عادات وتقاليد الزواج في الدول العربية

عادات وتقاليد الزواج في الدول العربية

 

عادات وتقاليد الزواج في الدول العربية:

لا شك أن الزواج من المناسبات الهامة على صعيد حياة الأشخاص بشكل خاص والأسرة والعائلة

الكبيرة بشكل عام، ونظراً للارتباط الاجتماعي في المجتمعات العربية فقد كان الزواج على مر السنين

حادثة يلتمّ فيها الناس ويحظى بخصوصية وتقاليد خاصة فيه،

وبامتداد الجغرافية الواسعة للوطن العربي فإن هذه التقاليد تمتد وتختلف من بلد لآخر،

وكذلك في البلد الواحد نجدها مختلفة بين المنطقة والأخرى، كذلك قد نجد تشابهاً بينها في بعض الأمور

الأساسية بحكم القرب الجغرافي وعلاقات المصاهرة بين البلدان.

عادات وتقاليد الزواج في الدول العربية

وسنحاول في هذا المقال أن نتعرف على عادات وتقاليد الزواج في معظم الدول العربية.

العادات والتقاليد في مصر :

إن تقاليد الزواج في مصر هي امتزاج بين تقاليد ممتدة من الحضارة الفرعونية القديمة مع تقاليد مستمدة من الدين الإسلامي،

ومما يبين لنا أهمية ورمزية الزواج لدى المصريين القدماء هو تسمية الفراعنة لخاتم الزواج ” بحلقة البعث “،

حيث كان ذلك الخاتم يرمز للوفاء واحترام الزوجين لبعضهما البعض،

وكان الزواج عندهم يُكتب في ثلاث نسخ توزع واحدة على العروسين والثانية لدار

تدعى بدار المحفوظات، والأخرى للمأذون الذي يعقد الزواج.

ومع مرور السنين أدخلت بعض العادات الجديدة حيث كان القدماء من المصريين يقومون بتزيين سيارة الزفاف

للعروسين بزهر الياسمين وذلك كدلالة على الجمال والإيجابية،

أما حديثاً فإن الزواج يتم في قاعات مخصصة لهكذا مناسبات وبحسب حالة العريس المادية.

وفي الماضي كان دور الأم محورياً في هذه العملية حيث كانت تحرص على اختيار عروس لابنها،

حسب معايير معينة تضعها بناء على السمعة والنسب،

ثم عند الإعجاب والقبول يتطور الأمر إلى الاتفاق الذي يدعى ” بقعدة الرجالة ” وفيه يجتمع أهل العروسين

معا ليتفقوا على بعض الأمور كاذهب والمهر وجهاز العروس التي تعد من أبرز التقاليد.

وفي يوم الزفاف يتم تزيين سيارة خاصة لنقل العروسين إلى صالة الأفراح حيث يستقبلون

بالزغاريد والزفة ورقصات شعبية على أنغام الطبل،

كما أن هناك تقليداً شائعاً لدى المصريين وهو قيام والدة العروس بطهي الطعام وإحضاره للعروسين لمدة أسبوع بعد الزفاف.

عادات وتقاليد الزواج في العراق :

في البداية فإن طريقة التعارف تتم بشكل تقليدي كجميع بلدان المنطقة العربية، بداية من بحث

أهل العريس عن صفات العروس المناسبة وسؤال بعض المعارف عنها،

ثم طرح الموضوع على أهل العروس وبدورهم فإن أهل العروس يقومون باستفساراتهم عن العريس

وخصاله إن كانوا غرباء بالنسبة لهم، وبعد الاتفاق فإنهم يحددون يوماً للاجتماع مع بعضهم البعض ” بالشربت ” أو ” المشاية “.

يتم في هذا اليوم التمام عائلة العريس وأصدقائه حول بعضهم بعضاً وذلك تمهيدا لطلب يدها، تتم هذه الخطوة المهمة

عادة على يد رجل كبير بالعمر يكون أحد وجهاء أهل العريس، وبعد الحصول على الموافقة يتم توزيع العصائر

والحلويات وتحديد المهر والذهب.

في يوم المهر تقوم العروس بارتداء جلابية بيضاء، وتجعل قدميها وعاء ماء منكه بمواد عطرية عديدة مع إمساك

حبات هال في يدها، وتوضع صينية تدعى صينية العطّار بجانب العروس، وهي تحوي السكاكر والعصائر

والشموع وبعض المواد العطرية، ويتم وضع القرآن أمامها ثم يردد الشيخ عبارات على مسمع العروسين، وبعدها

يقوم العريس بإلباس العروس الذهب وتقبيل رأسها.

وبعد الاتفاق على المهر فإن العروسين يقومان بشراء أثاث المنزل وغرفة النوم، ويقوم أهل العروس بنقل

هذه التجهيزات إلى بيت العريس في يوم محدد يدعى ” بيوم الفرشة “،

ويضع بعض الأهالي دمية على سرير العروسين وذلك تيمناً بإنجاب الأطفال والذرية الصالحة.

وفي اليوم الذي يسبق الزفاف، يتم دعوة صديقات العروس وقريباتها إلى بيتها وترتدي العروس جلابية مزينة، وتقوم السيدات

بتحضير سلة تحوي الحناء والشموع وبعض الزينة لتقوم إحدى الكبيرات بالسن بدهن يدي العروس بالحنة.

في يوم الزفاف تبدأ العروس تحضيراتها منذ الصباح، وتنتهي بالتزيين وارتداء فستان الزفاف الأبيض ليقوم العريس

وأهله بالمجيء وأخذها على أنغام الزغاريد والأغاني الشعبية العراقية، وفي الصباح يتم تحضير فطور خاص

مميز للعروسين يكون مؤلفا من الأجبان والمربيات والعسل والكيمر الشهير في العراق.

عادات وتقاليد الزواج في الأردن :

ما زال الشعب الأردني يحافظ على الكثير من عادات الزواج، رغم دخول كثير من العادات الحديثة

إلى هذه الطقوس لكن بعض النقاط بقيت دون أن يمسها التغيير.

يبدأ البحث عن العروس أولاً إما من قبل الأم والأخوات أو من قبل الشاب نفسه عند إعجابه بفتاة حيث يقوم

بإخبار أهله وهم بدورهم يقومون بالسؤال عن الفتاة وعائلتها وعندما يرضون عنها يقومون بالتوجه

لبيت العروس في عرف يطلق عليه اسم ” الجاهة “.

وأصل كلمة الجاهة مستمد من الوجاهة والوجهاء، ففي ذلك اليوم يقوم الوجهاء من أهل العريس بزيارة أهل العروس،

من ثم يقوم أحد الوجهاء بمخاطبة أهل العروس بقوله جئنا لخطبة ابنتكم الفلانية لابننا

الفلاني على سنة الله ورسوله، وعند الموافقة يقدم أهل العروس القهوة لضيوفهم

ويبادر والدها بالقول : تفضل بشرب القهوة قبل أن تبرد !

وبعد ذلك يتم الاتفاق بين العائلتين على بقية التفاصيل كالذهب والمهر وأثاث المنزل وميعاد الخطوبة وحفل الزفاف،

ومما يميز مراسم الزواج في الأردن هو قيام كلّ من العريس والعروس بالاحتفال قبل الزواج كل على حدة؛

حيث يدعو العريس أصدقاءه وكذلك العروس تقوم بدعوة صديقاتها إلى بيتها، فيبدأ الرقص والغناء ثم تأتي في ليلة الحناء

أم العريس وأخواته لوضع الحنة على يدي العروس والاحتفال بها.

وفي يوم الزفة يختار العريس أحد صالونات الحلاقة ليقوم بالحلاقة والتعطر، وتقوم الفتاة بارتياد أحد صالونات

التجميل ثم يأتي العريس لأخذ عروسته بسيارة مزينة مصطحبا بعضا من أهله وأصدقائه.

وقديما كانت سهرات العرس في الأردن تطول لتصل إلى ثلاثين يوما، وكان في بيوت خاصة يبنونها

تدعى ” ببيوت الشعر “؛ حيث يتم فرش السجاد والخيم وتزيينها بالرايات وأعلام الأردن، ومن الأكلات الشهيرة

التي كانت تقدم في هذه المجالس المنسف الأردني.

ومن العادات التي ما زالت موجودة كذلك هو قيام أم العروس في اليوم الذي يلي الزفاف بتحضير الفطور

وأخذه إلى بيت العروسين ليجلسوا ويأكلوا سوية، وكان يتم خلال هذه السهرات إحياء رقصات خاصة منها الدحية والسامر والسحجة.

عادات وتقاليد الزواج في فلسطين :

تكون الأولوية للفتيات قريبات الرجل كبنات عمه وخالاته وأعمامه وعماته، فإن لم تكن هناك أحد منهن في سنه،

تقوم الأم بلعب دورها والبحث عن طريق معارفها وصديقاتها، وعند الإعجاب بإحداهن تقوم والدة العريس بالتوجه إلى بيتها سائلة عن طلبها.

ومن العادات المميزة لأهل فلسطين هو منح أهل العروس مدة ليتشاوروا ويتخذوا قراراتهم بروية، فإذا أتى الجواب بعد هذه المدة بالإيجاب ينطلقون في التجهيزات الأخرى.

ويبدأ الطلب الرسمي للعروس من أهلها بذهاب وجهاء عائلة العريس إليهم، ويتفقون فيما بينهم على أمور عامة مثل المهر والذهب والمسكن، ثم يحددون يوما لدفع المهر يدعى عند الفلسطينيين بيوم ” التقبيضة “؛ حيث يتم الاجتماع وتقديم الحلويات المختلفة والمشروبات والعصائر دلالة على الفرحة والغبطة بهذه المناسبة.

بعد ذلك يتم عقد القران إما بجلب المأذون لبيت العروس أو ذهاب العروسين للمحكمة الشرعية وعقد القران أمام القاضي الشرعي.

ويدعى يوم الخطبة في التقليد الفلسطيني ” بيوم الصمدة “، وفيه يتم تقديم الذهب للعروس من قبل العريس،

وتتميز فلسطين بأن بقية التكاليف تكون على عاتق أهل العروس كحجز صالة الزفاف وبدلة العرس وصالون التجميل والحلويات والمشروبات،

ويجدر الذكر أنه لا يسمح في المجتمع الفلسطيني باختلاء الرجل والفتاة أو الخروج لوحدهما إنما يتم ذلك برفقة أحد الأقرباء أو الأصحاب.

وفي ليلة الحناء يقوم كل منهما بحفلة منفصلة، حيث تجمع العروس صديقاتها وقريباتها في منزلها، ويتم الاحتفال والرقص على الأنغام الشعبية، وبعد ذلك تضع إحدى السيدات الكبيرات في الحنة في يد العروس، أما العريس فجرت العادة أن يقيم حفل الحنة في الشارع، يخلل ذلك طبخ طبق شعبي فلسطيني يقدم في هذه المناسبة يدعى ” السماقية “.

في الزفاف يتكفل العريس بجميع التكاليف المالية، ويقوم بحجز صالة خاصة ثم توزع بطاقات الدعوة على الأشخاص المراد حضورهم إلى الحفل،

في صباح يوم الزفاف يتم تقديم الولائم للضيوف، وتُعقد خلال الحفل حلقات الدبكة الفلسطينية وزغاريد من أهل العروسين، ويقوم الضيوف في نهاية الحفل بتقديم بعض المبالغ المادية للعروسين وهو ما يُدعى ” بالنقوط “.

عادات وتقاليد الزواج في لبنان :

واكب اللبنانيون نظرا لانفتاحهم على العالم الخارجي واختلاطهم مع ثقافات متعددة التقدم والتغير الحاصل في مواسم الزواج،

حيث غدت كالعالم الغربي لا تحتاج لوساطة الوالدة ليتم إيجاد الفتاة المناسبة من قبل الشخص نفسه، لكننا هنا سنقوم بسرد بعض مراسيم الزواج وعاداته السائدة قديما.

حيث كانت الأم تقوم بالبحث لابنها وترسل إحدى معارفها أو صديقاتها لاستطلاع رأي أهل العروس،

فإذا لاقوا موافقة فإن العريس وأهله يزورونهم وتقدم لهم ” النعمانية ” ليتناولوها سوية وهي دلالة على الموافقة.

ومن ثم يقومون بعقد الخطبة وإحضار الحلويات الشرقية والهدايا وأكلات لبنانية مشهورة، وكان الزواج اللبناني يتم على ثلاثة أيام :

ففي اليوم الأول تُعقد الدبكات، وتُجرى ولائم في دار العريس وتقدّم صنوف مشكّلة من الطعام كالكبة والفتوش وورق العنب والمهلبية ولحم الخراف والتبولة ويدعى هذا بحفل توديع العزوبية. وتقوم العروس كذلك بدعوة صديقاتها وجيرانها وتعرض عليهم ثياب عرسها وجهازها.

وفي اليوم الثاني يتم تحضير وتجهيز العروس ويقدمها الأب رسمياً للعريس،

في اليوم الثالث فيتم خروج العروس والعريس سوية في ليلة الزفاف الرسمية،

وهنا كان يبادر الأصدقاء والشباب برشّ الأرز والورود عليهما وذلك تيمّنا بحياة هنيئة وكريمة، عندما يشارف الحفل على الانتهاء تقوم الفتاة بوضع قطعة من العجين محضرة في بيت أهلها وتلصقه على الجدار إلى جانب باب بيتها الجديد، وذلك إشارة إلى أنها ستحقق التصاقاً متيناً بينها وبين عائلتها الجديدة كما هذه العجينة.

عادات وتقاليد الزواج في سوريا :

تلعب الأم دوراً هاماً في الزيجات السورية؛ حيث تبدأ الأم بارتياد بيوت المعارف والأقرباء والجيران بحثاً عن شريكة مناسبة لابنها،

وعندما كان يصمت الشاب خجلاً عند ذكر صفات الفتاة له كان ذلك إيذانا للأم بالموافقة، ليقوم بعدها هو ووالده بزيارة بيت العروس ليطلبها رسمياً.

ومن العادات الجميلة للسوريين أنهم يمنحون مدة لأهل العروس ليتشاوروا ويسألوا عن العريس قبل الموافقة،

وعندما يردون إيجاباً على أهل العريس تبدأ ما تدعى ” بجلسة التعارف ” التي يجتمع فيها الطرفان ويتفقان على المهر والذهب وكافة التجهيزات الأخرى اللازمة.

ومن بعض العادات القديمة والتي لا تزال موجودة في بعض المناطق السورية هو عقد الشيلة، حيث يقوم والد العريس بصنع عقدة من ثوبه، وهذا ما يعني أنه لن يرده خائبا ولن يرفض له طلبا، فلا يبقى أمام والد العروس في هذه الحالة إلا الموافقة.

وقديما كانت شائعة عادة المقايضة التي تنص على أن يتزوج أخ العروس أخت العريس، وسلبياتها كانت في أنه يتم الطلاق في العائلتين إذا حدثت مشكلة في طرف واحد.

عادات وتقاليد الزواج في الخليج العربي :

هناك الكثير من التشابه على امتداد الخليج العربي، فالعادات واحدة مستمدة من الثقافة الإسلامية، مؤثرة ومتأثرة ببعضها البعض،

وفي دول الخليج العربي يكون للخاطبة دور أساسي في البحث عن العروس، حيث تختار عائلة العريس الأسر المعروفة ذات المكانة الاجتماعية المرموقة، وبعد اتفاق الطرفين يقوم العريس بتحمل كل نفقات العرس.

ويعرف جهاز العروس في الخليج العربي وخصوصاً في الإمارات باسم ” الذهبة “؛

حيث يتضمن الثياب والعطورات وأدوات الزينة والمجوهرات، ويتم نقلها إلى بيت العروسين يوم الأربعاء تحديداً.

كما تعد الحنة من التقاليد الجميلة في الخليج العربي حيث تقوم إحدى السيدات المختصات برسم نقوش وأشكل على يدي العروس، كذلك يقوم العريس بوضع قدميه حتى الرسغ في الحناء.

وفي الإمارات قديماً كان من المتعارف عليه أن يقوم الرجل بالزواج من قبيلته وتدعى هذه العملية بالمصاهرة،

وتقام احتفالات الزفاف في بيت العروس وقد تستمر لعدة أيام مع إحضار فرق الفنون الشعبية وعقد حلقات الرقص الإماراتية التي تدعى ” بالعيالة ” و ” الزرفة “،

حيث يتم استعمال السيوف في الرقص، وإذا أتينا على ذكر الأطباق والولائم فإن الإماراتيين يقدمون طبقاً مشهوراً في الأعراس، يدعى الهريس إلى جانب الحلويات والعصائر.

السعودية:

وفي السعودية تشتهر ليلة الغمرة وهي إحدى الليالي قبل ليلة الزفاف، حيث تحتفل فيه الفتاة مع صاحباتها وقريباتها بالرقص على أنغام الأغاني الشعبية وعقد حلقات الرقص والغناء،

ثم يتم تزيين يدي العروس برسم نقوش بالحناء عليها.

قطر:

وتشتهر قطر بالدزة، وهي صرة تضع فيها العروس ثيابها وبعض المستلزمات الأخرى،

أما الخلة فتطلق على غرفة نوم العروسين وتكون في منزل أهل العروس، حيث يقضي العرسان أسبوعاً فيها قبل الانتقال إلى بيت الزوجية.

وفي الزفاف تتجهز العروس وتتزين، وتقوم فرقة تدعى بفرقة الرزيف الرجالية بزف العريس من بيت أهله إلى بيت العروس سيراً على الأقدام،

رافعين الشموع المضيئة والمشاعل ليتم استقبالهم هناك بالزغاريد والأهازيج من قبل النساء، وبعد صباحية العرس يقوم العريس بوضع قطعة ذهب أو بعض النقود تحت مخدة العروس وذلك تعبيرا عن الامتنان والمحبة.

أما ما يميز تقاليد العرس في الكويت هو قيام العريس بالسير إلى بيت العروس مشياً على الأقدام مع والديه وأقاربه وهناك تقوم الفتيات باستقبالهن بالزغاريد،

وأحياناً تقام ” الجلوة ” لبعض الفتيات وهي حفل يقيمه الأهل لها حيث تلبس فستاناً أخضر وتجلس ثم ينشر غطاء أخضر حريري فوق رأسها،

وتشكل النسوة حلقة حول الغطاء ممسكات بأطرافه ومغنيات على أنغام الأناشيد الشعبية، وعند الكويتيين لا يسمح لأم الفتاة بمرافقتها إلى بيت الزوجية حيث يُعتبر ذلك فألا سيئا.

اليمن:

أما اليمنيون فيزفون العروس في مساء الخميس أو الأحد، ويقومون خلالها بإطلاق الزغاريد والتصفيقات وإطلاق طلقات الرصاص في الهواء،

وكذلك يستخدمون الورود وأغضان نبات الريحان اعتقاداً منهم بأنها تطرد الأرواح الشريرة والشياطين، وذلك لأنهم يعتقدون أنّ منزل العروس الجديدة معرّض لخطر السحر والحسد،

وخلال الزفاف يشيع غناء أغاني مشهورة في هذه المناسبات مثل ” الله يهنيك يا عريس ” و ” عالم حناء “.

ويتم تقديم الذبائح ثم تغمس العروس قدميها في دم الذبيحة قبل دخول المنزل الجديد.

عادات وتقاليد الزواج في المغرب :

وفي المغرب تسود طقوس الحمامات الشعبية المعطرة بالبخور والروائح الطيبة؛ حيث يعدّ ذلك اليوم الأول وفيه تذهب جميع قريبات العروس معها للحمام للاحتفال على وقع آلات موسيقية مغربية مشهورة.

أما اليوم الثاني فهو يوم رسم نقوش الحناء حيث يحتل أهمية خاصة لدى المغاربة،

ويعدّ اليوم الثالث هو يوم العرس الرسميّ وفيه يتم ارتداء الألبسة المغربية التقليدية بأنواعها المختلفة والمتنوعة، وتقوم خلال العرس فرق شعبية بعرض الأزياء الفلكلورية.

عادات وتقاليد الزواج في الجزائر :

وكما في المغرب يدرج في الجزائر أيضاً تقليد حمام الزفاف وذلك في أول يوم من الثلاثة أيام المخصصة للزفاف،

حيث تقوم العروس وعائلتها بالذهاب لحمام النساء ويتم ربط هذا التقليد في الجزائر بجلب الحظ الجيد.

ثم يأتي اليوم الثاني الذي يدعى يوم حنة الحبيب، وفيه تقوم النساء بالاجتماع ورسم النقوش بالحناء على يدي العروس،

والشيء المميز في هذا التقليد في الجزائر هو إعفاء العروس من القيام بالأعمال المنزلية إلى حين زوال هذه الرسوم والنقوشات.

أما في يوم الحنة فهو الذي يسبق يوم الزفاف، وتقوم فيه العروس بإرسال أغراض جهازها إلى بيتها الجديد، ثم في المساء يرسل العريس الهدايا عن طريق أمه وأخواته،

يجري الزفاف كما في البلدان الأخرى بخطواته التقليدية، ويتم تقديم الأطباق الجزائرية المشهورة فيه، حيث يكون الكسكس مع الخضار واللحوم هو الطبق الرئيسي.

عادات وتقاليد الزواج في تونس :

وفي تونس هناك تقاليد مشابهة، حيث تبدأ بقراءة الفاتحة ثم يأتي يوم هزان الفرش الذي يتم فيه الاحتفال بالجهاز،

وفي يوم الحنة تذهب العروس للحمام التونسي ثم تلبس ثوبا تونسيا تقليديا يدعى ” التخليلة الحمراء “، أما حنة العريس فتتم بمجيء أصحاب العريس ووضع الحنة على إحدى أصابع،

يليها دفع ” الرمو ” وهو مقدار من المال يُمنح للعريس في هذه المناسبة من قبل أهله وأصحابه.

وهناك يوم يدعى بيوم العشاء، حيث تجتمع العائلتان في بيت العروس ويتم إحضار العديد من الأشياء كالفواكه والمكسرات ومشروب يدعى ” الشروبو ” والبخور والعطور،

ومن العادات الغريبة التي تُجرى خلال مراسم الزواج التونسية هي عادة ” تنقيزة الحوت “؛ حيث يتم فيها جلب سمكة كبيرة مزينة بالأشرطة، ويقوم العرسان بالقفز عليه لسبع مرات مع ترديد أغنية تدعى التنقيزة وتصفيق الحضور،

وهناك أيضاً عادة كسر البيض أمام الباب قبل دخول العروس لبيتها الجديد وذلك يأتي لاعتقاد موروث بأن هذا التقليد يبشّر بالحظ الجيّد للعرسان الجدد.

عادات وتقاليد الزواج في السودان :

يبدأ الزواج بقولة الخير وهي جلسة التعارف بين عائلة العروسين وطلب يد العروس ثم تأتي الخطوبة التي لم تكن موجودة في السابق لأن الزواج كان ينحصر في نفس العائلة.

ويطلق على المهر اسم سد المال في السودان؛ حيث يتم الاتفاق والبدء بالتجهيزات جميعها من الثياب وأثاث المنزل، وتتفاوت قيمته حسب مقدرة كل عريس.

أما حفلات الزفاف فتكون مسائية، وتتميز بوجود العديد من التقاليد الغريبة فيه حيث يقوم البعض بتقليد يسمى بخ اللبن؛ حيث يقوم كلّ من العروسين بنفث اللبن عن طريق إناء على بعضهما البعض،

وكذلك يوجد تقليد الجرتق، وهو يتم ليلة عقد القران حيث ترتدي العروس فستاناً أحمر اللون وشالاً حريرياً مطرزاً بالزخرف الذهبي،

وقبعة من الذهب الخالص، كما يأتي العريس ملتحفاً بثوب يدعى ثوب ” السرتي “، ويلف على جبينه منديلاً مطرزاً بهلال ذهبي ويحمل سيفاً مذهبا للاحتفال على وقع الأغاني الشعبية،

كذلك هناك عادة ” قطع الرحط ” وفيها يقوم العريس بقص قطعة الحرير التي تضعها العروس كحزام على خصرها ويلقيها للحضور.

عادات وتقاليد الزواج في ليبيا :

تبدأ الأمّ في ليبيا أولا بتنظيم الأمور حيث تبحث عن طريقها أو عن طريق إحدى صديقاتها أو قريباتها عن الفتاة المناسبة لابنها،

وعند إيجاد إحداها تقوم بزيارة منزل الفتاة ومن ثم تعود للبيت لتروي لابنها ما رأته من صفات الفتاة الأخلاقية والجمالية الجسدية،

حيث لا يجوز في ليبيا أن يرى العريس عروسته قبل الاتفاق والخطوبة.

وعند الاتفاق توكل المهمة التالية للأب؛ حيث يقوم الأب باصطحاب ابنه إلى بيت الفتاة ومقابلة والدها لطرح موضوع الخطبة عليه،

ثم عند الاتفاق يتناقشون حول أمور عدة تتعلق بالذهب والمهر والتجهيزات اللازمة للعروسين بالإضافة إلى تحديد موعد الزفاف ويطلق على هذا الاتفاق تسمية ” الشرط “.

وفي يوم الحناء تنظم سلات عطرية تحوي البخور والمسواك والشمع والمسك والسكر، ويتم توزيعها على جميع الفتيات الحاضرات للأمسية،

ثم يتم النقش على أيدي الفتيات ويدي العروس بالحناء، كما تقوم والدة العروس بشراء الهدايا لأهل العريس وذلك كردّ للهدايا التي قدمها أهل العريس لهم.

وبعد يوم الحناء هناك يوم يدعى يوم النجمة، حيث يتم بعد حلول العصر ارتداء اللباس التقليدي الليبي والمجوهرات الثمينة،

وتجلس النساء في حلقات لترددن الأغاني الشعبية الليبية، يتخلل هذه الأمسية طهي وتقديم العديد من الأطباق الشهية،

وبعدها تهدي أم العريس الشنير والخناق للعروس، ليتم من ثم التوجه لحفل الزفاف الذي يطلق عليه الليبيون تسمية ” الحفل الكبير “.

عادات وتقاليد الزواج في الصومال :

وأما في الصومال فيتم اصطحاب وجهاء العشائر مع الشاب عند الرغبة في طلب يد العروس،

وذلك بعد استشارة رئيس العشيرة حول رغبتهم في تزويج ابنهم بفتاة من العشيرة الفلانية، ويعد الحصول على موافقة رئيس العشيرة

من أهم الخطوات ليتم إنجاز الزواج في الصومال.

وبعد عرض الموضوع على عائلة العروس والموافقة من قبلهم، يتم تحديد موعد الجلوس تحت الشجرة،

وهو تقليد صومالي شعبي حيث يتم تنظيم حفل الخطوبة تحت الشجرة وتدعى هذه الشجرة ” بشجرة الخطوبة “،

حيث يتم دعوة المعارف والأقارب وتقديم العديد من الأطباق الشعبية،

وتبدأ الخطبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم، يلي ذلك رواية الأحداث والقصص التاريخية التي حدثت قديما

في نفس يوم تلك الخطبة للأشخاص المدعوين.

وبهذا نكون قد تعرفنا على أبرز عادات وتقاليد الزواج في أغلب البلدان العربية، ورأينا مدى التشابه في بعض

الأمور بالإضافة لبعض العادات الأخرى الغريبة من بلد لآخر،

كما أن الكثير من هذه العادات قد زال أو بقي شيء قليل منها نتيجة مواكبة طرق الخطوبة والزواج الحديثة،

كما أنّنا رأينا بعض الأوجه الجانبية الجميلة لهذه التقاليد والتي تعكس روح الترابط الاجتماعي.

بالإضافة لبعض الأمور الأخرى السلبية التي قد لا تروق لنا ولا تناسب زماننا الذي نعيش فيه

من حيث حصر العلاقات وتضييق دائرة وخيارات الزواج بالنسبة للطرفين، لكنها برغم ذلك تبقى إرثاً جميلاً من الماضي.

تم النشر بتاريخ السبت، 30 أكتوبر 2021
من نحن
سياسة الخصوصية
اتصل بنا
اتفاقية الاستخدام
جميع الحقوق محفوظة © كتابي 2021