مصادر للسعادة في الحياة: ربما قد تكون تساءلت كثيراً عن مصادر السعادة،
وفي هذا المقال سنقدم لك أهم 4 مصادر للسعادة، لكن أولاً سنوضح معنى السعادة،
حيث يختلف مفهوم السعادة من شخص لآخر.
إلا أن ما يتفق عليه بأن السعادة شعور عام يشترك الناس به، فالسعادة عموماً تعني
الإحساس بالفرح والمتعة كما أنها تجعلك تشعر بالرضا تجاه كل ما لديك.
ما هي مصادر السعادة؟
يوجد مصادر عديدة للسعادة وكما سبق وذكرنا فإنها تختلف من شخص إلى شخص آخر،
فهناك من يعتقد أن مفتاح السعادة يكمن في الثروات وامتلاك المنازل والحسابات البنكية.
و هناك من يرى أن السعادة لا يمكن الحصول عليها عبر الملموسات بل هي شيء روحي،
والبعض الآخر يصدق بأن الشخص قادر على زرعها بداخله من خلال الأفكار الجيدة.
وفيما يلي سنذكر أهم 4 مصادر للسعادة:
التقبل والرضا:
تعد هاتين الصفتين من أهم مصادر السعادة، وللتحلي بهما يجب عليك أن تبدأ بخطوات
بسيطة حتى تعتاد عليهما وأن تتأنى وألا تستعجل، حيث التروي والتدرج ضروري
جداً للوصول إلى حالتي التقبل والرضا.
ومن أهم تلك الخطوات:
- أن تحاول فهم الحياة بشكل متواضع وبسيط وأن ترى جماليتها
- بأبسط تفاصيلها.
- أن تقتنع داخليا بأن التغييرات الحاصلة في الحياة هي جزء أساسي فيها،
- تماماً مثل التغييرات الطقسية الحاصلة للطبيعة.
- وأن تعود نفسك على القناعة الإيجابية التي تتوافق مع طبيعة كيان الإنسان.
- أن تحاول تمرين ذاتك على أن الحياة ومافيها فانية وأن مدتها قصيرة لذلك فلتحاول
- أن تجعلها سعيدة
- عبر تقبلك ورضاك بما تمتلك، لا أن تجهدها بالتطلع إلى ما لا تملك.
- أن تدرب ذاتك على تقبل كل ما لديك وكل ما حولك من إمكانيات معنوية ومادية، فالتقبل
- والرضا هما جناحا السعادة.
مساعدة الآخرين وحب الآخر:
إن تقديم المساعدة للغير بأي شكل يعد من إحدى مصادر السعادة لك وللآخر، حيث أن مساعدة الآخرين تساهم في تخفيف الأعباء والتعب والهموم وتساهم في نشر السعادة والتفاؤل.
فعند مساعدة الآخرين ستشعر بالفرح والطاقة الإيجابية، والأهم بالسعادة لأنه يشعرك بقيمتك كإنسان وستتولد لديك رغبة كبيرة لفعل الخير.
ولا تقتصر المساعدة على الناس فقط، فبإمكانك تقديم المساعدة للحيوانات أيضاً
إذ أنها تزرع شعوراً كبيراً بالسعادة أثناء التعامل معها وحتى أنك أثناء تعاملك معها ستجعلها سعيدة.
وكما نرى فأبواب المساعدة عديدة وكثيرة ولن يعجز أحد عن دخولها، ويؤكد الخبراء النفسيون
أن مساعدة الآخرين تساعدك على الشعور بالسعادة والراحة النفسية وتخفف من توتر الأعصاب.
ولا ننسى أن تقديم المساعدة لا يقتصر على المساعدة المادية فقط إنما تشمل المعنوية أيضاً،
كأن تقدم النصح للأفراد وأن تنقل لهم العلم وأن تستمع إلى مشاكلهم ومحاولة
معالجتها وحتى إن لم يكن بمقدورك معالجتها.
كما أن مجرد تواجدك جانبهم سيجعل شعور السعادة متبادل فيما بينكم،
وعند تعاملك مع الآخرين ستتعلم السيطرة على مشاعرك وستتعلم أيضاً أن تكون صبور.
أما فيما يخص حب الآخر: فالحب هو متطلب روحي نفسي، ويعد من مصادر السعادة الأساسية
لاحتوائه على مجموعة كبيرة ومتنوعة من المشاعر الإيجابية التي تسبب حالات عاطفية
وعقلية ذات تأثير قوي ترفع من شعورك بالسعادة.
حيث أن الحب يعبر عن الفضائل الإنسانية القيمة والتي يمثلها الإنسان بتعامله الحسن مع الآخرين ومحاولة فعل الخير وتحقيق سعادتهم،
فحب الآخر ذو أهمية نفسية كبيرة وخاصة أنه أساس العلاقات بين الأشخاص وعماد أساسي لاستمرارها.
عند محبتك للآخرين ستلقى محبتهم ومودتهم وستجد من يخفف عنك آلامك ويرسم لك ابتسامة ويزيل مشاعر الوحدة.
وفي الدور المقابل ستقدم كل ما تستطيع لأحبائك بغية رؤيتهم سعداء، وهذا ما سيقضي على المشاعر السلبية ويستبدلها بالمشاعر الإيجابية ويزيد من شعورك بالسعادة أنت ومن حولك.
تطوير الذات:
يعد تطوير الذات مصدراً مهماً جداً من مصادر السعادة، فهو يساعدك في أن ترتقي بمستواك العقلي والإجتماعي، وتنمية مهاراتك وتحديد أهدافك والابتعاد عن الضياع والتشتت ويخلصك من المشاعر السلبية.
يوجد العديد من الخطوات التي تساعدك في تطوير ذاتك، لكن لا يمكننا تحديد الأسلوب والكيفية، إذ أنها تختلف من شخص لآخر، ويمكنك تطوير ذاتك لتكون أكثر سعادة بأساليب متعددة، منها:
- حدد مبادئك: إذ أن تحديد المبادئ يساعدك على تحديد طريقك والسير بشكل متواصل دون اختلاط أو ضياع، فمبادئك هي نقطة ارتكاز لعملية التطوير.
- حدد أولوياتك: إن أفضل ما قد تقدمه لنفسك هو أن تحدد أولوياتك، وذلك من خلال وضع جدول أهدافك لتحقيقها حسب الأولوية، إذ أن العشوائية ستسبب لك خلل في إنجازاتك مما سيجعلك أقل سعادة.
- التعلم: إذ أن التعلم يعود بالنفع عليك دوما، حيث يجعلك تشعر بالتحسن في جوانبك الشخصية ومهاراتك وسلوكياتك، مما يدفعك للشعور بالسعادة.
- التفكير الإيجابي: وهو عملية أساسية لتطوير ذاتك والحصول على السعادة، إذ أن اكتسابك صفات إيجابية تساعدك على تحقيق أهدافك وهذا ما سيجعلك سعيداً، حيث أن تفكيرك الإيجابي سينعكس على سلوكياتك وواقعك.
- الثقة بالنفس: عند احترام ذاتك والثقة فيها، ستبدأ بالشعور بالسعادة، فعندما تبرز ثقتك بنفسك ستتمكن من تحقيق تقدم واضح.
- جلسات التأمل: تحفز جلسات التأمل شعور الإنسان بالاسترخاء والراحة، مما يساعد في تصفية ذهنك وإعادة ملء طاقتك الإيجابية.
التفاؤل: يعد التفاؤل القاعدة الأساسية التي تبنى عليها مصادر السعادة،
لذا حاول أن تبتعد عن كل ما يمكن أن يخلق لك الاكتئاب أو الحزن، وحاول أن تنظر نظرة تفاؤلية لكل ما حولك، حيث أن طاقتك الإيجابية وتفاؤلك تقبع في نفسك.
فالتفاؤل يجعلك أكثر قدرة على خلق علاقات إجتماعية ناجحة مع الآخرين، وهذا ما يؤمن لك المساندة والدعم في حال واجهتك أي مشكلة.
وأيضاً هو وسيلة مهمة لجعل حياتك الصحية أفضل كما ذكرت العديد من التقارير الطبية،
حيث أن التفاؤل يخلصك من الأمراض المزمنة ويساهم في تقوية مناعتك ويجعلك تعيش ضمن حياة خالية من الهموم والمتاعب وكل ما هو سلبي.
فعندما تنظر للأشياء بنظرة إيجابية ستولد شعور السعادة في داخلك، وقد يبدو الأمر صعباً في البداية، ولكن مع مرور الزمن ستبدأ تشعر بنجاحك وبأنك على الطريق الصحيح لتحقيق السعادة.
حاول أن تحيا كل يوم من أيامك بأمل جديد وابتعد عن النظر إلى الوراء إلا للذكريات السعيدة،
فالشخص السعيد هو شخص قرر واختار أن يكون سعيداَ من خلال تفكيره وأسلوب حياته وأن عليه أن يصنع سعادته ويقوم بتعزيزها بنفسه وأنه لا يأتي لا من الآخرين ولا من الأمور المادية.
السعادة من الناحية الإنفعالية والإداركية
السعادة من الناحية الإنفعالية تعني الشعور بمزاج معتدل أما من الناحية الإدراكية فهي تعني وصول الشخص للرضا،
وبالنسبة للناحية النفسية فالسعادة تتمثل بالشعور بكل من الإشباع والطمأنينة اللتين تؤديان إلى إيصال الشخص لتحقيق ذاته وبهذا يحصل على سعادته.
وفي الختام، مصادر السعادة تنبع من داخلك، وقد تختلف نظرة الشخص الواحد لها عن الآخر،
وبشكل عام يمكننا القول أن السعادة شعور نسبي يختلف باختلاف إمكانات وقدرات ودوافع الشخص، خلافاً لما تصوره القصص الخيالية فالسعادة لا تظهر بالسحر ولا أمراً يحدث لك، بل إنها تزرع في داخلك.
