مراحل الحب و الزواج الناجح: تتضارب وجهات النظر حول ضرورة الحب قبل الزواج أم بعده،
و يبقى لكل شخص رأيه ووجهة نظره في هذا الموضوع.
و من خلال هذا المقال سوف نتطرق لشرح كل وجهة نظر على حدى.
مراحل الحب و الزواج الناجح
الحب قبل الزواج
هناك فئة كبيرة من الشباب تدعم مبدأ الحب قبل الزواج ، و ذلك بسبب القيود التي تضعها معظم الأسر في المجتمعات العربية،
و التي لا تعطي الأبناء الحق في اختيار شريك الحياة ، بل تلجئ إلى الزواج التقليدي لضمان أن يكون الاختيار صائب،
وذلك لأن أغلب هذه الزيجات تكون عائلية أو من المعارف.
حسب رأيي الشخصي فإن الحب قبل الزواج غالباً ما يؤدي إلى زيجات تنتهي بالفشل،
و ذلك بسبب ما عشت في محيطي، من أشخاص فضلوا الزواج بمن يحبون و انتهى بهم المطاف أمام علاقات زواج تنقص إلى التكافؤ،
و ذلك استناداً إلى المثل القائل “مرآة الحب عمياء”،
فالشخص إذا كان واقعاً في الحب فإنه لا يركز على النقط الأساسية في اختيار شريك الحياة،
كالتكافؤ الفكري و التفاهم.
و في هذه الحالة يغلب القلب على العقل، و قد يجد الإنسان نفسه بعد انطفاء شمعة الحب أمام واقع و ارتباط لا يمت له بصلة و لا يقدر على الاستمرار به.
أما الحب بعد الزواج فيأتي نتيجة المعاملة الحسنة و المواقف الطيبة التي جمعت بين الزوجين، بعد اختيار استند إلى العقل و التفاهم و الإعجاب البعيد عن كل شهوة أو انجذاب جسدي.
مما يخلق بينهم المودة و التفاهم أثناء تجربة لحظات مختلفة في حياتهم الزوجية.
مما يجعل الحب يخلق بين الزوجين و يكون أقوى و أصدق، لأنه مبني على المودة و التقبل و الصبر على الحياة بحلوها و مرها.
أما إذا أخذنا بمبدأ الحب قبل الزواج فيبقى مبني على علاقة قوية بين قلبين،
تجاوزت بقوتها قيود العقل لتصل إلى القلب و تتملكه و تسيطر على كل المشاعر و الأحلام،
و لا يبقى في فكر المحب غير رغبته في أن يجتمع بمحبوبه تحت سقف واحد، تربطهم فيه روابط الزواج الشرعي ليضمن كل من الحبيبين استمرار هذه العلاقة.
الحب قبل الزواج ينقسم إلى صنفين، حب من أول نظرة، و حب بعد إعجاب.
الحب من أول نظرة
قد يحدث إذا التقى رجل بامرأة ، فلفتت إعجابه بجمالها و أنوثتها فأحبها من أول نظرة و أصبحت تشغل كل فكره،
و يمضي الساعات يفكر في جمالها و قوامها و الرغبة في تملكها و الزواج بها.
الحب بعد الإعجاب
فغالباً ما يحدث في مرحلة متفوقة من العمر، أي في فترة الدراسة بالجامعة أو العمل.
حين يلتقي رجل بامرأة فيرى فيها كل مقومات المرأة التي قد تسعده بعد الزواج، فيتبادلان التعارف و أطراف الحديث و يناقشان مواضيع،
يتضح اتفاقهما في عدة أفكار ووجهات نظر، فيصبح الإعجاب اهتمام، ثم يتحول بعد مدة إلى حب،
و غالباً ما تكون الزيجات المبنية على هذا النوع من الحب ناجحة، لأن القلب و العقل معاً اجتمعا لاختيار شريك الحياة.
الزواج بدون حب هل يستمر؟
بسبب وتيرة الحياة الحديثة السريعة، و التي تفتقر لأدنى العلاقات الاجتماعية أصبح من الصعب التعارف أو خلق صداقات طويلة بين الجنسين، مما قد يسمح بفرصة لخلق علاقة حب بين الرجل و المرأة.
و بسبب وتيرة الحياة العصرية أصبح الاشخاص غير اجتماعيين،
لكن يبقى من الضروري تكوين أسرة و مشاركة حياة أسرية مع شخص آخر.
و يعتبر تدخل العائلة أيضاً في اختيار شريك الحياة شكلاً من أشكال التحكم الأسري،
و تقرير المصير مما لا يعطي للشخص اختيار شريك الحياة عن طواعية و الالتزام بالموافقة على الشخص الذي يقع عليه اختيار العائلة.
لذا فالزواج بدون حب قد يستمر في بعض الأحيان لعدة أسباب، أهمها:
انعدام معوقات الزواج ، وقلة الطلبات و الشروط التي قد تفرضها بعض الزيجات عن حب،
وذلك بسبب معرفة المرأة لمحبة الرجل و استغلال ذلك لتكثر الطلبات و الشروط عليه.
كما أن الزواج التقليدي أو الزواج بدون حب، قد يسمح للشخص بالتفكير بعقله،
و اختيار الشريك الأنسب لتمضية حياته معه،
بالإضافة إلى المعاملة الحسنة و الإخلاص بين الزوجين، فإن الحب يكبر شيئاً فشيئاً بين الزوجين و يزيد بوجود الأطفال.
كما أن المعاملة الحسنة بين الزوجين و الرغبة في التفاهم، يساعد بشكل كبير في خلق المودة بين الزوجين
و خصوصاً إذا كانت الزوجة ودودة، و الزوج ملتزم بأداء كل فروضه الزوجية.
الحب و الزواج في الإسلام
لقد سعى الإسلام إلى ضرورة المودة و الرحمة بين الزوجين، و الحب في الإسلام إذا كان لا يتعارض مع مبادئ ديننا الحنيف و يلتزم بالأخلاق فهذا لا يضر بشيء.
و قد ينقسم الحب قبل الزواج إلى قسمين:
القسم الأول و هو أن يجتمع الرجل بالمرأة في مكان عام، أو في منزل الأسرة على مسمع و مرئي من أفراد الأسرة،
و أن يكون اللقاء بينهما صدفة، و أن لا يعمل الرجل على البحث عن علاقة محرمة أو المواعدة مع هذه المرأة في الخفاء.
بل يبحث الرجل و يتقصى عن أحوال المرأة من طرف أفراد عائلتها و يبحث عن الزواج بها بعد أن وقع في حبها من أول نظرة.
القسم الثاني هو أن يكون الرجل يسعى إلى مصاحبة المرأة في الخفاء، و التمتع بها بدون عقد زواج شرعي و قد يسبب ذلك في فتن و ذنوب كبيرة للطرفين.
و هذا حب يحرمه الإسلام لما له من دور في فتنة العباد، حتى و لو كان الشخص في نيته الزواج فمن الأفضل أن يتوقف في أقرب وقت عن هذه العلاقة،
و أن يلتزم بتعاليم الدين الإسلامي في علاقته مع من يحب،
فالحب و الزواج في الإسلام التزام يقوم على الشريعة الإسلامية و ليس على اتباع الأهواء.
فالإسلام لا يعترف بالمواعدة فالنظر لغير الزوجة بشهوة، هو من المحرمات كما أنه يدخل تحت بند زنا النظر.
كما أن الحديث مع امرأة غير الزوجة كلاما عن الحب و الشهوات من المحرمات أيضاً،
و يدخل تحت بند زنا الكلام.
كما أنه يترتب عن العلاقات الغير شرعية آثام و محرمات قد تصل إلى غضب الله، ووجوب الحد على كل من المرأة و الرجل.
الزواج التقليدي
الزواج التقليدي هو الزواج الذي يتم في إطار عائلي أو ديني، و لا يكون مسبوقاً بعلاقة عاطفية بين الزوجين.
و قبل عقد القران يسمح للزوجين بالتعرف و لقاء بعضهما في إطار عائلي،
و يكون ذلك أثناء فترة الخطوبة التي لا تدوم إلا أشهر قليلة، يستغلها الخطيبين في التعرف على بعضهما و تجهيز منزل الزوجية .
مراحل الزواج التقليدي
يمر الزواج التقليدي بعدة مراحل تختلف حسب البلدان العربية، و تتنوع حسب التقاليد و العادات،
و نذكر من بين أهم هذه المراحل، و التي تشترك فيها معظم البلدان العربية.
طلب يد الفتاة للزواج أو الخطوبة
طلب يد الفتاة يتم في زيارة عائلية لمنزل العروس، و تعتبر أول زيارة رسمية بين العائلتين للتعرف على العروس و طلب يدها،
و معرفة شروط الزواج من عائلتها، و الاتفاق على تفاصيل الزواج.
و يصطحب العريس المستقبلي والديه و إخوانه و يقدم الهدايا الثمينة للعروس المستقبلية،
كما يحرص كل من العائلتين على إرضاء الطرف الاخر و مباركة هذا الارتباط.
عقد القران
يتم عقد القران في أجواء احتفالية تجمع كلا من أفراد عائلة العريس و عائلة العروس و الأصدقاء المقربين،
و يتم توقيع عقد الزواج من كلا العروسين و إبرام اتفاق و شروط زواج تعلن خلال عقد الزواج.
تقديم المهر
يعتبر المهر من أهم الشروط التي يتفق عليها ولي العروس ليضمن حقها في الزواج،
و هو مبلغ مالي يتفق عليه بين ولي العروس أو والدها و العريس و يسمي أيضا ” المقدم”،
كما أن من شروط الزواج تحديد ” مؤخر” للعروس و هو مبلغ مالي يقدم في حالة الطلاق بين الزوجين.
حفل الزفاف
ينظم حفل الزفاف من طرف العريس في أغلب الأحيان،
و قد يشترك كل من أهل العريس و العروس في تنظيم هذا الحفل،
و الذي يضم أفراد العائلة و الأصدقاء و المقربين، و يعلن كل من العروسين خلال هذا الحفل انتهاء مرحلة العزوبية و الدخول في مرحلة الزواج و الارتباط.
أهم مزايا الزواج التقليدي
للزواج التقليدي مزايا عديدة نذكر من بينها.
تحقيق الارتباط و الزواج للتكوين أسرة
يعتبر تكوين حياة أسرية من بين أهم البنود لاستمرار الحياة و الاستقرار،
و يعد الزواج التقليدي حل سريع للوصول لهذه المرحلة دون عناء البحث عن شريك الحياة المناسب.
كما أن من أساسيات الاستقرار النفسي تواجد شخص يتشارك معك المسؤوليات،
و يتحمل عنك جزء من أعباء الحياة و يعد الزواج التقليدي أسرع حل لضمان هذا الاستقرار النفسي.
التوازن النفسي
يمنح الزواج التقليدي كل من الرجل و المرأة التوازن النفسي، و ذلك بالتواجد الدائم و المستمر برفقة شخص يتقبله و يسانده في السراء و الضراء.
كما تزدادا روابط المودة و الحب مع مضي الوقت بين الزوجين، فيصبح كل واحد منهما يساند الاخر بطريقة تسمح له بتخطي أصعب مراحل الحياة .
تحمل مصاعب الحياة
يمكن الزواج التقليدي الزوج من التكفل بالزوجة و أعباء المنزل،
حيث يكون معيلها بعد أبيها كما أن الزوجة بدورها تعمل جاهدةً على تحمل مصاعب الحياة،
من توفير منزل هادئ و نظيف و تحمل كل مسؤوليات البيت،
و لما لا المشاركة في العمل خارج المنزل لتحسين ظروف العيش للأسرة .
عيوب الزواج التقليدي
للزواج التقليدي عيوب متعددة، تكمن في عدم تطابق شخصية كل من العريس و العروس و عدم القدرة على التفاهم بعد الزواج،
مما قد يؤثر بالسلب على العلاقة الزوجية و يجعلها مضطربة.
كما أن غياب المشاعر و العاطفة بين الزوجين قد يسبب في التباعد الجسدي،
و عدم القدرة إلى التوصل إلى تناسق في الأفكار و التقرب من بعظهم بعد الزواج.
و في أغلب الأحيان يتم تجاهل غياب المشاعر في الزواج التقليدي، لكي تستمر هذه العلاقة، و غالباً ما تصبح مثل هذه العلاقات روتينية،
يغلب عليها طابع تحمل المسؤولية و الأخذ و العطاء بين الزوجين بدافع استمرار علاقة الزواج، وعدم هدم العلاقة بين العائلتين.
ويكون هذا راجع إلى عدم حرية اختيار شريكة الحياة أو عدم توفر الخيارات المناسبة في الزواج التقليدي.