ما هي السعادة الحقيقية: اختلف العلماء والحكماء في تعريف السعادة فكل شخص منهم عرفها
من منظوره الشخصي وهذا أمر صحيح حيث أن السعادة ليست مجرد كلمة تقال أو مجرد شعور
محدد يشعر به الإنسان بل هي مجموعة من العواطف والأحاسيس التي يشعر بها الإنسان،
والتي تتعلق بشكل كبير في الحالة النفسية للشخص وتطلعاته والنهج الذي يتبعه في حياته.
لذلك نقول أو يقول العلماء والحكماء أن مفهوم السعادة هو يمكن القول بأنه مفهوم نسبي
يختلف من شخص إلى أخر،
فكل شخص يرى في سعادته أمور مختلفة عن الآخرين وقد تتشابه السعادة لدى بعض البشر
فهذا أمر طبيعي،
فهناك من يرى أن سعادته تتحقق عندما ينجح في عمله أو عندما ينجح في دراسته ويكون من المتفوقين،
بينما هناك من يجد سعادته بأمور أبسط مثل الجلوس في الطبيعة وتأمل جمالها واحتساء
كوب من الشاي أو القهوة،
وهناك من يجد أن سعادته تكمن في قضاء وقته مع عائلته و أصدقائه،
وهناك من أن السعادة هي في جمع الكثير من المال، وبالتالي نجد مما سبق أن السعادة هي عبارة
عن شعور نسبي يختلف بإختلاف قدرات الشخص وإمكانياته،
وفي مقالنا اليوم سنحاول أن نذكر لكم أكبر قدر ممكن من المفاهيم التي أطلقت على السعادة
من قبل الفلاسفة والعلماء بالإضافة إلى مجموعة من المعلومات الأخرى المهمة لحصول الفرد على سعادته.
مجموعة من التعريفات المختلفة لمفهوم السعادة:
- تعرف السعادة الحقيقية بأنها عبارة عن أي شيء يدخل السرور والفرح والبهجة على نفس الإنسان وهي أيضاً الشعور بالرضا عن النفس والإطمئنان والسلام الداخلي،
- كما تعني السعادة الحقيقية هي أن يعيش الإنسان في فرح دائم وتفاؤل في الحياة كما بين العلماء أن السعادة الحقيقية تتجاوز السعادة اللحظية،
- كما أن السعادة الحقيقية تنمو وتزداد وهي نوعين: الملذات والمسرات،
- الملذات تعني المتع الحسية أي الإحساس بالراحة والنشوة والطرب والبهجة والإثارة وهي أيضاً تعتبر مشاعر سريعة الزوال،
- أما المسرات فهي الأنشطة التي يستمتع الإنسان في تأديتها مثل قرءة الكتب والروايات والرقص وتسلق الجبال والسباحة وهي مشاعر تستمر لفترة أطول من الملذات.
- أما تعريف السعادة الحقيقية من الناحية الفلسفية، فهناك الكثير من التعاريف من وجهة نظر الفلاسفة:
تعريف السعادة الحقيقية من وجهة نظر العلماء والفلاسفة
- يقول دينيس وايتلي أن السعادة هي عبارة عن تجربة روحية للعيش بإمتنان وحب وسرور.
- يقول أرسطو بأن السعاده الحقيقية ترتبط بشكل مباشر في تحقيق الخير وهي الفضيلة التي تقود الإنسان
- إلى السعادة كما يرى بأن السعادة ليست فردية بل هي سعادة جماعية، كما قسم السعاده إلى ثلاث
- أنواع هي السعادة المرتبطة باللذة الحسية والسعادة المرتبطة بالشرف والتشريفات والسعادة التي تقيم على أساس التأمل.
- يرى وليام فيلبسلا أن أسعد إنسان هو ذاك الذي يفكر في الإثارة والإهتمام بعيداً عن ضغوط
- ومصاعب الحياة.
- بينما يرى جورج ساند أن السعادة الوحيدة والأفضل في الحياة هي حب الأخرين ومحبة شخص مميز.
- أما وودي الن يرى بأن السعادة هي عبارة عن تقدير الإنسان لما يملكه وعدم التفكير فيما يملك
- الأخرين ومقارنة نفسه بهم.
- ويرى ديل كارنيجي بأن السعادة الحقيقية محكومة بموقف الإنسان العقلي ولا تعتمد أبداً
- على الظروف الخارجية.
- بينما يرى ابن مسكويه بأن السعادة نفسية وجسمية بالوقت عينه، حيث يرى أن السعادة الدنيوية
- ناقصة لإنطلاقها في عالم الحس، ولذلك لابد للإنسان من التعرض للألم والحسرات ليشعر بالسعاده
- الحقيقية حيث شبه الأمر بمن يشعر بالجوع الشديد ومن ثم يجد طعاماً شهياً فهنا سيشعر بسعادة كبيرة لا توصف.
- ويرى بيرتينيللي بأن السعاده الحقيقية هي في الأصل إختيار فمهما كثرت مصاعب الحياة ومشاكلها فإن الإنسان يستطيع أن يجد سعادته عندما يتجاهل تلك المصاعب وذلك لأن المصاعب تأثيرها يعتمد على قرار الشخص نفسه.
- الفارابي فيرى أن السعادة الحقيقية ليست سعادة الشخص نفسه بل هي في إسعاده الأخرين حيث يرى أن السعادة هي ليست شخصية أو فردية بل السعادة هي سعادة جماعية تشمل المجتمع بأكمله،
- بالإضافة إلى أن السعادة لا ترتبط بالجسد وهي ليست إشباعاً للذة، كما يرى أن السعادة في ممارسة التفكير والتأمل والإحتكام إلى المنطق في التمييز بين الصحيح والخاطئ.
- ويرى أفلاطون بأن السعادة هي عبارة عن مجموعة فضائل الأخلاق والنفس مثل الشجاعة والعدالة والحكمة والعفة.
تعريف السعادة الحقيقية من وجهة نظر العلماء المسلمون
- أما العلماء المسلمون فقالوا أن السعاده هي أن يصل الإنسان إلى حالة من التوازن بين متطلبات جسمه وروحه، وبين متطلباته الشخصية وبين متطلبات المجتمع المتواجد فيه، وأيضاً بين الحياة الدنيوية والآخرة، كما وضح العلماء المسلمون بأن السعادة الدنيوية هي مجرد سعادة ناقصة ولحظية بينما السعادة الحقيقية هي السعادة الخالدة في الدار الآخرة وهي الدخول إلى الجنة بحيث قالوا أن السعادة عبارة عن مرحلتين السعادة الدنيوية في ظل الاحكام والضوابط الشرعية والسعادة الآخروية والتي تتحقق بحسب ما يعمل الإنسان لأخرته.
ما هي أنواع السعادة:
- تقسم السعادة بشكل أساسي إلى نوعين يعتمدان على مستوى التأثيرات التي تحفز الشعور بالسعادة،
- النوع الأول من السعادة هي تلك السعادة قصيرة المدى التي تستمر لفترة قصيرة من الزمن،
- أما النوع الثاني فهو الأفضل وهي السعادة طويلة المدى وهي عبارة عن سلسلة بواعث ومحفزات للسعادة قصيرة الأمد،
- كما أن السعاده طويلة الأمد هي في حالة تجدد دائم وبالتالي تستمر هذه السعادة مدى الحياة.
ما هي مفاتيح السعادة الحقيقية:
- بالتأكيد كل شيء في الحياة له مفاتيح مثل مفاتيح المال ومفاتيح النجاح وبالتالي للسعاده أيضاً مجموعة من المفاتيح وهي على الشكل التالي:
- الإمتنان وهو يعتبر الإختصار الجميل للسعادة والذي يشعر الإنسان بسعادة كبيرة ورضا هائل.
- العطاء وهو عندما يمنح الإنسان الحب للأخرين دون إنتظار مقابل الأمر الذي يشعر الإنسان بأن له فائدة وبالتالي يشعره بسعاده كبيرة.
- التفاؤل وهو من اكثر أسباب السعاده، حيث أن الإبتعاد عن القلق وزيادة مشاعر الثقة بالنفس لدى الإنسان والتفكير بطريقة إيجابية كلها أمور تساعد في شعوره بالسعادة.
- السكون والذي يعني أن يأخذ الإنسان فترات معينة للإسترخاء والتأمل بعيداً عن ضجيج العالم ومشاكله.
- حب الذات حيث يجب على الإنسان احترام ذاته وان يعاملها بلطف وأن يقدر نفسه بشكل جيد الأمر الذي يعود عليه بالشعور بالسعادة.
ما هي متطلبات السعادة:
- من أبرز متطلبات السعاده هي الإكتفاء المادي للشخص وحصوله على حاجته اليومية من المال والذي يستخدمه لتلبية احتياجاته الأخرى الامر الذي يشعره بلا شك بسعاده كبيرة.
- من متطلبات السعادة أيضاً ان يتحلى الإنسان بانماط سلوكية سليمة وحسنة، بالإضافة إلى ضرورة وضع أهدافه وتحديدها بحيث تكون قابلة للتحقيق وليست مستحيلة.
- كما يجب إشغال النفس بالعمل والنشاطات وممارسة الرياضة إن امكن حيث ان الصحية البدنية والإبتعاد عن الامراض من اكثر مسببات السعاده.
- يجب أن يصبح لدى الفرد قدرة على تجاهل المثيرات السلبية والتغاضي عنها قدر الإمكان.
وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا المتواضع والذي تحدثنا فيه عن السعادة الحقيقية
نتمنى أن ينال إعجابكم
دمتم بخير