أنواع الشعر الجاهلي: بالتأكيد الكثير منا قد سمع بالشعر الجاهلي وأهميته الكبيرة في التأسيس
للشعر كما أننا قد سمعنا وقرأنا عن الكثير من الشعراء الجاهليين المشهورين أمثال الفارس
والشاعر عنترة بن شداد والشاعر الكبير امرؤ القيس والشاعر المميز زهير بن أبي سلمى وغيرهم
الكثير ممن أغنوا الثقافة العربية القديمة بأجمل القصائد والأشعار والتي لا زالت تروى
حتى يومنا هذا والتي تعتبر جزء أساسي من الثقافة العربية والتي يفتخر بها،
ولذلك ونظراً لأهمية هذا الشعر قمنا بإعداد مقال كامل لنتحدث عن الشعر في العصر
الجاهلي وما هي أبرز أنواعه.
كما سنذكر لكم بعضاً من أشهر شعراء ذاك العصر، فإن كنت عزيزي القارئ ممن يحبون
الشعر وتريد زيادة ثقافتك حول أنواع الشعر الجاهلي فإنك في المكان الصحيح، لذلك دعنا نبدأ.
ما هو الشعر الجاهلي:
- كما نعلم فإن الشعر بشكل عام يعرف في اللغة على أنه الكلام الموزون والذي يضم قافية
- عن قصد من المتكلم،
- أما من وجهة نظر النقاد والمنطقيين فإن الشعر قول مؤلف من أمور تخييلية والذي يدل
- في محتواه على التنفير أو الترغيب،
- حيث أن الشعر المنثور يعني الكلام البليغ والذي يتبع منهج الشعر من حيث التأثير
- والتخييل ولكنه يتم بدون وزن.
- كما يمكن أن نعرف الشعر على أنه الكلام البليغ والذي يبنى على الاوصاف والإستعارة
- كما تتم كتابته وفق أجزاء منفصلة، وعلى نفس الوزن والروي، بحيث كل جزء منه مستقل عما يأتي بعده وعما أتى قبله في الغرض.
- أما بالنسبة للشعر الجاهلي على وجه الخصوص فيمكن تعريفه بأنه وصف يزين الحياة
- الجاهلية وأفكارها معتقداتها،
- حيث أن العرب استعملوا هذا الشعر في عكس صورة حقيقية عن حياتهم وتقاليدهم
- دون أي تشويه أو تحريف.
- ويعرف الشعر الجاهلي بأنه الشعر الذي ظهر عند العرب قبل الإسلام وذلك بحوالي 150 عام،
- والذي قام بتوثيق حياة العرب اليومية معاركهم وتقاليدهم،
- كما قام بوصف حياة البيئة الجاهلية قديماً، وما تحتويه من حيوانات وأطلال بالإضافة
- إلى ذكر أسماء الفرسان الأقوياء والعديد من الأحداث والمعلومات عن الجاهلية.
- وتميز هذا الشعر بما احتواه من شعراء تمتعوا بالحكمة والدهاء وسداد الرأي والبلاغة اللغوية القوية،
- مثل امرؤ القيس وزهير بن أبي سلمى وعنترة بن شداد وغيرهم من الشعراء والذين اعتبرت
- قصائدهم بمثابة تسجيل للحياة الجاهلية في ذاك الوقت.
- يعتبر منشأ الشعر الجاهلي في بوادي نجد والحجاز والعديد من المناطق المحيطة بها،
- حيث تعتبر البادية المدرسة التي نشأ فيها أبرز شعراء الجاهلية أمثال حاتم الطائي والمهلهل والأعشى والنابغة وغيرهم الكثير.
أبرز خصائص الشعر الجاهلي:
- اعتبر الشعر الجاهلي بمثابة المرآة لحياة البداية بمختلف نواحيها بحيث كان يصف النباتات والحيوانات والبيوت وطريقة العيش والنظام السائد.
- اتسم الشعر الجاهلي بالواقعية والوضوح بعيداً عن التعقيد، حيث انه قدم صورة واقعية وبسيطة تعبر عن الحياة الجاهلية وعن مشاعر الشاعر.
- الإيجاز حيث ان أغلب الشعراء الجاهلييون حاولوا الإختصار في كتابة أشعارهم وذلك لكون الحياة البدوية كانت سريعة ومستمرة.
- البساطة في طريقة التفكير حيث تميز الشعر الجاهلي ببساطة كلماته وتراكيبه بحيث تتناسب مع أسلوب تفكيرهم
- ونلاحظ أن الشاعر الجاهلي ابتعد عن الأفاق الروحية واعتمد على المواضيع الحسية والمادية.
- تميز الشعر الجاهلي بإظهاره الروح الجماعية فمعظم أشعارهم كانت تتحدث عن قبائلهم والتي كانت تتضمن صيغة الجمع.
- اتسم الشعر الجاهلي بحفاظه على التقاليد الشعرية مثل الوقوف على الأطلال والبكاء وغيرها.
- اتسم أيضاً بصياغته للمحسنات البديعية بأسلوب فطري مميز، حيث ضمت أشعارهم التشبيه والطباق والإستعارة وغيرها من المحسنات البديعية.
- تميز الشعر الجاهلي بمحافظته على جرس موسيقي موحد في كافة مقاطع القصيدة ما يدل على القدرة اللغوية العالية لشاعر.
ما هي أنواع الشعر الجاهلي:
-
النوع الأول هو الفخر والحماسة:
وهو النوع الأكثر استعمالاً من قبل الشعراء الجاهليين فقد كان يستخدم بكثرة في التنافس بين الشعراء،
ويقصد بالفخر هنا التفاخر والتباهي بالمكانة والإنتساب للقبيلة وبقوة القبيلة وبقوة الشاعر نفسه حيث يتمثل الفخر بشكل كبير في الفخر القبلي بالإضافة إلى الفخر الفردي والفخر الفردي والقبلي معاً،
بينما الحماسة يقصد بها عندما تظهر في كلمات الشاعر الدعوة والرغبة في القتال حيث يتميز هذا النوع بشكل عام بقوة ألفاظه وكلماته بالإضافة لصدق تعبيره وجزالة عباراته.
-
النوع الثاني هو المدح:
وهو أيضاً يستخدم بشكل كبير في الشعر الجاهلي حيث كان الشعراء يستعملونه للتقرب من الملوك والأمراء وكسب قوتهم من خلال مدح الملوك والامراء والأغنياء ورؤساء القبائل،
حيث الهدف منه كان جني المال والأرزاق مقابل المدح باجمل الأبيات الشعرية وتميز هذا النوع بصدق كلماته وتعبيراته بالإضافة لإستخدامه المبالغة بشكل قليل جداً.
-
النوع الثالث هو الهجاء:
وهو معاكس للنوع السابق حيث يقصد بهذا النوع عندما كان الشعراء ينظمون القصائد في وصف الأشخاص بالصفات السيئة من بخل وجبن،
أي أنه كان يستعمل في ذم الصفات والعيوب الجسمية والخلقية وذم الصفات الاجتماعية مثل ضعف القبيلة او خسارتها في معركة أو عدم أصالة نسبها وتميز هذا النوع بواقعيته الشديدة وعدم استعماله للمبالغة.
- الرثاء: وهو معاكس للنوع السابق حيث يقصد بهذا النوع أن يقوم الشاعر بمدح الأموات من ملوك وأمراء أو شيوخ ورؤساء القبائل او أي شخص ذو فضل ومكانة مرموقة، حيث يقوم الشاعر بذكر صفاتهم الحسنة مثل الكرم والنزاهة والقوة والجاه والمروءة والشهامة وغيرها دون أي ذكر لصفة مذمومة او تصرف قبيح.
- الإعتذار: والذي وجد الباحثون أن هذا النوع استخدم بشكل قليل جداً في العصر الجاهلي، وذلك بسبب طبيعة النفس العربية المعتزة بنفسها فلا يمكن لشخص يعتز بنفسه بشكل كبير أن يقوم بالإعتذار لشخص ما، من أشهر شعراء هذا النوع النابغة الذبياني.
- الوصف: وهو نوع مستخدم بشكل كبير حيث مع انه لم يتم ذكر أي قصائد مستقلة بهذا النوع إلا انه ونظراً لكون الشاعر الجاهلي يحب الوصف فإن أغلب القصائد كانت تحتوي على وصف مثل وصف الحياة الجاهلية ووصف قوة القبيلة التي ينتمي لها الشاعر ووصف جمال محبوبته حيث يمتاز هذا النوع بدقة الملاحظة ووصف الطبيعة وجزالة كلماته وقوته.
- الغزل: والذي استخدم بشكل كبير وتميز بمكانته البارزة في القصائد الجاهلية حيث كانت تبدأ به مطالع القصائد الجاهلية، وبالأخص المعلقات الشعرية وللغزل هنا عدة أنواع مثل الغزل الصريح والغزل العفيف والغزل الصناعي والذي كان يمهد لموضوع القصيدة الأساسي.
- الحكمة: حيث تميز الشعراء الجاهليون بحكمتهم وسداد رأي أغلبهم، وذلك لكون أغلبهم قد أبرزوا حكمتهم في أشعارهم فقد كانوا يستخدمون هذا النوع في عرض تجاربهم في الحياة والدروس التي تعلموها من تجاربهم الفاشلة والناجحة.
وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا المتواضع
نتمنى أن ينال إعجابكم
دمتم بخير أصدقائي