أشهر شعراء العصر الجاهلي: إن كنت من محبي الشعر والشعراء وترغب في معرفة المزيد من المعلومات حول الشعر في العصر الجاهلي وأبرز شعراء ذاك العصر فإنك في المكان الصحيح وذلك لأننا في مقال اليوم سنتحدث بشكل مفصل عن أبرز وأشهر شعراء العصر الجاهلي بالإضافة إلى مقدمة بسيطة عن الشعر في العصر الجاهلي.
ما المقصود بالشعر في العصر الجاهلي (الشعر الجاهلي):
- يقصد بالشعر الجاهلي الشعر الذي كُتب ونشر في العصر الجاهلي، والذي يعتبر من أقدم الأشعار العربية.
- هذا اللون من الشعر له الكثير من الصور الشعرية وأوزان الخليل بن أحمد الفراهيدي التي بلغت حوالي 15 وزناً بالإضافة لوزن أخر للأخفش، الأمر الذي يدل على قوة وجمال الذوق الفني وعظمة الإحساس العربي منذ القدم.
- لم تذكر أية مصادر أو أبحاث تاريخية عن نشأة الشعر الجاهلي، وحتى الأشعار الجاهلية لم تذكر أية منها بداية هذا الشعر،
- احتل الشعر الجاهلي مكانة رفيعة المستوى عند العرب ونتيجة لهذه المكانة المرموقة تم جعل الشعر أعلى منزلة من منزلة الخطابة.
- يتميز الشعر الجاهلي بعدة أمور مثل أن ألفاظه تميل إلى الخشونة وذلك نظراً لخشونة وقسوة الحياة أنذاك،
- كما أن الشعر الجاهلي يحمل في ألفاظه وكلماته الكثير من التفخيم،
- كما أنه يتميز بخلوه من الألفاظ الغريبة والأعجمية والسبب في ذلك هو عدم اختلاط الشعراء بالأعاجم،
- بالإضافة إلى خلوه التام من الأخطاء الإملائية والنحوية والسبب في ذلك لقوة فصاحة الشعراء في ذلك الوقت،
- كما أنه يخلو من المبالغات والتعقيدات وحتى من التكلف والزخرفة المبالغ فيها والتي انتشرت بكثرة فيما بعد،
- كما يتميز الشعر الجاهلي بأنه يتحدث عن البيئة الصحراوية التي يعيش فيها الشاعر ويقوم بوصف طريقة حياته في بداية القصيدة.
أشهر شعراء العصر الجاهلي:
- نظراً للعادات العربية في ذاك العصر كان الشاعر يرى في إنتمائه لأرضه وقومه الملاذ الأول والأخير ولذلك كان الشعراء في حالة تنافس دائم فكل منهم يقوم بوصف قبيلته وقوتها ويتنافسون فيما بينهم من حيث قوة الفصاحة والبلاغة الأمر الذي كان سبباً في كثرة الشعراء في ذاك الوقت، ومن أشهر هؤلاء الشعراء:
-
امرؤ القيس:
وهو امرؤ القيس بن حجر بن حارث من أصول يمنية وبالأخص من قبيلة كندة،
كان ابناً لسيد بني أسد ما جعله يعيش حياة ترف وعز وجاه ومال، اشتهر بحبه للسكر واللهو وقول الشعر الماجن،
ولكن مع اغتيال والده من قبل بني أسد تغيرت حياة الشاعر جزرياً حيث أصبح يريد الإنتقام ممن اغتالوا والده فقام بوضع اتفاق مع قيصر الروم ليستعيد حكمه على بني أسد ولكن خانه القيصر عندما سمم جلده والسبب يختلف بناءاً على الكثير من الروايات،
كان شعر امرؤ القيس يتنوع ما بين الغزل والوصف وخاصة في وصف النساء الجميلات والصيد والأحصنة العربية الأصيلة.
تميز شعره بتخلل الحكمة له بالإضافة إلى ألفاظه الجزلة الموجزة،
وغالبية شعره كانت عن قومه وعاداتهم واعتبره النقاد أفضل وأفصح الشعراء الجاهليين وبذلك عُدِّ من أشهر شعراء العصر الجاهلي،
كما أن امرؤ القيس كان أول من يبدأ شعره بذكر الأطلال والتغني بالمحبوبة،
بالإضافة إلى أنه اعتبر أفضل من استعمل الإستعارات في شعره حيث ان شعره لم يستطع احد من الشعراء الوصول إليه في الغزل والوصف وقد بدا معلقته الشهيرة فيما يلي:
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل بسقط الهوى بين الدخول فحومل
-
الحارث بن حلزة:
وهو أبو عبيدة الحارث بن حلزة بن مكروه والذي كان سيداً من سادات قبيلة بكر في العراق وكان أيضاً شاعراً كبيراً،
وحسب الأبحاث تبين أنه نظم معلقته بسبب أن عمرو بن هند قام بجمع قبيلة بني تغلب وبني بكر للإصلاح بينهم بعد حرب البسوس،
حيث أخذ منهم مئة غلام رهناً ليكف بعضهم عن بعض، ومن ثم أشركوا هؤلاء الرهائن مع غزوات الملك إلى أن هلك غلمان بني تغلب بينما البكريون سلموا ما دعا بني تغلب إلى مطالبة البكريين بدية غلمانهم،
ولكن قبيلة بكر رفضت فإجتمعوا عند الملك عمرو بن هند والذي كان يؤثر بني تغلب،
وعندها قام الحارث بن حلزة بقول قصيدته من وراء حجاب بسبب مرضه بالبرص، ليتم بعدها استدراج الملك عمرو بن هند إلى أن يحكم لقومه ليقوم بالقضاء على تغلب وكانت مطلع قصيدته تلك:
آذنتنا بينهما أسماء رب ثاوِ يُمل منه الثواءُ
-
زهير بن أبي سلمى:
وهو زهير بن ربيعة يلقب بأبي سلمى من قبيلة مزينة من مضر،
ولد في عائلة شاعرية حيث أن أبوه وزوج أمه وأخته وأولاده كلهم شعراء ما سبب في تكوين شخصيته الشعرية تلك،
حيث جمع كل من الحكمة والشعر وسداد الرأي وقد وصفه عمر بن الخطاب بأنه أشعر شعراء العرب،
كان سيد قومه واتصم بحكمته وقد اشترك في العديد من الحروب مثل حرب داعس والغبراء، وقد قال في مطلع معلقته المشهورة:
أمن ام أوفى دمنه لم تكلم بحومانة الدراج فالمتثلم
-
عمرو بن كلثوم:
وهو عمرو بن كلثوم التغلبي أو الأسد، والذي كان من أسرة من سادات بني تغلب فهو ابن كلثوم ووالدته ليلى بنة الزير سالم المهلهل أي أنه ذو حسب ونسب وجاه،
واتسم شعره بالأسلوب السلس والإرتجال كما أنه كان يبالغ بشكل كبير في وصفه للفخر وحسبه ونسبه والتي لم يكتب مثلها في الشعر الجاهلي،
وهو أيضاً صاحب المعلقة السابعة المشهورة والتي كان مطلعها:
ألا هبي بصحنك فأصبحينا ولا تبقي خمور الأندرينا
-
عنترة بن شداد:
وهو عنترة بن شداد بن عمرو بن معاوية بن قراد العبسي، وهو من نجد ولقب بعنترة الفلحاء وأمه كانت حبشية الأصل،
عندما وُلد لم يعترف به قومه وعندما كبر ونتيجة دفاعه عن قبيلته ضد اللصوص قام والده بالإعتراف به،
اعتُبر عنترة بن شداد فارساً مغواراً وشاعراً كبيراً وكان شديد البطش ومع ذلك كان طيب القلب واشتهر بحبه لإبنة عمه عبلة بنت مالك ويقول في مطلع قصيدته:
هل غادر الشعراء من متردم ام هل عرفت الدار بعد توهم
ويعتبر من أبرز شعراء العصر الجاهلي
-
الأعشى الأكبر:
وهو أبو بصير ميمون بن قيس البكري ولقب بالأعشى بسبب ضعف بصره، وعرف بإدمانه للخمر والمقامرة وكان فقيراً،
عمل على مدح الملوك والأمراء مقابل المال ومع الوقت أصبح الناس يتقربون له لكي يمدحهم في شعره
ومن أشهر قصائده اللامية والتي اعتبرت من المعلقات.
-
النابغة الذبياني:
وهو أبو أمامة زياد بن معاوية من ذبيان، ولقب بالنابغة إلى تقدير العرب اللذين يتفوقون بصفاتهم الذاتية،
كان حكيم الرأي حيث كان يقود قومه ويرشدهم في حروبهم وغزواتهم.
-
لبيد بن ربيعة:
وهو لبيد بن ربيعة من بني عامر بن صعصعة من قبيلة مضر،
أدرك الإسلام فأسلمه وقال الكثير من الأشعار قبل إسلامه حيث هجر الشعر بعد أن أسلم.
ويعتبر من أفضل شعراء الجاهلية والإسلام وأقلهم لغواً.
وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا المتواضع والذي تحدثنا فيه عن الشعر الجاهلي وأبرز شعراء العصر الجاهلي.
نتمنى أن ينال المقال إعجابكم
دمتم بخير