أهم الحلول في مواجهة الاكتئاب

أهم الحلول في مواجهة الاكتئاب

أهم الحلول في مواجهة الاكتئاب:

تعرّف على الاكتئاب أكثر لتستطيع التحرّر من قبضته

أهم الحلول في مواجهة الاكتئاب

مقدمة :

فقدان الشغف بمجريات حياتك، الميل إلى العزلة، الابتعاد عن الناس في محيطك،

الشعور بثقل كبير لا ينزاح بسهولة، كلها أعراض تنذر باحتمالية إصابتك بالاكتئاب،

يعدّ الاكتئاب من الاضطرابات المزاجية، ويتعرّض فيها الشخص لهبوط في مزاجه ينعكس على تصرفاته وسلوكياته

وصحته الجسدية وتعامله مع ذاته ومع محيطه، ورغم أنّ الاكتئاب يتعلّق بالحالة المزاجية السيئة إلاّ أنّه لا يجب إغفاله

وتجاهله كغيره من الحالات؛ فهو أعقد من مجرد تغيّر مزاجي لذا يحتاج تشخيصا دقيقا لمعرفة كيفية تخليص النفس منه.

ما هي الأعراض التي تميز الاكتئاب :

للتعرف على أيّ مرض بشكل أكبر يفترض بنا أولاً التعرّف على الصورة التي يتخذها عندما يصيب الأشخاص،

أي على أعراضه على الإنسان.

لذا سنقوم فيما يلي بذكر أهم أعراض الاكتئاب، علماً بأنّ هذه الأعراض لا تقتصر على فئة معيّنة ولا يشترط أن يصاب الكبار بها فقط،

فحتى الأطفال معرّضون للإصابة بفترات من الاكتئاب نظراً لعدة أسباب كالجو العائلي غير الملائم

والتعرض للتنمر في المدارس ومواجهة صعوبات في الفهم والتركيز، بالإضافة لأسباب أخرى تتعلّق ببنيته الجسدية الضعيفة.

كما أنّ النساء يصبن بمعدل أكبر من الذكور حيث قدّرت الدراسات إصابة امرأة واحدة من بين كل ثلاثة نساء

ويعود ذلك للتغيرات الهرمونية بشكل أساسي ورغبتهم في العلاج وترددهم على المراكز المختصة بشكل ثانوي.

يمكن أن تتراوح هذه الأعراض من خفيفة وبسيطة إلى أخرى أشدّ حدّة وخطورة، وهي :

  • الحزن واليأس والسوداوية.
  • برودة في التعامل مع الأشخاص من حولهم ونوع من اللامبالاة تجاه الأعمال والواجبات.
  • ظهور علامات تعب واضحة على ملامح الوجه والعينين وفقدان الصوت لحيويته.
  • قلة الاهتمام بالهندام والمظهر الخارجي والنظافة الشخصية.
  • استعادة مستمرة لذكريات وأحداث سلبية في الماضي.
  • التشاؤم وفقدان الأمل بالمستقبل.
  • عدم ممارسة الهوايات والنشاطات الترفيهية التي كانت تعطيه إحساسا بالسعادة في السابق.
  • الأرق وصعوبة النوم والمزاج المعكّر في الصباح، أو فرط النوم للهروب من الواقع والمشاعر الحزينة المؤذية له.
  • انعكاس الاكتئاب على أعضاء الجسم المختلفة؛ حيث قد يعاني المريض من الصداع، الدوخة،
  • مشاكل هضمية كالإمساك، آلام في القدمين واليدين، ضيق النفس وكل ذلك نتيجة للاكتئاب العاصف به دون وجود خلل حقيقي في تلك الأعضاء.
  • نوبات من القلق والهياج وعدم تحمل التواجد مع الأشخاص الآخرين في المكان ذاته.
  • قد يصل الأمر في الحالات الشديدة إلى بعض التوهمات والإهلاسات كتوهم حول كونه مذنب بشيء ما أو سماع بعض الأصوات
  • التي تؤنّبه أو رؤية بعض المشاهد كالقبور مثلا أو شم بعض الروائح غير الموجودة.
  • المعاناة من الارتباك وصعوبة في التركيز واتخاذ القرارات.
  • توارد أفكار انتحارية للشخص.

علماً أنّ وجود أحد أو اثنين من هذه الأعراض لديك لا يعني كونك مصاباً بالاكتئاب،

فالتشخيص يعتمد على عدة نقاط وعلى ربط الأعراض مع موجودات أخرى بالإضافة إلى الفحص السريري ومدة استمرار هذه الأعراض.

ما هي الأسباب الكامنة وراء الاكتئاب؟

تتنوّع أسباب الإصابة بالاكتئاب، يمكن أن تكون هذه الأسباب متعلقة بالوسط المحيط الذي يعيش فيه الشخص

أو قد تكون نتيجة لعوامل داخلية مرتبطة بخلل في بعض الهرمونات والنواقل العصبية في الدماغ.

  1. العوامل الكيميائية : بيّنت الدراسات الحديثة أنّ الاكتئاب مرتبط بنقص ناقلين عصبيين هما السيروتونين والنورأدرينالين، فهما مسؤولان بشكل وثيق عن الحالة المزاجية لدى الشخص ومشاعره وعدم تواجدهما بالكمية الكافية يخلق جملة من الأعراض الاكتئابية.
  2. تاريخ عائلي للإصابة : في بعض الأحيان ترتبط احتمالية إصابة الشخص بانتشار المرض في عائلته نظرا لامتلاكهم لجينات معينة، ولا يزال العلماء يقومون بالدراسات لمعرفة هذه الجينات بشكل أكبر.
  3. التعرّض للرضوض النفسيّة أو الجسديّة في الماضي : يشكّل هذا السبب أيضاً عاملاً مهماً، فبعض الأشخاص لا يتأقلمون بسهولة مع الحوادث التي تحصل لهم ويتخذون ردود أفعال قوية تتظاهر لاحقاً بالعديد من الاضطرابات النفسية، من بينها فترات من الاكتئاب، من بين هذه الرضوض : حوادث السير التي قد تعرض لها الشخص، الموت أو فقدان أحد المقربين، حيث تبيّن أنّ نسبة كبيرة من الأطفال الذين فقدوا أحد الأبوين قبل سن الحادية عشرة قد عانوا من الاكتئاب لاحقا، كذلك الاعتداءات الجنسية في الطفولة تؤدي في كثير من الأحيان للدخول في دوّامة من الاكتئاب لاحقا.
  4. ضغوطات العمل والمشاكل اليومية مع الأهل والأطفال إذا استمرّت لفترات طويلة.
  5. الأمراض المزمنة حيث أنّ استمرارها لفترة طويلة وصعوبة التأقلم معها يجعل المريض يشعر بالفشل والتشاؤم، من بين هذه الأمراض : السرطانات، ارتفاع ضغط الدم، السكري، اضطرابات القلق، الآلام الجسدية المزمنة وفقدان أحد الأطراف.
  6. الإدمان على المشروبات الكحولية : فشرب الكحول في البدايات يمنح الشخص إحساسا بالنشوة والراحة بالهروب من مشاكله ونسيانها قليلا، لكن المشاكل تظهر عندما يصبح مدمنا على هذه المشروبات ولا يستطيع العيش بدونها.

التشخيص والعلاج :

يقوم الأطباء بوضع التشخيص بناء على الأعراض السريرية التي يلاحظونها على المريض،

كما يمكنهم أن يطلبوا بعض الفحوصات كالفحوصات الخاصة بالدرق ومعايرة قيمة فيتامين د وذلك لأنّ قصور الدرق ونقص فيتامين د من الأسباب الشائعة للإصابة بنوبات من الاكتئاب.

ومن بين الأعراض التي يعتمد الأطباء على وجودها في التشخيص: المزاج الاكتئابي طوال الوقت، والإحساس بالفراغ واليأس وفقد المتعة والاهتمام وخسارة أو كسب الوزن والأرق والشعور بالنقص والدونية بالإضافة لأفكار حول الموت والانتحار وإيذاء النفس.

لكن يجب التنويه إلى ضرورة استمرار هذه الأعراض لأسبوعين على الأقل ليشخّص الطبيب الحالة على أنّها نوع من الاكتئاب فليس كلّ شخص يعاني من الأرق لعدة أيام أو التعب أو الحزن يعني أنّه مكتئب فقد يكون ذلك لأسباب أخرى متعدّدة.

حلول في مواجهة الاكتئاب :

بالرغم من أن الاكتئاب حالة عصيبة على الشخص ومتعبة له جسدياً ونفسياً، لكنّ الأنباء الجيدة تكمن في قابليته الكبيرة للعلاج؛ فحوالي 80-90% من الأشخاص يستجيبون للعلاج ويسجّلون تحسّنا ملحوظا.

جلسات العلاج النفسي:

وتدعى أيضاً بالعلاج المعرفي السلوكي وهو يركّز على تخليص الشخص من الأفكار والمعتقدات السلبية من خلال إدخال تغييرات إيجابية على طريقة التفكير ونمط العيش الخاص به،

يمكن إجراء هذه الجلسات بحضور المريض لوحده أو بانضمام شريكه/ته أو أفراد عائلته في حال رغبته وذلك للدعم ومحاولة التفهّم،

عادة تستخدم هذه الطريقة في الحالات الخفيفة لكنّ الحالات الأكثر شدة يتمّ إرفاقها بوصفة أدوية مضادة للاكتئاب وذلك لتصحيح الخلل في النواقل الكيميائية المضطربة في الدماغ.

يبدأ الأشخاص بالتحسّن على العلاج بعد بضعة أسابيع لكنّ النتائج الفعلية لا تظهر إلاّ بعد مرور شهرين إلى ثلاثة أشهر على الأقل.

العلاج بالشحنات الكهربائية :

عندما لا يستجيب الأشخاص للنوعين السابقين من العلاج ويطوّرون أعراضا خطيرة، يلجأ الأطباء لهذا النوع من العلاج؛ حيث يتم تحريض مناطق معينة من الدماغ كهربائيا على عدة جلسات تتراوح بين 6-12 جلسة.

بعض النصائح للأشخاص المعرّضين للاكتئاب :

على الرغم من أنّه في كثير من الأحيان يحدث الاكتئاب لأسباب تتعلق بالوراثة وكيمياء الدماغ، لكن عليك أن تتذكّر

أنّ إرادة الإنسان تأتي قبل كلّ شيء، حاول أنه تمهّد الأجواء الداعمة والمساندة لك،

وتعامل مع نفسك برفق في ظلّ ظروف الحياة العصيبة التي تحلّ بنا جميعاً.

يمكنك تحديد أوقات معينة لتغيير الروتين والقيام بالمشي أو الجري أو ممارسة أي رياضة تحبّها لوحدك

أو مع الأشخاص المقرّبين منك، كما أنّ تنظيمك لمواعيد النوم لديك سيؤمّن فترات راحة كافية لدماغك.

وأول خطوة في التغلب على الاكتئاب هي الاعتراف وتقبّله،

فالإنكار لن يجدي بل سيزيد الطين بلة، كما أنّ التقبّل لا يعني الخضوع للمرض لكنّه يعني أن تتعامل مع حالتك

وفق أسس منطقية ولا تتهرّب منها بحجج واهية.

فحاول أن تخلق حوارات إيجابية مع أفراد عائلتك أو أصدقائك أو استعن بمعالج نفسي حين يستدعي الأمر

وذلك لتزيح ثقل التراكمات الكامنة على صدرك، كذلك لا يجب عليك أن تقلّل من قيمة نفسك بل قدّر كل خطواتك

في سبيل أهدافك، ولا تثقل كاهلك بأهداف كبيرة تريد تحقيقها بين ليلة وضحاها، فالسعي وراء الأهداف الكبيرة

جميل لكنّه يجب أن يكون مدروسا ويتم بطريقة عقلانية تبعا للظروف.

المصادر:

https://www.psychiatry.org/

https://www.mayoclinic.org/

https://www.who.int/

تم النشر بتاريخ الأربعاء، 3 نوفمبر 2021
من نحن
سياسة الخصوصية
اتصل بنا
اتفاقية الاستخدام
جميع الحقوق محفوظة © كتابي 2021