الاكتئاب، الأسباب و طرق العلاج

الاكتئاب، الأسباب و طرق العلاج

الاكتئاب، الأسباب و طرق العلاج:

يعاني الإنسان خلال حياته من الكثير من الضغوطات والمواقف الصعبة والتي تترك أثراً بالغاً

في نفس الإنسان والذي يسبب في بعض الأحيان أمراضاً نفسية للإنسان مثل الاكتئاب والإحباط

والكثير أيضاً من الضغوطات النفسية التي يصبح عليه التعايش معها من الآن وصاعداً،

الاكتئاب، الأسباب و طرق العلاج

 حيث إن الحياة فيها الكثير من المواقف التي من الممكن أن تقود الإنسان إلى الجنون وتدمر كامل

إنجازاته ما لم يستطع مواجهتها والتغلب عليها، فالحياة عبارة عن اختبار طويل وبمراحل مختلفة

فيها مراحل سهلة ممتعة وهي لحظات الفرح والسرور التي يعيشها الإنسان، وفيها مراحل صعبة

ومدمرة وهي لحظات فقدان من تحب أو الخسارة في العمل أو الإصابة بالأمراض.

ولكن في النهاية سيتمكن من إيجاد الحلول بمجرد أن يبدأ بالتفكير بطريقة إيجابية بعيداً عن

الإحباط وعن النظرة المتشائمة حيث دائماً يجب على الإنسان مرافقة الأشخاص الإيجابين في الحياة

فهم القادرون على مساعدتك عند الحاجة لهم وعند تعرضك للضغوطات والإبتعاد عن أصحاب النظرة

السلبية المتشائمة الذين لا يساعدوك أبداً في التفكير بالحلول لمشاكلك بل يظهرونها لك وكأنها جبال

من الضغوطات والهموم التي لا يمكن الهرب منها،

ومن المشاكل التي تنتج عن التعرض المستمر للضغوط هو الاكتئاب والإحباط والتي سنتحدث

بها بشكل مفصل في هذا المقال ولكن قبل الحديث عن هذه المشاكل دعونا نتحدث عن طرق الحل

والتي تتمثل باللجوء إلى الطبيب النفسي الذي هو خير من يمكنه مساعدة الأشخاص الذين يعانون

من الإحباط والمشاعر السلبية والنظرة المتشائمة.

  • الطب النفسي:

يعتبر الطب النفسي احد أهم أنواع الطب المهتم بمعالجة البشر بدون إجراء عمليات جراحية

أو تصوير بالرنين المغناطيسي أو إعطائه جرعات من الأدوية الكيماوية والمضادات الحيوية وغيرها الكثير.

بل هو عبارة عن معالجة الشخص من خلال حثه على الكلام والتحدث بقوة حول ماضيه وحاضره

والتعبير عما يدور في باله من أفكار وأن يتحدث أيضاً عن مشاكله التي يعاني منها وعن تاريخه

وتاريخ عائلته، حيث يقوم الطبيب النفسي بجمع هذه المعلومات وتنسيقها بهدف إيجاد السبب

وراء إصابة هذا الشخص بالإحباط و الاكتئاب وغيرها من الأمراض النفسية الأخرى.

لذلك يعتبر الطب النفسي من أصعب أنواع المعالجة لأنه يعتمد على الشخص المصاب نفسه

فإن لم يشأ التكلم والتحدث عن نفسه وكشف الحقائق أمام طبيبه لن يستطيع الطبيب فعل شيء

له بينما أنواع الطب الأخرى لا تحتاج كل هذا الجهد فكل ما يتطلبه الأمر هو فحص المريض بإستخدام

الأدوات المناسبة حتى يتمكن الطبيب من تحديد المرض الذي أصاب الشخص ومن ثم وصف العلاج المناسب له.

بينما المريض النفسي قد يحتاج إلى وقت طويل وجلسات عديدة حتى يتمكن الطبيب من استخلاص

المشكلة و الأسباب المسببة لها ومن ثم البداية بالعلاج والذي قد يمتد لوقت طويل أيضاً.

ما هو مرض الاكتئاب:

هو عبارة عن مرض يصيب الإنسان من الداخل أي نفس الإنسان الأمر الذي يؤثر على طريقة تفكيره ونظرته

للأشياء بطريقة مختلفة عما قبل والذي يسبب العديد من المشكلات العاطفية والجسدية التي قد

تسبب أحياناً الوصول إلى حد الإنتحار والرغبة الشديدة في الموت.

وهو من أكثر الأمراض انتشاراً في العالم بسبب الضغوطات والمصاعب التي يمر بها الشخص

على مر السنين والتي تسبب في نهاية المطاف إصابته بالاكتئاب والإحباط، ويصيب مرض الاكتئاب

جميع الفئات العمرية ولا يقتصر على فئة محددة فقط ويمكن أن يصاب الشخص به في أي لحظة طبعاً

أي لحظة تلي تعرضه لموقف سلبي سبب له إنكساراً داخلي أو نتيجة تراكم الصدمات والمواقف السلبية.

ويعرف الاكتئاب من الناحية اللغوية بأنه عدم رغبة الشخص بفعل أي شيء وعدم إحساسه بالفرح

والسعادة حتى مع ممارسته لأمور كانت فيما مضى مصدر سعادته وطاقته الإيجابية،

ويؤثر الاكتئاب بشكل كبير على طريقة عيش الإنسان في حياته الشخصية والعملية ومواقفه

اليومية ويبدأ من حوله بالإنتباه لفقدانه الرغبة في فعل ما كان يحب مثل الخروج في نزهات أو لعب

الألعاب أو مشاهدة الأفلام وحتى في بعض الحالات تجد أن المصاب بالاكتئاب بدأ بمشاهدة الأفلام

التي تكثر فيها المواقف الحزينة والإنتحارات والمأسي، سنتحدث الآن

عن الأعراض التي تظهر على المصاب بالإكتئاب.

أعراض الإصابة بمرض الاكتئاب:

تختلف وتتنوع أعراض الاكتئاب وذلك لأن الاكتئاب يختلف من شخص لأخر حسب الظروف التي مر بها الشخص

المصاب وله أشكال مختلفة، فقد تظهر أعراض الإكتئاب لدى أشخاص في عمر الثلاثين بطريقة مختلفة

عن الأعراض التي قد تظهر لدى أشخاص في عمر الأربعين والخمسين وهكذا.

كما وقد تظهر الأعراض لدى أشخاص بشكل واضح مما يساعد من حوله على التوجه به إلى الطبيب

بسرعة بينما قد تظهر لدى أشخاص آخرين كأنها مشاعر عابرة ولا تستلزم ذهابه إلى الطبيب ولكن بشكل

عام هناك أعراض تعتبر الأكثر ظهوراً لدى مرضى الاكتئاب والتي سنذكرها الآن:

  • فقدان الرغبة في فعل أي شيء:

حيث يصبح الشخص المصاب بالاكتئاب ميالاً للبقاء بالمنزل والإنعزال عن البشر وحتى عن أهله حيث تجده منطوياً على نفسه في غرفته لا يخرج إلا قليلاً ويصبح فاقداً للرغبة في الخروج إلى النزهات أو الذهاب للعمل او السينما أو فعل أي شيء كان يجده ممتعاً فيما مضى أو كان من أعماله اليومية.

  • العصبية الزائدة

كما تظهر على المصاب العصبية الزائدة حيث تجده عصبياً تجاه أي شيء وسريع الغضب وغير قادر على تحمل أي شخص أو أي شيء وتجد أنك غير قادر على مناقشته أبداً وكلما حاولت فتح حديث معه يصدك بصراخه أو يذهب لغرفته وينعزل.

  • يشعر المصاب بالاكتئاب أيضاً بالإحساس بعدم وجود فائدة أو أمل من الحياة أو من فعل أي شيء ويصبح ميالاً للجلوس وعدم الحراك كما قد تصل به الحالة لترك عمله وعدم الخروج من المنزل وتصبح أفكاره وكلامه كله عن فقدان الأمل ولماذا نحيا ولماذا نعمل ونتعب ولماذا نكافح وهكذا.
  • يعاني المريض أيضاً من نوبات بكاء بشكل متكرر دون معرفة السبب وراء ذلك وخاصة في الليل حيث دائماً ما يلاحظ أهل المريض بأنه يبكي لفترات طويلة وأحياناً يكون بكائه بشكل هستيري ومهما حاولوا معرفة السبب فإنه لا يجاوب وذلك لأنه غالباً ليس لديه إجابة واضحة حول ذلك.
  • كما يعاني من القلق المستمر والتوتر المفرط حيث تجده دائم القلق من أي شيء ولا يريد فعل أي شيء لأسباب غير منطقية حيث تظهر عليه أعراض الفوبيا من أشياء عدة مثل الإمتناع عن ركوب الحافلات خوفاً من الحوادث الطرقية أو عدم الذهاب إلى السينما خوفاً من الظلام بالرغم من انه قد يكون في السابق من رواد السينما بشكل كبير كما قد يمتنع عن بعض الأطعمة نتيجة خوفه من التسمم والإمتناع عن الكثير من الأشياء الأخرى.
  • يعاني المريض بالاكتئاب أيضاً من عدم قدرته على اتخاذ القرارات في أي شيء مهما كان بسيطاً وصعوبة كبيرة في التركيز وعدم قدرته على الدراسة او العمل أو القيام بأي مهمة أخرى.
  • كما يعاني المريض بالاكتئاب أيضاً من الإحساس بالتعب والإرهاق بشكل مستمر بالرغم من عدم عمله لأي شيء.
  • يصبح المريض فاقداً للرغبة في ممارسة الجنس.
  • تأتيه الكثير من الأفكار الإنتحارية كما قد يحاول ذلك.

أسباب الإصابة بمرض الاكتئاب:

كما قلنا سابقاً هناك الكثير من الأسباب التي قد تسبب الإصابة بالمرض مثل الأسباب الوراثية أو التعرض للإشعاعات الضارة أو نتيجة التعرض للعديد من المواقف الصادمة للشخص وخيبات الأمل بشكل كبير،

ولكن سنذكر أكثر الأسباب شيوعاً بناءاً على دراسات عدة أجريت في مجال الأمراض النفسية وطرق علاجها.

  • عوامل بيوكيميائية:

حيث بإستخدام العديد من الأجهزة الحديثة في الطب والقيام بالعديد من التصاوير لمرضى الاكتئاب تبين أن هناك تغيرات في أدمغة المرضى والتي لم يتم التعرف عليها بعد ولا تأثيرها وأضرارها ولكن مازال البحث فيها مستمر، حيث أن الأطباء أخذ احتمالية أن المواد الكيميائية الموجوة في الدماغ والتي تعرف في الطب بالناقلات العصبية بأنها تلعب دوراً في مزاج الشخص والتي قد تكون سبباً في إصابته بالإكتئاب.

  • أسباب وراثية:

حيث أن الكثير من مرضى الاكتئاب بعد التدقيق في تاريخهم العائلي تبين أن أكثر الإصابات تحدث لدى أشخاص لديهم أقرباء مصابون بمرض الاكتئاب سابقاً وبالتالي يرجح العلماء أن إصابتهم ترجح لعامل وراثي في العائلة.

  • عوامل بيئية:

الكثير من الأشخاص الطبيعين تجدهم يمرون بحالات من الاكتئاب حسب الطقس والعوامل البيئية والظروف المعيشية لديهم والمشاكل الشخصية والعائلية مثل فقدان شخص ما أو خسارة العمل أو التعرض لحادث مسبباً ضرراً جسدياً بالغاً وبالتالي مسبباً الإحباط كما أن البيئة الاجتماعية التي يعيش فيها الشخص لها علاقة أيضاً في إصابته بالعديد من الأمراض وأيضاً مرافقة الأشخاص السلبين ذو الأفكار السلبية.

  • الإصابة بأمراض أخرى:

مثل أمراض القلب أو السرطان حيث أن معناة الشخص الطويلة مع المرض وتناوله لكميات كبيرة من الأدوية قد تسبب في بعض الأحيان إصابته بالاكتئاب والإحباط وتمنيه للموت من أجل الإرتياح من معاناته.

مضاعفات مرض الاكتئاب :

  • هناك الكثير من المضاعفات الخطيرة التي تصيب الأشخاص اللذين يعانون من المرض وخاصة لفترات طويلة وبناءاً على الوضع المعيشي والبيئة التي يتواجدون فيها ومن هذه المضاعفات هي الإصابة بالإدمان على المشروبات الكحولية والتدخين بشكل مفرط وخطير.
  • كما قد يسبب الاكتئاب إلى محاولة الشخص المستمرة للإنتحار وتناوله للمخدرات.
  • وقد يسبب مرض الاكتئاب الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية المختلفة والقلق المفرط والتوتر الدائم.
  • يعاني المرضى أيضاً من صعوبات في علاقاتهم العامة والشخصية وعدم قدرتهم على التكلم مع الأخرين بشكل لبق.
  • الإصابة بمرض الوحدة والإنطوائية وهي أيضاً من الأمراض الخطيرة.

طرق علاج مرض الاكتئاب :

  • أولاً يجب على عائلة المريض أن تتعلم كيفية التعامل مع المريض حيث قد تستطيع عائلته معالجته عن طريق التحدث معه ومحاولة إيجاد الحلول لمشاكله ويمكن لطبيب العائلة أيضاً المساهمة في العلاج كونه على علم بالعائلة لفترة طويلة.
  • يمكن أن يقوم الطبيب بوصف الأدوية للمريض والتي تساعد على التخفيف من أعراض الاكتئاب وتساعد على شفائه.
  • كما يساعد الطبيب النفسي في العلاج ويعتبر من أفضل طرق العلاج المتبعة.

طرق الوقاية من الاكتئاب :

  • عند ظهور أية أعراض على الشخص يجب على الأهل والأصدقاء المبادرة إلى مساعدته وحل المشكلة قبل أن يتفاقم الوضع.
  • ممارسة التمارين الرياضية وبالأخص تمارين اليوغا التي تساعد على الإسترخاء.

وبهذا نكون قد وصلنا لنهاية مقالنا والذي تحدثنا به عن الاكتئاب وكيفية علاجه وما هو وكيف يصاب الشخص به.

نتمنى أن ينال المقال إعجابكم

دمتم بخير

 

تم النشر بتاريخ الأحد، 7 نوفمبر 2021
من نحن
سياسة الخصوصية
اتصل بنا
اتفاقية الاستخدام
جميع الحقوق محفوظة © كتابي 2021