كيف يمكن فهم الذات بطريقة أفضل

كيف يمكن فهم الذات بطريقة أفضل

كيف يمكن فهم الذات بطريقة أفضل ومعرفة ما تحتاج إليه؟

يجب علينا معرفة معنى الذات ومن ثم تعلم فهم الذات وتعقيداتها من شتى جوانبها والتّطلع لآراء علماء النفس ونظرياتهم.

ثم بعد ذلك السعي وراء تطويرها بعدة خطوات وتعلم مجموعة من الأشياء الواجب اتباعها لتحقيق أهدافك في الحياة،

والعيش بأسلوب ناجح وفريد يميزك في المجتمع.

إن فهم الذات من الأشياء التي من الصعوبة التفكير فيها، فتجد الكثير منا من يتحدث عن نفسه ويتباهى بها.

ومنا من يحتقر نفسه ويشينها، ومنا أيضاً من يتحدث عن صفاته بكل فخر ويعتز بها، ومنا من يفعل العكس.

فكيف لهذا أو لذاك أن يحكم على نفسه بالخير أو الشر؟

وكيف يصف ما بداخله؟ وكيف له أن يفهم ذاته؟ وما أهمية فهمه لذاته؟

وكيف يقوم بتطوير ذاته بعد أن أدرك ماهيتها؟

وما رأي العلماء في الذات الإنسانية وكيفية توصيفها والحكم عليها؟

والعديد من الأسئلة الأخرى التي تدور بذهن كل منا حينما يفكر في ذاته،

أو حين يريد أن يحكم على نفسه، وهل هو مثال للإنسان الصالح أم الطالح؟

وكيف السبيل لتعديل نفسه والاستفادة منها أكبر استفادة وإخراج أفضل ما لديها من قدرات لتحقيق حياة سليمة وصحية له ولمن حوله.

المقدمة:

في البداية وقبل أي شيء لابد أن نكون واعين تمام الوعي بأنه يجب علينا أن نحب ونقدر ذاتنا مهما كانت بها من عيوب أو نواقص.

ولك أن تدرك بأن هذه الذات تم تكريمها من الله عز وجل واختارها لأن تقوم بحمل أمانة شقت على الجبال أن تحملها.

لذا فلابد أن نحب ونقدر ذاتنا قبل أي شيء حتى ننظر لها بحيادية نستطيع من خلالها الحكم عليها حكم صحيح وسليم.

ولك أن تدرك بأن البعض منا يعرف ذاته من خلال الأشخاص من حوله، وهذا ما سيتم توضيحه لاحقاً.

لذلك وجب علينا ترك آراء ونظرات من حولنا فينا قدر الإمكان، وكذلك حتى نحكم على ذاتنا حكم سليم،

وذلك لأن تلك الآراء تختلف من شخص لآخر حسب وجهة نظره.

وربما تجد شخص يحمل لك في نفسه شيئاً فيكون نقده لك غير حيادي وغير موضوعي مما يؤدي إلى اهتزاز ثقتك بنفسك.

وإنما الطريق السليم لتقييم و فهم الذات إنما هو من خلال أعمالك أنت ومن خلال أثر تلك الأعمال على نفسك، وعلى من حولك، وعلى المجتمع.

كما أنه يجب عليك أن تكون واثقاً تمام الثقة في نفسك قبل القيام بتلك العملية، فمن خلال هذه الثقة تستطيع رؤية ما يميزك وما يعيبك بوضوح.

ومن ثم العمل على تطوير تلك المزايا والتخلص من تلك العيوب، وهذا بدوره سوف يوصلك إلى تحقيق هدفك في الحياة.

نظريات فهم الذات

هناك العديد من النظريات التي تطرقت لتشبيه وشرح فهم الذات، ومن أقدم هذه النظريات تلك وضعت الذات في شكل بناء أحادي البعد.

وتلك النظرية قبلها العديد من الباحثين في هذا المجال، وهناك من يصفها بأنها نموذج هرمي وآخرون بأنها نموذج تصنيفي.

ولكن هناك العالم فرنون الذي عبر عنها بأنها على شكل مستويات مدرجة تنازلياً، وقد أضاف إلى ذلك أنها تحتوي على ذات شعورية وأخرى غير شعورية.

ويأتي التدرج كالتالي من الأعلى للأسفل، في المقدمة الذات الاجتماعية العامة، ثم من بعدها الذات الشعورية، ولكنها خاصة وهي قسمين:

إما أن تكون مدركة أي يمكن التعبير عنها لفظياً، وأخرى بعيدة وهي تأتي عن طريق الشعور بالتوجيه من داخل النفس.

ويأتي أخيراً في هذا التدرج ذات تسمى بالعميقة، أي لا يمكن كشفها بسهولة وإنما تحتاج لتحليل نفسي للكشف عنها.

ومن هنا نجد أن الذات لها جانبين إما واقعي ظاهر أو غير ظاهر لا يشعر بها الشخص، لذا كانت فكرة الفرد عن نفسه

هي ما تعبر عن مفهوم الذات ولكن هذا بالإضافة إلى اتجاهاته تجاه ذاته.

وتقول إيلين، أن الصفات التالية هي الصفات الحقيقية للأشخاص مرتفعي الحساسية:

  • لديهم مخيلة رائعة!
  • يتميزون بقدرات ذهنية عالية المستوى وبارعون في حل المشاكل.
  • الابداع والفضول.
  • الاجتهاد والمثابرة في العمل.
  • الوعي بكل ما حولهم وإدراكه، والتعاطف مع الآخرين.
  • ذوي حدس عالي الدقة، ويحبون الروحانيات.
  • يعشقون ويتذوقون الطبيعة والفن والموسيقى وبشكل كبير.
  • ذوي إحساس عالي مميز.
  • لديهم القدرة على استخراج معلومات مهمة من عقلهم الباطن ومن اللاوعي لديهم.
  • لديهم قدرة على فهم الآخرين والتعاطف معهم، لأنهم أصحاب مشاعر عميقة.
  • حياديون ويستطيعون رؤية الصورة الكبيرة والحكم على الأمور بموضوعية.

وكما يظهر من الصفات أعلاه فإن الشخصيات العالية الحساسية ليست ضعيفة بل إن لديها صفات، إذا ما تمكن أصحابها من التحكم بها فإنها تحمل مفاتيح تقوية الشخصية الحساسة لتنقل أصحابها إلى أماكن أخرى في العمل والحياة والعلاقات.

وذلك باتباع الخطوات التالية:

التصالح مع أفكارهم وعواطفهم

عبر علاج نفسي يدعى بالتعديل الإدراكي السلوكي “Cognitive modification”.

فمن ناحية العواطف، تسهل إثارة عواطف الشخصيات مرتفعة الحساسية إلى درجات إحساس قصوى، قد توصلهم لشعور شديد بالألم أو الفرح!

وتتأرجح شخصياتهم بين الإنطوائية وعكسها، فهم يحتاجون العزلة لتصفية الذهن، دون أن يتعارض هذا مع رغبتهم في التواجد مع الآخرين!

وبسبب هذا التأرجح الحاد قد يحاولون محاربة حساسيتهم وإخفاءها، بينما كل ما عليهم فعله هو تقبلها مع تغيير بسيط في الأفكار عبر العلاج المذكور سابقاً، والذي يقوم عبره الشخص بتغيير نظرته إلى نفسه لتصبح أكثر إيجابية.

ممارسة اليوغا

والتأمل والرياضة والجلوس في الطبيعة لإعادة التوازن إلى الحواس التي تم تحفيزها بشكل كبير خلال اليوم، ولتحليل المعلومات التي تدخل إلى الدماغ يومياً في مساحتهم الخاصة بعيداً عن الآخرين.

إيضاح حدود العلاقات مع الآخرين

ورسمها منذ البداية، ليكونوا أكثر راحة في علاقاتهم نظراً لأنهم يجدون صعوبة في تقبل عيوب الآخرين والتواصل معهم، ويحتاجون دوماً لمساحتهم الخاصة.

أما بالنسبة لشعورهم بالخجل أمام الآخرين، فعليهم أن يدركوا أن هذا لا ينم عن ضعف، وإنما هي وسيلة حماية، فمن ناحية بيولوجية هم مصممون ليكونوا خجولين.

ولكن إذا كان الخجل مبالغاً فيه فيمكن التقليل من تأثيره عبر علاج التعديل السلوكي الإدراكي.

عليهم أن يدركوا أن الحب

عليه أن يكون من طرفين، وأن على كلا الطرفين أن يساهم في إنجاح العلاقة، لأن قيامهم بالتضحية العاطفية من أجل الطرف الآخر سوف يرهقهم!

عليهم أن يسمحوا لأنفسهم أن يظهروا بعض الضعف

وأن يواجهوا المشاكل بدلاً من الهرب منها، وأن يتعلموا من تجاربهم وينظروا إلى الحياة بشكل إيجابي، فقد يميلون لتجنب المخاطر والتحديات دون أن يدركوا أنهم بذلك يفوتون الكثير من الفرص!

إن معظم الفنانين والكتاب والمخترعين والحالمين الذين تركوا بصمة في هذا العالم كانوا أصحاب شخصيات حساسة! والعالم بحاجة إلى المزيد منهم.

هل أنت حساس؟ هذا لا يعني أنك ضعيف، بل يعني أنك مميز، لذا تصرف على هذا الأساس وكن أفضل نسخة منك!

تقوية الشخصية في العمل

بدلاً من أن تلجأ الشركات للبحث عن موظفين جدد والشكوى دوماً من نقص الكفاءات، على الشركات والمؤسسات أن تساهم في تدريب الموظفين لتأهيلهم وتقوية شخصياتهم!

تقول ريفا ليزونسكي الخبيرة الأمريكية في عالم الأعمال: “تتجنب الكثير من الشركات الاستثمار في تدريب موظفيها، وتحاول أن تختصر ذلك بالبحث عن موظفين أقوياء ومؤهلين ومستعدين!”.

وتضيف قائلة: “البحث عن موظفين مناسبين للوظيفة هي الطريقة الخاطئة لبناء فريق قوي!

بل وكشخص استلم عدداً من المناصب الإدارية وعلى مدى أكثر من 30 عاماً، فإن الأفضل هو جعل الوظيفة تناسب الموظف ونقاط قوته بدلاً من اختيار الموظف المناسب والمستعد والقوي!

وبينما قد لا يسمح وقت الشركات الكبرى بذلك، فإنني أنصح الشركات الصغيرة بالقيام به”.

وتتلخص نصائح ريفا لرب العمل بالتالي:

وظف الأشخاص ذوي السلوك الإيجابي

فإن تعليم الوظيفة لشخص إيجابي السلوك، أسهل كثيراً من محاولة تعليم شخص خبير في مجال عمله أن يصبح أكثر تواضعاً وتعاوناً مع زملائه.

كن صبوراً

فرغم أن كل مدير يرغب في أن يعين موظفين بشخصيات قوية وكفوؤين منذ البداية، إلا أن هذا يحتاج وقتاً.

ساعد موظفيك

  • بإعطائهم التدريب اللازم وساعدهم على أن يتدرجوا في السيطرة والتحكم بمهام
  • منصبهم الجديد واستمر في توفير النقد الإيجابي لهم خلال ذلك كله.
  • اطلب من كل موظف أن يبدي رأيه بزملائه وأدائهم، سيساعدك ذلك لمعرفة الإيجابي والسلبي في موظفيك،
  • وما إذا كان منصبهم الحالي مناسباً لقدراتهم أم لا.
  • تحدث مع موظفيك باستمرار، لا تستمع إليهم خلال التقييم السنوي لأداء كل منهم فحسب،
  • بل خلال السنة وفي أكثر من مناسبة.
  • حاول أن تعرف من موظفيك، ما الذي ينقصهم لأداء وظيفتهم على أكمل وجه؟ وما الذي يحبونه ولا يحبونه في وظيفتهم الحالية؟
  • اسألهم ما الذي يرغبون بالقيام به ولا يستطيعون من خلال منصبهم الحالي؟
  • غالباً ما يسأل رؤساء العمل تلك الأسئلة خلال مقابلات العمل وينسون أمرها بعد ذلك.

فكر خارج الصندوق

  • قد لا يكون الموظف يرغب بترقية لمنصب أعلى بل قد يكون الموظف سعيداً باستلام منصب مماثل لمنصبه في السلم الوظيفي، ولكن بمهام مختلفة أو حتى العودة إلى منصب وظيفي سابق كان يفضله أكثر من الحالي.
  • حاول أن تقيم قدرات موظفيك وتربطها مع رؤية الشركة على المدى الطويل، قد ترغب في إطلاق خط إنتاج جديد تتناسب ظروفه وفرصته تماماً مع إمكانيات أحد الموظفين الموجودين لديك!
  • لأن بيئة العمل تأتي بكيان مشترك، فإن تقوية الشخصية لموظف واحد ليست هي الحل، بل بناء ثقافة مشتركة يتعاون فيها الجميع ويخرج فيها الجميع أفضل ما لديهم.

قد تكون وسيلتك الأفضل لتقوية شخصية كل موظف وبجهد جماعي تعاوني يبدأ منك كمدير العمل.

تقوية الشخصية و تطوير الذات

خطوات عملية لتقوية الشخصية

مهما كانت شخصيتك قوية، فهناك دوماً مساحة لتقوية الشخصية وتطوير الذات أكثر! وذلك بالقيام بالتالي:

  • ألقي نظرة عن كثب على شخصيتك، دون أن تحاول تجميلها كما نميل لنفعل أمام الآخرين.
  • كن قاسياً على نفسك، وقسم جوانب شخصيتك تبعاً للعادات التي أكسبتك هذه الجوانب، وتذكر أن هذه العادات جاءت من خبرات وتجارب سلبية قد يكون آن الأوان للتخلي عنها!
  • جد الحافز المناسب الذي سوف يدفعك لتغيير نفسك وتمسك به.
  • احتفظ دوماً بما يذكرك بالشخصية التي تريد الوصول اليها، مثل: منبه ينطلق كل بضعة ساعات لتراقب كيف تصرفت؟ وكيف كان عليك أن تتصرف في الساعات الماضية؟

أو أوراق تلصقها على مكتبك تذكرك بهدفك. المهم أن تقيس التغيير، فما لا نقيسه لا يمكن أن نغيره.

بينما قد يصعب علينا أن نلتزم بوعد قطعناه على أنفسنا، الا أن وعداً قطعناه للآخرين سوف يجعلنا نرغب في الالتزام كي لا نبدو بصورة سيئة! لذا شارك الآخرين بالتغيير الحاصل.

  • راجع نفسك والتغيير الحاصل بعد أشهر، وخذ رأي الآخرين.
  • هل أصبحت شخصيتك أقوى؟

قم بالتالي للحفاظ على ما وصلت إليه وتطويره مع الزمن:

  • فهم مدى قوة شخصيتك.
  • التعاطف مع الآخرين وتفهمهم ومساعدتهم.
  • ترجيح كفة المنطق على الإحساس، إذ يفضل شق طريقك في الحياة تبعاً لمعطيات المنطق بدلاً من الاندفاع المتهور وراء الأحاسيس المضطربة!
  • لا تكن متفائلاً ولا متشائماً، بل كن قائداً.

المتفائل يتوقع التغيير الإيجابي دون تدخل منه، والمتشائم دائم الشكوى وتوقع كل ما هو سلبي، بينما القائد يتصرف ليغير مسار الأمور للأفضل.

  • درب نفسك على التحكم في المشاعر السبعة التي حذرنا منها أرسطو: الحب، الكراهية، الرغبة، الفرح، الخوف، الحزن، الغضب.

فالمبالغة في أي منها تجعلنا نغرق في أمور تضعفنا!

حرر نفسك من عبوديتك لهذه المشاعر السبعة لتصبح شخصيتك أكثر قوة.

  • الرضا بحياتك مع الرغبة في تحسينها وتطويرها باستمرار، والتحلي بالشجاعة التي تجعلك تقوم بمجازفات ستعود عليك وعلى الآخرين بالنفع.

بالإضافة إلى التحلي بالصبر لا الكسل لتحقيق الأهداف مع بذل أقصى جهد لديك!

  • لا تستمع لكلام الآخرين الذي يتعارض مع مبادئك و قيمك، ولا تفرض هذه على الآخرين كذلك. وتقبل التنوع من حولك إن كان ثقافياً أو مجتمعياً أو دينياً أو غيره!
  • الابتعاد عن التفكير السلبي والتخلص من المخاوف وزيادة الأفكار الإيجابية.

تلك أبرز النصائح والنظريات حول فهم الذات وتطويرها وتقوية الذات

تم النشر بتاريخ الثلاثاء، 12 أبريل 2022
من نحن
سياسة الخصوصية
اتصل بنا
اتفاقية الاستخدام
جميع الحقوق محفوظة © كتابي 2021