الطب النفسي، متى تحتاج إلى طبيب نفسي؟

الطب النفسي، متى تحتاج إلى طبيب نفسي؟

الطب النفسي، متى تحتاج إلى طبيب نفسي؟

إن جسم الإنسان يتعرض للكثير من الضغوطات والأزمات في الحياة نتيجة العادات والتقاليد

والمناخ الذي يتواجد الإنسان فيه، حيث إن الأعمال التي يقوم بها الإنسان والضغوطات التي يتعرض

لها من مشاكل في العمل والمشاكل الشخصية مثل التعرض للحوادث الطرقية أو الإصابة بمرض

ما أو الفشل الدراسي أو الإخفاق في العمل أو المشاكل العائلية وغيرها من الأمور التي تؤثر سلباً

على صحة الإنسان، وطريقة نظرته للحياة وإصابته بالإحباط وعدم القدرة على التفاؤل.

الطب النفسي، متى تحتاج إلى طبيب نفسي؟

حيث إنه لا يوجد إنسان على هذا الكوكب غير معرض للمرور بمثل هذه الحالات والضغوطات

ولذلك نجد الندوات التوعوية والمقالات والأبحاث التي تتحدث عن هذه المشكلات وتحاول إيجاد

الحلول للإنسان بهدف جعل الحياة أجمل وأفضل.

كما أن الكثير ممن يعانون من مشاكل في حياتهم إما يتم دعمهم من قبل الأهل والأصدقاء لإيجاد

الحل لمشكلاتهم وإما يتجهون إلى الطبيب النفسي بدعم من الأهل أيضاً.

حيث إن هناك حالات يعاني منها الإنسان لا يمكن حلها بشكل طبيعي بل يتوجب أن يقوم الشخص

بزيارة الطبيب النفسي فهو أهل الاختصاص والقادر على تقييم حالة الشخص ومحاولة معالجته

وزيادة قدرته على مقاومة ضغوطات الحياة والنظر إلى الحياة نظرة إيجابيةٍ بهدف إيجاد

الحلول لمشاكله والإستمتاع بالحياة وزيادة قدرته على التفكير الإيجابي والعيش بطريقة سعيدة.

الكثير من الأشخاص عندما يتعرضون لصدمات نفسية أو لحوادث في عملهم مثل خسارة الأموال

والإستثمارات أو نتيجة لخلافات عائلية أو شخصية مع من يحبون، يتجهون لشرب الكحول والتدخين

والبدء بممارسة العادات الغير صحية، وهناك من يبدأ التفكير بالإنتحار أو إيذاء نفسه أو الأخرين.

وهنا يتوجب تدخل الطبيب النفسي لمعالجته وفهم حالته وما أصابه لمساعدته على العودة إلى

الحياة والإستمرار بها والتفكير بشكل إيجابي ونسيان ما مر به.

لذلك قمنا بإعداد هذا المقال لنتحدث عن مهنة الطبيب النفسي ومتى يتوجب الذهاب إليه.

الطب النفسي:

وهو من أنواع الطب الأكثر صعوبة ويرجع نشوئه إلى أكثر من 2500 سنة قبل الميلاد، حيث ان الفراعنة

قد اكتشفوا علم النفس وقاموا بدراسته حيث تشير الرسومات الأهرامية إلى ذلك، كما صنفوها

ضمن مخططات حجرية وضمن كتبهم وخاصة المقدسة وأسموها بالمنخوليا، وقد اهتم الكثير

من الأطباء العرب والأجانب فيما مضى بهذا النوع من العلاجات والأمراض النفسية مثل الإكتئاب

والإحباط ومن أشهر هؤلاء الأطباء إبن سينا وابن رشد وسيجموند فرويد.

يقصد بالطب النفسي أي العلم المتخصص في دراسة ومعالجة الدماغ والجهاز العصبي وتأثير

الجهاز العصبي في تصرفات الإنسان بالإضافة إلى دراسة الحالة والمشاعر النفسية، ويتم تصنيف

الطب النفسي بإعتباره نوع من العلوم التي تعتمد على دراسة وفهم الشخص المريض حيث انه

لا توجد أجهزة تفحص المريض وتخبرك أنه شخص حزين او شخص مكتئب لذلك يعتمد الطبيب

في البداية على تشخيص المريض من خلال التاريخ العائلي له ولعائلته ويحاول معرفة

وضع الشخص الدراسي أو طبيعة عمله هل هو متزوج او أعزب هل يعاني من أمراض

أخرى وهكذا معلومات والتي تساعد الطبيب على تشخيص المريض بشكل كبير.

يحدث المرض النفسي بسبب مشاكل وراثية أو مشاكل اجتماعية وبسبب أسباب بيئية والذي

يختلف من شخص لأخر في شدته وتتفاوت اعراضه من شخص لأخر، كما يحدث المرض النفسي

بسبب وجود اختلالات في النواقل العصبية أو حدوث ضمور في خلايا المخ أو بسبب إصابة

الشخص بإحدى الأمراض العضوية أو نتيجة تعرضة للإشعاعات الضارة، كما يعتبر

الحزن سبباً رئيسياً لحدوث المرض النفسي.

متى يتوجب عليك زيارة الطبيب النفسي:

في الحقيقة لا يوجد وقت أو ظرف محدد، حيث أن الكثير من البشر يذهبون إلى الطبيب النفسي

بشكل متواصل كل شهر مثلاً أو أكثر أو أقل وذلك ليتكلموا عما يدور في بالهم من أفكار وأمنيات

ويريحوا أنفسهم من كتمان الأسرار والخلافات.

حيث إن الكثيرين يذهبون عندما لا يستطيعون أن يتخذوا قراراً مهماً في حياتهم الشخصية أو في

عملهم فيلجؤون إلى الطبيب ليساعدهم على اختيار القرار الأفضل لهم من وجهة نظره.

حيث يتم مناقشة الشخص في قراره وما هي الإحتمالات التي يمكن النظر لها

في اختيار القرار الأنسب له ولشركته أو لعمله مثلاً.

أما الحالة الثانية التي يمكن عندها الذهاب إلى الطبيب النفسي هي عندما تشعر بأن

هناك ما يعكر صفوك أو أن تشعر بأنك غير قادر على تحمل أية ضغوطات أخرى قد تفرضها

الحياة عليك، وأنك تشعر بالإستسلام ولا تريد المقاومة.

عندها ينصح بالتوجه إلى الطبيب النفسي بأسرع وقت قبل أن تتفاقم الأسباب والمشكلات لديك،

سنذكر لكم بعض الحالات التي يتوجب بها التوجه إلى الطبيب النفسي لإيجاد الحلول لها وعدم

المماطلة في ذلك حيث أنه كلما كانت حالة الشخص في بدايتها كلما أمكن العلاج بشكل أكبر وأسرع،

وهذه الحالات التي سنشرحها هي:

الحالات التي تستوجب الذهاب إلى الطبيب النفسي:

  • فقدان الرغبة في فعل أي شيء:

والتي لا يقصد بها أن الشخص يشعر بالملل أو ان يكره الروتين اليومي فهذا أمر طبيعي ويحدث

للكثيرين وسرعان ما يستطيع الشخص التغلب على الشعور بالملل ويتابع حياته كما سبق،

بل نحن نقصد أن الشخص يفقد الإستمتاع بأمور وعادات كانت فيما مضى من أكثر أسباب

سعادته وذلك دون قدرته على تحديد السبب وراء فقدانه للمتعة،

حيث عندما تغيب الرغبة والحماسة في القيام بأشياء كنت تجدها ممتعة ومسلية فيما

مضى فهنا عليك أن تعلم أنك تواجه مشكلة كبيرة ولا يجب إهمالها، بل عليك المسارعة

إلى زيارة الطبيب النفسي وشرح ما يحصل معك له والإستماع لما يقوله والتقيد

بتعليماته عسى أن تحل مشكلتك بإذن الله.

  • الحالة الثانية: هي نقص التركيز

نقص التركيز بشكل متكرر وملحوظ من قبل الأخرين والذي يختلف من شخص لأخر وذلك

لأن مستويات التركيز لدى كل شخص تختلف بشكل عام، كما وتختلف لدى الشخص نفسه خلال مراحل مختلفة من حياته.

ولا يمكن معرفة إن كان فقدا التركيز أمر طبيعي أو مرضي إلا الشخص المصاب نفسه فهو الوحيد

القادر على تحديد ما إذا مان فقدانه للتركيز حالة يعاني منها منذ الطفولة أو أنها نتيجة الضغوط

التي يعيشها وستزول مع انتهاء الضغوط، أو أنها مشكلة تحتاج إلى تدخل طبي بأسرع وقت،

حيث لن يستطيع الطبيب النفسي مساعدة الشخص مالم يساعد هو نفسه ويخبر الطبيب بما جرى وبما يجري معه.

  • الحالة الثالثة التي تُوجب زيارة الطبيب هي أن ما تفعله لم يعد يفلح:

يقصد بذلك أنه عندما يشعر الشخص بالملل والضجر يحاول مشاهدة مسلسل او فيلم أو يذهب مع رفاقه في نزهة أو يذهب إلى صالة الألعاب وما إلى ذلك ولكن هذه الحالة تعني أن الشخص الذي يشعر بالملل قام بمحاولة كل تلك الطرق ولم تفلح معه أي ما يزال يعاني من الإحباط والملل بالرغم من جميع محاولاته للترفيه عن نفسه وبالتالي عندما يعالني الشخص من مثل هذه الحالة يجب عليه التوجه إلى الطبيب وشرح ما حدث معه عسى ان يستطيع الطبيب مساعدته في حل المشكلة وإيجاد الحلول.

  • الحالة الرابعة التي يحتاج فيها الشخص إلى زيارة الطبيب النفسي هي ظهور أعراض إدمانية

مثل أن يصبح الشخص غير قادر على التخلص من عادة ما أو من تناول أو شرب شيء ما، والذي بدوره يؤثر بشكل سلبي على حياته الشخصية والعملية ويسبب له الإحباط ومن هذه الأمور هي الإدمان على المشروبات الكحولية والتدخين بشكل مفرط جداً.

كما يمكن أن يعاني الشخص من حالة إدمان على تناول الطعام أو الشراب أو الذهاب في نزهة بشكل يومي ودفع تكاليف ليست في مقدوره تحملها.

ومثل هذه الأشياء التي تٌظهر أن الشخص فاقد للسيطرة على نفسه وبالتالي عندما يعاني الشخص من هذه الحالة يجب الذهاب بأقصى سرعة إلى الطبيب لحل هذه المشكلة قبل تفاقمها أكثر من ذلك.

  • الحالة الخامسة: هي الإكتئاب

وهي من أشهر الحالات التي تتطلب تدخل الطبيب النفسي حيث هو مرض منتشر عند الكثير من الأشخاص والذي يختلف في حدته من شخص لأخر ويختلف الإكتئاب عن الذي نعرفه وهو الحزن بل هناك حالات أخرى يقصد بها بالإكتئاب،

مثل إن الشخص لم يعد سعيد أو لا يشعر بالسعادة بأمور كانت مصدر سعادته فيما مضى أو الشعور بأن لا قيمة له في مجتمعه والإحساس بعدم وجود دافع لحياته أو قيمة لها،

كما يقصد بالإكتئاب أيضاً تغير عادات النوم، وتفيد الأبحاث التي أجريت بهذا الخصوص أن الأكتئاب هو سبب الإعاقة الأول في العالم ومن اكثر الأمراض العقلية انتشاراً حيث يصاب به سنوياً حوالي 300 مليون شخص حول العالم.

  • الحالة السادسة التي يجب الذهاب بموجبها إلى الطبيب النفسي هي ورود أفكار انتحارية بشكل متكرر:

وهي من أخطر الحالات والتي تتطلب تدخل طبي بأقصى سرعة وهي من الحالات التي تعبر عن أن الشخص وصل لأقصى حالات الإحباط والإكتئاب والضجر من الحياة وفقدان الرغبة في الحياة والعيش بشكل نهائي، حيث أن الكثير منا قد سمع بحالات انتحار تحدث هنا وهناك والتي تكون لأسباب بسيطة غالباً.

  • الحالة السابعة هي الشعور بالقلق بشكل مفرط وغير طبيعي

مثل القلق من النوم والقلق من الذهاب إلى العمل والذي يؤثر بشكل كبير على نظام حياتنا ويمنعنا من القدرة على اتخاذ القرارات بشكل صحيح ويعيق من طريقة الإستمرار بالحياة وقد يسبب في بعض الأحيان اتخاذ الشخص لقرارات مدمرة تسبب في تدمير حياته بالرغم من عدم وجود سبب مقنع لإتخاذه هذا القرار ولذلك عندما يشعر أي شخص بالقلق بشكل متكرر ومفرط يجب عليه التوجه إلى الطبيب النفسي بأقصى سرعة لمنع تفاقم الحالة.

  • الحالة الثامنة هي الفوبيا

والتي تعني معاناة الشخص من الخوف والرعبة من أمور معينة ونشاطات ومواقف حياتية مختلفة والتي من السهل على الشخص إدراك أنه يعاني من الفوبيا.

وينصح عند معرفة الشخص لإصابته بالفوبيا أن يقوم بزيارة الطبيب النفسي بأسرع وقت لكي لا تتفاقم حالته وتصبح اكثر سوءاً فكلما كان المرض في بدايته كلما كان العلاج أسهل.

وبهذا نكون قد وصلنا لنهاية مقالنا المتواضع والذي تحدثنا به عن الطب النفسي وتاريخه وأهميته وتحدثنا عن الحالات التي عندما يعاني أي شخص من إحدى هذه الحالات يجب عليه التوجه إلى الطبيب النفسي لإيجاد العلاج المناسب قبل تفاقم الحالة،

ولاحظنا كم أن الطب النفسي صعب ومتعب فالطبيب يحتاج لسماع قصة كل مريض وأن يدرس حالته وتاريخ عائلته لمعرفة الأسباب وراء إصابته، وبعد أن يجمع كل هذه المعلومات يستخدم التحليل وأساليب الطب النفسي لإيجاد العلاج المناسب.

نتمنى أن ينال المقال إعجابكم

دمتم بخير

تم النشر بتاريخ الخميس، 4 نوفمبر 2021
من نحن
سياسة الخصوصية
اتصل بنا
اتفاقية الاستخدام
جميع الحقوق محفوظة © كتابي 2021