الطرق الفعالة للتخلص من القلق في تربية أطفالك

الطرق الفعالة للتخلص من القلق في تربية أطفالك

بعض الطرق الفعالة للتخلص من القلق في تربية أطفالك:

منذ اللحظة الأولى التي تمسكين بها طفلك وتحتضنينه، يغمرك نوع من السعادة العارمة بذلك المخلوق الصغير الذي بين يديك،

تشعرين أنّه إثبات لك بأنّك أهل لرعاية إنسان آخر والاهتمام بكل تفاصيله، وبمرور الوقت وحين ترين طفلك يكبر أمام عينيك.

يبدأ بالزحف والمشي والكلام ثم يقترب من عمر الذهاب للمدرسة وتبدأ تتكوّن له احتياجات ومتطلبات وآراء قد لا تعجبك

لكنّك قلقة لا تعرفين كيفية التصرف حيالها دون إيذاء طفلك، كلّ ذلك يخلق كتلاً قاسية من القلق والمخاوف تقضّ

مضجع تلك السعادة الغامرة في قلبك.

لذا ارتأينا أن نعرض هنا بعضا من الأساليب الصحيحة والمدروسة علمياً للتعامل مع أطفالك

وإرشادهم إلى التصرفات القويمة بأساليب سليمة.

الطرق الفعالة للتخلص من القلق في تربية أطفالك

تحديد أوقات خاصة للطفل وحده :

قد تعتقد الأمهات أنّ هذا الطفل الصغير لا يهتمّ إن كرّست الأم له جزءا من وقتها أم لا، لكن الحقيقة تبيّن أنّ قيام الأم بتخصيص

أوقات قصيرة كل يوم للتواصل مع طفلها لوحده يعزّز بشكل كبير من علاقتهما؛ وفي هذا الصدد أوردت منظمة يونيسيف

العالمية على لسان أستاذة الإرشاد الاجتماعي في جامعة أوكسفورد ” لوسي كلوفر ” أنّ سرّ بناء علاقة جيدة مع الطفل

يكمن في تكريس الأم بعض الوقت له حتى لو كانت مشغولة كثيرا بأعمال أخرى فيمكنها أن تشارك الطفل في بعض أعمالها

كأن تجعله يرتب الثياب معها أو يساعدها في غسل الأواني أو يرتّب الأرضية، ومن المهم أن تحرص الأم على الاهتمام

بطفلها في هذا الوقت والاستماع له وذلك بترك ما يشغلها إن لم يكن مهما جدا كترك التصفح عل هاتفها أو متابعة التلفاز.

بدلاً من التركيز على سلوكيات الطفل الخاطئة، أثني على إنجازاته الصغيرة :

عندما تقومين بالثناء على سلوك جيد بدر من طفلك فإنّ ذلك يعطيه دفعة من الشعور الإيجابي ويجعله أكثر حبا

لتكرار هذه التصرفات الحميدة مستقبلاً وذلك مهما كان تصرفه صغيرا كأن يحضن أخاه أو أخته، أو أن يلملم ألعابه ويرتبها،

أو ينظف ما وقع منه على مائدة الطعام، أو يلتزم بالصمت حين حديثك في موضوع مهم على الهاتف.

أما عندما تؤنبينه باستمرار فإنّ ذلك يخلق لديه رد فعل سلبي وقد يجدها طريقة للفت انتباهك حين يشعر بأنك تهملينه

ولا تكترثين له فيعتاد على افتعال مثل تلك التصرفات.

يمكنك كذلك أن تدخلي بعض طرق الثناء التفاعلية والممتعة كأن تكافئيهم بشراء هدية صغيرة

لهم أو إعداد طعام يحبونه، أو منحهم قليلا من النقود.

ركزي على طريقتك في إعطاء النصح والإرشادات لأطفالك :

إنّ هذا أمر مهم جداً، فأن تطلبي من طفلك أمراً بصوت هادئ ووجه مبتسم أمر مختلف تماماً حين تطلبين منه نفس الأمر

لكن بوجه غاضب وصوت عالٍ، فأول خطوة لتليين حدة تصرفات أطفالك تبدأ منك باتباع أسلوب هادئ في معاملتهم.

حاولي الاستماع جيداً لطفلك :

واحدة من أهم الطرق التي تستطيعين بها كأم الدخول لعالم طفلك هي أن تصغي له باهتمام،

فحين يروي طفلك مشكلة تسبّب بها لك،

لا يفترض بك أن تؤنبيه وتلقي اللوم عليه فورا فالأجدى من ذلك أن تحاولي الاستماع له ومعرفة دوافع هذا التصرف لديه،

فتلك طريقة مهمة لمعرفة أسباب قيام الطفل بتلك التصرفات بالتالي معالجة الأسباب. وعندما يلقى منك هذا الاهتمام

والإصغاء فسيتشجع ليتكلم معك كلما تعرّض لمشكلة أو قصة أحزنته.

ضعي مجموعة من القواعد الواضحة :

حين تقومين بوضع قواعد محددة وتشرحين لطفلك بجدية مدى أهمية اتباعها في المنزل وخارجه،

فإنّ ذلك سوف يساعدك كثيراً

في تنظيم الأمور وكذلك السيطرة على تصرفات طفلك.

في الوقت نفسه بإمكانك أن توضحي له أنّ عدم اتباع هذه القواعد سيعرّضه لبعض العقوبات

كحجز لعبته المفضلة لبعض الوقت،

أو منعه من مشاهدة التلفاز لبعض الوقت.

لكن عليك الانتباه ألاّ يكون ذلك العقاب على حساب حاجة أساسية للطفل كحرمانه من وجبة

طعام أو أن تأخذي ألعابه لفترة طويلة جداً.

شاركي طفلك اهتماماته :

قد لا تحبين كل ما يحبه طفلك وقد لا تروقك ألعابه الإلكترونية، لكنّ ذلك خطوة جوهرية في منح شعور الدعم والمساندة لطفلك،

فحين يرى الطفل أنك مهتمة بلعبته واهتماماته الصغيرة ستقوى لديه المشاعر الإيجابية ويرتبط بك بشكل

أكبر ما يجعله يشاركك هذه الاهتمامات في المستقبل.

أظهري لطفلك أنّه أهل للاعتماد عليه :

تكمن أهمية طلبك للمساعدة من أطفالك بأشياء هم قادرون على القيام بها في منحهم إحساسا بالإنجاز والمسؤولية،

فحال طلبك للمساعدة سرعان ما ستجدينهم يبادرون بحبّ ومرح لتلبية طلبك، هذه السعادة التي يشعرون بها تأتي من

كونهم يشعرون أنهم يستطيعون القيام بشيء للآخرين ومد يد العون لهم وذلك يزيد من ثقتهم بأنفسهم بشكل ملحوظ.

إظهار قدر كاف من الحب والحنان :

لا تجعلي كل يومك يضيع على إلقاء الإرشادات والتنبيهات حول ما يجب القيام به وما يجب تجنبه، بل اخلقي جواً من الحب والود في المنزل باحتضان أطفالك ومداعبتهم بكلام لطيف، أو قراءة القصص لهم ومشاركتهم في اللعب، كل ذلك سيخلق أواصر علاقات متينة بينكم.

تجنبي التمييز بين أطفالك :

واحدة من أكثر الأمور المحبطة للأطفال والتي تؤدي بهم إلى النفور من الأسرة وتعرضهم لاحتمال تطوير شخصية مضطربة وغير متوازنة وقليلة الثقة بذاتها هي عدم العدل الذي يلاحظونه من آبائهم في التعامل معهم.

هذا لا يعني بالطبع أن الوالدان يتعمدان ذلك فممكن أن يكون ذلك عفوياً بغير قصد لكن الطفل لديه حساسية كبيرة لهذه التصرفات وقد يشعر نتيجة ذلك بالغيرة من أخيه ويضعف ذلك علاقتهم كإخوة.

لذا من المهم الانتباه لذلك والتركيز في كل طفل على مميزاته وقدراته، فيمكنك مدح طفلك المجتهد في دراسته والمحبّ لها بعبارات ثناء جميلة وفي نفس الوقت عليك تشجيع طفلك الاجتماعي والماهر في تكوين صداقات وعلاقات مع زملائه في المدرسة.

كذلك عليك الاهتمام بالإصغاء لاحتياجات كل منهم وتلبيتها بالتساوي، فاستماعك لأحدهما و إهمال الآخر سيدخله في دوامة من الحزن والإحباط والشعور بقلة دوره في الأسرة ما سيجعله في تنافس مستمر وضار مع أخيه للحصول على اهتمامك.

نأمل أن تكوني عزيزتي الأم قد تعرفت على بعض من الطرق المفيدة في التعامل مع أطفالك، كما ننوّه أنّ هذه المشاعر القلقة هي طبيعية في المرحلة التي تمرين بها وتستطيعين التغلب عليها مع الوقت،

ولا يعني كونك أما أن تكوني مثالية دوماً فلا تحبطي نفسك إن تصرفت بشكل خاطئ في وقت ما، فكلّ ما عليك فعله هو أن تنتبهي لهذه العثرات وتحاولي أن تبحثي وتجدي الطريقة المناسبة في التصرف خلال المرات القادمة.

كما يمكنك مشاركة هذه المخاوف مع زوجك فمناقشتكما في هذه الأمور حتماً ستساعد في التوصل لطرق إيجابية في تربية أطفالكم، كذلك قد يساعدك طرح هذه المواضيع في أحاديثك مع صديقاتك اللواتي هنّ أمهات أيضاً.

المصادر :

https://www.verywellfamily.com/help-my-kids-are-out-of-control-1094959

https://www.healthychildren.org/English/family-life/family-dynamics/communication-discipline/Pages/Disciplining-Your-Child.aspx

https://www.unicef.org/ar/%D9%83%D9%8A%D9%81-%D8%AA%D8%A4%D8%AF%D9%91%D8%A8-%D8%B7%D9%81%D9%84%D9%83-%D8%A8%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82%D8%A9-%D8%B0%D9%83%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%B5%D8%AD%D9%8A%D9%91%D8%A9/%D9%82%D8%B5%D8%B5

تم النشر بتاريخ الأربعاء، 3 نوفمبر 2021
من نحن
سياسة الخصوصية
اتصل بنا
اتفاقية الاستخدام
جميع الحقوق محفوظة © كتابي 2021