مرحلة المراهقة و ميزاتها

مرحلة المراهقة و ميزاتها

مرحلة المراهقة و ميزاتها: تعتبر المراهقة مرحلة عمرية مهمة جداً في حياة كل شخص، و هناك الكثير من النظريات التي تعتبر أن ما يمر به الإنسان في المراهقة هو الذي يحدد شخصيته و نمط حياته ونظرته للحياة فيما بعد.

و تختلف تظاهرات هذه المرحلة من شخص لآخر، و هناك بعض المجتمعات التي تعتبر أن المراهقة تبدأ من عمر الثامنة عشر،

و لكن حقيقةً المراهقة تبدأ من سن الحادي عشر، و نستطيع القول أنها تمتد حتى الثامنة عشر،

وفيما بعد الثامنة عشر يتوجب على الإنسان أن يصبح بالغاً و أكثر نضجاً و وعياً.

ما هي أهم الأفكار التي تميز عقل الإنسان في مرحلة المراهقة؟

يصبح الشخص في مرحلة المراهقة أكثر رغبةً في تعلم المزيد من الأشياء الجديدة،

و تتولد لديه الكثير من الأسئلة حول الحياة و المجتمع، و كما يصبح الإنسان أكثر انفتاحاً و رغبةً في تجربة و خوض أشياء جديدة في الحياة.

و قد تحدث هناك الكثير من التغيرات النفسية في حياة الشخص،

حيث قد يصبح المراهق أكثر اندفاعاً و أكثر عصبية،

و قد يكون أكثر انعزالاً أو على العكس قد يصبح اجتماعياً أكثر و يرغب في كسب المزيد من المعارف و الصداقات.

لا نستطيع وضع قالب موحد يتصرف على أساسه الشخص في مرحلة المراهقة،

فكل شخص تتظاهر لديه المرحلة بأفكار متفردة، و كل شخص تتملكه مشاعر مختلفة عن الشخص الآخر،

و ذلك نتيجةً لكثرة التغيرات التي تحدث في شخصية الفرد و أفكاره،

ليس هذا فقط بل تحدث لديه الكثير من التغيرات الجسدية، حيث يبدأ جسده بالنضج وصولاً إلى مرحلة البلوغ.

لماذا تتولد عند الناس الكثير من المخاوف حول مرحلة المراهقة؟

يعتقد الناس أن مرحلة المراهقة مرحلة خطيرة و يبدأ الأهل بالتفكير الزائد و الخوف على أطفالهم

و بالتالي يقومون بممارسة بعض من أنواع تقييد الحرية لهم خوفاً من وقوعهم في الأخطاء أو خوفاً من قيامهم ببعض العادات السيئة كالتدخين و شرب الكحول و المخدرات.

وفي الحقيقة هذه المخاوف لا بد لها أن تتولد في أفكار الأهل و ذلك لأن المراهق يكون قابلاً لتجربة كل الأمور رغبةً منه باكتشاف كل ما هو جديد،

و تجربة كل الأشياء لكي يتوصل إلى نتيجة حقيقية و تكوين حقيقي لرغباته الداخلية،

ولكن بعض النصائح و بعض الإرشادات قد تكون كافية لمنع المراهق من الدخول في أي مغامرة خطيرة.

ما هي أهم الأساليب الصحيحة التي ينبغي علينا اتباعها مع المراهقين؟

هناك بعض الإرشادات و التوجيهات التي يجب على الأهل اتباعها لكي يساعدوا أطفالهم في مرحلة المراهقة،

و لكي يقفوا إلى جانبهم و يكونوا على علم تام بكل ما يحدث معهم،

ولا يتوقف الأمر على الأهالي فقط بل يجب على المدرسة أيضاً أن تتعامل بطريقة صحيحة معهم.

و من هذه الأساليب :

  • الإبتعاد قدر الإمكان عن الاستخفاف بأفكار المراهق وما يخطر في باله،

بل على العكس يجب على الأم و الأب و كذلك المدرس في المدرسة أن يأخذ أفكار المراهق و ما يدور في ذهنه على محمل الجد و أن يناقشه به و يتوصل معه لنتيجة.

  • يجب على الأهل أن يقوموا بتقديم الأجوبة و التفسيرات لكل ما يخطر في بال المراهق من أسئلة،

و دون أن نقمعه أو نمنعه من تقديم المزيد من الأسئلة لأننا إذا لم نقدم له الإجابة فسوف يبحث عنها حكماً في مكان آخر، و هنا قد يحصل على إجابات خاطئة و لا يبقى تحت إشرافنا.

  • تجنبوا توبيخ أو الإساءة إلى أطفالكم في مرحلة المراهقة،

فهم في هذه المرحلة يمرون في حالة من اضطراب النفسية يجعلهم أكثر حساسية و أكثر تأثراً بما يحدث معهم،

بل على العكس ناقشهم و علمهم ما هي الأخطاء التي ارتكبوها و لماذا وقعوا فيها، و علمهم كيف يتصرفون بشكل أفضل في المرات القادمة.

  • تعتبر المطالعة عادة جيدة جداً للمراهقين،

كما أنها تساعدهم على تكوين شخصية كاملة و متميزة، و تملأ روحهم بالكثير من الأفكار الجيدة عن الحياة و الناس و الحب،

و تساعدهم على اتخاذ القرارات الصحيحة فهي تنمي فيهم الوعي و الإدراك،

لذلك عليك تشجيع أطفالك على مطالعة مختلف أنواع الكتب الثقافية و الروايات.

عليك أن تحاول ملئ وقت فراغ أطفالك في مرحلة المراهقة، عبر تعلم بعض الفنون المفيدة كالرسم و الموسيقى و النحت و غيرها.

يعتبر من الصواب أن تشارك أولادك في سن المراهقة بما يحبونه و ينجذبون له،

أي بمعنى آخر حاول أن تتماشى في بعض الأحيان مع أفكارهم،

مثلا قد يحبون السهر لحضور فيلم أو لعب ألعاب الكمبيوتر المتنوعة، فعليك مشاركتهم بذلك في بعض الأحيان.

  • شجع أولادك على حضور الندوات الثقافية و التعليمية و البرامج الثقافية المهمة

فهي مفيدة و لها دور كبير في توجيه شخصية الفرد نحو الأفضل بغض النظر إذا كان مراهقاً أو حتى في مرحلة البلوغ تعتبر ضرورية و مهمة بشكل دائم.

  • تعرف على الأصدقاء الذين يشاركون طفلك وقته،

و تقرب منهم أكثر لكي تعرف ما يدور في أذهانهم و ما يجمعهم،

وبالتالي سوف تدعم طفلك معنوياً أكثر و تجعله يتقرب منك أكثر كلما تقربت أنت من عالمه.

  • ابتعد عن ترهيب و تخويف الطفل في سن المراهقة من أي فكرة،

بل على العكس شجعه على أن يطرح عليك أي شيء يدور في رأسه أو يخبرك أي شيء يحدث معه دون أن يخاف منك، بمعنى آخر عليك أن تتعلم كيف تكون صديقاً لأولادك.

ما هي العادات السيئة التي قد يتعرض لها المراهق؟

قد يتعرض الأطفال في عمر المراهقة للكثير من الضغوط و يختلطون بالكثير من الناس الجدد،

بالتالي يجب أن نكون إلى جانبهم خوفاً من تعلقهم ببعض العادات السيئة مثل:

  • التدخين:

يعتبر التدخين عادة سيئة جداً و يجب أن نحاول منعهم من التعلق به بكثرة.

  • شرب الكحول:

حيث يجب أن يخضع هذا الأمر لرقابة تامة بسبب خطورته.

  • إدمان المخدرات:

و تعتبر من أخطر الأمور، حيث يقوم تجار المخدرات باستدراج المراهقين و جرهم نحو إدمان المخدرات بما يخدم مصالحهم.

  • ترك الدراسة

و التوجه نحو إضاعة الوقت بأشياء لا تخدم مصلحته و مستقبله أبداً.

  • مرافقة رفاق السوء الذين يكون لهم الدور الأكبر في أذية أطفالنا و توجيههم نحو طرق لا هدف منها و تؤدي إلى ضياع المراهق و انحرافه.

و هكذا يبقى للأهل الدور الأكبر في توجيه أطفالهم وتربيتهم بطريقة صحيحة،

وكذلك يجب علينا أن نكون إلى جانبهم و أن ندعمهم في مرحلة المراهقة فهي تتطلب منهم الكثير من العناء

و الكثير من التقلبات النفسية و الجسدية، حتى يمروا منها و يصلوا إلى مرحلة البلوغ بسلام

و بشخصية قوية محبة للحياة و منفتحة لكل ما هو جديد، و قادرة على ممارسة دورها الحقيقي في المجتمع.

تم النشر بتاريخ الخميس، 18 نوفمبر 2021
من نحن
سياسة الخصوصية
اتصل بنا
اتفاقية الاستخدام
جميع الحقوق محفوظة © كتابي 2021