مرض ارتفاع الضغط، الأسباب و الوقاية

مرض ارتفاع الضغط، الأسباب و الوقاية

مرض ارتفاع الضغط، الأسباب و الوقاية:

سنتحدث في هذا المقال عن أكثر الأمراض انتشاراً وخاصة في الوطن العربي

وهو مرض ارتفاع الضغط (ضغط الدم) والذي يعاني منه الكثير من الأشخاص وخاصة كبار السن،

سنتحدث في هذا المقال عن أكثر الأسباب التي تؤدي لحدوث مرض ارتفاع الضغط وسنذكر طرق العلاج المتبعة.

ضغط الدم

إن ضغط الدم يعرف على أنه شدة دفع الدم على جدران الأوعية الدموية، حيث ينتقل

الدم عبر الأوعية الدموية لإمداد كافة خلايا الجسم بالغذاء والماء والأوكسجين ،

وتخليصها من الفضلات الناتجة عن عملها مثل غاز ثنائي أوكسيد الكربون وغيره، بما

يعرف بالدورة الدموية.

غير أن ضغط الدم قد يرتفع عن مستواه الطبيعي، وفي هذه الحالة يصبح الإنسان يعاني

من أحد أشهر الأمراض في هذا العصر وهو ارتفاع ضغط الدم،

لكن ومن المعروف فإن هذا المرض يصيب كبار السن بشكل أساسي،

غير أنه من الممكن أن يصيب الأطفال أيضاً ، وهذا يحدث عادة بسبب العادات الغذائية الخاطئة، أو انعدام النشاط الجسدي.

وقد يحدث هذا المرض نتيجة لأمراض أخرى من الممكن أن يكون الطفل يعاني منها

مثل أمراض الكلى وأمراض القلب، ولارتفاع ضغط الدم نوعان أساسيان ألا وهما :

ارتفاع ضغط الدم الرئيسي:

وهذا الحالة عندما يحدث ارتفاع ضغط الدم، بدون وجود مسبب واضح ، وهذا هي الحالة عند أغلب مرضى الضغط، وأغلبهم ينتمون لفئة كبار السن.

وهذا المرض يتطور تدريجياً وعلى مدى عدة سنوات، أما النوع الثاني فهو

ارتفاع ضغط الدم الثانوي

وهذا الحالة هي الأقل حدوثاً، حيث ينتج ارتفاع الضغط كنتيجة لأمراض أخرى.

ومما يميز هذا النوع أنه يظهر بشكل مفاجئ، ويسبب ارتفاعاً في ضغط الدم أعلى من ذلك الذي يسببه ارتفاع ضغط الدم الأولي.

ولارتفاع ضغط الدم العديد من الأعراض ومن أهمها:

  • أوجاع خفيفة في الرأس

  • كما قد يعاني المريض من الدوخة، وقد يلاحظ حدوث نزيف من الأنف يفوق العادة، ومن الجدير بالذكر أن هذه الأعراض تظهر عندما يصل المرض إلى مراحل متقدمة.

أمراض الكلى

وذلك نظراً للدور المهم الذي تقوم به الكليتان بشكل خاص وجهاز الإطراح بشكل عام في الحفاظ على مستوى ضغط الدم عند مستواه الطبيعي،

لذلك فمن الطبيعي أن أي مرض يصيب الكليتين أو أي عضو آخر في جهاز الإطراح سوف يكون له لأثر سلبي على مستوى ضغط الدم،

ومن الأسباب أيضاً عيوب خلقية معينة في القلب، وهذا الأمر يعود لكون القلب المضخة التي تضخ الدم لجميع أنحاء الجسم،

وبالتالي فإن أي ضرر يعاني منه القلب لا بد أن يترك أثره على مستوى ضغط الدم.

ومن الأمور المسببة لمرض ارتفاع ضغط الدم أيضاً

الإصابة بأورام في الغدة الكظرية

وهذا الأمر يعود لكون قشرة الغدة الكظرية الخارجية تعد المسؤلة عن إنتاج هرمون الألدوستيرون،

والذي يلعب دور هام في الحفاظ على مستوى ضغط الدم عند الحدود الطبيعية،

وذلك من خلال تحقيق التوازن بين مستوى الصوديوم والبوتاسيوم في الجسم،

ولذلك فإن حدوث أورام في الغدة الكظرية لا ريب أنه سوف يترك أثر سلبياً على مستوى ضغط الدم في الجسم.

وقد يسبب أخذ أدوية معينة كأدوية منع الحمل ، وأدوية الزكام ، والأدوية المستخدمة لتخفيف الإحتقان، ارتفاع في مستوى ضغط الدم،

وذلك نظراً لما من الممكن أن تحتويه من مواد ذات أثر سلبي على مستوى ضغط الدم في الجسم،

كما أن تعاطي المخدرات كالكوكايين والأفيون، يلحق ضرر كبير بالجسم بشكل عام وبما في ذلك جهاز الدوران ، ولذلك فإن للمخدرات لها تأثير سيئ على مستوى ضغط الدم لدى المتعاطي.

شجرة العائلة

وهناك عوامل أخرى تزيد احتمال الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم، ومن أهمها شجرة العائلة الخاصة بالشخص فمرض ارتفاع ضغط الدم، من المرجح جداً أن ينتقل وراثياً

ويُعد التقدم بالعمر من العوامل الرئيسية  التي قد تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب وأمراض ارتفاع ضغط الدم،

وذلك يعود إلى كون التقدم بالعمر غالباً ما يترافق مع مجموعة من الأمراض التي قد تسبب بدورها ارتفاع ضغط الدم وخصوصاً الأمراض المتعلقة بالقلب والشرايين وذلك للعلاقة الوثيقة بين جهاز الدوران عامة وضغط الدم.

وهناك عوامل أخرى قد تسبب حدوث المرض مثل السمنة أو الزيادة في الوزن بشكل عام،

وهذا بسبب كون الإنسان الأعلى وزناً يحتاج إلى كميات أكبر من الدم لإيصال الأوكسجين والمواد الغذائية إلى خلايا الجسم،

والكمية الأكبر من الدم تسبب بدورها زيادة في الضغط على الشرايين مما يؤدي بدوره للإصابة بمرض الضغط،

ويوجد سبب أخر يعد من الأسباب الأساسية لهذا المرض ألا وهو ضعف أو انعدام النشاط البدني، وذلك لأن القلب لدى أولئك الذين لا يمارسون الرياضة أو النشاط البدني بشكل عام،

يعمل بمستوى أعلى من تلك الموجودة لدى الذين يمارسون النشاط البدني، وكلما عمل القلب بسرعة أكبر كلما احتاج إلى بذل جهد مضاعف للقيام بعملية ضخ الدم إلى أنحاء الجسم

وذلك يزيد من الضغط على الشرايين وهذا بدوره يؤدي للإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم.

التدخين

ومن الأسباب التي لا تخفى على أحد أن التدخين يعد سبب أساسياً للعديد من الأمراض ومنها ارتفاع ضغط الدم،

فالتدخين يسبب ارتفاع مباشر ومؤقتاً لضغط الدم، بالإضافة لاحتواء التبغ على مواد كيميائية من شأنها إلحاق الضرر بجدران الأوعية الدموية مما يؤدي بدوره للإصابة بالمرض.

و يوجد سبب آخر و هو من أكثر الأسباب شهرة ، حتى أصبح هذا المرض مرتبط به ارتباطا وثيقا ألا وهو الملح،

فالأطعمة كثيرة الملح، تعد سبب رئيسيا للأصابة بارتفاع ضغط الدم،ولكن ما السبب العلمي وراء ذلك ؟

الحقيقة أن وجود كمية عالية من الملح في الغذاء قد يودي إلى احتباس السوائل في الجسم ،الأمر الذي بدوره يسبب ارتفاع ضغط الدم.

وكما أن الإكثار من الملح يضر، فإن الإقلال من البوتاسيوم يسبب هو الآخر الإصابة بارتفاع ضغط الدم،

والسبب في ذلك يعود إلى أن البوتاسيوم يحافظ على المستوى الطبيعي للصوديوم في الخلايا،

لذلك فإن نقص البوتاسيوم يؤدي إلى تراكم الصوديوم بكميات كبيرة جداً في الدم.

ولا بدى لنا أن ننوه إلى كون نقص الفيتامين د أيضاً من الممكن أن يكون سبباً لارتفاع ضغط الدم، غير أن هذا الأمر غير واضح حتى الأن،

غير أن العلماء يعتقدون أن للفيتامين تأثير على أنزيم ينتج من قبل الكليتان وهو بدوره يوثر على ضغط الدم.

المشروبات الكحولية

ومما هو معروف للعامة كما للمختصين في المجال الطبي، فإن المشروبات الكحولية تعد أحد أسباب الإصابة بارتفاع ضغط الدم، وهذا بسبب كون المشروبات الكحولية تسبب إفراز الجسم لهرمونات والتي بدورها تسبب ارتفاع ضغط الدم.

وهناك سبب آخر قد يبدو غريباً بالنسبة للبعض ألا وهو التوتر، ولكن التوتر بحد ذاته يسبب ارتفاعاً مؤقتاً بضغط الدم،

غير أن المشكلة الأساسية تكمن في محاولات بعض المصابين بالتوتر، حل المشكلة عن طريق المشروبات الكحولية أو التدخين أو تناول الطعام بكميات كبيرة،

مما يسبب ارتفاع ضغط الدم، فالمشروبات الكحولية والتدخين كلاهما يسبب ارتفاع ضغط الدم للأسباب التي ذكرناها سابقاً،

وهكذا نرى أن مرض ارتفاع ضغط الدم له العديد من الأسباب، وهو من الأمراض المنتشرة بكثرة.

فكيف نخفض ضغط الدم؟

هنا لا بد لنا من التأكيد على أن ممارسة النشاط الجسدي وخصوصاً الرياضة، واتباع نظام غذائي صحي،

بالإضافة للإبتعاد عن المشروبات الكحولية وتجنب التدخين.

تعد الطرق الرئيسية لتجنب المرض، وحتى معالجته، غير أن الحالات الشديدة من ارتفاع ضغط الدم،تتطلب تناول بعض الأدوية مثل:

  • مدرات البول:

وذلك نظرا لكون التخلص من البول يساهم في خفض مستوى ضغط الدم، أو حاصرات مستقبلات بيتا،

كما من الممكن أن يوصي الطبيب بتناول مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين،

بالإضافة إلى حاصرات مستقبل الأنجيوتنسين، وحاصرات قنوات الكالسيوم،

وفي حال لم يتمكن الطبيب من السيطرة على ارتفاع ضغط الدم باستخدام هذه الأدوية فعندها يمكن اللجوء إلى أدوية أخرى مثل حاصرات مستقبلات الألفا،

وبالإضافة لحاصرات مستقبلات الألفا-بيتا، كما من الممكن استخدام موسعات الأوعية الدموية، وبعد خفض ضغط الدم باستخدام الأدوية السابقة،

قد يطلب الطبيب من المريض أخذ الإسبرين بشكل يومي، وذلك بهدف خفض خطر الإصابة بأمراض القلب و الأوعية الدموية،

ومن المعروف أن العديد من الأشخاص و خصوصاً مؤيدي العلاجات البديلة، يفضلون البحث عن أدوية بديلة لهذا المرض،

ومن أهم هذه الأدوية:

حمض الألفا لينولينيك، بالإضافة للأحماض الدهنية أوميغا 3، و بعض الأدوية البديلة التي يمكن إضافتها للغذاء،

فهي عبارة عن أغذية مثل الكاكاو، والثوم ، وكما يعد بزر القطن، خياراً جيداً،

وأما بالنسبة لمحبي المأكولات البحرية، فيمكن لهم الاعتماد على زيت السمك القد،

ومن الممكن للمرضى الذين لا تتوافر لديهم أي من هذه العلاجات البديلة أخذ هذه العناصر على شكل كبسولات، ولكن بعد أخذ استشارة الطبيب المختص،

وذلك نظراً لكون بعض هذه العناصر قد تؤثر على درجة فعالية بعض الأدوية،

كما من الممكن أن تسبب أعراضاً جانبية، ومن الأمور الجديرة بالذكر أن ممارسة تمارين الاسترخاء كرياضة اليوغا يلعب دوراً هاماً في خقض مستوى ضغط الدم.

المستوى الطبيعي لضغط الدم

ومن الأمور التي يجب أن نتحدث قليلاً عنها، هي قيم قياس الضغط، فالمستوى الطبيعي لضغط الدم،

يكون أقل من 80/120 ميلليمتر زئبق، ولكن هناك قسم من الأطباء يعتقدون أن المستوى الطبيعي،75/115 هو المستوى الطبيعي الأفضل لضغط الدم،

مستوى ما قبل ارتفاع ضغط الدم،حيث تصبح قيمة الضغط الإنقباضي، بين 120/139ميلليمتر زئبق

المرحلة الأولى لارتفاع ضغط الدم فهو عندما تصبح قيمة الضغط الإنقباضي 140/159ميلليمتر زئبق،

المرحلة الثانية من فرط ضغط الدم، حيث تصيح قيمة الضغط الإنبساطي 100ميلليمتر زئبق أو أكثر،

ولكن ومن الأفضل دائماً لكل المرضى أن يعتمدوا على مراجعة الطبيب واستشارته دائما، وذلك نظراً لكون العديد من العوامل قد تؤثر على مستوى ضغط الدم،

لذلك فقد يظن المريض أنه يعاني من ارتفاع ضغط الدم ، بعد قيامه بقياس ضغطه، ويبادر لأخذ بعض الأدوية ،

بينما في الحقيقة، قد تكون الحالة ليست مرض ارتفاع ضغط الدم إنما حالة مؤقتة، لذلك فإن العودة لقرار الطبيب هو الحل الأمثل لمعرفة ما اذا كان المريض يعاني من مرض أو حالة مؤقتة.

الخلاصة:

وبهذا نكون قد وصلنا لنهاية مقالنا المتواضع، والذي تحدثنا به عن أكثر الحالات المرضية انتشاراً ألا وهي ارتفاع ضغط الدم.

حيث كثيراً ما نسمع عن أشخاص يعانون إما من انخفاض ضغط الدم أو من ارتفاع ضغط الدم

والذي يسبب العديد من الأضرار التي ذكرناها في الأعلى.

كما وتحدثنا عن أسباب حدوث هذا المرض والمسببات الرئيسية لذلك من عادات غير صحية إلى الإصابة بأمراض تزيد من احتمال ارتفاع ضغط الدم،

وتحدثنا في نهاية مقالنا هذا عن أفضل الطرق المتبعة والتي ينصح بها الأطباء لخفض مستوى ضغط الدم عند ارتفاعه فوق معدله الطبيعي.

نتمنى أن ينال المقال إعجابكم

دمتم بخير

تم النشر بتاريخ الخميس، 4 نوفمبر 2021
من نحن
سياسة الخصوصية
اتصل بنا
اتفاقية الاستخدام
جميع الحقوق محفوظة © كتابي 2021