لا سعادة إلا مع الله، السعادة والاطمئنان مع الله
لا سعادة إلا مع الله هو عنوان ذو أبعاد كثيرة سنحاول تبينها لكم في مقالنا المتواضع اليوم،
فالسعادة حسب الرأي العام هي عبارة عن إحساس داخلي وشعور مميز يجعلك تشعر بالفرح
والسرور بالإضافة إلى بعض الأحاسيس التي لا يمكن وصفها والتي تجعل الإنسان يشعر بقوة
داخلية عالية جداً وتشعره وكأنه قادر على مواجهة أصعب التحديات والمواجهات،
كما يوجد الكثير من الدراسات المختلفة حول مفهوم السعادة منهم من تناول من وجهة نظر
الفلاسفة القدماء ومنهم من تحدث من وجهة نظر القرآن،
ومنهم من عبر عن رأيه الشخصي فالكثير من الأشخاص عن سألتهم عن السعادة سيجيبون
بأمور يجدونها من وجهة نظرهم تجلب السعادة والتي قد تكون بالنسبة لأشخاص أخرين
أمور تافهة أو غير مهمة وغير ضرورية الأمر الذي يؤكد أن مفهوم السعادة يختلف من شخص
لأخر وبالأخص من الناحية المادية لكل شخص،
فالشخص الفقير يجد سعادته في أمور مختلفة تماماً عن تلك التي يجد فيها الشخص
الغني سعادته وهذا ما تحدث عنه أرسطو،
وفي مقال اليوم سنبدأ بذكر أشهر مقولات وتعريف الفلاسفة وبالأخص الفلاسفة
المسلمون للسعادة ومن ثم سننتقل لكيفية الحصول على السعادة من وجهة نظر الإسلام،
ثم سنختم مقالنا في ذكر أشهر لصوص السعادة والتي بالتأكيد ساورك الفضول نحوها
فمن هم لصوص السعادة، لا تقلق ستجدهم في نهاية المقال.
مفهوم السعادة من وجهة نظر الفلاسفة الغربيبن والمسلمون:
- يرى أرسطو أن السعادة تختلف من شخص لأخر حسب الحالة المادية بشكل كبير فالشخص
- الفقير يرى سعادته في أمور قد تعتبر تافهة بالنسبة للشخص الغني والذي يجد سعادته
- في إمتلاك المال وتخزينه،
- أما أفلاطون فيجد أن السعادة هي عبارة عن مجموعة من فضائل النفس والأخلاق
- مثل العلم والحكمة والشجاعة والعدالة وغيرها من الأخلاق الفضيلة،
- بينما الفارابي فيجد أن السعادة الحقيقية للفرد هي تلك التي تخلق مع سعادة مجتمعه
- ومن حوله أي أن السعادة الحقيقية التي يمكن أن يحصل عليها الفرد ليست سعادة فردية
- بل هي تلك السعادة الجماعية والتي تجعل محيطه وكل من حوله يشعرون بالسعادة.
- أما الفلاسفة والعلماء المسلمون فوجدوا أن السعادة هي أن يستطيع الإنسان الوصول
- إلى تلك الحالة من التوازن بين متطلبات جسمه وروحه، وبين متطلبات المجتمع
- الذي يعيش فيه وبين حياته الدنيوية وبين حياته الأخروية،
- أي أن يستطيع الإنسان تحقيق التوازن في حياته بشكل كامل، حيث من وجهة نظر
- العلماء المسلمون أن السعادة الدنيوية هي سعادة لحظية وفانية على عكس السعادة
- الأخروية تلك السعادة الأبدية والتي هي دخول الإنسان إلى الجنة والنعيم.
- أما علم النفس فقد عرف السعادة على أنها محكومة بمجموعة من الضوابط والمحددات مثل الرضا وإشباع رغباته وتحقيقه للأهداف التي وضعها وتحقيق أحلامه،
- بالإضافة إلى قدرة الفرد في الوصول إلى مرحلة الرضا عن ذاته وعن الآخرين حيث من الجانب الإنفعالي فإن السعادة تعرف بأنها الإحساس بإعتدال المزاج والحالة النفسية،
- أما من تعريف السعادة من الجانب التاملي المعرفي فهي الوصول إلى مرحلة الإحساس والشعور بالرضا العام.
طرق السعادة من وجهة نظر الإسلام:
- إن التقرب إلى الله عز وجل من خلال قراءة القرآن الكريم ودراسة السنة النبوية الشريفة
- وسيرة الصحابة الكرام وأسماء الله الحسنى وإقامة الصلاة في مواعيدها والصيام والزكاة
- والقيام بالأعمال الخيرية والتي كلها تساعد الإنسان في تقربه من الله عز وجل تشعره بالراحة
- النفسية والإطمئنان والسلام الداخلي الامر الذي يعود عليه بالشعور بسعاده غامرة وقوة داخلية عظيمة.
- قلنا منذ قليل القيام بالأعمال الحسنة والتي هي تعتبر واحدة من أقوى أسباب السعادة حيث
- إن القيام بالأعمال الصالحة مثل مساعدة الأخرين والأعمال التطوعية التي تعود بالفائدة
- على المجتمع تشعر الإنسان بأنه مفيد في محيطه ومجتمعه مما يمنحه شعوراً قوياً
- وتفاؤلاً مميزاً الأمر الذي يؤدي بدوره إلى شعور الإنسان بالسعادة وخاصة عندما يشكره
- شخص ما قد ساعده من قبل أو يسمع أن فلان قد تحدث عنه بالخير فهذه الأمور وإن اعتبرت
- صغيرة إلا أنها ذات تأثير كبير على النفس البشرية.
لا سعادة إلا مع الله، السعادة في الإسلام
- من أهم طرق الوصول إلى السعاده من وجهة نظر الإسلام هي القناعة والرضا بما قسمه الله لنا وبما قدره الله لنا من خير وشر،
- فالله تعالى يدعونا على الصبر على الشدائد والمصائب والرضا بما أعطانا مهما كان قليل وعدم مقارنة نفسنا وما نملكه بمن هم أفضل منا مادياً ومن هم يملكون أكثر منا فهذا سيشعرنا بالنقص والحزن
- ولكن يمكنك أن تقارن نفسك بمن هم أقل منك فعندها ستعلم كم أن الله تعالى قد أكرمك وعندها ستشعر بقيمة ما تملك مهما كان بسيطاً.
- كما يجب أن نقوم بإختيار أصدقائنا بشكل صحيح حيث إن الأصدقاء لهم تأثير كبير على سعادة الإنسان فإن كانوا أصدقاء فاسدين غيورين فإن صحبتهم ستعود على الإنسان بالأسى والحزن أما عن كانوا أصدقاء طيبين صدوقين فإن صحبتهم ستنفع الإنسان وستكون مصدر سعادة له.
- يجب على الإنسان المؤمن أن يحضر مجالس العلم وحلقات ذكر الله ففيها تحضر الملائكة وفيها يشعر الإنسان براحة نفسية كبيرة وسلام داخلي مميز وسعادة كبيرة.
- كما يدعونا الله تعالى لمحبة الأخرين ومعاملتهم بلطف وإحسان، فإن عمل الإنسان سيعود إليه يوماً ما فإن عمل صالحاً سيعود إليه صالحاً وإن عمل سيئاً سيعود إليه سيئاً لذلك يجب علينا دائماً بهدف الحصول على السعادة ان نعمل صالحاً قدر الإمكان.
- كما يدعونا الله تعالى إلى النظر في مشاكل وهموم الأخرين ومساعدتهم في إيجاد الحلول لها والتي تشعر الإنسان بقوته وتشعره بالسعادة وأيضاً ستعود عليه بالنفع في يوم ما عندما يقع في مشكلة ما.
من هم لصوص السعادة:
- السيطرة: والتي تعني فقدان السيطرة في طريقة سير حياتنا حيث إن الإنسان الذي يشغل تفكيره في ماضيه او يفكر كثيراً في مستقبله فإن بطريقة ما قد فوت للتو اللحظة التي يعيشها حالياً أي انه قد فوت الحاضر وبالتالي يكون قد خسر فالماضي لا يعود والمستقبل غيب علمه عند الله ولذلك لتمنع هذا اللص من سرقة سعادتك دعك من الماضي والمستقبل وركز على الحاضر وعش لحظاته.
- الأنانية: وهي اللص الأكثر انتشاراً حيث انه عندما يهتم الإنسان بنفسه فقط ولا يهتم بمن حوله سيفقدهم بشكل تدريجي بحيث عندما يحتاج إلى شخص بجانبه قد لا يجد أحداً وهنا تكمن اكثر حالات التعاسة، ولذلك لتفادي الوصول إلى هذه الحالة يجب علينا محبة الأخرين ومعاملة من حولنا بلطف والإبتعاد عن الانانية قدر الإمكان.
- الطمع: وهو مشابه للأنانية بشكل كبير فهو أيضاص يودي بالإنسان إلى التهلكة، فالطمع امر في غاية السوء وهو يسبب الكثير من الأذى للإنسان ومن حوله.
- الشروط: ويقصد بها أن يضع الغنسان قائمة من الشروط على حياته والتي تجعل من حياته روتينية مملة، وينصح بالإبتعاد عن الروتينية قدر الإمكان للحصول على السعادة.
- الراحة: وتعني عدم المخاطرة والبقاء على نفس الحال حتى لو كان الوضع سيء، ولتفادي الامر ينصح ببعض المغامرة والمخاطرة في بعض الحالات والتي تجعل من حياة الإنسان مفعمة بالحماس.
وصلنا إلى نهاية مقالنا المتواضع والذي تحدثنا فيه عن السعادة مع الله وأنه لا سعادة إلا مع الله.
دمتم بخير