العنف الأسري… ما هو و ما هي عواقبه؟ يعرف العنف بشكل عام بأنه التسبب بأذى معين قد يكون جسدي أو نفسي، من قبل شخص على شخص آخر، و هو نوع من أنواع الظلم الإجتماعي، و العنف الأسري على وجه الخصوص هو المحصور ضمن الأسرة الواحدة، فمثلاً أن يلحق الزوج الأذى بزوجته عبر ضربها أو شتمها، أو مثلا عنف الآباء على الأبناء أو حتى في حالات معينة.
قد نرى ظاهرة العنف بين الأخوة فيما بينهم، و في كل الأحوال تكون النتيجة واحدة و هي التسبب بدمار وتفكك الأسرة و حدوث أذية نفسية و خصوصاً على الأبناء.
بالتالي نتائج سلبية في الحياة الاجتماعية، و هناك الكثير من النظريات النفسية التي تفسر العنف الأسري،
و كلها تؤكد أنه غير مرتبط بفئة معينة أو طبقة معينة من المجتمع،
و ليس مرتبط بسن معينة فقد يتم ممارسة العنف من قبل الكبير أو الصغير على شخص كبير أو صغير أيضاً.
ما هي الأسباب التي تدفع إلى ارتكاب العنف الأسري؟
تتنوع و تتعدد الأسباب التي قد تجعل الشخص يلجأ إلى العنف مع أفراد عائلته،
و مهما كان السبب فهو لا يبرر للشخص أبداً ارتكاب أي نوع من أنواع العنف ضمن عائلته، و منها:
-
أفكار و تقاليد بالية:
حيث هناك بعض العادات البالية التي تجعل الزوج يفرض سلطته بشكل كبير على زوجته،
ظناً منه أنها يجب أن تكون تحت إمرته كالعبد لديه، و هذا ما يدفعه إلى ممارسة العنف الأسري مع زوجته بضربها أو حتى شتمها و التقليل من احترامها في حال رفضت له أي طلب،
و في أغلب الأحيان يقوم بضربها بدون سبب ظناً منه أنه يجب عليه إخافتها بشكل دائم،
ولا يتوقف الأمر على الزوجة فقط، بل في كثير من الأحيان يعتقد الأب و الأم أنه لا يمكنهم تربية أولادهم بالطريقة الصحيحة إلا إذا قاموا بضربهم و توبيخهم،
و ذلك لأنهم هم قد تربوا بهذه الطريقة و ورثوا هذه الأفكار البالية
-
الأوضاع المعيشية الصعبة:
قد تكون ظروف العائلة المادية صعبة أحياناً لدرجة أن يقوم الأب أو الأم بالعنف على أطفالهم،
وذلك بسبب الضغط النفسي عليهم نتيجة لعدم قدرتهم على تأمين متطلبات الحياة،
أو أحياناً ينشأ صراع بين الزوج و الزوجة بسبب المصاريف و عدم القدرة على ضبط النفقات.
-
أسباب مرضية نفسية:
فقد يكون هناك اضطراب نفسي عند أحد أفراد العائلة يدفعه إلى عدم القدرة على التحكم و كبح جماح نفسه عند الغضب و ذلك مهما كان الأمر سخيفاً و لا يستدعي العنف أو الغضب،
و قد يكون سبب هذا الاضطراب قصة عنف تعرض لها الشخص في حياته،
أو ضغط نفسي من جهة معينة، أو قد يكون السبب وراثي بالعائلة،
و هذا النوع من الاضطراب النفسي يجب علاجه و عدم إهمال عواقبه أبداً.
ما هي نتائج العنف الأسري على أفراد العائلة الواحدة؟
مع الأسف فإن ظاهرة العنف الأسري تدفع العائلة نحو الانحدار و تؤدي إلى نتائج سلبية كبيرة و منها:
- تفكك العائلة و انقسامها بسبب تولد مشاعر كره و حقد ضد الشخص الذي يمارس العنف في العائلة.
- ضعف شخصية الأطفال وانعزالهم و ذلك بسبب الخوف الذي يتولد داخلهم نتيجة لما يشاهدونه و يتعرضون له من عنف داخل أسرتهم و كذلك بسبب ضعف ثقتهم وإيمانهم بالأسرة.
- تفشي الطلاق في المجتمع و ذلك بسبب صعوبة الحياة بين المتزوجين إذا انتشر العنف بينهم.
- قد تظهر عند الطفل بعض الآثار السلبية مثل اعتياده على الكلام البذيء و كذلك قد يحدث عند الطفل تكرار للتبول اللاإرادي بسبب الضغط النفسي، كما قد يتصرف الطفل بعنف مع رفاقه من دون قصد.
- قد يؤدي إلى أذيات جسدية خطيرة قد تؤدي أحياناً إلى دخول الشخص الذي تعرض للعنف إلى المستشفى لتلقي العلاج.
ما هي أشكال العنف الأسري؟
تتنوع الأشكال من حالة إلى أخرى فقد يكون العنف عبارة عن شد الشعر أو ضرب الجسد بقوة حتى ظهور الكدمات،
و قد يكون هناك شكل آخر للعنف فمثلاً قد يمنع الأب الأطفال من وجبة العشاء.
أو قد يقوم بحبسهم في غرفة و إقفال الباب عليهم،
كذلك قد يتم منع الزوجة من زيارة عائلتها و أصدقائها و معارفها، و ذلك لكي يمنعها من أن تشكي مايحدث لها.
و قد يمارس الزوج نوع آخر من العنف و هو الشك و مراقبة الزوجة في كل تصرف و كل حركة،
و كذلك مراقبتها عندما تخرج من المنزل و ذلك بغية تهديدها و الشم بأخلاقها و تخويفها.
كذلك هناك نوع آخر من العنف فقد يقوم الشخص الذي يمارس العنف بتخريب و تحطيم أشياء و ممتلكات تعود إلى الشخص الذي يرغب بممارسة العنف عليه،
و خصوصاً عندما تكون هذه الممتلكات مهمة عند الشخص و غالية على قلبه.
ما هي الآثار و العلامات التي تدل على تعرض الشخص للعنف الأسري؟
- قد نلاحظ وجود علامات جسدية على الشخص مثل انتشار الكدمات على جسده و الجروح.
- أو قد يصبح الطفل قليل الشهية للطعام ولا يرغب بتناوله.
- قلة الرغبة لدى الشخص لممارسة الحياة الطبيعية و الاختلاط مع الناس.
- التبول اللاإرادي عند الأطفال.
- كذلك انعزال الشخص عن المجتمع في العمل أو المدرسة أو الجامعة و بقائه منفرداً.
كيف يتم علاج العنف الأسري؟
الطريقة الأولى الأنسب للعلاج هي استشارة أخصائي الأمراض النفسية و خضوع الشخص الذي يمارس العنف لجلسات علاج نفسي، يناقش فيها مع الطبيب المختص مراحل حياته كلها.
و يشرح فيها كل ما مر به من أزمات جعلته يصل للحالة التي هو عليها،
و يحاولون معاً إيجاد الحلول المناسبة، كما قد يلجأ الطبيب النفسي أحياناً إلى استخدام بعض الأدوية و المهدئات للسيطرة على الحالة.
كذلك يجب أن يتحاور الطبيب النفسي مع أفراد العائلة في محاولة لمعرفة آثار العنف النفسية عليهم و إيجاد حل لها قبل أن تتفاقم المشكلة،
و يساعد أيضاً حل سبب المشكلة في التخفيف كثيراً من العنف، مثلاً لو كان سبب المشكلة مادي.
فإذا قمنا بمساعدة العائلة في إيجاد مصدر دخل إضافي قد يتم حل المشكلة بنسبة كبيرة،
و تبقى الإرادة القوية من الشخص و الرغبة منه بحل المشكلة هي الدافع الأكبر لإيجاد حل حقيقي و الحصول على نتائج جيدة خلال مدة العلاج.
بالإضافة إلى ذلك هناك طريقة أخرى تساعد في التقليل من العنف الأسري والحد منه،
و هي البرامج الثقافية و التربوية المتنوعة التي يتم عرضها على الفضائيات
والتي توجه بشكل كبير إلى ضرورة ترابط الأسرة و تعاونها مع بعضها لكي تبقى متماسكة و مترابطة.
و كذلك هذه البرامج تعرض النتائج السلبية للعنف الأسري مع إثباتات من تجارب واقعية
وهذا يساعد بشكل كبير على تيقظ الشخص لمشكلته و محاولته الابتعاد عن العنف و إحياء الرغبة داخله لحل المشكلة و هذه أول خطوة بالعلاج.