أهم النصائح لرعاية مولودك الجديد، نصائح مهمة تحتاجين إليها لرعاية مولودك الجديد:
لا شكّ أنّك منذ اللحظة الأولى التي استقبلت فيها خبر حملك، أصبحت تتصرفين بوعي ومسؤولية أكبر لأجل
ذلك الكائن الصغير الموجود في أحشائك، خصوصاً إذا كان ذلك حملك الأول، فكثيراً ما تقلقين بشأن كيفية
رعاية طفلك والاهتمام به وتجدين نفسك لوهلة بلا حول ولا قوة تجاه طفل لا يمكنه التعبير عن
احتياجاته بالكلام، فيبدأ سيل من الاستفسارات والتساؤلات بدءاً بطريقة الرضاعة الصحيحة والوضعية المناسبة
للطفل إلى نظام نومه وبكائه وحمايته من الأمراض والعدوى.
يزيد من قلقك وخوفك قصص تسمعينها هنا وهناك عن أطفال رضع توفوا نتيجة مرض أو حادث معين،
كل هذا يجعلك بحاجة ماسة للتعرف على طريقة رعاية الرضيع والاهتمام به، هنا نقدّم لك مجموعة
من النصائح والإرشادات التي قد تحتاجينها خلال أولى أيام رحلتك في العناية بطفلك.
1) رضاعة مولودك الجديد :
قد ينتابك نوع من عدم الارتياح أو الانزعاج في البداية من فكرة الرضاعة، لكن ربما تتلاشى هذه المشاعر
عندما تدركين أنّها خير وسيلة لتقوية الروابط بينك وبين طفلك إلى جانب ضرورتها الغذائية له.
خلال الأسابيع القليلة الأولى يحتاج الطفل إلى مرات إرضاع أكثر حيث من الممكن أن تبلغ 8-12 مرة في اليوم الواحد يما فيها
خلال ساعات الليل المتأخرة،
كما يجب عليك ملاحظة حاجة وطلب طفلك للحليب؛ ففي الأيام الأولى يمكن أن يصل ذلك لأن ترضعيه كل ساعة تقريباً،
وبالطبع سيخطر ببالك سؤال عن كيفية معرفة طلب الرضيع للحليب؟
في الحقيقة فإنّ ذلك يتجسد بعدة أشكال كأن يضع إصبعه في فمه باستمرار، أو أن يصدر أصواتاً معينة ويقوم بحركات كفتح فمه
والنظر للأعلى نحو الثدي، أو قد تلاحظين تململاً وانزعاجاً أو بكاءه المستمر، كذلك عندما يكون الطفل نائماً فيفترض بك أن تقومي بإيقاظه كل ثلاث ساعات وسطياً لإرضاعه وتتأكدي أنّه قد حصل على كفايته من الغذاء.
يُدعى الحليب الذي يفرز خلال الأيام الأولى من الولادة “الّلبأ”، وهو حليب مركّز جداً وغنيّ بالأضداد المناعية التي تدعم تطوّر الجهاز المناعي لدى الطفل، يميل لون اللبأ إلى الصفار ونظراً لتركيزه العالي فإن الطفل يحتاج لكميات قليلة منه في كل مرة لكن بشكل مستمر وفواصل قصيرة، وعندما يبدأ ثدياك في إفراز الحليب الناضج سيرضع الطفل كميات أكبر من الحليب وبفواصل أطول أيضاً.
تستطيعين التأكد من حصول طفلك على ما يكفي من احتياجاته وذلك بمراقبة نشاط جهازه الإطراحي؛ فالطبيعي أن تقومي بتبديل ما يصل لست حفاضات نتيجة التبول وعدد مرات تبرز أقل من ذلك خلال 24 ساعة، كذلك يعتبر النوم الجيد وكسب الوزن المنتظم من الإشارات المساعدة في التأكد من تلقّي الطفل لحاجات غذائية كافية.
أما بخصوص كمية الحليب المنتجة فإنّ ذلك يعتمد على كمية الحليب التي يرضعها الطفل فكلما زاد عدد مرات الإرضاع وكمية الحليب التي يأخذها الطفل في كل مرة سيقوم الثدي بإنتاج كميات أكبر من الحليب في المرات القادمة، والعكس صحيح أيضاً.
2) طريقة حمل الرضيع الصحيحة خلال الإرضاع:
عليك أن تحملي طفلك على مسافة قريبة منك وأن يكون وجهه بمواجهتك، حاولي أن تدعمي بذراعيك رأسه
ورقبته وذلك ليحركهما بسلاسة عند البلع، لا تقومي بوضع الحلمة بنفسك في فم الطفل بل اجعليه بقربك
ودعيه يقوم بذلك بنفسه واحرصي أن يكون مستوى أنف الطفل بمستوى حلمة الثدي.
كما قد تواجهك بعض المشاكل خلال الإرضاع كصعوبة تدفّق الحليب في المرات الأولى، هنا يمكنك الاستعانة
بكمادات دافئة تطبقينها على الثدي لتسهيل تدفّق الحليب، كما قد يقوم الطفل بابتلاع كميات من الهواء
وهو يرضع ويمكنك حل المشكلة بحمل الطفل وإسناد رأسه إلى كتفك والتربيت بلطف على ظهره.
وفي بعض الأحيان قد تتعرض منطقة الحلمة وما حولها لديك إلى التهيّج والاحمرار، يعود سبب ذلك
إلى التوضع غير السليم لها في فم الطفل فحين تكون في موقعها الصحيح تكون ملامسة للحنك الرخو
غير المؤذي لها، أما حين تلامس وتحتكّ بمقدمة الفم فمن الممكن أن تُخرّش وتتأذى، على الرغم من أنّ ذلك
قد يكون مزعجاً ومؤلماّ فإنّ عليك الاستمرار في الإرضاع إذا لم يكن هناك التهاب إما بالطريقة الطبيعية
أو بتفريغ الحليب في عبوة وإعطائها للطفل بعد ذلك، وقد يساعدك تطبيق الكمادات الباردة على المنطقة المتهيجة في التخلص من الألم.
3) كيفية حمل مولودك الجديد :
على الرغم من أنّ ذلك يبدو بسيطاً للوهلة الأولى لكنّ هشاشة بنية الطفل تحتّم علينا معاملته برفق قدر الإمكان،
في البداية احرصي عند ملامسة الطفل على غسل يديك جيداً أو استخدام معقّم للأيدي وذلك تجنباً لنقل العدوى
المحتملة للطفل حيث أنّ جهازه المناعي يكون غير مكتمل بعد.
لذا من الضروري الحرص على إبعاده عن مصادر ومسببات العدوى، كذلك سيكون من الجيد أن تقومي بتنبيه
الآخرين الذين يريدون حمل طفلك حول أهمية هذه الخطوة.
قومي بإسناد رأس الطفل إلى ذراعيك ليشكل ذلك دعماً للرأس والظهر، واحرصي على تجنّب الضغط بقوة على فروة
الرأس وذلك لوجود بنى تسمى اليوافيخ في جمجمة الطفل وتكون هذه اليوافيخ غير ملتحمة بشكل كلي إلى عمر
السنة تقريبا وذلك لإتاحة حيز أكبر لنمو الدماغ. كذلك عليك تجنّب الحركات العنيفة غير الملائمة للطفل مثل
هزّه بقوة واحرصي على تخصيص مقعد مناسب لحجمه في جولات السيارة.
4) فيما يخصّ تغيير حفاضات مولودك الجديد :
يحتاج الأطفال وسطياً إلى تغيير حفاضاتهم حوالي 10 مرات في اليوم، لذا عليك كأمّ التحضير لهذه المهمة وتعلمها بطريقة صحيحة كونك تتعاملين مع منطقة حساسة معرّضة للعدوى والالتهاب إذا أُهمل تنظيفها أو بقيت متسخة ومبللة لفترات طويلة، تحتاجين في هذه المهمة إلى جانب الحفاضات بعض القطع القطنية لمسح المنطقة وتجفيفها ومسحوقا مرطبا للجلد.
في كل مرة احرصي على استخدام الماء المعتدل والمسح برفق بقطع قطنية لتجفيف المنطقة، كما يجب عند الإناث القيام بالتنظيف من الأمام باتجاه الخلف وذلك لتجنب انتقال جرثومة الإشريكية الكولونية التي قد تتواجد حول فتحة الشرج إلى الحالب وبالتالي إصابة الطفلة بالتهاب مسالك بولية.
لا داعي للقلق كثيراً عندما تلحظين إصابة جلد الطفل في منطقة الحفاضات بالتهيّج والتخريش أو الاحمرار، حيث أنّ الطفح الجلدي في هذه المنطقة شائع وليس خطيراً وهو يحدث نتيجة الاحتكاك المستمر بين الحفاضة وجلد الطفل أو بقاء المنطقة رطبة لفترة مطولة، كل ما عليك هو اتباع الخطوات الآتية :
- احرصي على تغيير الحفاضة باستمرار وتجنب تركها مبللة ورطبة لفترات طويلة.
- استبدلي الخرق القطنية بالغسل بالماء المعتدل والصابون.
- جففي المنطقة بإحكام.
- اتركي الطفل بدون حفاضات لبعض الوقت وذلك لتهوية المنطقة بشكل جيد.
5) عادات النوم لدى مولودك الجديد :
ينام الأطفال الرضع لوقت طويل خلال اليوم قد يصل لستة عشر ساعة، ولكن بالطبع فإنّ هذه الفترة
لا تكون متواصلة حيث في كل مرة يستغرقون ساعتين لأربع ساعات في النوم وإذا تجاوزت ساعات نومهم هذا
المعدل فعليك بإيقاظ الطفل وإرضاعه لضمان حصوله على حاجته من الغذاء؛ حيث أن الجهاز الهضمي
عند الأطفال الرضع يحتاج أن يتم تغذيته وترطيبه بين حين وآخر.
وكثيراً ما تكون الساعة البيولوجية عند الأطفال غير متوافقة مع ساعاتنا المعتادة، فقد تجدينه
يقظاً خلال الليل ومائلاً للنعاس والخمول خلال النهار وهذا ما سيسبّب لك الأرق بالتأكيد لكن بمرور الأيام تستطيعين
تدريبه وتعويده على النوم خلال الليل وذلك عن طريق تخفيف المنبهات خلال الليل وتهيئة جوّ هادئ في الغرفة
وأضواء خافتة تساعد على الخلود إلى النوم، وبالعكس محاولة إصدار بعض من الضجة خلال النهار ليبقى متيقظاً.
ولأجل سلامة طفلك احرصي على وضعه في وضعية الاستلقاء الظهري عند النوم وذلك لتجنب متلازمة
موت الرضيع المفاجئ التي على الرغم من ندرتها إلا أن من الواجب الحذر منها من خلال تأمين بيئة نوم
سليمة للطفل وإبعاد البطانيات والوسادات والأشياء الأخرى التي يمكن أن تعيق مجراه التنفسي خلال
النوم أو تسقط وتسبب الأذى له، وخلال السنة الأولى سيكون من المثالي أن تقومي بوضع طفلك
معك في غرفة النوم لكن في سرير منفصل خاص به وذلك للتنبه للتغيرات التي يمكن أن تطرأ
عليه خلال النوم والمسارعة إلى الاستجابة لها.
6)التعامل مع بكاء الطفل :
يعدّ بكاء الطفل رسالة من لأمه عن احتياجاته وحالته، ويكمن التحدي أمام الأم في معرفة السبب
وراء بكاء طفلها لتعرف كيفية التعامل معه ومعالجته، يمكننا تسهيل ذلك قليلا واختصار الأسباب الشائعة إلى ما يلي :
- يأتي الجوع والتبول أو التغوط في مقدمة الأسباب المؤدية بالطفل إلى البكاء.
- تتضمن الأسباب الأخرى التعب والإرهاق.
- كما يمكن لارتفاع حرارة الجسم أن تجعله يبدأ بنوبة بكاء مستمر.
يمكنك اتباع بعض الطرق في تهدئة الطفل إذا لم يستجب للإرضاع وتغيير حفاضته وكانت الحرارة لديه طبيعية :
- محاولة تشتيت انتباهه بإصدار أصوات غريبة أو مثيرة للانتباه والقيام بحركات مرحة أمامه.
- ضعي الطفل في حضنك وربّتي عليه بلطف، فقد يساعد قربك منه بشكل كبير في طمأنته وتهدئته.
- يمكنك الاستعانة ببعض الموسيقى أو البرامج التلفزيونية لإلهاء الطفل.
- يمكنك أن تمنحي الطفل حماما بماء دافئ، وتقومي بتدليك جسمه برفق فقد يخلّصه ذلك من التشنجات والآلام العضلية إن وجدت.
- انزعي الثياب المزعجة والمخرّشة لجلد طفلك.
- إذا لم يستجب الطفل وشعرت أن جميع الطرق لا تجدي نفعاً يمكنك حينها التواصل مع طبيب الأطفال
- وشرح الحالة له ليقوم هو بالفحص والتقدير المناسب لوضعه.
7) ملاحظة بعض العلامات المرضية على طفلك :
يمرّ الأطفال بالعديد من الوعكات الصحية وتكمن وظيفة الوالدين والأم خصوصاً في أخذ فكرة مسبقة
عن هذه الحالات لتستطيع تقدير الخطورة والتصرف السليم باستدعاء الطبيب أو أخذ الطفل للمشفى :
أولاً : الحرارة :
تعدّ الحرارة من الأمور الهامة حيث يجب ألا يحدث فرط فيها أو انخفاض حاد، ونظرا لكون تأثيرات
ارتفاع الحرارة هي الأشيع والأكثر خطورة فيجب تنبيه الأمهات على الانتباه لحرارة الأطفال خصوصا
ممن لا يتجاوزون عمر الشهرين، فإذا بلغت حرارة الطفل الشرجية 100.4F فستحتاج الأم إلى استشارة
طبيب الأطفال، كما أنّ هناك بعض العلامات الأخرى التي تستدعي الملاحظة مثل عدم قدرته على الأكل
والشرب وتململه وانزعاجه المستمر، فقد تكون كلها إشارات لإصابة بعدوى بولية أو معوية أو غيرها.
ثانيا ً: التنفس :
هناك بعض التغيرات التي من الممكن أن تطرأ على تنفس الطفل كتغيّر عدد مرات التنفس صعودا ً أو هبوطا ً وإصدار الطفل لأصوات تنفسية غير معتادة.
كما أنّ هناك العديد من الإشارات الأخرى التي يجب الانتباه لها كشحوب لون البشرة أو ازرقاقها أو احمرارها والذي قد يدلّ على بعض الإصابات الخلقية والعديد من الحالات الأخرى، وعدم التبول بشكل كافٍ ما قد يشير إلى إصابة الطفل بالتجفاف والتي تعتبر حالة تستدعي العلاج وتعويض السوائل المفقودة بشكل سريع.
إلى جانب آخر، فإنّ هناك العديد من الأمور الغريبة بالنسبة للأمّ لكنها طبيعية بالنسبة للمولود الجديد كخروج مفرزات صفراء من العينين والتي تكون بسبب انسداد القناة الدمعية لديهم وتحتاج بضعة أشهر لتزول وكل ما على الأم فعله هو القيام بمسح هذه المفرزات بقطن نظيف. وقد تتشكل طبقة قشرية على فروة رأس الطفل وهي لا تستدعي الخوف أيضا فهي تزول لوحدها في غضون عدة أشهر ويمكن للأم الاهتمام بصحة الفروة من خلال الغسل المتواظب لها بشرط ألا يتجاوز ذلك ثلاثة مرات في الأسبوع واستعمال أمشاط مخصصة للأطفال.
7) الاستحمام :
يقرّ الإخصائيون بإمكانية غسل الطفل مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعياً وذلك باستخدام إسفنجة مرنة وناعمة مخصصة لهم لتجنب تخريش الجلد.
كما يجب الحرص على استخدام الماء معتدل الحرارة وصابون خاص بالأطفال الصغار وتأمين درجة حرارة مناسبة
في الغرفة لكيلا يبرد الطفل كثيراً، وتجنّب التفريط في تنظيف الطفل أو عدد مرات تنظيفه لأنّ ذلك سيؤدي إلى تأذي
الطبقة الدهنية الموجودة على جسمه والتي تؤمن له الحماية والترطيب الكافي، كما أنّ من المهم أن تقوم الأم
بتلبيس طفلها ثيابا ً قطنية ناعمة خالية من المواد والألياف المصنعة.
8) احرصي على خلق تواصل بالحواس مع مولودك الجديد:
يمكنك تعويد طفلك على التواصل البصري من خلال متابعة النظر إليه والتعبير بالأعين، كذلك سيكون
من الجميل أن تقومي بالغناء له أو ترديد أصوات وعبارات مرحة على مسمعه كي تجذبي انتباهه وتجعليه
يعتاد على صوتك، كما أنّ حضنك لطفلك وهدهدته يعتبران عوامل مهمة جداً في تهدئة الطفل ومنحه شعوراً بالأمان والاطمئنان.
9) إجراء بعض الفحوصات الطبية :
قد يقوم الأطباء بالعديد من الفحوصات الطبية عند الولادة أو بعدها بأسابيع وذلك للتأكد من سلامة وظائف أعضائ مولودك الجديد وخلوه من بعض الأمراض الوراثية وبعض الأمراض الأخرى القابلة للعلاج إذا كُشفت خلال مرحلة الطفولة المبكرة.
يفحص الأطباء أولاً درجة الحرارة ومعدل التنفس وعدد ضربات القلب في الدقيقة الواحدة، وفي البلدان المتقدمة تُجرى مجموعة من الفحوصات الأخرى المهمة مثل اختبارات السمع واختبار قصور الدرق واختبارات فقر الدم المنجلي والداء الليفي الكيسي.
10) اللقاحات التي يجب أن يأخذها مولودك الجديد :
لا يخفى على أحد كمية الآفات والأمراض التي حاربتها اللقاحات على مرّ السنين، من هنا تأتي أهميتها البالغة في تجنيب الأطفال الإصابة بأمراض عديدة وخطيرة قد تؤدي بهم إلى الوفاة أو التأثير على نشاطهم وقدراتهم على المدى البعيد،
فهي بمثابة دعم للجهاز المناعي للطفل وتزويد له بمعلومات عن أنواع معينة من الفيروسات والجراثيم لكي يتعرف عليها مستقبلا في حال تعرض لها من الوسط الخارجي ويقوم بالقضاء عليها، وقد قدّرت منظمة اليونيسيف عدد الأشخاص الذين تنقذهم اللّقاحات سنوياً بحوالي مليوني إلى ثلاثة ملايين شخص.
وحتى لو كانت هذه اللقاحات ضد أمراض تم القضاء عليها أو تحديد انتشارها إلا أنها ما تزال ضرورية نظراً للاختلاط السكاني الواسع في عصرنا الحالي وسهولة التنقل وانتقال الأمراض والعدوى نتيجة لذلك.
وقد يختلف جدول وبروتوكولات اللقاح بين بلد وآخر لكنها جميعا تتضمن بعض الأساسيات ومن هذه اللقاحات:
- التهاب الكبد الفيروسي B حيث يتم إعطاء الجرعة الأولى عند الولادة والجرعة الثانية بعمر الشهر.
- التهاب الكبد الفيروسي A الجرعة الأولى بعمر السنة والنصف والجرعة الثانية بعمر السنتين.
- الخناق والكزاز والسعال الديكي يتم إعطاء الجرعة الأولى بعمر الشهرين ثم أربعة أشهر ثم ستة أشهر ثم سنة.
- شلل الأطفال بعمر الستة أشهر ثم السنة ونصف.
- ضد فيروس الروتا بعمر الشهرين ثم أربعة أشهر ثم ستة أشهر.
ويتم إعطاء بعض اللقاحات الأخرى في أعمار متقدمة أكثر عند ذهاب الأطفال إلى المدرسة مثل لقاحات النكاف والحصبة والجدري والورم الحليمومي البشري.
11) تقميط مولودك الجديد :
يشكل تقميط مولودك الجديد تقنية قديمة تتضمن لف الطفل بقطعة قماشية أو بطانية صغيرة، ويدور الكثير من الجدل والنقاش عن مدى فائدتها وأضرارها المحتملة، لذا سنورد الآن بعضا من المعلومات المتعلقة بها.
تكمن فوائد تقميط الطفل في تأمين هدوء وسكون أكثر للطفل وإحساس أكبر بالأمان كما أنه يساعد في تحديد حركة يدي وقدمي الطفل بالتالي المساعدة في النوم وعدم التحسس للمنبهات التي قد تنجم عن ملامسة المحيط خلال النوم، فضلا عن فائدته في تأمين بيئة دافئة للطفل وتجنيب تعرضه للبرودة وهو ما يساعده كون الجهاز المسؤول عن تنظيم الحرارة لدى الطفل يكون غير مكتمل بشكل كلي في هذا العمر.
ولكن عليك أن تنتبهي عزيزتي الأم إلى بعض الأمور الهامة خلال التقميط كالانتباه ألّا ينقلب الطفل على بطنه، وعليك الحرص على عدم إحكام الشد على منطقة الورك حيث أنّ ذلك قد يتسبّب في خلع الورك الولادي لديه، وعدم لفّ الطفل بالكثير من البطانيات لأنّ ذلك سيؤدي إلى رفع درجة حرارته بشكل سيء، ويبقى تقميط الطفل جيداً لغاية عمر الشهرين وبعد ذلك يُنصح بفكه لأنّ الطفل يبدأ في الميل إلى التحرك أكثر وبالتالي سيكون معرضا في القماط إلى الانقلاب على بطنه والتعرض لخطورة موت الرضيع المفاجئ.
العادات الغذائية الخاصة بالأمهات المرضعات :
قد تحتاج الأمهات المرضعات لإضافة بعض الأطعمة وحذف أطعمة أخرى من نظامهنّ الغذائي خلال فترة الإرضاع وذلك للحفاظ على صحتها وصحة الطفل على حدّ سواء.
هذه قائمة ببعض الأطعمة التي قد تساعد في تكوين حليب غنيّ بالعناصر الغذائية من الدسم والفيتامينات والمعادان ومضادات الأكسدة والبروتينات.
-
الحبوب والمكسرات :
تعتبر المكسرات مصدرا ً مثاليا ً للعديد من العناصر الغذائية مثل الحديد والكالسيوم والزنك وفيتامينات ب و ك، كما أنها تحتوي كميات جيدة من الدسم والبروتينات، وكلها عناصر غذائية ضرورية للأم المرضعة لتأمين احتياجاتها، كما يُعتقد أنّ هذه المكسرات بخاصة اللوز لها علاقة بزيادة إنتاج الحليب.
-
الأفوكادو :
تشكّل الدسم 80% من نسبة المغذيات الموجودة في الأفوكادو، لذلك فهو يساعد في الشعور بالشبع وتأمين كميات مناسبة من السعرات الحرارية، هذا إلى جانب احتوائه على فيتامين د وفيتامين ك والبوتاسيوم وحمض الفوليك وفيتامين سي.
-
الفطر :
تحوي الفطور على مادة تدعى بيتا غلوكاغون، ويُعتقد أنّ لهذه المادة علاقة بزيادة إنتاج الحليب من الثديين.
-
الخضار الورقية :
لا توجد دراسة تؤكّد علاقة الخضار الورقية بزيادة كمية الحليب، لكنها تعدّ خيارا ً جيدا ً وصحيا ً بالنسبة لك، كما أنّ إدخال هذه الورقيات للنظام الغذائي لطفلك بعد عمر الستة أشهر سيكون مفيداً جداً له.
-
البذور :
تتضمن البذور تشكيلة واسعة منها بذور عباد الشمس وبذور القطن وغيرها من بذور النباتات، فكلّ منها له تأثيره الصحي والمفيد عليك، فهي تؤمن قدراً مركزاً من جميع العناصر الغذائية الموجودة في النباتات الناضجة، بالإضافة لغناها بالبروتينات والمعادن مثل الحديد والزنك والكالسيوم.
-
عشبة الأشواغاندا :
عشبة الأشواغاندا هي عشبة استخدمت منذ القدم في الطب التقليدي، ويعتقد أنّ لها تأثيرات جيدة على العديد من أجهزة الجسم منها المناعي والعصبي والغدي، وفي حين أنّ ليس لها تأثيراً مباشراً ومثبتاً على زيادة إنتاج الحليب إلا أنً دراسات سريرية بيّنت أنّ استهلاك 300 ملغ من هذه العشبة يومياً يساهم في خفض مستويات هرمون الكورتيزول وبالتالي تخفيف مستويات القلق والتوتر، وهذا ينعكس إيجابياً على المرضع.
-
الكركم :
يملك الكركم خواصاً مضادة للالتهاب قوية، فقد أثبتت الدراسات فائدته في الوقاية من التهاب الثدي، وهو يُستخدم في العديد من الثقافات في الطب التقليدي كعامل مقوٍّ للجهاز المناعي لدى الإنسان.
وهنا بعض الأطعمة التي من الأفضل تجنبها أو التقليل منها :
-
حليب الأبقار :
على الرغم من شيوع هذا التحسس لدى الأطفال بعد البدء بأكل الأطعمة الصلبة، إلا أّنه من الممكن أن يظهر خلال فترة الإرضاع كذلك عند بعض الأطفال، ويتسبب بأعراض عديدة منها التهيج الجلدي وتورم الشفتين والوجه والعينين والأكزيما وسيلان الأنف.
-
الأسماك التي تحوي كميات كبيرة من الزئبق :
تحوي بعض الأسماك أنواعاً مهمة من الأوميغا 3 الضرورية لتطوّر دماغ الأطفال، ولكن إلى جانب آخر فهناك بعض الأنواع الأخرى التي تحوي كميات عالية من الزئبق قد تؤدي إلى انسمام حادّ بها، يؤدي هذا الانسمام على المدى البعيد إلى تأثيرات تظهر على شكل تأخّر أو اضطراب في الإدراك والوظائف الحسية وتطوّر اللّغة والكلام.
تتضمن هذه الأسماك الغنية بالزئبق : التونة السمندرية، وسمكة القرش، وسمك الشبوط وسمك الماكريل أو الأسقمري الملكي.
-
الكحول :
يوصي مركز الوقاية والتحكم بالأمراض CDC بتقليل استهلاك الكحول إلى كأس واحد يومياً والانتظار لمدة ساعتين بعد شربه قبل البدء بإرضاع الطفل.
-
الكافيين :
تتضمن مصادر الكافيين الشائعة القهوة والشاي والكولا والشوكولا، وقد تؤدي الكميات الكبيرة منها إلى التأثير على الطفل والتسبّب بالانزعاج وعدم الارتياح والأرق له، لذا تُنصح الأمهات المرضعات بتقليل استهلاك الكافيين لحوالي 300مغ في اليوم.
كذلك قد تلاحظ بعض الأمهات عدم رغبة الطفل في حليبها عندما تأكل طعاماً غنياً بالتوابل المنكهة أو الثوم والبصل، لكن لا توجد دراسات علمية تؤكد على ضرر هذه الأطعمة بالطفل أو ضرورة تجنّبها.
وفي زحمة هذه الأيام تتعرض الأمهات لكم هائل من الضغط النفسي ابتداء من التوتر حول طرق رعاية الطفل إلى بكائه المستمر وليالي الأرق الطويلة، لكن عليك كأمّ معرفة أنّ جميع الأمهات قد تعرّضن لتجارب مماثلة تجاوزوها بالصبر والقوة، ويمكنك النظر إلى الجانب الإيجابي في كل هذا حيث أنها فرصة رائعة لإعادة تنظيم جدول نوم صحي مع كبر طفلك، وفرصة لإدخال طعام صحي إلى حياتك والابتعاد عن المأكولات الضارة.
وفي غمار كلّ الانشغالات حاولي أن تسدي نفسك حقها، فلا تتردي في طلب المساعدة إن شعرت بأنك بحاجة لها، وأفسحي المجال لشريكك ليقوم بدوره في رعاية مولودك الجديد والانتباه له من حين لآخر، كما يمكنك الخروج في نزهات إلى الخارج والمشي للاسترخاء والتخلص من القلق والتوتر.
وقد تمرين خلال هذه الفترة بالعديد من التقلبات المزاجية نظراً للوضع الجديد الذي أصبحت فيه، فقد تتراوح مشاعرك بين شعور الامتنان لتلك الهبة المتجسدة بالطفل بين يديك وبين الشعور بالنفور من مسؤوليات الأمومة ومتطلباتها الثقيلة لكنّ بالرغم من كل ذلك تبقى الأمومة شيئاً مقدّساً وعظيماً، فليس هناك أجمل من ذلك الرابط الذي يتكون بين الأم وطفلها.