أسس التحفيز الذاتي و أنواعه
التحفيز الذاتي هي رغبة شخص في الارتقاء و التقدم ، و تحصل نتيجة اتباع طريقة تدفع به نحو الهدف مباشرة ،
ويكون ذلك بالإصرار و المثابرة، يتطلب التحفيز الذاتي بذل الشخص لمجهود استثنائي من أجل التقدم و تطوير الذات.
و التحفيز بمعناه اللغوي هو التحريك نحو الأمام ، حيث إنه يمنح دفعة للتقدم نحو الأمام و عدم النظر إلى الخلف.
ويرتبط بالأشخاص و بسلوكهم الذاتي ، و على كل شخص أن يحدد أولوياته و رغباته للتمكن من تحفيز نفسه للمضي قدماً و تحقيق الأهداف ،
و بعدم و جود التحفيز في حياة الأشخاص فمن السهل التوقف عن محاولة النجاح في القيام بأمر ما أمام أول عقبة أو فشل .
أنواع المحفزات
يمكن للتحفيز الذاتي أن يقوم على مجموعة من المحفزات و تنقسم الى نوعين.
التحفيز الذاتي الداخلي
و هو الرغبة التي تنبع من داخل الانسان ، و التي تدفعه الى الرفع من مستوى إنتاجيته و تركيزه للوصول الى أهداف معينة ،
وتلعب الطاقة الايجابية للأشخاص دوراً مهماً في التحفيز الذاتي الداخلي.
التحفيز الذاتي الخارجي
و يكون مستمد من الأشخاص أو المجتمع المحيط بالشخص ، و الذي يُمّكن الشخص من استمداد طاقة إيجابية و ذلك عن طريق التحفيز و التشجيع المستمرين ،
و غالباً ما يحرص الأشخاص الذين يكنون لنا مشاعر محبة على تحفيزنا للاستمرار و الوصول لأهدافنا ،
ومن بين أبرز الأشخاص الذين يمثلون التحفيز الخارجي الأصدقاء الأوفياء و الوالدين و الأخوان و المدربين.
أسس التحفيز
لخلق تحفيز ذاتي هناك عدة نقط يجب التركيز عليها.
- الدافع :
و هي الرغبة التي تمثل الأساس الأهم عند الأشخاص لقيام التحفيز الذاتي ،
فإذا كان الأشخاص يفتقرون للرغبة في أمر ما فلن يكون هناك تحفيز ذاتي للعمل بجد للوصول إلى الهدف ،
رغم توفر الظروف المناسبة لذلك.
- القيام بالترتيبات الضرورية
للوصول لهدف معين ، يجب اولا وقبل كل شيء تحديد الهدف و بناء خطة للوصول اليه ، ثم بعد ذلك يأتي التحفيز الذاتي ليساعد على تنفيذ هذا المخطط للوصول للهدف.
- الالتزام
و هو بند مهم جدا ويتطلب اجتماع الرغبة و تنظيم الترتيبات الضرورية أولاً ،
ثم الاستمرار عليها و الالتزام بها لوقت محدد ،
للمساعدة على الحصول على النتيجة النهائية المرغوبة ، و يعد الالتزام جزء مهم في التحفيز حيث لا يمكن الوصول لهدف ما دون الالتزام و المثابرة.
- المرونة
و هي صفة يجب التحلي بها باستمرار، و تنفع خصوصاً عند الوقوع في مطبات الحياة فهي من تدفع الإنسان إلى الوقوف من جديد و الاستمرار .
فيجب وضع الهدف نصب عيني الشخص و التحلي بالمرونة للتخطي جميع المصاعب و الاستمرار للوصول للهدف ، و كل هذه النقط مجتمعة هي ما يسمى التحفيز الذاتي.
أهمية التحفيز الذاتي في حياتنا
يساعد التحفيز الذاتي في تحقيق الاهداف و المضي قدماً في الحياة.
فبدون تحفيز سوف يصعب علينا التقدم في حياتنا و بذل مجهود اضافي من اجل الحصول على ما نريد.
و يؤثر التحفيز الذاتي في حياتنا اليومية على عدة مستويات نذكر من بينها.
التحفيز الذاتي يساعد الأشخاص في مواجهة التحديات و الصعوبات للاستمرار،
و تحقيق الأهداف سواءً في الحياة العملية أو العلاقات أو الأمور المتعلقة بالمستقبل و هو يشمل كل جوانب الحياة ،
وبدونه لا يمكن الاستمرار في وجه المصاعب اليومية.
يمكن من الدفع بالأشخاص نحو الأمام للوصول للأهداف المرجوة ، إذ يقوي الثقة بالنفس و يعزز الرغبة في الصمود و طلب النجاح.
يساعد التحفيز الذاتي من خلق آفاق جديدة لأي شخص و يجعله أكثر إبداعاً و تركيزاً و يجعل منه إنساناً مُبتكراً و خلاقاً.
أيضاً يمنح الأشخاص ثقة كبيرة بالنفس و القدرات الخاصة ، و تمكنهم من استغلال كافة طاقتهم للنجاح في أي أمر يقدمون على فعله.
يساعد التحفيز الذاتي أيضاً على رفع مستوى الوعي الشخصي للأشخاص .
يمكن التحفيز الذاتي الأشخاص من مواجهة المصاعب و الخروج من المشاكل بطريقة سلسة ، و التمكن من مواصلة التقدم دون تراجع.
كيف ننجح في التحفيز الذاتي؟
هناك عدة خطوات يجب الالتزام بها لاستمرار التحفيز الذاتي و خلق مناخ يساعد على النجاح و التقدم في شتى أمور الحياة ، وتتمثل هذه الخطوات في:
تحديد الأولويات:
وهي خطوة مهمة يجب التركيز عليها وأخذ وقت كاف لها .
فإذا كان الهدف صوب عينيك فمن السهل التقدم نحو الهدف دون تراجع لأن معالم الطريق سوف تبدو أوضح و أسهل.
و يجب أن تكون الأهداف أو الأولويات المحددة واقعية قابلة للتحقيق ، باتباع خطة مدروسة و في مدة زمنية محددة.
وقد تنقسم الأهداف إلى عدة مستويات فمنها الأهداف طويلة المدى التي يمكن أن تأخذ سنوات طويلة،
و هناك أهداف تستغرق مدة متوسطة تتراوح بين عدة أشهر، و هناك أيضاً أهداف قصيرة المدى يمكن تحقيقها في عدة أيام أو أسابيع.
تحديد مكافأة:
بعد مدة من التفاني في القيام بعدة أمور مجهدة نفسياً أو بدنياً لتحقيق هدف ما ،
لذا فمن الضروري جداً تقديم مكأفاة للذات لكي تشعر بالتألق و الفرح ،
و يمكن أن تكون المكافأة مادية كما يمكن أن تكون معنوية .
و تمثل المكافأة محفزاً رائعاً يساعد على الاستمرارية و عدم الإحساس بالملل و التعب و الاستمرار على التفاني.
التعلم من دروس سابقة:
تمكن الأشخاص من الاستمرار في التقدم ، فالتجارب السابقة الفاشلة لا تعني التوقف عن المحاولة،
بل بالعكس تمكن من معرفة الأسباب التي أدت إلى الفشل و تفاديها لتحقيق نتائج أفضل في محاولات أخرى.
أما التجارب الناجحة فتعد من بين أفضل المحفزات النفسية ، حيث إنها تمثل مصدر ثقة أن الهدف المرجو قابل للتحقيق ،
و لقد قام أشخاص من قبل بتحقيقه فلم لا أنجح أنا أيضاً بالفوز بتحقيقه.
تحديد الدوافع:
مرحلة مهمة من مراحل التحفيز الذاتي ، إذ إن تحديد الدافع الحقيقي و الرغبة الحقيقة وراء الاستمرار في التحفيز للوصول للهدف المرغوب أمر ضروري
للاستمرار في التقدم نحو الأمام و الصمود في و جه الصعاب مهما كانت الظروف.
التغلب على التعب:
سواء التعب النفسي أو التعب الجسدي مهم جداً للتحفيز الذاتي، فمن الأفضل تجنب المحيط الذي يكثر فيه الأشخاص السلبيين ،
و الذين ما يلبثون ينشرون الطاقة السلبية و الخمول و الكسل من حولهم .
و البحث عن أصدقاء و زملاء تملؤهم الحيوية و النشاط و يتحلون بالحكمة للمساعدة على زيادة التحفيز الذاتي و الرفع من المردودية.
الرضا عن النفس:
نقطة مهمة جدا في استمرار التحفيز الذاتي ، حيث ان الشخص يجب أن يبذل قصار جهده و بالطريقة الصحيحة للوصول إلى أهدافه ،
و سواءً نجح أو فشل في ذلك فكلما كان الرضى عن النفس مرتفعاً كلما كان التحفيز مستمراً و الوصول إلى النتائج المطلوبة أسهل و أسرع.
رسم خريطة للحياة:
أمر بالغ الاهمية في التحفيز الذاتي، فهو يمكن الشخص من ترتيب حياته و معرفة ما له و ما عليه ووضع الهدف نصب عيني اي شخص يمكن من استمرار التحفيز الى ان يصل الى مبتغاه.