علاج الإدمان بالمنزل و الخطر المحتمل
أصبحت نسبة الإقبال على تعاطي المخدرات نسبة كبيرة، وخاصة بعد سهولة الحصول عليها خاصة بين فئات المراهقين والشباب،
لكن لاشك أن هناك العديد من الأفراد الذين أصابهم الوباء قد أفاقوا من وهم المخدرات ودخلوا في مرحلة الرشد والرغبة بالتخلص منها والعودة إلى حياتهم الطبيعية.
لذلك يبدأون بالبحث عن طرق العلاج والأماكن التي يجب التوجه إليها،
ولكن السؤال الذي يحتاجون الإجابة عليه هل من الممكن تلقي علاج الإدمان في المنزل ؟
في هذا المقال سوف نتطرق إلى الإجابة عن هذا السؤال باستخدام أسلوب الإقناع والطرق العلمية فابقوا معنا .
هل علاج الإدمان في المنزل هو أمر ضروري أم هو أمر ترفيهي ؟
يعد دخول المدمن إلى المستشفيات والمصحات الخاصة بعلاج الإدمان من الأمور الأساسية والهامة،
لأنه سوف يسير وفق خطة علاجية متكاملة وهذه الخطة تتم تحت إشراف متخصصين بالطب والعلاج النفسي وهم على دراية وعلم بكل حالة.
بالرغم من اختلاف الحالات تبعاً لمدة التعاطي والمرحلة التي وصل إليها المدمن وكذلك لنوع المخدر والفئة العمرية لكل مدمن،
فعلاج شخص مدمن منذ فترة قصيرة ليست مساوية لعلاج مدمن منذ زمن طويل فهناك اختلاف في مضمون وطريقة العلاج .
هل يوجد أسباب تستدعي عدم معالجة المدمن في المنزل ؟
هناك سبع حالات تستوجب عدم تلقي المدمن علاجه في المنزل وهي ما يلي :
- تعد مشكلة الإدمان من أكبر المشاكل التي تواجه الأسرة وقد يسبب انشغال الأسرةوالأبوين وعن ولدهما عدم تركيزهم في تماثل الابن للشفاء .
- ضرورة وجود مجموعة من المتخصصين من الأطباء والمرشدين النفسيين لمتابعة المدمن وتطبيق البرنامج العلاجي،
فمن الصعب على الوالدين تطبيق تفاصيل العلاج كما لو كان المريض داخل المشفى .
- يعد البيت من الأماكن التي يصعب السيطرة عليها فقد يستطيع المدمن الحصول على الجرعات التي يحتاجها بطريقة ما
وهذا الأمر يسبب إرجاع المدمن إلى وضعه السابق وانتكاسه ويصبح من الصعب الوصول إلى العلاج الفعلي .
- من الأمور التي تجعل علاج الإدمان في المنزل صعباً وصول المريض إلى درجة الأعراض الانسحابية فقد يصل المدمن إلى حالة القيء والغضب والصداع المستمر.
وهذا يجعله يلجأ إلى الأفعال العدوانية على سبيل المثال تكسير الأثاث في المنزل و التعدي بالضرب على أحد أفراد الأسرة
وبالتالي سوف تسوء أمور الأسرة وتشعر بالعناء والإحراج أمام الجيران أو المنطقة التي يسكنون فيها،
لذلك دخوله إلى المشفى يوفر لهم هذا المعاناة فلا يوجد أسرة ترغب في افتضاح حالة ابنها .
- يفضل عدم علاج المدمن بالمنزل لارتباط ذهن المدمن بأجواء المنزل التي ساعدته على الإدمان،
فلابد من وجود ذكريات سلبية يحملها المدمن في عقله أثناء إدمانه في المنزل في أثناء تناوله جرعاته حيث تساعد هذه الذكريات على تشجيعه العودة إلى الإدمان .
- تعد مرحلة الاستشارات النفسية أحد الخطوات الهامة التي تتم في أثناء علاج المدمن،
حيث يجلس المدمن في هذه المرحلة مع الطبيب النفسي إما بشكل فردي أو مع مجموعة من المتعافين من الإدمان ليقومون بتشجيعه والتخفيف عنه وتوجيهه في رحلة العلاج وهذا يساعد المدمن للوصول إلى أفضل نتيجة بوقت أقل .
وهنا نود أن نطرح سؤالاً، كيف سوف تتمكن الأسرة من حل مشكلة الاستشاري النفسي؟ وكيف سوف تستطيع التعامل مع الأعراض الانسحابية التي تصيب المدمن ؟
لذلك نجد فكرة علاج المدمن في المنزل هي فكرة غير صائبة وذلك لأسباب السابقة التي تم ذكرها .
ولكن في نفس الوقت وجدت بعض الأسر حل لهذه المشاكل عن طريق طلب المساعدة من مؤسسات خاص ترسل فريقها الطبي إلى المنزل والتي تساعد الأسرة على توفير أجواء مناسبة لعلاج المدمن في البيت هنا في هذه الحالة يصبح العلاج في البيت أمر صحيح وصائب.
كيف يتم علاج الإدمان في المنزل ؟
عند اتخاذ القرار بعلاج المدمن في المنزل وتجاوز نصائح المتخصصين والأطباء بصعوبة تحقيق النتائج المطلوبة وكذلك خطورة التعرض لأعراض جانبية يجب اتباع المراحل التالية في أثناء العلاج وهي :
- التواصل مع أحد المؤسسات و المصحات المتخصصة لعلاج الإدمان .
- يجب وضع برنامج علاجي خاص بالمنزل يناسب حالة المدمن الصحية وكذلك نوع المخدر الذي يتناوله.
- تحديد كورس دوائي مناسب يساعد على تحقيق الهدف المطلوب وكذلك علاج الأعراض الانسحابية .
- طلب المساعدة من الأطباء النفسيين لتلقي علاج نفسي يساعد التخلص من الأفكار الإدمانية وكذلك السلوكيات المتعلقة بالإدمان.
ما هو الأفضل العلاج في مراكز متخصصة أم علاج الإدمان في المنزل ؟
يعتبر العلاج في المؤسسات والمراكز هو الأفضل من العلاج في المنزل وذلك لأسباب عدة :
- يوفر المركز بيئة صحية وآمنة .
- يخضع المدمن إلى مراقبة مستمرة .
- توفير بيئة تدعم المدمن وتشجعه على التعافي .
- التحكم بأعراض الانسحاب الخطيرة عن طريق أطباء متخصصين .
في حين يتم اختيار علاج الإدمان في البيت لأسباب عديدة منها :
- يعد علاج الإدمان في المنزل خياراً جيدأً من ناحية التكلفة حيث تصل تكلفة بعض المراكز لمدة عام كامل حوالي 38000 دولار.
- قد تكون فكرة العلاج من الإدمان في البيت من الخيارات الأفضل إذا كان المدمن لا يعاني من إدمان شديد .
- رحلة التعافي الطويلة تجد أن الخيار في المنزل علاج فعال لمواصلة العلاج .
ماهي الأدوية المناسبة لعلاج المدمن في البيت ؟
هناك العديد من الأدوية التي تستخدم في علاج المدمن في المنزل ولكن يفضل استخدامها تحت إشراف الفريق الطبي لكي لا يفقد المدمن السيطرة ويتحول العلاج إلى إدمان بديل :
دواء نالتركسون:
يستخدم هذا الدواء في علاج الإدمان وذلك لتقليل تأثير بعض مراكز المخ التي تتحكم في رغبة المدمن القوية في تناول المواد الأفيونية، لكنه لا يخلو من المخاطر فهو ليس علاج آمن لجميع المرضى، وذلك لأنه يخلق للمدمن حالة بديلة من السعادة واللذة وهذا يجعل الأمر خطيراً عند تناول جرعة زائدة.
دواء تربتزول:
يتم استخدامه كمضاد للاكتئاب كما يعمل على تهدئة أعراض انسحاب المواد المخدرة من جسم المدمن كما يساعد على استعادة التوازن النفسي للمريض.
دواء ريفوتريل:
يعد من أهم عقاقير علاج الإدمان فهو يساهم في تخفيف أعراض الهلع عند انسحاب المخدرات من الجسم،
كما يساعد المدمن على الشعور بالهدوء والراحة لكن يفضل استخدامه لفترة وجيزة .
دواء سيركويل:
يستخدم في علاج حالة الفصام عند المدمن كما يعمل على تخفيف حدة نوبات الاكتئاب لكنه لا يعطي المدمن شعور الاسترخاء .
دواء بوبروبيون:
يمر بعض المدمنين في أثناء العلاج بنوبات قلق واكتئاب خلال فترة سحب السموم من جسدهم لذلك يستخدم بوبروبيون في تهدئتهم عندما يمرون في هذه المرحلة وهذا يساعد في تخفيف رغبتهم في تعاطي المخدرات.
دواء ديسلفرام:
يعد من أهم الأدوية المستخدمة في علاج الإدمان على الكحول في المنزل عن طريق تثبيط رغبة المدمن من تعاطي الكحول فهو يشعر المدمن بالرغبة بالتقيؤ والغثيان عند تناول الكحول، كما يعمل على تقليل نسبة الانتكاس.
برنامج علاج الإدمان في المنزل هو من أحد أنواع برامج علاج الإدمان الجيدة التي تتناسب مع بعض الأشخاص وتعمل على مساعدتهم على تحقيق العملية بطريقة طبية متخصصة وبدون ألم وكذلك دون التعرض لمضاعفات صحية خطيرة لذلك يجب عدم التردد في التواصل مع متخصصين للمساعدة في تلقي العلاج بالمنزل.