الأسرة مفهومها وتطورها ومراحلها: الأسرة هي الراحة والسكينة والطمأنينة فبغياب الاسرة لا يحيا الإنسان لوحده وتعتبر مطلب إنساني لكل فرد ويسعى كل منا لإنشاء أسرته الصغيرة من خلال الزواج والإنجاب.
ومن خلال مقالنا لهذا اليوم سنتوسع بالحديث عن الأسرة ومفهومها وتطورها ومراحلها … ، وبداية دعونا نعرف مفهوم الأسرة.
مفهوم الأسرة
يمكن تعريف الاسرة بأنها مجموعة بيولوجية منظمة مكونة من الأب والأم مترابطين ببعضهما بعلاقة زواج ومعروفين لدى المجتمع بأنهما زوجين ولديهما أبناء .
والأسرة family تشير الى جماعة مكونة من زوجين وأولادهما الغير متزوجين و يقيمون معاً في نفس المسكن
وتعود أهمية الأسرة الى أنها :
- تعتبر الجماعة الأولى التي يحتاج إليها الطفل فهي أولى المدارس الاجتماعية التي يتعلّم منها الطفل الخصائص والصفات الاجتماعية والأساسيات الاولى للشخصية.
- تغرس العديد من الصفات الشخصية والقيم مثل الحب والإيثار والتعاون والصدق والتنافس .
- تؤسس الجانب التربوي للطفل من خلال تعليمه الأسس التي سيعيش عليها في حياته المستقبلية.
- أصغر مجموعة إجتماعية حيث لا يمكن أن تتجزأ الى جماعات أصغر التي يتفاعل أفرادها مع بعضهم البعض وفقاً لأدوارهم في المجتمع.
- تحفظ نسل البشرية من الإنقراض من خلال التزاوج وتنمية أبناء قادرين على إعادة دورة الحياة بما يضمن إستمرار البشرية.
تصنيف الاسرة
يمكن تصنيف الأسرة من خلال نواتين إلى :
أسرة التوجيه
وهي تواجد المرء في أسرة مكونة من والده ووالدته وأخوته الذكور وأخواته الإناث ويمكن تسمية هذا النوع من الأسر بـ( النواة الاولى )
أسرة الانجاب
وهي تواجد المرء مع زوجته وأبنائه الذكور والإناث ويمكن تسمية هذا النوع من الأسر بـ ( النواة الثانية )
الاسرة الممتدة
وهي عدد من الأسر المركبة والمتصلة والمرتبطة والتي تقيم في مسكن موحد حيث تتكون من الأب والأم والأبناء المتزوجين وغير المتزوجين من الذكور والإناث وزوجات الأبناء وأبناء الأبناء وغيرهم من الأقارب كالخال والخالة والعم والعمة ويتشاركون جميعهم بحياة إجتماعية وإقتصادية موحدة.
الاسرة النووية (النواة)
وهى الأسرة المبدئية والمكونة من زوج وزوجة
وظائف الأسرة
يوجد العديد من الوظائف التي تقوم بها الأسرة وهي :
الوظيفة البيولوجية
إنّ الوظيفة الأساسية للأسرة هي التناسل والإنجاب وحفظ النوع البشري من الإنقراض ومن أجل تحقيق ذلك وإنجاب أطفال ذوي صحة جيدة من الناحيتين العقلية والجسدية يجب أن يتوفر بالأسرة ما يلي :
- أن يتمتع الوالدين بصحة جسدية سليمة.
- و أن يتمتع الوالدين بصحة عقلية سليمة كي ينجبوا أطفال كاملي العقول.
- أن تتمتع الأسرة بمردود إقتصادي كافي كي تلبي حاجات ومطالب جميع الأبناء.
الوظيفة الاقتصادية
قديماً كان الأب هو المسؤول الإقتصادي عن تلبية كل حاجات الأسرة إلّا أنه ومع تطور الوقت وزيادة متطلبات الحياة أصبحت الزوجة تعيل زوجها إقتصادياً وكذلك الأبناء عندما يستطيعون تحمل المسؤولية والمشاركة في الميزانية الإقتصادية للأسرة بحيث لا يتعارض ذلك مع دراستهم وتحصيلهم العلمي.
نتيجة الظروف التاريخية تم تقسيم أشكال مساهمة الأسرة الإقتصادية إلى :
- مساهمة الأب والأبناء البالغين من الذكور والإناث وحسب الإمكانيات في الدخل الإقتصادي للأسرة.
- مساهمة الأم في دخل الأسرة من خلال العمل ضمن المنزل أو خارج المنزل بوظيفة ضمن قطاع خاص أو عام وبما لا يتعارض مع الدور الأساسي الذي تقوم به في تربية أبنائها وتنشئتهم الإجتماعية ورعاية أمور البيت .
- توفير دخل فائض تحسباً لمواجهة أي ظرف طارئ
الوظيفة النفسية
وذلك من خلال ما يلي :
- جعل الجو النفسي للأسرة جواً مليئاً بالحب والألفة والثقة المتبادلة ويبدأ ذلك من العلاقة بين الزوجين والتي ستؤثر بدورها على الصحة النفسية للأبناء
- تكوين شخصية متزنة للأطفال وتحقيق السعادة لهم.
- أن تجتمع الأسرة بشكل أسبوعي من أجل مناقشة ودراسة مشاكل وشؤون الأسرة وإيجاد الحلول لكل فرد من أفرادها.
- إعطاء الفرصة لكل أفراد الاسرة من أجل المساهمة الإيجابية في تخطيط ورسم برامج الاسرة .
- من خلال علاقة متوازنة بين الزوج والزوجة والأبناء والبنات والعلاقة المحترمة السائدة بين الجميع.
الوظيفة الاجتماعية
تمثل الأسرة حجر الأساس في المجتمع من خلال تطبيع أفرادها بإندماجهم ضمن ثقافة المجتمع وإتباع عادات وتقاليد أفراده والإمتثال لقوانينه .
و أكدت الدراسات على أثر الأسرة العميق في تطبيع وتربية الطفل في السنوات الخمس من حياته وذلك للأسباب التالية :
- الطفل حتى عمر الخمس سنوات لا يخضع لسلطة إلا لأسرته .
- الطفل حتى عمر الخمس سنوات يكون سهل التأثير عليه والتشكيل ولديه قابلية كبيرة للتعلم
- هذه المرحلة تعتبر خطيرة وحاسمة حيث يكون العلم كالنقش في عقل الطفل من الصعب أن يتغير فيما بعد.
إن أثر الأسرة في المجتمع يتوقف على العديد من العوامل منها :
- الوضع الإقتصادي والإجتماعي للأسرة والمستوى الثقافي لها.
- عدد أفراد الأسرة والمناخ العاطفي لها ودرجة الإستقرار والتلاحم بين أفرادها.
العوامل التي أدت إلى تطور الاسرة
العامل المورفولوجي
تأسس المدن وهجرة السكان من الريف إلى المدينة والخضوع لسلطة العادات والتقاليد.
العامل الاقتصادي
حيث تحولت الحياة الاقتصادية من الإنتاج إلى الاستهلاك بسبب زيادة مغريات الحياة ( أزياء – تكنولوجيا …)
العامل الثقافي والحضاري
فعند الإنفتاح بين الشعوب زادت معرفة الأسرة بمظاهر الحياة وتغيرت العادات والتقاليد والتعارف الأمر الذي أدى إلى إرتفاع مستوى الذوق العام لدى الأسرة.
انتشار نظرية الديمقراطية
حيث حصلت المرأة على حقوق سياسية ساوت بذلك الرجل الأمر الذي أدى إلى انتشار الديمقراطية وما تتضمنه الديمقراطية من المساواة بين الجنسين في الحقوق والواجبات وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص والتعليم الإلزامي حيث أدى ذلك إلى زيادة في تعليم الفتيات أسوة بالذكور.
المراحل التي تمر بها الأسرة
إنّ الأسرة الحديثة تمرّ بأربع مراحل وهي :
مرحلة الخطوبة
وتكون في الفترة التي تسبق الزواج بشكل رسمي ويمكن اعتبارها فترة تحضيرية وفترة تعارف بين الرجل والمرأة وبين أسرتيهما لوضع الأسس الواضحة لحياة زوجية ناجحة،
ونظراّ لأن الزواج رابط مقدس وكي لا يتم الطلاق بصورة سريعة في حال عدم تفاهم الزوجين يجب أن تتم الخطبة والسماح للخطيبين بالتحدث وأن يتم التناقش بالأمور الحياتية،
شرط أن تكون الأحاديث ضمن حدود معينة وأن تكون الخطبة محددة المدة من قبل أهل الفتاة.
مرحلة الزواج
وتبدأ مرحلة الزواج منذ توقيع عقد الزواج في المحكمة ويصبح الرجل والمرأة زوجان بصورة رسمية،
إلا أن مرحلة الزواج الفعلية لا يمكن أن تحتسب مدتها إلا عندما يبدأ الزوجان بالحياة في منزل واحد،
وهي من أدق المراحل نظراً للإحتكاك الفعلي بين الرجل والمرأة القادمين من بيئتين مختلفتين تماماً وتعتبر السنة الأولى للزواج الامتحان الشاق الذي إذا إجتازه الزوجين بنجاح معنى ذلك بناء أسرة سعيدة .
مرحلة الإنجاب
وهي العهد الذهبي في المراحل التي تمر بها الأسرة وتعتبر عهد الإستقرار حيث قدوم مولود جديد سيزيد الروابط الأسرية بين الزوجين من جهة وعائلتي الزوجين من جهة أخرى.
مرحلة السكون والاستقرار
وفي هذه المرحلة يكبر الأولاد ويشكلون عناصر فعالة ومنتجة في المجتمع ويتحرر الأهل من مسؤوليتهم التربوية والاقتصادية تجاه أولادهم فيشعرون بالاطمئنان والراحة،
وخاصة إذا كان الأبناء ناجحين في المجتمع وتعتبر هذه المرحلة مرحلة العصر الفضي في حياة الأسرة.
وفي نهاية مقالنا نرجو أن نكون قد قدمنا معلومات هامة حول الاسرة.