أسباب تعاطي المخدرات والإدمان عليها
تعد مشكلة تعاطي المخدرات من أكثر المشاكل انتشاراً حول العالم و أخطرها،
حيث عانت العديد من الدول من انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات بين فئة الشباب و الفئات الأخرى
وما تبعها من نتائج سلبية تؤثر على المجتمع ككل،
و لكن مع كل الحلول التي تم العمل عليها للتقليل من تعاطي المخدرات لم تصل الدول
إلى حل جذري يقضي على المشكلة.
لمحة حول تعاطي المخدرات
مشكلة تعاطي المخدرات تعني الإدمان على نوع معين من المواد المخدرة لفترة طويلة
و بشكل متتابع دون انقطاع،
حيث لا يبدأ هذا النوع من الإدمان بتناول جرعات عالية من المادة المخدرة بل يبدأ الشخص بتناول جرعات
منخفضة و من ثم يتابع الجرعات الأعلى من المادة المخدرة،
وهذا يأتي نتيجة ردة فعل من الجسم الذي يطلب المزيد من المادة المخدرة وهنا نكون
قد وصلنا لمرحلة الإدمان ويبدأ الخطر.
ما هي أنواع المواد المخدرة المسببة لمشكلة تعاطي المخدرات:
توجد العديد من أنواع المواد المخدرة التي تجعل الشخص غير مسيطر على نفسه و لا يستطيع كبح
رغبته في الحصول على هذه المادة و المواصلة على تناولها،
من أبرز هذه المواد و أكثرها شيوعاً:
- نبات الماريجوانا الذي يعد من أخطر المواد المخدرة و أكثرها تأثيراً على الشخص.
- مادة الأفيون و هي مادة تعتبر الأساس الصنعي للعديد من المواد المخدرة الأخرى.
- الهيروين.
- الكيتامين.
- الكوكائين و الأمفيتامين.
هذه المواد و غيرها من المواد المخدرة شكلت خطر حقيقي على المجتمعات في كل الدول فنادراً ما نجد دولة
خالية من الإحصائيات السنوية الحاوية على زيادة في نسبة الأشخاص المدمنين.
ما هي الآثار الناتجة عن تعاطي المخدرات؟
المشكلة الأكبر عند الأشخاص المدمنين تكمن في الآثار التي تخلفها المواد المخدرة و مدى
تأثيرها على جسم الشخص المدمن،
من المهم ذكره أن الآثار الناتجة عن المواد المخدرة تكون أسوأ كلما كانت جرعة المادة المخدرة أكبر
و كلما كان تكرار تناول المادة المخدرة أكبر، من أهم هذه الآثار و أكثرها شيوعاً:
- يؤدي تناول المواد المخدرة و الإدمان عليها لدخول الشخص في حالة شبيهة لفقدان الوعي حيث
- لا يتمكن من السيطرة على نفسة و على أفعاله.
- كذلك يحدث عند المريض أعراض مشابهة لفقدان الذاكرة فلا يستطيع تذكر أشياء معينة ولا يستطيع
- التركيز فيما يحدث حوله أو التركيز بما يتكلمه بشكل جيد.
- يحدث عند الشخص المدمن تغير في لون العينين حيث يميل للون الأحمر وهذه تعتبر من أكثر
- العلامات التي تدل على أن الشخص يتعاطى المواد المخدرة.
- و أيضاً تؤثر المواد المخدرة على صحة القلب والشرايين فهي تؤدي لزيادة معدل ضربات القلب
- وحدوث ارتفاع في ضغط الدم.
- الشعور بحالة من الارتياح و الاسترخاء لا مثيل لها مما يمنح الشخص الذي يتناول المخدرات
- شعوراً بالفرح و السعادة المطلقة.
كل هذه الآثار والأعراض تزداد كلما تناول الشخص لكميات زائدة من المادة المخدرة و كلما تناول هذه المواد بشكل متكرر.
ما الأسباب المؤدية لحدوث ظاهرة تعاطي المخدرات؟
يوجد العديد من الأسباب التي تؤدي لجعل الشخص راغب بالإدمان أو تعاطي المخدرات و ربما قد يكون الشخص غير راغب بتناول المواد المخدرة،
ولكن قد يكون للوسط المحيط تأثير واضح في شخصيته لجعلها قابلة للتعود على تناول هذه المواد،
من أكثر الأسباب المسببة لظاهرة تعاطي المخدرات:
- الحالة النفسية للشخص تعتبر من أكثر الأسباب شيوعاً لتعاطي المخدرات فغالباً ما يلجأ الشخص الذي يعاني من أوضاع نفسية صعبة للمواد المخدرة وغيرها وذلك للهروب من الواقع و العيش في سعادة مزيفة ناتجة عن تناول المادة المخدرة.
- يتأثر بعض الأشخاص بالمحيط فمثلاً قد يكون الشخص لايعاني من أي مشاكل نفسية أو ضغوط نفسية ولكن أحد الأشخاص من محيطه شجعه على تناول المادة المخدرة بأسلوب معين و من هنا تبدأ المشكلة فبعد تناوله المادة لأول مرة سيطلب جسمه تكرار المادة في وقت لاحق.
- بعض الحوادث قد تغير من مصير الشخص مثل فقدان أحد الأشخاص المقربين قد يولد شعور عند الشخص بمحاولة تجربة أي شيء ينسيه و يخرجه من حالته النفسية السيئة.
- أكثر الأمور التي تجعل الأشخاص يقومون بتجربة تناول المادة المخدرة دون تردد هو الجهل وعدم معرفة ما قد يتراكم من آثار سيئة على صحة أجسامهم و على حياتهم كلها بعد تناولهم لهذه المواد.
ما هي الأساليب و النصائح المتبعة للوقاية من خطر تعاطي المخدرات؟
يوجد العديد من الأساليب و الطرق و النصائح التي يمكن اتباعها في سبيل تقليل أعداد الأشخاص ممن لديهم قابلية للوقوع في مشكلة تعاطي المخدرات،
من أهم هذه الأساليب و الطرق:
- رفع مستوى الوعي و نشر الثقافة الصحية وذلك لتوعية الأشخاص حول مخاطر المواد المخدرة و ما لها من آثار سلبية قد تكون مدمرة لحياة الشخص.
- الاهتمام بالصحة النفسية و عدم إهمالها فالوضع النفسي يعد من أكثر الأمور أهمية لحماية الشخص من خطر الخضوع لرغبة تناول المادة المخدرة والإدمان عليها.
- يجب الانتباه لخطورة التناول العشوائي للمهدئات ومضادات الاكتئاب عند الوقوع في أي مشكلة فهذا يعد من الأخطاء الشائعة التي تجعل الشخص مدمناً لهذه الأدوية المهدئة و قد يصبح الوضع كارثي و غير مسيطر عليه.
- الكثير من الشباب قد يكونوا عرضة لتناول المواد المخدرة و الإدمان عليها وهذا قد يكون من تأثير الأشخاص المحيطين، وهذا ما يؤكد أهمية اهتمام الوالدين بالأبناء و الانتباه للأشخاص المحيطين بأبنائهم.
- إقامة الندوات و الفعاليات بشكل متكرر و مستمر لتقديم نشرات التوعية حول مشكلة تعاطي المخدرات و آثارها و كيفية التخلص منها.
كيفية علاج مشكلة تعاطي المخدرات
يعد علاج مشكلة تعاطي المخدرات من أكثر المشاكل التي شكلت تحدياً عبر الزمن،
وذلك لما يعانيه المختصين من صعوبة التعامل مع هذا النوع من المرضى و صعوبة المريض في تقبل العلاج.
تم العمل على العديد من الحلول المقترحة لعلاج مشكلة تعاطي المخدرات ومساعدة الأشخاص في التخلص من هذا الكابوس الذي يدمر حياتهم،
من ضمن طرق العلاج:
- محاولة التخلص من تعاطي المادة المخدرة و ذلك من خلال تقديم المساعدة والتشجيع للشخص المتعاطي من قبل المحيطين به من الأهل و الأطباء و المراكز الصحية المختلفة.
- الاهتمام بالدعم النفسي الذي يمكن أن يحسن من وضع الشخص نحو الأفضل و خصوصاً إذا كان تقديم الدعم النفسي مبني على أسس علمية مقدمة من قبل أخصائي خبير.
- إدخال الشخص الذي يتعاطى المواد المخدرة في المجتمع ضمن مجالات مختلفة منها العمل و التعلم وذلك بعد الإقلاع عن تعاطي المخدرات، حيث أثبتت العديد من الدراسات أهمية انخراط الشخص في المجتمع بمجال معين لكي تنخفض نسبة عودته لتعاطي المواد المخدرة.
أخيراً، مشكلة تعاطي المخدرات تعد من أكثر المشاكل التي يجب الاهتمام بها لما تحمله من خطورة على الشخص الذي يتعاطى المخدرات و على المجتمع حوله.
و يجب الاهتمام بتثقيف الأشخاص لخطر المواد المخدرة و ما لها من آثار سلبية مؤذية ومدمرة.