ما هو الحب، أنواعه و أسبابه

ما هو الحب، أنواعه و أسبابه

خُلق الحب من اللحظة الأولى التي وُجد فيها الإنسان على الأرض، فالحب هو التجسيد لأرقى أفكار البشر وتفاعلهم مع بعضهم، وكذلك تفاعلهم مع خالقهم. للحب أشكال عديدة ومتنوعة، باختلاف علاقات البشر مع بعضهم ومع الأشياء من حولهم.

تعريف الحب:

عرّف علماء البيولوجيا الحب على أنه تفاعل بين كائنين سببه تحرّض مواد كيميائية ونواقل عصبية في دماغ الإنسان.

فالحب عند الرجل سببه التيستستورون وعند المرأة الأستروجين، وبين الأم وصغيرها هرمونات الأمومة و الإرضاع التي يبدأ جسم الأم بإفرازها منذ أيام الحمل الأولى.

لكنهم لم يستطيعوا تعريف حُب المال مثلاً . وهنا جاء دور علماء النفس البشرية كي ينسبوا بعض أنواع الحب إلى أحداث الطفولة والصدمات التي شكّلت عُقد النقص عند الإنسان خلال مراحل حياته.

لكن ذلك لم يكن كافياً أيضاً، فعادوا إلى آراء الفلاسفة القدماء حيث كان للحب آلهة خاصة به، أفروديت آلهة الحب و الجمال والخصوبة .

وكيوبيد آلهة الحب عند الرومان وهو طفل صغير بجناحين يحمل سهماً ويطلقه نحو قلب العاشق فيصاب بالهيام ويغرق في لذّات العشق، ومن هُنا جاءت منها فكرة رسم القلب الذي يخترقه سهم والتي كُنا نرسمها في أيام المراهقة.

إذاً، ليس هنالك تعريف محدد للحب، فكل علاقة تحرك المشاعر بطريقة ما هي حب من نوع خاص متميز و متفرّد.

أنواع للحب:

كما قلنا سابقاً، للحب أشكال عديدة، سنحاول أن نذكر منها أكثر ما نراه شائعاً في أيامنا هذه.

الحب

الحب الرومانسي:

فكر في آخر مرة قابلت فيها شخصاً وجدته جذاباً، بالتأكيد تلعثمت و تعرقت راحة يدك و قلت أشياءً سخيفة وغبية بشكل لا يصدق، وهناك احتمال أن قلبك كان يخفق في صدرك بسرعة.

لذلك على مدى قرون، أعتقد الناس أن الحب (ومعظم المشاعر الأخرى)، تنبع من القلب.

قبل أن يتضح، أن موضوع الحب كُلّه يحدث في الدماغ، والذي بدوره يجعل باقي جسدك ينهار في العشق. وفقاً لفريق من العلماء بقيادة الدكتورة هيلين فيشر، تمّ تقسيم الحب إلى ثلاثة أنواع: الشهوة، والجاذبية، والتعلق.

يتميز كل نوع بمجموعة خاصة من الهرمونات التي تُفرز في الدماغ. على الرغم من وجود تداخل شديد بين كل نوع من هذه الأنواع، إلا أن كل نوع يتميز بمجموعته الخاصة من الهرمونات. محرك الشهوة الرئيسي هو التستوستيرون عند الرجل والأستروجين عند المرأة.

الدوبامين والنورادرينالين والسيروتونين هرمونات تُعزز الإنجذاب، والأوكسيتوسين والفازوبريسين مسؤولَين عن التعلق والاستمرارية.

الشهوة مدفوعة بالرغبة بالإشباع الجنسي. تنبع بالأساس من حاجتنا للتكاثر ، وهي حاجة مشتركة بين جميع الكائنات الحية لاستمرار الحياة.

الحب العُذري:

هو نوع من الحب أصبح نادراً هذه الأيام، انتشر في الجاهلية وبعد الإسلام في شعر العرب وأخبارهم، كذلك في القرن الثامن عشر عند الغرب. قبل أن يغزو الفجور العالم. وهو أن يُحب الرجل امرأة دون أن يلمسها أو يطمع في علاقة جسدية معها، فهو حب الروح للروح. ويمتاز بأنه مستمر وطويل. لا يُغيره البعد أو الظروف، ومن أشهر قصص الحب العذري:

كثير وعزّة:

هو كثير بن عبد الرحمن الأسود الخزاعي، شاعر من شعراء العصر الأموي، عُرف بعشقه وهيامه بعزة بنت جميل الكنانية، فصار يلقب بـ “كثير عزة”، ويذكر أنه حبه بها بدأ عندما أرشدته مرة إلى موضع ماء لسقاية الإبل في إحدى رحلاته بالمراعي وقد كانت صغيرة السن.

وكأغلب قصص الحب عند العرب لم يتزوج كثير من عزّة ، لأن من عادات العرب ألا يُزوجوا من يُشبّبُ ببناتهم.

وقد تزوجت بثينة وغادرت من المدينة المنورة إلى مصر مع زوجها، ولحق بها جميل هناك. لكنه عاد إلى المدينة وتوفي بها.

ومن الشعر الذي قاله فيها:

رأيت جمالها تعلو الثنايا ……. كأنّ ذرى هوادجها البروج

وقيل إنه عند وفاته كان المُشيّعون يذكرون اسم عزّة.

قيس وليلى:

هو قيس بن الملوح وهي ليلى بنت مهدي بن ربيعة بن عامر، عشق قيس ليلى وذلك في العصر الأموي، وهي ابنة عمه التي أحبها من صغرهما. طلبها فرُفض طلبه تزوّجت ليلى رجلاً آخر أخذها إلى مدينة الطائف، فجُنّ قيس تماماً وأصبح يكلم نفسه ويمزق ثيابه ويركض خلف الإبل في الصحراء.

وقد تعلق بأستار الكعبة وهو يدعو الله أن يرحمه من حب ليلى قائلاً:

ذكرتك والحجيج له ضجيج

بمكة والقلوب لها وجيب

فقلت ونحن في بلد حرام

به لله أُخُلصت القلوب

أتوب إليك يا رحمن مما

عملت فقد تظاهرت الذنوب

وأما من هوى ليلى وتركي

زيارتها فإني لا أتوب

وكيف وعندها قلبي رهين

أتوب إليك منها وأنيب

وظلّ يُيحبها ويكتب فيها الشعر حتى وجد ميتاً بين الأحجار في الصحراء وأُعيد إلى قبيلته فكانت نهايته مأساوية تشهد على عاشق مجنون.

مي زيادة وجبران خليل:

كانت تجمع بين مي زيادة وجيران خليل جبران علاقة صداقة قوية وكانت مي قد أخفت مشاعرها عنه ١2 عامًا.عندما تجاوزت مي زيادة الثلاثين من عمرها تشجعت وأرسلت إلى جبران خليل جبران رسالة تخبره بمشاعرها وتعلن عن رغبتها بالزواج منه. وعندما سمعت مي بمرض جبران وقفت بجانبه ولم تتخلى عنه.

وظلت مي زيادة تحب جبران حُباً عذرياً، رغم عروض الزواج التي كانت تنهال عليها، لكن وفاته فجّرت كل آلامها النفسية وأُدخلت مصحّة نفسية حتى ماتت في 17 أكتوبر 1941.

حب الأم:

الأم هي العشق الأول للإنسان، فهي أول من يحتضنه ويحميه من الدنيا ومافيها، وعنوان حبها هو التضحية. فتضحي بصحتها كي ينعم أطفالها بالراحة. وتضحي بنجاحها من أجل نجاحهم، وتعطيهم بلا حساب.

فهكذا أنشدت لها السيدة فيروز:

أُمي يا ملاكي يا حُبّيَ الباقي إلى الأبد.

حب الأخوة:

وهم العزوة والسند، وأمر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بوصل رحمهم، وحبهم سببه اشتراك الدم والتربية و دفء العائلة.

الحب الروحي:

وهو حُب الله الذي خلقنا وعافانا و رزقنا، وهو حب الروح للخالق وهيامها به، والسعادة في وصله من خلال العبادات.

أخيراً، يختلف المعنى الحقيقي للحب من شخص إلى آخر ومن علاقة إلى أُخرى، لكنه الحب بمجمله يتفق في نقطة معينة وهي حُبّ الخير للأشخاص الذين نحبهم.

فلا يمكن أن تحب أحداً إلّا وتمنع عنه الأذى، وتتمنى له الخير والعافية والرزق والنجاح. أدام لكم الله أحبائكم وأسعدكم.

المصادر:

https://sitn.hms.harvard.edu/flash/2017/love-actually-science-behind-lust-attraction-companionship/

https://plato.stanford.edu/entries/love/

https://cutt.ly/vRd5Hr7

 

تم النشر بتاريخ الاثنين، 18 أكتوبر 2021
من نحن
سياسة الخصوصية
اتصل بنا
اتفاقية الاستخدام
جميع الحقوق محفوظة © كتابي 2021