كيف نختار الأشخاص الجديرين بالثقة؟ ما هي الثقة؟ الثقة هي شعور و احتياج
نفسي طبيعي عند كل انسان عاقل،
و للثقة معايير متعددة و مستويات تم استنتاجها عن طريق دراسات متعددة
في علم النفس و الاجتماع.
و الثقة تنقسم إلى نوعين،
الثقة بالنفس، و الثقة بالآخرين.
الثقة بالنفس
هي تقدير النفس و الوثوق بالمقدرة على مواجهة تحديات الحياة و احترام الذات،
و هي من بين الدوافع الأساسية للنجاح في الحياة .
الثقة بالأخرين
الثقة بالأخرين هي شعور بالاحتواء من قبل الأشخاص المحيطين، سواء الأقارب أو الأصدقاء ،
و تمنح الثقة بالأخرين الارتياح النفسي. و في هذا المقال سوف نتكلم بالتفصيل عن الثقة بالأخرين.
تعريف الثقة بالأخرين
الثقة بالأخرين هي علاقة نفسية تربط الشخص بمجموعة من الأشخاص المحيطين به، و هي ما يوثق العلاقة بين الأشخاص، فليس هناك علاقة غير مبنية على الثقة.
و الثقة بالآخرين هي حسن الظن بالأخرين و مدى قدرتهم على مساندتك و الوقوف بجانبك في الشدة و الرخاء.
وتقوم على عدم الحكم على الأشخاص بتسرع و الصبر لمعرفة نواياهم الحسنة، فالثقة لا تأتي بمحض الصدفة، بل تبنى بين الأشخاص على مر الزمان إثر ما يواجهون من تحديات و صعوبات في الحياة.
و تمكن الثقة من كسر الحواجز النفسية بين الأشخاص، و قدرتهم على البوح بالأسرار لبعضهم و الاتكال على بعضهم البعض في أمور حتمية و مصيرية.
و لا يعني منح الثقة لشخص، أن نثق في كل أقواله و أفعاله فهذا النوع من الثقة يسمى الثقة العمياء، و غالباً ما يؤدي بصاحبه إلى التهلكة.
فليس كل من كان صادقا معنا من خلال موقف أو مجموعة من المواقف يمكن ان نأتمنه على أسرارنا و ممتلكاتنا،
فمن الضروري الإبقاء على مساحة من الحذر في التعامل حتى مع أقرب الأشخاص، و يجب التقليل من سقف التوقعات لتجنب الصدمات حتى من أصدق الناس.
و هذا لا يعني أن نفقد الثقة في الأخرين و نتعامل معهم بطريقة سطحية مليئة بالشك،
بل بالعكس يجب أن نثق بالأشخاص الذين هم جديرين بذلك،
مع الحذر في التعامل مع كافة الأشخاص
و عدم التسليم بصحة كل ما يقال من أحاديث و تضحيات.
كيف نختار الأشخاص الجديرين بالثقة؟
ليس من السهل معرفة الأشخاص الذي يجدر أن نمنحهم ثقتنا،
و لمعرفة ذلك يجب علينا خوض التجربة لمعرفة هل الشخص الذي تم اختياره هل هو فعلا شخص أهل بإعطائه الثقة أم لا؟
فلقد جاء على لسان إرنست همنغواي المؤلف و عالم الاجتماع القول التالي عن الثقة:
“إن أفضل طريقة لمعرفة إذا كان يمكنك الوثوق بشخص ما هي الثقة به “.
غير أننا يجب أن نكون حذرين ما دمنا لم نعرف بعد أبعاد شخصية الإنسان الذي نمنحه الثقة،
إلى أن يتبين صدقه و أمانته عن طريق التجربة.
و لاختيار الأشخاص الجديرين بالثقة، يجب أولاً الابتعاد عن من هم لا يأبهون بمشاعر الأخرين و يهتمون فقط لمصالحهم .
وهناك أيضاً نوع آخر من الأشخاص الذين يستغلون نقط ضعفنا لمصالحهم الشخصية،
و يجعلوننا نعرف عنهم القليل فقط من المعلومات،
بينما هم يركزون على كل صغيرة و كبيرة في حياتنا الشخصية و يقولون فقط الأحاديث و الآراء التي تسعدنا،
و بذلك يكتسبون ثقتنا دون عناء.
وهذا النوع من الأشخاص غالبا ما يستغل هذه الثقة لقضاء مصالحه الشخصية و الاستغلال إلى أقصى حد.
هناك أيضا أشخاص مقنعون جداً في أحاديثهم و آرائهم و غالباً ما يثيرون إعجابنا،
و غالباً ما يظهرون بكاريزما و شخصية قوية مبهرة تجعل كل من حولهم يثق بهم،
و هم الصنف من الناس الذين غالباً ما يكونون ناجحين، و يجعلون حولهم هالة يتهافت الأشخاص من حولهم إلى التقرب لهم و منحهم ثقة عمياء للتصرف معهم دون حواجز،
غالباً ما يلعب هذا النوع من الأشخاص دور المسيطر و الأمر الناهي في كل من حولهم و يستغلونهم لقضاء مصالحهم الشخصية،
دون أن يأبهون بمشاعرهم أو مستقبلهم.
و هذا النوع من الأشخاص يجب الابتعاد عنه و عدم منحه الثقة لأنه غالبا ما يستغلها للسيطرة و التحكم و ليس للمساندة .
اعتماد المنطق في اختيار الأشخاص الذي نثق بهم
البحث عن أشخاص نثق بهم شعور لا إرادي يراودنا دون أن نتمكن من التحكم به، و ذلك لأن أي شخص يبحث عن الأمان من خلال أشخاص يثق بهم و يحكي لهم عن ما يجول بخاطره. سوآءا للاستشارة و للتخفيف الضغط النفسي، لذا من الضروري اختيار الأشخاص الجديرين بالثقة للبوح لهم بأسرارنا .
و هناك نوعان من الأشخاص في منح الثقة بالآخرين.
النوع الأول من الأشخاص، الذي يعطي ثقته للآخرين بطريقة سهلة دون سابق معرفة و يتصرف بحسن نية، و ينتظر التعامل بالمثل من جميع الأشخاص المحيطين به، و غالبا ما يصاب هذا النوع من الأشخاص بخيبات أمل متكررة دون أن يتعلموا من أخطائهم .
و هناك نوع ثان من الأشخاص الذي يمنح ثقة بسيطة للأشخاص المحيطين به،
و ينفرد بالاعتماد على نفسه و الاحتفاظ بأسراره دون أن يشاركها مع أحد.
ومن المريح جدا للنفسية الإنسان أن يتشارك أفكاره و أسراره مع أشخاص جديرين بالثقة للتخفيف عبئ الحياة عنه و للزيادة الراحة النفسية.
من هو الشخص الجدير بالثقة؟
الشخص الجدير بالثقة، هو الشخص الذي أثبت على مر الأيام و السنوات أنه شخص كتوم يحتفظ بالأسرار،
و يساند من حوله في وقت الشدة دون أن يطلب أحد ذلك،
وهو شخص معروف بأنه شخص أمين و مخلص و من الصعب أن يخون ثقتنا.
و الأشخاص الجديرين بالثقة يتميزون بالصدق، و لا يظهرون العداء و الخبث في التصرف مع من حولهم.
ولبناء علاقة ثقة مع شخص ما، كما ذكرنا سابقاً من الضروري اختبار مدى مصداقية هذا الشخص عن طريق التجربة.
فاذا أطلعنا شخص ما على عدة أسرار و معلومات شخصية و أثبت أنه جدير بالحفاظ عليها فإن هذا الشخص جدير بالثقة.
و يمكن أن نلخص صفات الأشخاص الجديرين بالثقة في النقاط التالية:
- هم أولئك الأشخاص الذين يخطرون ببالنا حين التعرض للمواقف التي تتطلب وجود أشخاص يساندوننا.
- الأشخاص الجديرين بالثقة هم الأشخاص الأصدق و الأمناء على أسرارنا، و ذلك من خلال تجاربنا السابقة معهم.
- الأشخاص الذين يفهمون شخصيتنا و يستمعون لشكوانا دون مقاطعة.
أما الاشخاص غير الجديرين بالثقة فهم .
- الأشخاص الذين غالباً ما نكتشف أن معظم أحاديثهم كذب و تزوير للواقع.
- و الأشخاص الذي تصرفاتهم عكس تماما ما يشعرون به اتجاهنا، و يمكن كشف ذلك بعدم الشعور بالارتياح اتجاههم.
- الأشخاص الذين سبق لهم أن خانوا الأمانة أو ثقة أشخاص قبل ذلك، و قد ينكشف ذلك من خلال أحاديثهم أو تاريخ تصرفاتهم مع الأشخاص المحيطين بهم.
- التحدث بعدم احترام و كشف أسرار أشخاص اخرين أمام الجميع، هي صفة من صفاة الأشخاص الذي يجب ان نبتعد عنهم فورا و نتجنب أية علاقة معهم.