داء السكري، الأنواع و الأعراض
هل لديك مخاوف وقلق من الداء السكري؟
إليك كل ما عليك معرفته عن مرض العصر المنتشر
نبذة عن داء السكري:
يعرف داء السكري كمجموعة من الاضطرابات الاستقلابية التي تؤدي إلى مستويات عالية
من السكر في الدم،
فعندما نأكل طعاماً غنياً بالكربوهيدرات (الرز-الخبز-البطاطا.).
تقوم أجسامنا من خلال البنكرياس بإفراز هرمون يدعى الأنسولين الذي يعمل على إدخال
سكر الغلوكوز المستخلص من تفكيك الطعام
إلى خلايا الجسم لتغذيتها والحصول على الطاقة منه أو لتخزينه فيها.
أما في الداء السكري فإن البنكرياس لا يفرز الأنسولين نهائياً أو قد يفرزه لكن بكميات غير كافية،
كما أن من المحتمل أن يكون إفرازه طبيعياً،
لكن يحدث خلل على مستوى خلايا الجسم في الاستجابة لهرمون الأنسولين أو ما يدعى بمقاومة الأنسولين
مما يؤدي في جميع الأحوال إلى ارتفاع سكر الغلوكوز في المجرى الدموي لدينا.
للسكري أنواع مختلفة فهناك النمط الأول (Type1) الذي تغلب فيه الآلية المناعية, والنمط الثاني(Type2)
وهو الأشيع وفيه يكون الخلل على مستوى استجابة خلايا الجسم للأنسولين غالباً.
كما أن هناك السكري الحملي (Gestational) وهو يكشف باختبارات خاصة خلال فترات
الحمل لدى بعض السيدات.
كل هذه الأنواع تشترك بنتيجة واحدة هي مستويات عالية وغير مضبوطة
لسكر الغلوكوز في المجرى الدموي
الأمر الذي يحمل العديد من العواقب على المدى البعيد على هؤلاء الأشخاص
والتي يجب الحذر منها والتعرف عليها أكثر، للوصول إلى طرق علاج ووقاية سليمين.
لذا سنقوم في هذا المقال بالحديث عن كل نمط على حدة بالإضافة للتفصيل بالأسباب
والأعراض وطرق التشخيص والوقاية الممكنة.
ونظرا لخطورة داء السكري وتأثيراته على حياة المصابين وتزايد انتشاره واختلاطاته الخطيرة،
فقد اتفقت الهيئات العالمية للسكري على اتخاذ الدائرة الزرقاء رمزاً للاتحاد العالمي للداء السكري.
كما تبنّت الجمعية العالمية للأمم المتحدة هذا الشعار أيضا فاللون الأزرق يدل على أن الداء السكري
الذي يصيب جميع الأجناس
والأعراق هو عدو مشترك للبشرية؛ فهو كالسماء الزرقاء التي نشترك بها جميعاً،
أما الدائرة فهي دلالة للمساواة حيث إننا جميعاً أمام واجبات وأخطار مشتركة
(مبدأ الطاولة المستديرة التي لا يوجد سيد لها)،
وقد اختير يوم 14 من شهر تشرين الثاني ليصبح اليوم العالمي للسكري.
أنواع الداء السكري
يصنف الداء السكري حسب السبب إلى: السكري نمط أول (المعتمد على الإنسولين IDDM) والسكري نمط ثاني
(غير المعتمد على الإنسولين NIDDM) والسكري الحملي GDM كما أن هناك أنواعا عدة أخرى لكنها أقل شيوعا.
داء السكري نمط أول
وهو النمط المعتمد على الإنسولين، يشكل المصابون به حوالي 5-10 % من مرضى السكري،
يكون بدء هذا النمط
غالبا في أعمار مبكرة وذروة حدوثه في مرحلة الطفولة لكنه يمكن أن يشاهد لدى الكبار أيضاً.
له عوامل خطورة متعددة من إنتانات فيروسية إلى أسباب جينية وكون الأم أُصيبت بالسكري
الحملي وبعض الحالات تكون مجهولة السبب.
يعتقد أن السبب وراء هذا النمط هو تفاعل مناعي يصيب البنكرياس ويثبط قدرته على إنتاج الأنسولين،
تتخرب نتيجة ذلك الخلايا المسؤولة عن إنتاج الأنسولين.
وتظهر أعراض شديدة وسريعة عندما يصل التخرب ل80-90% من الخلايا فيظهر عوز الإنسولين
الحاد الذي يتظاهر على شكل بوال شديد، تجفاف وتشوش الرؤية والتعب واضطرابات استقلابية أخرى،
ويتطلب هذا النمط أخذ الأنسولين يوميا.
داء السكري نمط ثاني:
هو الأشيع ويشكل 90-95% من مرضى السكري، يرتبط بنمط الحياة والأكل والبدانة
ويكون للوراثة هنا دور أكبر من النمط الأول،
وقد عُرف سابقاً بالسكري الكهلي كون غالبية المصابين به كانت ممن أعمارهم فوق الأربعين سنة
لكن الدراسات الحديثة تبين انتشاره بين الأطفال والشباب أيضا.
في هذا النمط لا يستطيع الجسم الاستفادة من الأنسولين جيداً والحفاظ على مستويات
طبيعية من السكر في الدم
وذلك نتيجة المقاومة المحيطية للأنسولين؛ فتقل عدد مستقبلاته ويحدث في النهاية خلل
بإفرازه، وأيضا تأخر إفراز الأنسولين
من البنكرياس بعد الطعام حيث لا يفرز بشكل سريع بعد الوجبات.
ومن عوامل الخطورة التي من الممكن أن تؤدي لهذا النمط هي ارتفاع نسبة شحوم الدم
التي تؤثر على خلايا بيتا البنكرياسية
والخمول وعدم ممارسة التمارين الرياضية.
فالرياضة تلعب دوراً مهماً في زيادة حساسية المستقبلات للأنسولين، كما أن البدانة تنقص
من حساسية هذه المستقبلات
أيضا وتزيد الحدثيات الالتهابية في الجسم فهي ترتبط بارتفاع مقاومة الأنسولين وارتفاع
خطورة الأمراض القلبية كالتصلب العصيدي
وارتفاع الضغط الشرياني.
كما أن الشخص الذي يتناول السكريات بكثرة معرّض لحالة تسمى الانسمام الغلوكوزي
حيث يحدث هنا أذية نسيجية بفرط سكر الدم.
السكري الحملي:
يعتبر الحمل حالة فيزيولوجية يزداد فيها الوارد الغذائي لتغذية الجنين وكذلك ترتفع فيها عدد من الهرمونات التي تلعب دوراً معاكساً للأنسولين
مثل اللاكتوجين المشيمي والكورتيزول وهرمون النمو والبروجسترون بالتالي تحدث مقاومة للأنسولين.
وانطلاقاً من هذه الأسباب يتم تحري السكر عند كل السيدات الحوامل خلال الفترة الممتدة بين الأسبوع 24 والأسبوع 28 من الحمل،
فإذا كان مستواه أقل من 140 ملغ (وذلك بعد التحريض بإعطاء السيدة 50 غ من لغلوكوز قبل الفحص بساعة)
يكون الفحص طبيعياً أما إذا كان مستواه أعلى من 140 ملغ فذلك يتطلب متابعة واختبارات أخرى لإثبات التشخيص والبدء بالرعاية.
يتراجع السكري الحملي بعد الولادة عادة لكنه يزيد من احتمال إصابة الأم مستقبلا بالنمط الثاني من السكري كما أنه يعرض الجنين للإصابة بالعرطلة
الجنينية والاستسقاء الأمنيوسي ونقص السكر بعد الولادة ويزيد عدد الوفيات حول الولادة.
تكون السيدة أكثر عرضة لهذا النمط من السكري في حال كان عمرها أكبر من 35 سنة وأنّ لها أقارب من الدرجة الأولى مصابون بالسكري،
بالإضافة إلى سوابق سكري حملي لديها في حمول سابقة وسوابق وفيات حول الولادة والبدانة.
داء السكري عند الأطفال:
كان شائعاً أن يصاب الأطفال بداء السكري من النمط الأول،
حيث لا يستطيع البنكرياس لديهم إنتاج ما يكفي من هرمون الأنسولين وبالتالي بناء كميات كبيرة من السكر في الدم.
لكن حديثاً تم تسجيل إصابات عديدة للأطفال والمراهقين بالنمط الثاني من السكري،
وذلك لازدياد نسب البدانة نتيجة العادات الخاطئة المنتشرة بين الجيل الجديد من تناول الأطعمة
الجاهزة الغنية بالكربوهيدرات
والبقاء جالسين لساعات طويلة أمام شاشات التلفاز والألعاب الإلكترونية.
بالنسبة للأطفال المصابين بداء السكري من النمط الأول فقد يحتاجون لأخذ إبر الأنسولين
أو تركيب مضخة الأنسولين
وذلك لتجنب ارتفاع سكر الدم لديهم والذي من الممكن أن يؤدي إلى الكثير من المضاعفات
على المدى البعيد،
أما الأطفال المصابون بالداء السكري من النمط الثاني فيكون تعديل نمط الغذاء وممارسة
التمارين الرياضية حلا مثاليا لهم في البداية.
ماذا يمكن للوالدين أن يقدّموا لأطفالهم المصابين بالسكري؟
يمكن للوالدين أن يعلّموا ويدرّبوا أطفالهم على كيفية استخدام إبر الأنسولين عندما يتجاوزون سن السابعة،
كذلك عليهم أن يخلقوا وعياً لدى الأطفال حول الأطعمة الواجب أكلها والأطعمة الضارة بالنسبة لهم،
وعليهم أن يقسّموا وجبات أطفالهم
إلى وجبات متناسقة ومنتظمة وبكميات مدروسة وتنبيههم إلى ضرورة الالتزام بأوقاتها.
ومن الضروري للأهل أن يشجّعوا أطفالهم على ممارسة التمارين الرياضية لمدة نصف ساعة
في اليوم على الأقل،
وتحديد أوقات اللعب على ألعاب الفيديو ومشاهدة التلفاز، وكذلك يفترض بالأهل أخذ أطفالهم
لإجراء فحوصات دورية لهم وذلك لمعرفة مدى تحسن حالتهم.
الآلية المرضية للداء السكري:
يفسر داء السكري بفرضيتين:
الأولى: هي وجود خلل على مستوى الأكسدة الشحمية لعضيات في خلايانا تدعى بالمتقدٍّرات
مما ينجم عنه تراكم النسيج الشحمي بأماكن التخزين،
وهذا ما يخلق مقاومة للأنسولين وبالتالي يزداد تحرير العوامل الالتهابية (السايتوكينات)
وهذا ما ينجم عنه تخريب الخلايا بيتا وحدوث الموت الخلوي فيها.
أما الفرضية الثانية فهي وجود خلل على مستوى مستقبلات الإنسولين،
حيث تتدمر المستقبلات ويتغير شكلها
بسبب وجود بدانة أو التهاب أو اضطراب في التركيب،
يؤدي كل ذلك إلى عدم القدرة على امتصاص الغلوكوز بالتالي ارتفاع الأنسولين
وعندما تحدث المقاومة للأنسولين
نكون قد فقدنا القدرة على إنتاج الطاقة والتخلص من النفايات
وتركيب الغليكوبروتينات.
عوامل الخطورة للإصابة بالداء السكري:
بالنسبة للنمط الأول فعوامل الخطورة بعضهما ما يزال مجهولاً والبعض الآخر يتمثل في الأعمار
الصغيرة وكون أحد الوالدين مصاباً
ووجود جينات معينة مؤهبة للإصابة لدى الشخص.
أما النمط الثاني فهو الأكثر ارتاطا بعوامل سابقة متعلقة بالشخص ونمط حياته مثل:
- العمر(45 سنة فما فوق).
- البدانة.
- الإصابة بالسكري الحملي بالنسبة للسيدات.
- الإصابة بأمراض أخرى كارتفاع ضغط الدم، والمستويات العالية من الكوليسترول والشحوم الثلاثية.
- نمط الحياة المريح والخمول.
- الوراثة ووجود أقارب سابقين أصيبوا بالسكري.
أعراض الداء السكري:
في الكثير من الحالات يكون سير مرض السكري غير عرضي، وعندما يتظاهر بالأعراض
تكون هذه الأعراض ناتجة عن فرط غلوكوز الدم وأهمها:
1-التعب والإنهاك:
ففي السكري لا تحصل الخلايا على كفايتها وحاجتها الطبيعية من الطاقة رغم فرط مستوى غلوكوز الدم،
الأمر الذي يؤدي في النهاية
إلى إحساس مستمر بالضعف والتعب العضلي.
2- عطاش وبوال:
يتميز السكري بحدوث البوال بكميات كبيرة، فالمستويات العالية من الغلوكوز
ترفع حلولية البول مما يؤدي
في النهاية إلى سحب المزيد من المياه لتعديل هذه الحلولية لكن نتيجة لهذا الفقدان
سيتم تنبيه مراكز العطش في الوطاء وبالتالي توليد الشعور بالعطش.
3- خسارة الوزن:
وذلك نظرا لوظيفة هرمون الأنسولين في البناء فعندما تحدث مقاومة له على مستوى خلايا الجسم
أو تنخفض مستوياته والنتيجة انخفاض الكتلة الشحمية لدينا.
4-اضطرابات الرؤية:
وذلك بسبب التغيرات التي تحدث على محتوى عدسة العين من السوائل.
5- الحماض السكري الخلوني.
6-تكرار الالتهابات البولية والنسائية.
7- حس التنميل في الأقدام والأيدي:
فزيادة مستوى الغلوكوز في الدم تؤثر على وظيفة الأعصاب وهذا يولد شعورا بالحرق والوخز والألم.
اختلاطات الداء السكري:
المستويات العالية من الغلوكوز في دم مريض السكري لها تأثيرات سلبية جدا،
تزداد هذه التأثيرات بارتفاع هذه المستويات وطول مدة بقائها
في الجسم، وتشمل الاختلاطات ما يلي:
- اعتلال الأعصاب الحسي الحركي:
فارتفاع السكر قد يضر ببطانة الأوعية الدموية المغذية للأعصاب، وينتج عن ذلك شعور بالتنميل
والحرق والوخز ينتشر تدريجيا.
وهو يعتبر من أشيع الاختلاطات في كلا نمطي داء السكري، يمكن أن يؤدي تلف الأعصاب
إلى مشكل على مستوى الأحشاء الداخلية أيضا كالغثيان والإقياء والإمساك
وضعف الانتصاب عند الذكور.
-
أمراض القلب والأوعية:
يكون مريض السكري معرضا لحدوث أمراض القلب والأوعية الكبيرة منها والصغيرة
والتي يبدأ التأثير عليها
عندما يتجاوز مستوى الغلوكوز في الدم 126 ملغ/دل فما فوق،
وتشكل إصابة الأوعية الكبيرة منها حوالي 80% من أسباب وفيات مرض السكري
حيث تصاب بالتصلب العصيدي.
كما تزداد نسبة حدوث الحوادث الدماغية ب 2-4 مرات أكثر عند الأشخاص السكريين
مقارنة مع الأشخاص السليمين.
أما إصابة الأوعية المحيطية الأصغر فتظهر على شكل عرج متقطع ونقص التروية المعوية.
- اعتلال الشبكية السكري:
يؤدي الداء السكري إلى إلى تلف الأوعية الصغيرة على مستوى الشبكية في العينين،
وتظهر هذه الإصابة بعد حوالي 7 سنوات من المرض،
ومن الممكن أن تؤهب هذه الحالة للعمى ومشاكل عينية أخرى كعتامة عدسة العين والزرق.
- اعتلال الكلية السكري:
يعد الداء السكري أشيع سبب للقصور الكلوي المزمن حول العالم، وهذه الإصابة تظهر بعد إصابة
شبكية العين كون الشبكية أوعيتها أدق فتصاب أولاً.
يمكن أن يحدث في النهاية الفشل الكلوي أو أمراض الكلى الأخرى كتصلب شرينات الكبب
وتصلب شرايين الكلية الواردة
والإصابات الالتهابية والتهاب الحليمات النخري.
- المشاكل الجلدية:
يترافق مرض السكري بالإصابة بعدد من الالتهابات خاصة الالتهابات الجلدية والفطرية والتي
تنجم عن المناعة الضعيفة للمريض
وتشكل بيئة مناسبة لتكاثر هذه العضيات.
-
اختلاطات شائعة عند النساء:
مثل الالتهابات النسائية المتكررة والإسقاطات واستسقاء أمنيوسي وزيادة نسبة الإرجاج خلال الحمل.
-
القدم السكرية:
يشكل هذا الاختلاط مصدر قلق للمريض وأهله، وهو من الاختلاطات الخطيرة سواء جسديا
أو نفسيا بفقد المريض لوظيفة أحد قدميه وتحدد حركته.
لذا سنحاول التفصيل قليلا فيه:
كما أوردنا سابقا فإن داء السكري يؤثر على الأعصاب في القدمين وبالتالي غياب الحس
أو ضعفه وهذا ما يجعل
المريض غير منتبه للإصابات أو الجروح في قدميه كونه لا يشعر بها، هذا ما يجعلها تتطور
وتتفاقم دون انتباه المريض لها،
كما أن الجلد يفقد رطوبته ويتقشر ولا تروّي الأوعية القدم بشكل كاف لذا فالجروح تلتئم بصعوبة وبطء
ما بعرض الوسط الداخلي لتلك المنطقة للعوامل الخارجية المؤذية لفترة ليست قليلة.
وفي هذه الحالات جميعها يجب مراجعة الطبيب للحد من تفاقم الإصابة، وسيعمل الطبيب
على تدبير الحالة من خلال وصف الصادات الحيوية للتحكم بالالتهاب وتنظيف وتغطية الجروح
بالإضافة لوصف أدوية للغنغرينا ونصح المريض بارتداء أحذية مناسبة.
أما عندما تكون الحالة أشد ولا يمكن معالجتها بالطرق السابقة فسيضطر الطبيب إلى إزالة
الأنسجة المتموتة وقد يلجأ أحيانا لبتر المنطقة المصابة بأكملها.
ولهذا على مريض السكري الانتباه لقدمه وتفحصها لأجل ملاحظة الجروح والخدوش الخفية وتفحص ما بين الأصابع وارتداء أحذية مريحة والتأكد من الإحساس في القدم بين كل فترة وأخرى.
الاختبارات الخاصة بداء السكري:
يمكن إجراء اختبار السكري بفحص الدم والذي يعتبر من الفحوصات بسيطة التكاليف، وتختلف طرق الكشف عن نمطي السكري
فالنمط الأول غالباً ما تظهر أعراضه بشكل حادّ وإسعافي مما يستدعي القيام بالعديد من الفحوصات بينها فحص سكر الدم.
أما النمط الثاني فيطور تدريجيا وكثيرا ما تظهر أحد مضاعفاته على الشخص قبل تشخيصه.
لهذا فقد وضعت الجمعية الأمريكية للسكري عددا من الإرشادات للأشخاص لإجراء فحص السكر في الحالات التالية:
- أي شخص بعمر 45 وأكبر، وإذا كانت النتيجة طبيعية يُجرى الفحص دوريا.
- وأي شخص يزيد مؤشر كتلة الجسم BMI لديه عن 25، بغض النظر عن العمر.
- أي شخص لديه عوامل خطر إضافية كارتفاع ضغط الدم، ارتفاع مستويات الكوليسترول والشحوم الثلاثية، بالإضافة لنمط الحياة الخامل والنساء اللواتي يعانين من متلازمة المبيض متعدد الكيسات (PCOS).
- كل امرأة أصيبت سابقا بداء السكري الحملي عليها إجراء فحص دوريّ كل ثلاثة أعوم وذلك لزيادة احتمالية إصابتها.
- أي شخص لديه حالة ما قبل السكري يجب عليه إجراء الاختبار كل عام.
يطلب الأطباء عادة اختبارين لتأكيد تشخيص السكري لدى المريض أو الاكتفاء بأحدهما إن لم يتوفر سوى واحد، وهما:
- اختبار الخضاب السكري (A1C):
وهذا الاختبار لا يحتاج الصيام، ويظهر متوسط السكر في الدم خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وهو يكشف النسبة المئوية لسكر الدم التي ترتبط ببروتين الهيموغلوبين، ويكون مستوى A1C الأعلى من 6.5% باختبارين منفصلين مشيرا للإصابة بداء السكري.
- فحص الدم السريع، وهو الفحص المعتاد وسنفصل في قيمه وطرقه بالجدول التالي:
نوع الاختبار | اختبارات سكر الدم العشوائي | اختبار سكر الدم الصيامي | اختبارات تحمل الغلوكوز الفموي | الاختبارات الخاصة بالحامل |
مستوى السكر في الدم | 200 ميللي غرام/ديسي ليتر فما فوق | أقل من 100 طبيعي بين 100-125 ملغ/دل من مقدمات السكري126 ملغ/دل فما فوق إصابة بالسكري |
يتم الصيام لمدة 6 ساعات وإجراء الاختبار ثم إعطاء سائل سكري وإعادة الاختبار خلال ساعتين: أقل من 140 ملغ/دل طبيعيأكثر من 200ملغ/دل إصابة بالسكريبين 140-199ملغ/دل من مقدمات السكري. |
يجرى الاختبار من خلال تحدي الغلوكوز الأولي وإجراء الاختبار بعد ساعة من إعطاء الغلوكوز: القيم الأقل من 140ملغ/دل تعتبر طبيعية، والأكثر من ذلك يعتبر حالة مؤهّبة للسكري. |
كما أن هناك فحوصات خاصة لمتابعة النمط الأول للداء السكري كاختبار البول للتحقق من وجود منتجات كيتونية فيه، واختبارات مناعية للأضداد.
علاج داء السكري:
السكري من الأمراض التي لا يقتصر تدبيرها على أخذ الأدوية فقط، فالخطوة الأولى على طريق المعالجة هي إدخال تغييرات لنمط الحياة والغذاء والحركة،
ويختلف التدبير تبعاً لنمط الإصابة فتغيير نمط الحياة يؤثر بشكل أكبر على النمط الثاني من تأثيره على النمط الأول الناجم في أغلب الحالات عن اضطراب مناعيّ.
الحمية الخاصة بداء السكري:
تلعب الحمية دوراً هاماً في ضبط مستويات السكر لدى المريض، وهي لا تعني حرمانه من طعام معين بل تعني تقسيم وجباته لوجبات صغيرة متباعدة بفترات زمنية منتظمة وبكميات مدروسة لكل صنف.
ويمكن توزيع السعرات الحرارية لمريض السكري وفق الآتي:
- 50-55% سكريات: ويشمل ذلك اختيار المريض للسكريات منخفضة المشعر السكري،
- وتجنب السكريات التي تمتص بسرعة كالشوكولا والمشروبات السكرية واستبدالها بسكريات بطيئة الامتصاص كالنشويات المعقدة،
- كما يساعد الاعتماد على الأغذية الغنية بالألياف كونها تبطئ امتصاص السكر في الجهاز الهضمي.
وكذلك يستخدم مرضى السكري العديد من المحلّيات البديلة، كالسكارين الذي استبدل حديثا بالأسبارتام وهو المحليّ الأفضل بينهما لقلة تأثيراته الجانبية،
وهناك محليات أخرى كالفركتوز والسكاكر الكحولية.
- 25-30% دسم: على المريض أن يحرص على تناول الدهون غير المشبعة والتقليل من الدهون المشبعة التي لا يمكن للجسم أن يستقلبها.
- يتم بهذه الآلية خفض كمية السعرات الحرارية الآتية من الدسم بنسبة 10% كما يجب الانتباه لمستويات الكوليسترول
- وضرورة ألا يزيد عن 300ملغ/دل.
- 15-20% بروتين: كما نعلم أنه بتقدّم الإصابة يزداد التأثير على الكلية لذا يُنصح مريض السكري بتقليل كمية البروتينات التي يتناولها،
- يمكن له أن يتناول العديد من المصادر البروتينية المنصوح بها كالبيض والسمك والفاصولياء
- والتي تعتبر جميعها من البروتينات قليلة الدسم المشبعة.
- الفيتامينات: ينصح بها في حالات معينة فقط لمرضى السكري كفيتامين A,C.E .
كما أوصت جمعية AACE الغذائية بتقسيم أوقات الطعام لثلاث وجبات منتظمة لتنظيم الاستقلاب لدى المرضى،
وتجنب الصيام طويل الأمد لخفض الوزن والانتباه لمحتويات المواد الغذائية التي يشترونها.
أمثلة على بعض الأطعمة المفيدة لمرضى السكري:
أولا: الخضار الورقية:
تعتبر الخضار الورقية مفيدة جدا لقيمتها الغذائية العالية ولأنها قليلة السعرات الحرارية،
بالتالي لن تؤثر بشكل كبير على مستويات سكر الدم، بالإضافة لذلك فهي تشكّل مصدرا مهما للفيتامين C
والذي تنخفض مستوياته عند مرضى السكري بالمقارنة مع الأشخاص الأصحاء.
من أمثلة هذه الأطعمة: السبانخ، البروكلي، الكرنب، السلق وغيرها من الورقيات.
وإلى جانب آخر تم إثبات مساهمة هذه الخضروات في حماية العين من مرض الساد والتنكس البقعي واللذين
يعتبران اختلاطاتٍ شائعة للسكري، وذلك لاحتواء هذه الخضروات على الكثير من مضادات
الأكسدة والتي تحمي العين والقلب على حدٍّ سواء.
لذلك إن كنت مصابا بالداء السكري سيكون خيارا جيدا أن تواظب على إدخال
هذه الخضروات لنظامك الغذائي.
ثانيا: البيض:
كما نعلم أن للبيض فوائد غذائية جمة لكن المثير للاهتمام هو فوائده الخاصة على مريض السكري،
فقد تبين أن استهلاك البيض يحسّن من حساسية الأنسولين،
يزيد من مستويات الكولسترول المفيد ويقلّل من مستويات الكولسترول الضار،
كذلك فهو يخفّف نسبة الالتهابات في الجسم، وهو بالضبط ما يحتاجه مريض السكري.
وقد أثبتت دراسة أجريت عام 2019 على أنّ تناول البيض الذي يكون غنيا بالدسم ومنخفض السكريات
على الفطور يساهم في ضبط مستوى سكر الدم خلال بقية اليوم بالإضافة لمنحه إحساسا
بالشبع وعدم الحاجة للكربوهيدرات.
هنا ننوّه على أهمية الاعتدال حيث أنّ الكمية المنصوح بها أسبوعيا هي 6-8 بيضات.
ثالثا: بذور الشيا:
تحتوي بذور الشيا على كميات عالية من الألياف والتي تساعد في ضبط مستويات سكر الدم،
فهي تشكّل غذاءا مثاليا لمريض السكري؛
حيث تعمل لزوجة الألياف على تقليل حركة وامتصاص الطعام في الأمعاء،
الأمر الذي ينعكس على مستويات سكر الدم فلا ترتفع كثيرا ولا تتجاوز النسب الطبيعية.
إضافة إلى أنّ للألياف فائدة أخرى تتمثّل بمنح إحساس الشبع والذي ساهم في تقليل الوزن
والمحافظة على مستوى سكر دم طبيعي،
كما تبيّن مساهمتها في خفض مستويات سكر الدم والحوادث الالتهابية
التي يكثر حدوثها لدى مرضى السكري.
رابعا: السمك الطازج:
من المعروف للجميع أنّ فوائد السمك هائلة سواء للأشخاص المصابين بالداء السكري
أو الأصحاء، لكنه يملك فائدة خاصة بمرضى السكري؛
فالأسماك مثل سمك السلمون وسمكة الأنشوفة غنيّة بمضادات الأكسدة وتمنح مقدارا كبيرا
من الأوميغا 3 والتي لها نتائج جيدة جدا على صحة القلب والأوعية وتقويتها أمام اختلاطات الداء السكري،
وهو يقلّل نسبة الالتهابات في الجسم، وتعدّ الأسماك مصدراً بروتينياً مغذياً يمكن إضافته لقائمة الأطعمة
التي تمنح شعوراً بالشبع لفترات طويلة.
خامسا: زيت الزيتون:
يعتبر زيت الزيتون الخالص من الدهون الطبيعية المفيدة جدا لمريض السكري،
وذلك نظرا لاحتوائه على كميات كبيرة من مضادات الأكسدة التي تحسّن صحة الخلايا
وتسهم في خفض ضغط الدم،
وهناك العديد من الزيوت الأخرى المفيدة كزيت جوز الهند، وزيت اللوز وزيت الأفوكادو
ودهن الدجاج والبط.
الفريز:
إذا كنت مصابا بالسكري وترغب في أكلة حلوة المذاق لكنك خائف من المضاعفات،
فإنّ الفريز يشكّل خياراً جيداً لك؛
حيث أنّه غني بمضادات الأكسدة، وتبيّن أنّه يخفّض مستويات الأنسولين بعد وجبات الطعام,
وهو أيضاً يحوي كميات من السكر أقل بكثير من بعض الفواكه الأخرى كالموز والتفاح.
الرياضة والسكري:
ينصح مرضى السكري في كلا النمطين بالرياضة المنتظمة (المشي لمدة ساعة ونصف في الأسبوع على الأقل)،
تساهم هذه الرياضة في تحسين المقاومة للأنسولين في النمط الثاني والحفاظ على ضبط سكر الدم في النمط الأول.
ويتم تنبيه مرضى السكري الذين يقومون بالرياضة لتعديل الجرعة قبل ممارسة الرياضة وتناول وجبات صغيرة إضافية
قبل البدء لتجنب حدوث نوبة نقص سكر الدم نتيجة الجهد وضرورة المراقبة المستمرة لسكر الدم.
وبحديثنا عن الحمية والنظام الغذائي لدى مريض السكري لابدّ لنا من التطرق لموضوع هام في هذا الإطار هو المؤشر الجلايسيمي،
سنقوم بالتعرف إليه ثم ذكر مقداره في عدد من الأطعمة الشائعة.
المؤشر الجلايسيمي (GI):
النظام الغذائي المعتمد على المؤشر الغلايسيمي هو نظام يتم فيه تحديد الأطعمة التي تحوي الكربوهيدرات
وفقا لكمية كل طعام ومدى رفعه لسكر الدم خلال ساعتين من تناوله، وتصنف الأطعمة وفق المؤشر الجلايسيمي إلى ما يلي:
1. الأطعمة ذات المؤشر السكري المنخفض (GI أقل من 55): وتتميز بامتصاص بطيء للطعام
بالتالي تتولد عنها طاقة تدوم لفترة أطول والشعور بالشبع لفترة أطول أيضا.
2. الأطعمة ذات المؤشر السكري المرتفع (GI أكثر من 70): وهي تتميز بأنها ترفع سكر الدم بسرعة،
وبالتالي الحصول على الطاقة على دفعة واحدة كبيرة وسرعة تلاشيها والشعور بالجوع بعد ذلك،
وهذا الامتصاص السريع يتسبّب باضطرابات استقلابية على المدى البعيد.
ومن العوامل التي تحدد المشعر السكري:
- كمية الطاقة والألياف في الوجبة.
- حجم الوجبة.
- نوعية السكريات فيها.
- محتواها من الصوديوم والدسم.
وتأتي أهمية المشعر الجلايسيمي أو السكري من فوائده التي يضفيها على حياة الشخص كتحسين القدرة على السيطرة على السكري،
ورفع الكوليسترول الجيد، والمحافظة على وزن صحيّ، وزيادة الشعور بالشبع بعد الطعام بالإضافة لخفض الشحوم الثلاثية.
وفي هذا الجدول قيمة المؤشر السكري لبعض أنواع الأطعمة:
الأطعمة | المؤشر الجلايسيمي
(غلوكوز= 100) |
الخبز الأبيض | 75 |
الأرز الأبيض المسلوق | 73 |
الأرز البني المسلوق | 68 |
الشعير | 28 |
الذرة الحلوة | 52 |
التفاح الطازج | 36 |
الموز الطازج | 51 |
الأناناس الطازج | 59 |
البطيخ | 76 |
التمر | 42 |
البطاطا المسلوقة | 78 |
الجزر المسلوق | 39 |
الآيس كريم | 51 |
الفركتوز | 15 |
السكروز | 65 |
العسل | 61 |
الكرز | 22 |
الكيوي | 52 |
المانجو | 51 |
الإجاص | 38 |
الفريز | 39 |
الحليب | 40 |
اللبن | 33 |
السباغيتي | 40 |
فوتوتشيني | 40 |
المعكرونة | 46 |
الكاجو | 22 |
الأدوية الخاصة بداء السكري:
بعد ضبط نظام الحياة وتغييره إلى نظام صحي وإضافة الرياضة للجدول اليومي يأتي الدواء كخطوة ثانية إما لدعم الإجراءات السابقة أو ليحل محلها
في حال كانت حالة المريض بمراحل متقدّمة، ونظرا لتعدد أنماط السكري
فإن أدوية كل نمط وطريقة إعطائها تختلف فيما بينها، وسنأتي على ذكرها فيما يلي:
النمط الأول للداء السكري: يكون العلاج الرئيس هنا هو الأنسولين، ويمكن إعطاء الميتفورمين أيضا بالمشاركة مع الأنسولين
حسب دراسة أجريت عام 2015، وهو يتطلب المراقبة المستمرة لسكر الدم وحساب الكربوهيدرات والبروتينات والدهون.
النمط الثاني للداء السكري: إذا لم تكفي تغييرات تمط الحياة في السيطرة على مستويات سكر الدم،
سيحتاج المريض لأدوية تدعى بخافضات السكر الفموية، وهي تقسم إلى:
- أدوية تزيد إفراز الأنسولين: كالسلفونيل يوريا والميغليتينايد.
- وأدوية تحسّن عمل الأنسولين: كالبيغوانيد(الميتفورمين) والثيازوليدينون.
- أدوية تنقص امتصاص السكر من الأمعاء: مثل مثبطات الليباز ومثبطات ألفا غلوكوزيداز.
- وأدوية تنقص عود الامتصاص الكلوي للسكر: مثل مثبطات SGLT-2.
لكن إعطاء هذه الأدوية يتوقف على حالة الكلية وقدرتها على التصفية، وهي توقف خلال الحمل ما عدا الأنسولين يستمر أخذه خلال الحمل.
ويتم اختيار الدواء المناسب لحالة كل مريض بناء على عدة عوامل كعمر المريض ومرحلة الداء السكري وكلفة العلاج ومستوى الخضاب السكري والوزن وتأثيرات هذا الدواء على الأعضاء الأخرى للمريض.
دواء الميتفورمين:
ينتمي الميتفورمين لزمرة الأدوية التي تزيد الحساسية للأنسولين، ويستعمل لضبط السكري نمط ثاني وكدواء جانبي للأنسولين في السكري نمط 1، وهو الدواء الأشيع المستعمل.
يمكن استعمال الميتفورمين لوحده وفي حال عدم التحسن يمكن مشاركته مع خافضات السكري الفموية أو مع الأنسولين.
تأثرات الميتفورمين: يؤدي الميتفورمين وظيفته من خلال تأثيراته على عدة أعضاء، حيث أنه ينقص من السكر المنتج من الكبد، ويقوي عمل الأنسولين ويزيد قبط السكر من الأنسجة المحيطية، ويعمل كمضاد للشهية عن طريق إنقاص فرط الأنسولين التالي للطعام، وتنظيم شحوم الدم وتقليل امتصاص السكر على مستوى الأمعاء.
ولكن ككل دواء آخر فإنّ له تأثيرات جانبية سلبية تتمثل في: أعراض هضمية مزعجة، وحماض لبني، وعوز فيتامين B12، وهناك حالات يمنع فيها إعطاء الميتفورمين لبعض الأشخاص كالمسنين ذوو الأعمار الأكبر من 80 سنة، ومرضى القصور الكلوي والقصور الكبدي وفي حالات نقص الأكسجة.
مثبطات ألفا غلوكوزيداز:
ينتمي لهذه الزمرة كل من Acarbose,Miglitol, وهي تعمل على تثبيط عملية تحول السكريات المعقدة إلى سكريات أحادية مما ينقص من امتصاصها بالتالي خفض مستوى سكر الدم، ومن التأثيرات الجانبية لهذه الأدوية الأعراض الهضمية المزعجة كالإسهالات والآلام البطنية، ويتم هنا أخذ الجرعة قبل الوجبات.
مثبطات :(DPP-4)
تؤدي هذه الزمرة وظيفتها من خلال مساعدة البنكرياس على اصطناع الأنسولين، ومن أهم الأدوية فيها: Alogibtin, Linagliptin.
مشابهات مستقبلات GLP-1:
وتعمل هذه الأدوية من خلال زيادة نمو خلايا بيتا وإفرازها للأنسولين، والتحكم بالشهية وإبطاء عملية تفريغ المعدة، وتتضمن الأدوية التالية: Albiglutide, Dulaglutide, Exenatide.
السلفونيل يوريا:
وهي من أكثر الأدوية انتشاراً، وتعمل من خلال تحريض خلايا بيتا على إفراز الأنسولين وإنقاص تصفية الأنسولين الكبدي، وزيادة حساسية النسج المحيطة للأنسولين.
وتتضمن تأثيراتها الجانبية نقص سكر الدم وهو الأهم والأخطر, وزيادة الوزن، ونقص فعالية الدواء بعدة عدة سنوات من استخدامه. ومن ضمن هذه الأدوية: Glimepiride, Gliclazide.
الثيازوليديون:
يعمل الثيازوليديون على إنقاص مقاومة الأنسجة للأنسولين، واستعمل أفضل للغلوكوز في الخلايا من خلال زيادة عدد مستقبلات الأنسولين وزيادة فسفرة هذه المستقبلات كذلك.
وتملك هذه الزمرة بعض التأثيرات الجانبية السيئة على القلب وحبس السوائل وتشكل الوذمات وترقّق العظام والكسور، وتنتمي لها الأدوية التالية: Pioglitazone, Rosiglitazone.
استخدام الأنسولين في العلاج:
يكون الهدف من استخدام الأنسولين هو الحفاظ على سكر الدم للمريض بين 80-130 ملغ/دل.
ويعتبر الأنسولين من أخطر 10 أدوية يستخدمها الأطباء لذا يجب قبل وصفه تثقيف المريض جيدا بطرق استخدامه وحقنه وشروط حفظه،
وإجراء استشارات تغذوية.
هناك بعض المناطق من الجسم المناسبة لحقن الأنسولين كجوانب السرة في البطن،
والذراعين والفخذين والخاصرتين وأعلى الإليتين، لكن يجب الانتباه لتغيير مواضع الحقن باستمرار كون الحقن في مكان واحد لمدة طويلة
يؤثر على الامتصاص نتيجة التليف الذي يحدث في ذلك المكان، وأسرع هذه المناطق في الامتصاص هي تحت جلد البطن فالعضد ثم الفخذ.
بروتوكول إعطاء الأنسولين:
- مرضى النمط الأول: جرعة أنسولين مختلط مرتين يومياً على الأقل، وفي المعالجة المكثفة : أنسولين متوسط السرعة مع أنسولين سريع قبل الوجبات.
- مرضى النمط الثاني: أنسولين مديد(القاعدي) مع حبوب صباحا، وأنسولين مختلط قبل العشاء مع حبوب صباحا.
ومن التأثيرات الجانبية التي من الممكن أن تخلّفها المعالجة بالأنسولين:
- التحسس مكان الحقن.
- الضمور الشحمي والتليف.
- زيادة الوزن.
- مقاومة الأنسولين بعد المعالجة لفترات طويلة.
- هبوط سكر الدم وهو من أخطر الحالات لذلك يجب معرفة كيفية التعامل معه إسعافيا؛ حيث في الحالات الخفيفة والمتوسطة نقوم بإعطاء المريض محلول سكري مركز سريع الامتصاص كالحليب، وفي الحالات الشديدة نلجأ لإعطاء سوائل سكرية بالوريد.
مضخات الأنسولين:
تعد مضخة الأنسولين جهازاً إلكترونياً صغيراً يمنح الجسم كميات مدروسة من الأنسولين وذلك على مدار اليوم، ويتوفر نوعان من المضخات حالياً:
- مضخة الأنسولين المربوطة بأنبوب للجسم.
- مضخة الأنسولين المزوّدة برقعة.
في كلا النوعين تكون هناك قسطرة تصل بين الجهاز وبين جلد المريض، ويجب على المريض تغييرها
بنفسه كل يومين إلى ثلاثة أيام وإيصالها إلى مكان مختلف في الجلد وذلك لتجنب التليف
الذي يمكن أن ينجم عن بقائها في مكان واحد لفترة طويلة.
المضخات المربوطة إلى الجسم : تتصل هذه المضخة بالجسم بواسطة أنبوب صغير موصول بقسطرة،
ويمكن للمريض أن يضعها في جيبه أو على حزامه أو أن يرتديها تحت ثيابه، وهي تقوم بالتحكم التلقائي بمستويات الغلوكوز في الدم.
مضخات الأنسولين على شكل رقعة : يتم هنا لصق الرقعة مباشرة على الجلد قرب القسطرة، يمكن وضعها على الذراع أو القدمين أو بالقرب من المعدة. في هذه المضخة لا يتم تغيير الأنبوب فقط وإنما المضخة كاملة.
ومن فوائد مضخات الأنسولين بشكل عام أنها تجعل مستويات سكر الدم منتظمة على الدوام وتجنب الشخص من القلق حول مستويات الأنسولين لديه، كما يصبح لديه حرية أكبر في اختيار وجباته وأوقاتها، وتريحه من الحقن إلى حد ما.
أما السلبيات بخصوص هذه الأجهزة فهي في كونها جهازاً إلكترونياً موضوعاً على جسد المريض طوال الوقت باستثناء أوقات الاستحمام، وعليه أن يتأقلم مع الإحساس المزعج الذي ربما قد تخلّفه.
كما أنّ تعلّم طريقة استخدامها قد يكون صعباً قليلاً بالنسبة للمرضى، وهي لا تغني عن الحقن نهائياً فقد تبقى هناك حاجة إليها من وقت لآخر كما أن تكلفتها عالية لذا يفضّل التواصل مع الجهات المعنية للحصول على واحدة منها.
حالة هبوط سكر الدم:
يحدث نقص سكر الدم عندما ينخفض إلى قيم أقل من 50 ملغ/دل، وهو يشيع عند مرضى السكري الذين يعتمدون على الأنسولين وعند النساء،
ويكون سبب هذا النقص إما بسبب نقص إنتاج الغلوكوز كما يحدث في الامراض الكبدية وقصور قشر الكظر (داء أديسون)،
أو قد يكون لأسباب خارجية كنقص سكر الدم كتأثير جانبي لخافضات السكر الفموية وحقن الأنسولين أو التسمم بالأسبرين.
وهناك ثلاث حالات لنقص سكر الدم هي : نقص سكر الدم أثناء الصيام- نقص سكر الدم بعد الصيام- نقص السكر نتيجة الأدوية.
أولاً: نقص سكر الدم أثناء الصيام:
يمثل الغلوكوز الغذاء الرئيس للدماغ وبالتالي فإن نوبات نقص سكر الدم ستتظاهر بأعراض مباشرة على مستوى الجهاز العصبي المركزي، وتتضمن هذه الأعراض :
- انخفاض درجات الحرارة.
- الارتباك والتشوش.
- مشاكل عينية كالرؤية الضبابية والشفع.
- الإحساس بالصداع.
- السبات coma
- وفي بعض الحالات قد تصل خطورة الحالة للموت.
ثانياً: نقص سكر الدم بعد الطعام:
عند نقص سكر الدم تتفعّل الهرمونات المعاكسة للأنسولين مثل (الأدرينالين، الغلوكاغون، الكورتيزول)، وتعمل هذه الهرمونات على حل الغليكوجين الكبدي وإعادة الغلوكوز لمستواه الطبيعي، ولكن هذه الهرمونات تؤدي إلى جملة من التأثيرات والتي تكون في هذه الحالة أقل خطورة من أعراض نقص سكر الدم الصيامي، وتتمثل الأعراض بالتعب والوهن وخدر في الأطراف وحول الفم والرجفان والجوع والتعرق والشعور بالخفقان في القلب.
ينقسم نقص السكر بعد الطعام إلى ثلاثة أنواع هي:
1.نقص سكر الدم الارتكاسي:
وهنا يكون المرضى مضطربين ويشعرون بعد الراحة بعد 3-5 ساعات من تاول الوجبات.
2. الدخول السريع والمفاجئ لكميات كبيرة من الغلوكوز:
تؤدي هذه الكميات الكبيرة إلى امتصاص أسرع للغلوكوز على مستوى الأمعاء الدقيقة،
وبالتالي ارتفاع شديد في الغلوكوز وهذا يؤدي بدوره لارتفاع مماثل في الأنسولين بعد ساعة إلى ساعتين
من تناول الوجبة وتدعى هذه الحالة بDumping Syndrome.
3. نقص سكر الدم الناجم عن عدم تحمل الغلوكوز:
سبب نقص السكر هنا هو استجابة متأخرة وشديدة للأنسولين لمحتوى الغلوكوز.
السيطرة على نقص سكر الدم بعد الطعام:
يشخص نقص سكر الدم من خلال الأعراض الملاحظة، ومعايرة مستوى سكر الدم (إذا كان تحت 50 ملغ/دل)،
وعند ملاحظة تحسّن الأعراض بعد تعويض الغلوكوز.
ويتم معالجته وفق الآتي:
- اتباع نظام غذائي معين: ينصح المرضى هنا بتناول البروتين بشكل أكبر وأخذ وجبات صغيرة خلال اليوم،
- ويمكن استعمال بعض المحليات مثل الفركتوز للتحلية وذلك لأن تأثيره في رفع غلوكوز الدم أثل من السكاكر الأخرى.
- المعالجة الدوائية: في حال عدم استجابة وتحسن الأعراض على الحمية السابقة يمكن حينها اللجوء لبعض الأدوية وتدعى هذه الأدوية بمضادات الكولين، وتعمل عن طريق إبطاء إفراغ المعدة وحركية الأمعاء، كذلك يُعطى بعض المرضى صبغة البيلادونا أو سلفات الأتروبين قبل نصف ساعة من الوجبة.
- العلاج النفسي: في حال عدم استفادة المريض على طريقتي العلاج السابقتين يُنصح بأخذ استشارة ومعالجة نفسية.
ثالثا: نقص سكر الدم الناجم عن الأدوية:
يكون نقص سكر الدم ناجما إما عن الأنسولين أو خافضات سكر الدم الفموية أو الكحول.
- زيادة جرعة الأنسولين: تكون مستويات الببتيد C هذه الحالة منخفضة عند المرضى في المصل والبول مقارنة بنسبة مستويات إنسولين المصل.
- نقص سكر الدم الناجم عن خافضات السكر الفموية: يبقى نقص سكر الدم هنا طويلا وشديدا، ويكثر حدوثه عند المسنين والصغار وسيئي التغذية والمصابين بالقصور الكلوي، ويعالج هؤلاء الأشخاص بإعطاء فوري لمحلول غلوكوزي 50% داخل الوريد، ويقبل المرضى في المشفى ويتم الحفاظ على مستوى الغلوكوز عندهم فوق 100 ملغ/دل.
العلاجات الواعدة للداء السكري في المستقبل:
- زراعة البنكرياس: في حال نجاح هذه العملية لن يحتاج الجسم إلى أنسولين خارجي لأخذه،
- ولكن التعقيدات أكبر من ذلك حيث أن زراعة الأعضاء من العمليات الخطيرة جدا والتي من المحتمل أن تفشل أيضا،
- وفي حال نجاحها سيستوجب على الشخص أخذ مثبطات المناعة طوال حياته ما سيجعله معرّضا للكثير من الأمراض والعداوى.
- أنظمة مبرمجة تضخ الأنسولين تلقائيا.
- الجراحة: مثل عملية قص المعدة لكنها لا تشفي تماما كون السكري مرضا متعدد المورثات.
- لصاقات الأنسولين للسيطرة على السكري: وهو اختراع توصلت إليه جامعة North Carolina،
- حيث تراقب هذه اللصاقات مستويات الغلوكوز في الدم وتقوم بتحرير الأنسولين بشكل أوتوماتيكي عبر مئات من الإبر الإلكترونية؛
- فهذا الجهاز يستطيع تحسس الارتفاعات في مستوى سكر الدم وإفراز كميات مناسبة من الأنسولين بناء على ذلك.
- استخدام الخلايا الجذعية في السيطرة على سكر الدم: يكمن مبدأ هذه الطريقة في استخدام خلايا بيتا الناتجة عن الخلايا الجذعية البشرية المكبسلة بالبوليمير،
- وتفيد هذه الكبسلة في جعل الخلايا غير مرئية للجهاز المناعي بالتالي لن يستطيع الهجوم عليها.
حيث تم إجراء هذه الدراسة على الفئران لمدة 174 يوما وقد تبيّن أن خلاياها بقيت وظيفية وقادرة على إنتاج الأنسولين،
وفي المرحلة القادمة سيتم تجربتها على بعض الثدييات الكبرى كالقرود، ثم بعدها على بعض المتطوعين من البشر.
الصيام وداء السكري:
يشكل الصيام في شهر رمضان بالنسبة لمريض السكري حالة حرجة للغاية نظرا للمضاعفات
المحتملة من ارتفاع أو نقص سكر الدم والإصابة بالتجفاف،
لذا يجب على كل مريض أن يناقش إمكانية صيامه مع طبيبه أولا وبناء على إرشاداته يتبين إذا كان قادرا على الصيام أو لا.
من الحالات التي يمكنها الصوم في رمضان وباحتمال مخاطر قليلة هي مرضى النمط الثاني من السكري
والذين يكونون قادرين على ضبط السكري لديهم.
أما الحالات التي يصعب فيها الصيام فهم مرضى النمط الأول والمرضى المصابون بأمراض الكلى المتقدمة،
والمصابون بالنمط الثاني غير المضبوط وكذلك السيدات الحوامل المصابات بالسكري الحملي.
إذا بيّن الطبيب لك إمكانية صومك فيجب عليك الحرص على اتخاذ بعض الإجراءات مثل الحرص على عدم تفويت وجبة السحور
لتجنب البقاء دون طعام لفترات طويلة والتعرض لمخاطر نقص سكر الدم.
كما تستطيع تأخير وجبة السحور إلى ما قبل الفجر وذلك لإبقاء مستويات الغلوكوز أكثر توازناً خلال ما تبقى من اليوم،
ويفضّل تناول الأغذية الحاوية على النشويات المعقدة بطيئة الامتصاص مثل البقوليات، حبوب الشوفان، السميد وبعض أنواع الخبز الخاصة.
وخلال الإفطار حاول تجنّب الإفراط في تناول الأكل لكيلا يرتفع سكر الدم بشكل كبير وفجائي،
ويجب الانتباه لشرب الكثير من السوائل في الفترات المتاحة لتجنّب التجفاف.
ولضمان سلامتك خلال فترة صيامك عليك أن تحرص على حمل الغلوكوز معك وإجراء اختبارات فحص السكر باستمرار
ويمكن القيام بها في فترة الصيام فهي لا تفطر.
كذلك عليك الانتباه لحالتك العامة فإذا أصبحت مشوشاً ذهنياً وشعرت بالإعياء فعليك إنهاء صيامك في الحال،
كما يجب التحدث مع الطبيب لتعديل أوقات أخذ الأنسولين والأدوية الأخرى الخاصة بك.
الصحة النفسية لمريض السكري:
يعتبر مرض السكري ككل الأمراض المزمنة الأخرى مؤهباً للإصابة بالاكتئاب والقلق المفرط،
ففكرة التعايش طويل الأمد مع المرض وكثرة متطلباته كضبط الجرعات وعدم تفويتها والانتباه لأنواع الطعام المأكولة
والمراقبة المستمرة لسكر الدم والخوف من الفشل في ضبط مستويات السكر والوصول لأحد المضاعفات الخطيرة
كلها تدخل المريض في دوامة من الخوف والقلق والغضب والحزن.
وفي حالة السكري تحديداً فإنه يجب الانتباه لهذا الهبوط في الشعور لأنّ ذلك يحرّض على إفراز هرمونات الشدة التي تتسبّب بالكثير من الاضطرابات
في مستويات سكر الدم،
فكما تقوم الصحة الجسدية بدورها في تحقيق التوازن فإن دور الصحة النفسية ليس أقل من دورها أبدا ويجب أخذه في الاعتبار دوما.
كشخص مصاب بالسكري عليك أولا أن تعمل على تهيئة نفسك لهذه الحالة وتقبّلها والخروج من مرحلة الإنكار التي تتمثل بأفكار مثل لماذا أصبت أنا ؟
وإنها ليست حالة خطيرة وستشفى لوحدها مع الوقت، فيجب عليك محابة هذه الأفكار ومحاولة فهم المرض والتعامل معه بجدية لبدء رحلة العلاج الصحيحة.
يمكنك أن تتحدث مع أشخاص يفهمونك حول مخاوفك ومكامن الحزن لديك،
وإن لم تشأ فيمكنك الحديث مع استشاري نفسي، كما أن تغيير الروتين والقيام بجولة مثلاً يمكن أن يساعدك،
كذلك عليك ألا تثقل كاهلك بإجراء الحسابات حول الخطوات الواجب اتباعها، فبإمكانك البدء تدريجيا والتركيز على خطوتين صغيرتين
وإنجازهما ثم الانتقال إلى خطوات أكبر.
بعض المعتقدات الخاطئة حول داء السكري:
بالنسبة لمرض السكري وكغيره من الأمراض الأخرى فإن الناس أحياناً يخترعون بعض الأفكار بناءً على استنتاجاتهم الخاصة،
ويقومون بترويجها بحيث تنتشر كثيراً ويصعب حينها تفريق الصحيح من الخطأ،
لذا رأينا أنه يقتضي بنا التطرق إلى بعض من هذه المعتقدات الخاطئة فيما يلي:
لا يحتاج مريض السكري لإجراء اختبار السكر لأنه يعلم حسب أعراضه هل السكر مرتفع أم منخفض لديه.
- في الحقيقة ذلك غير ممكن وغير حاسم البتة، فقد يشعر المريض بنوبة نقص السكر في بعض الأحيان لكن تبقى هناك بعض الحالات غير المعروفة،
- فمثلا لا يشترط أن تكون كثرة التبول دليلا على ارتفاع السكر فقد يكون المريض مصابا بالتهاب مسالك بولية،
- كذلك لا يدل سوء الحالة العامة بالضرورة على اضطرابات السكر فقد يكون ذلك دليلا على التقاط وإصابة المريض بعدوى ما.
مريض السكري لا يستطيع ممارسة الرياضة والنشاطات الأخرى.
- ذلك غير صحيح؛ فجزء من خطة ضب.ط السكري نمط ثاني هو القيام بالتمارين الرياضية، لكن كل ما هنالك أن يقوم المريض باستشارة طبيبه لتزويده ببعض الإرشادات وتنظيم جدول رياضة خاص به.
مريض السكري أكثر عرضة للإصابة بالزكام من غيره.
- ليس هناك صحة لهذا الحديث؛ فمريض السكري يصاب مثل الأشخاص الآخرين بالزكام، ولكن تأثير الزكام عليه يمكن أن يكون أكبر من غيره من الأشخاص نظرا لحالته الصحية.
الأشخاص المصابون بالسكري لا يمكنهم تناول الشوكولا والحلويات.
- على الرغم من أنّ عليهم تقليل هذه الأطعمة إلا أنهم غير محرومون منها، فحمية الداء السكري تقوم فقط بضبط كمية الأطعمة دون حرمان المرضى منها، بالتالي يمكن لهم تناولها لكن بكميات مدروسة منتظمة.
الأشخاص البدينون هم فقط من يصابون بالسكري.
- البدانة هي من عوامل الخطورة للداء السكري نمط ثاني لكن هذا لا يعني أن كل البدينين سيصابون بالداء السكري،
- كما أن هناك أشخاصا ذوو أوزان قليلة أو متوسطة ولكنهم يصابون كذلك.
يحدث السكري بسبب كثرة أكل السكر.
- في الواقع ليس السكر فقط فأي نظام غذائي مفرط بالكربوهيدرات بمصادرها المتنوعة يمكن أن يؤهّب للإصابة بالسكري من النمط الثاني.
وبهذا نكون قد كوّننا صورة شاملة عن الداء السكري بداية بتعريفه وآلية إمراضيته والأشخاص الأكثر عرضة له ثم أعراضه وطرق الكشف عنها.
لننتقل بعد ذلك لسبل العلاج والوقاية الممكنة، والتي رأينا أنّ أهم خطوة فيها تبدأ من أنفسنا بتعديلنا لأنماط الحياة
لدينا خصوصاً مع انتشار الوجبات السريعة الغنية بالكربوهيدرات، وكثرة الجلوس في المكاتب أو على مواقع التواصل الاجتماعي.
فتلك كلها ممارسات يومية يمكنها أن تودي بنا في النهاية للإصابة بالسكري.
ولكل شخص مصاب بالسكري وضّحنا أهمية التزامه بالأوقات المناسبة لأدويته وأهمية ضبط حياته وفقاً لذلك،
وكذلك أهمية الحفاظ على معنوياته وتفاؤله فذلك مهمّ بقدر أهمية الدواء.
وأيضاً على كل المرضى أن يتفاءلوا مادام العلم يتقدم والكثير من الأبحاث تجرى بهدف التخلص جذرياً من المشكلة وليس فقط ضبط أعراضها.
السكري وفيروس كورونا:
مرضى السكري معرّضون بنسبة مشابهة لغيرهم من الأشخاص للإصابة بفيروس كورونا،
لكن من المحتمل أن يطوروا أعراضا شديدة عند الإصابة وذلك وفق حالة كل شخص،
أما الأطفال المصابون بالداء السكري فاحتمال تفاقم الإصابة لديهم أقل بكثير.
بيّنت الدراسات أن هناك عدة عوامل تؤثر في شدة حالة الإصابة لدى مرضى السكري من بينها القيمة العالية للخضاب السكري HbA1C،
وتطور الاختلاطات المتقدمة للسكري عند المريض، وكذلك المتقدمون بالعمر، والذين لديهم قيمة BMI عالية.
لماذا ترتفع مستويات السكر لدى الإصابة بالفيروس؟
في حال إصابة الشخص بفيروس كورونا سيقوم الجسم بمحاربة العدوى الفيروسية
وسيستخدم في ذلك السكر المخزن في الخلايا الكبدية حيث سيطلقه لتزويد الخلايا المحاربة بالطاقة الكافية،
ولكن كما نعلم فإن جسم مريض السكري غير قادر على إفراز ما يكفي من الأنسولين
لإعادة التوازن مما يؤدي لتفاقم الأعراض.
وبما أن الجسم يعمل طوال فترة الإصابة لمكافحة الفيروسات القادمة فإن هذا الارتفاع المستمر
سيؤدي في النهاية للوصول إلى حالة تسمّى الحماض الخلوني السكري.
لذا يوصي الباحثون الأشخاص المصابين بالداء السكري بتلقي اللقاح، وارتداء الكمامات،
والحفاظ على التباعد الاجتماعي واستعمال المعقمات
وغسل الأيدي وذلك لتقليل فرص الإصابة ما أمكن.
ولكن تبقى الطريقة الأكثر نجاعة هي تلقي اللقاح الخاص بفيروس كورونا.
المصادر: