تأثير السن في القدرة على الإنجاب
يعتبر السن من العوامل الرئيسية التي تؤثر على إمكانية الحمل و الإنجاب عند المرأة.
فكلما تقدمت المرأة في السن، أصبحت نسبة الإنجاب عندها أقل، كما يؤثر ذلك على صحتها و صحة الجنين أيضاً.
فعندما تتخطى المرأة سن العشرينات تصبح الإفرازات الهرمونية أقل،
كما أن العوامل الوراثية و البيولوجية تتدخل لتأثر سلباً على إمكانية الحمل.
تأثير السن في القدرة على الإنجاب
الإنجاب في الإسلام
يعد الإنجاب غريزة طبيعية تساهم في تكاثر الإنسان وفي استقرار الحياة الزوجية عند الرجل والمرأة.
وفي الإسلام يعتبر الإنجاب من ضروريات استقرار الحياة الزوجية، حيث ينصح بالإنجاب وعدم إيقاف هذه الغريزة الطبيعية ومنع المرأة من الإنجاب في حالة الزواج إذا كانت ترغب بذلك.
كما ذكر في القران الكريم أن الأبناء هم زينة الحياة الدنيا. كما أن الإسلام نصحنا بالحفاظ على نسلنا و الإنجاب في إطار شرعي.
لذلك فكل زوج وزوجة بعد عقد قرانهما يكون المبتغى بعد ذلك هو تحويل هذا الثنائي إلى أسرة من زوج وزوجة وأبناء.
تأخر الإنجاب في هذه الحالة قد يؤثر على الحالة النفسية للزوج، والقلق الشديد بالنسبة للزوج، لذا فقد حثنا الإسلام على عدم التقصير والتداوي في حالة المرض.
ويدخل ذلك ضمن منظور الشرع للحفاض على العلاقة الزوجية واستمرارها.
فإذا تأخر الإنجاب عند الزوجين مدة كبيرة ، يجب على الزوج والزوجة التوجه إلى الأطباء للقيام بالفحوصات والعلاجات الضرورية.
أما إذا لم يكن هناك أي مانع من الإنجاب عند كل من الزوجة والزوج، فينصح بالصلاة وطلب الإنجاب من الله عز وجل.
كما حللت الشريعة الإسلامية للزوج التعدد في حالة أراد ذلك.
وفي أغلب الأحيان ما يلجأ الزوج إلى اتخاذ زوجة ثانية، في حالة كانت الزوجة الأولى تشكو من العقم، بعد التأكد من ذلك بواسطة الفحوصات الطبية اللازمة،
وينصح الشرع الزوج في هذه الحالة بالعدل بين الزوجتين الأولى والثانية، ويكون في هذه الحالة للزوجة الحق في البقاء على ذمة الزوج أو التطليق منه،
كما يعتبر العقم عند الزوج من دوافع الطلاق في بعض الأحيان، وغالبا ما تلجأ إليه الزوجة التي ترغب في الإنجاب.
ولقد حلل الشرع ذلك لما فيه من حق المرأة في إنجاب أطفال مع زوج اخر أذا كان الزوج الأول يعاني من العقم وثبت ذلك بالفحوصات الطبية.
فإمساك بمعروف أو تسريح بمعروف.
كما أن استقرار الحالة النفسية لكل من الزوج والزوجة بعد الزواج يساهمان بصفة كبيرة في الإنجاب.
لذا ينصح بالمودة والرحمة بين الزوجين، مما يؤثر على نفسية الزوجة وكذلك الزوج في إفراز الهرمونات، وثبات الميكانزيمات الحيوية للجسم، الشيء الذي يسهل الحمل والولادة عند الزوجة بعد ذلك.
كما جاء في قول الله تعالى “ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمه”.
كما أن الله قد قسم بطريقة عادلة الأرزاق والأموال والأولاد بين الناس، وجعل لكل إنسان نصيب في كل من هذه الأرزاق في حياته الدنيا،
ولقد وضح في قوله تعالى” لله ملك السماوات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير”.
القدرة على الإنجاب بعد سن الثلاثين
في أي عمر تستطيع المرأة الإنجاب؟
المرأة قادرة على الإنجاب ابتداءً من السن البلوغ وحتى عدة أشهر قبل انقطاع الدورة الشهرية.
وذلك راجع إلى إمكانية إنتاج البويضات داخل الرحم.
أما في حالة وجود حيوان منوي قادر على تخصيب البويضة فان هذه البويضة تمر عبر قناة المبيضين وتستقر في الرحم بعد تخصيبها، إثر التقاءها بالحيوان المنوي،
أكدت دراسة قام بها المتخصصون في النساء والتوليد وحالات العقم، أن:
السن التي تكون فيه المرأة أكثر قابلية للإنجاب، هو بين سن العشرين، حين يكتمل نمو جسمها،
و بين سن 30 أو 35 من عمرها.
وتبدأ القدرة على الإنجاب في التناقص مع تقدم العمر ابتداء من السن الخامسة والثلاثين عند المرأة.
كما تزداد المشاكل التي يمكن أن يتسبب فيها الحمل على مستوى صحة المرأة،
بالإضافة إلى المشاكل التي يمكن أن يزداد بها الجنين.
وتبدأ نسبة الإنجاب في التقلص ابتداءً من سن الأربعين عند المرأة ويمكننا ترتيب المراحل التي يمكن أن تنجب فيها المرأة بطريقة سليمة حسب الترتيب التالي.
المرحلة الأولى وهي مرحلة العشرينات
ينصح بالإنجاب في المرحلة ابتداء من العشرينات وحتى الخامس والعشرين من عمر المرأة،
وتعتبر هذه المرحلة أهم مرحلة في الحياة الجنسية للمرأة،
حيث يكتمل نمو كل العناصر المساعدة على احتضان الجنين داخل الرحم،
ويكون إفراز الهرمونات الأنثوية في أوجه، كما أن جسم المرأة يكون قادر على تحمل الولادة والاعتناء بالجنين والطفل بعد الولادة.
ويتميز المبيضين في هذه المرحلة بالعمل بشكل ممتاز عند المرأة، ويمكن في هذه الفترة العمرية للمرأة أن تتحمل أعراض الحمل التي يمكن أن تنهك جسمها إذا كانت أكبر عمراً،
كما أن مرحلة الشباب عند المرأة تمنحها الطاقة وتمكن الجنين من الاستفادة من العناصر الهامة المتواجدة في جسمها بوفرة،
مثل المعادن والكالسيوم كما أن عضلات المرأة تكون قادرة على تحمل الولادة وتربية الأطفال،
كما تزداد نسبة الولادة الطبيعية في هذه المرحلة العمرية وتتناقص نسبة الولادات المتعسرة.
لأن عضلات البطن والحوض تكون قوية هذه المرحلة العمرية عند المرأة، وتسمح للمرأة بالولادة الطبيعية بكل سهولة.
كما أكد الخبراء أن سن الثلاثينات عند المرأة، تكون فرصة الحمل جيدة،
وذلك بسبب نسبة الخصوبة المرتفعة والإنتاج المرتفع للبويضات من طرف المبيضين،
أما بعد سن الخامسة و الثلاثين، فتتناقص احتمالية الحمل والولادة لدى المرأة بنسبة الثلث،
وذلك بسبب تناقص إنتاج البويضات، الشيء الذي يجعل فرصة الحمل والإنجاب من طرف المرأة التي يتعدى عمرها 35 يتناقص.
كما تتزايد فرصة حدوث الإجهاض أو الولادات المتعسرة عند المرأة بعد سن الخامسة والثلاثين.
كما يؤكد الخبراء أيضاً أن إنجاب الأطفال في هذا السن يشكل خطراً على الأم و الجنين.
حيث يمكن أن ينجب الأطفال قبل موعد الولادة، أو بتشوهات جسدية، ويرجع ذلك إلى تقدم سن المرأة الحامل وإلى عدم انتظام الهرمونات في جسمها .
الإنجاب بعد سن الأربعين
تثبت الدراسات في مجال الحمل والتوليد أن بإمكان المرأة التي تخطت الأربعين والتي لا تزال تحيض أن يحصل معها الحمل بشكل طبيعي،
رغم أن هذا الحمل يكون في غالب الأحيان نادر الحصول في هذا السن.
ويمكن أن تتعرض المرأة الحامل في هذا السن لعدة مشاكل بسبب الحمل، ومنها:
- ارتفاع ضغط الدم.
- مرض سكري الحمل.
- كما يمكن أن تصيبها أمراض أخرى بسبب الحمل مثل نقص الكالسيوم الذي يسبب مشاكل في الأسنان وفي العظام.
- كما يمكن أن تصيبها عدة أمراض في المعدة والأمعاء.
وتزداد قابلية الإجهاض في هذا السن لعدم توفر جسم المرأة على القوة اللازمة لاحتضان الجنين في هذا العمر المتقدم،
أما إذا وصلت المرأة الحامل في سن الأربعينات إلى مرحلة الولادة فتكون نسبة الولادة الطبيعية قليلة جداً،
وغالباً ما تكون ولادات متعسرة، أو اللجوء إلى عمليات جراحية للولادة،
وذلك بسبب الضعف على مستوى عضلات الحوض وعضلات المعدة، التي لا تساعد المرأة فوق سن الأربعين على الولادة الطبيعية .
كما يمكن أن تسبب الولادة المتعسرة في هذا السن بالنسبة للمرأة أخطار عديدة يمكن أن تصل إلى الضرر بصحتها الشخصية أو بحياة الجنين.
أما في مرحلة ما بعد الولادة، فإن الأم فوق سن الأربعين تكون جداً منهكة سواء كانت ولادة طبيعية أو ولادة بعملية جراحية،
لأن سنها لا يكون صغيراً وجسمها لا يكون قادراً على تخطي هذه المرحلة بسهولة.
القدرة على الإنجاب في سن الخمسين
نادراً ما نسمع عن حمل امرأة تعدت سن الخمسين.
ويمكن حصول ذلك إذا كانت المرأة لا تزال عندها دورة شهرية منتظمة.
كما أن المرأة التي تعدت الخمسين سنة ولازالت عندها دورة شهرية ليس بالضرورة يحدث عندها تبويض، أو إباضة أو إنتاج البويضات على مستوى الرحم.
تعد الإباضة عند المرأة ضرورية جداً للحمل وتكوين الجنين، فالجنين عبارة عن بويضة مخصبة بحيوان منوي.
كما أن المرأة التي لازالت عندها الدورة الشهرية منتظمة أو غير منتظمة معرضة لحدوث حمل في أي وقت، إذا كانت لا تستخدم موانع الحمل.
أما سن اليأس فيختلف عمره من امرأة إلى أخرى، وذلك راجع إلى الجينات وإلى السن الذي حدث فيه البلوغ.
فإذا كان البلوغ حدث في سن مبكر جداً، مثل سن التاسعة أو العاشرة،
فإن سن اليأس يكون مبكرا في حوالي 45 سنة،
بينما إذا كان البلوغ حدث ابتداءً من سن الثالثة عشر عند المرأة فإن سن اليأس قد يصبح فوق الخمسين،
مخاطر حدوث الحمل بعد سن الخمسين
يتدخل عامل الوراثة في لعب دور مهم في حدوث الحمل في سن متأخرة.
فإذا حصل حمل مثلاً عند الأم في سن متأخر، فإن إمكانية أن تنجب ابنتها في سن متأخر تكون جداً مرتفعة،
غير نسبة الإجهاض تكون مرتفعة جداً إذا حدث الحمل في سن الخمسين، أو ما بعد سن الخمسين من رجل في نفس عمرها،
أي في سن الخمسين، فهناك عدة مخاطر في هذا السن.
بالنسبة للزوج يمكن أن تعاني الحيوانات المنوية من الشيخوخة أي احتمال عدم تكوين الحيوانات المنوية أو البطء في الحركة أو عدم الحركة أيضاً.
كما أن نسبة ازدياد أطفال بإعاقات أو بأمراض أو بمشاكل صحية، عند الحمل في سن فوق الخمسين بالنسبة للمرأة يكون مرتفعاً.
أما إذا حدث إجهاض للمرأة فوق سن الخمسين، فهذا قد يسبب في نزيف حاد ، قد يؤدي إلى استئصال الرحم أو استئصال المبيضين.
و قد يؤدي الحمل في ما فوق الخمسين بالنسبة للمرأة إلى الإصابة بمرض سكري الحمل، الذي قد يتحول إلى مرض السكري المزمن بعد ذلك.
لذا فمن الضروري تجنب الحمل فوق سن الخمسين، إذا كان الزوجان قد رزقا من قبل بأطفال.
بالنسبة للزوجة وللزوج و ذلك تفاديا لما ذكرناه سابقا من أخطار، قد يتعرض لها كل من الزوجة أو الجنين.
كما يستحسن الإنجاب في السنوات الأولى من الزواج إذا كان ذلك ممكناً،
والتوقف عن الإنجاب فوق سن الخامسة والثلاثون بالنسبة للزوجة، وذلك حفاظا على صحتها وصحة المولود.
في حال حدوث حمل، ما الإجراءات الواجب اتخاذها؟
بالنسبة للمرأة التي يحدث معها حمل في سن يقارب الخمسين، فعليها أن تخضع لمراقبة أسبوعية من طرف طبيب متخصص،
لمعرفة الحالة الصحية للجنين بدقة أثناء فترة الحمل.
وذلك لتفادي الأمراض التي قد تصيب المرأة في هذه المرحلة العمرية أثناء الحمل.
كما يجب عمل التحاليل الضرورية للجنين في هذه المرحلة لمعرفة هل هو سليم أم مصاب ببعض الأمراض والتشوهات التي قد تظهرها التحاليل المخبرية.
كما يجب أن تستخدم المرأة في سن الخمسين وسائل منع حمل مناسبة لعمرها، وملائمة لصحتها،
لمنع الحمل في هذه السن وذلك لتفادي كل الأخطار التي قد تنجم عن الحمل في سن متأخر.