والعمل على تحسينها قدر الإمكان.
بشكل عام فإن السعادة لا يمكن أن يحصل عليها المتشائم أو الحاسد والغيور أو الذي لا يؤمن بالله،
وبأن الحياة لا يمكن أن تكون جميلة بشكل دائم ولا قبيحة بشكل دائم بل إنها في حالة تنقل مستمر بين الحالتين،
وعلى الإنسان الذي يريد الحصول على السعادة أن يكون محباً ومتسامحاً مع الأخرين،
ويجب أيضاً أن يكون متفهما لموضوع أن المصائب كلها امتحانات يجب علينا اجتيازها وأن الله دائماً معنا،
وإن الإلتزام بالأسباب الخمسة السابقة ستنجح في حصول الإنسان على سعادته المنتظرة.
وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا والذي تحدثنا فيه عن اسباب السعادة الخمسة
نتمنى أن ينال إعجابكم
دمتم بخير