الحب العذري، وخصائصه وأبرز شعرائه

الحب العذري، وخصائصه وأبرز شعرائه

الحب العذري، وخصائصه وأبرز شعرائه: الحب هو عبارة عن مشاعر و أحاسيس يشعر فيها الشخص

تجاه الأشياء والأشخاص وحتى تجاه الأعمال، حيث ان الحياة بوجود الحب تصبح أجمل وأفضل

والحب يساعد الشخص على النظر في الحياة بنظرة إيجابية متفائلة والتي تساعده على تحمل ضغوط الحياة ومصاعبها.

الحب العذري، وخصائصه وأبرز شعرائه

 فالحب بمثابة الطاقة التي تدخل إلى جسم الإنسان وتنهضه من ثباته الطويل وهي التي تجعله يصبح ألة

معركة قوية ومحطمة وقادرة على مواجهة جميع التحديات والظروف التي تضعه بها الحياة وتحاول إخضاعه لها.

ويعرف الحب أيضاً بأنه مجموعة من المشاعر والأحاسيس القوية التي تحكم المرء وتسيطر على تصرفاته وأفعاله.

يعرف الحب في اللغة بأنه عبارة عن إحساس قوي يحس به المرء تجاه شخص ما،

فيجعله ينجذب تجاهه بشدة وتصبح لديه رغبة قوية بمشاركته في جميع رحلات

حياته ولحظاته ويشعر أنه بدونه لا يستطيع العيش والإستمرار في الحياة.

وللحب أنواع كثيرة مثل الحب العاطفي والحب الذاتي والحب العذري والكثير من الأنواع الأخرى،

ولذلك قمنا بإعداد هذا المقال المتواضع للتحدث عن إحدى أنواع الحب وهو الحب العذري

حيث سنبين ما هو هذا الحب وما هي خصائص هذا الحب، كما وسنبين لماذا سمي هذا الحب بهذا الأسم

وسنختم مقالنا في الحديث عن أشهر الشعراء اللذين تحدثوا عن هذا الحب عبر التاريخ.

ماهو الحب العذري:

الحب العذري هو عبارة عن الحب الطاهر النقي والذي تغنى به الكثير من الشعراء العذريون وسمعنا الكثير

من القصائد التي تتحدث عن الحب العذري، والتي تسمى بالغزل العذري أو الغزل البدوي والذي هو من فنون الغزل

الذي يستخدمه الشاعر للتعبير عن مشاعره ومعاناته من البعد والفراق عن محبوبته.

ويتميز الحب بالعذري بأن الشاعر لا يقوم بوصف جمال المحبوبة الجسدي بل يهتم بجاذبيتها

ونظراتها وجمال عيونها ويهدف إلى إبراز مشاعره نحوها.

وحسب الدراسات التي أجريت تم إثبات ان الحب العذري ينسب إلى قبيلة عذرة التي اشتهروا بالحب العذري،

والذي انتشر إلى جميع القبائل الأخرى وكانت نشاته في البداية في أواخر العصر الجاهلي وبلغت ذروته في العصر الأموي.

سمي الحب العذري بهذا الأسم بسبب أنه أبتدأ من قبيلة عذرة والتي اشتهرت بجمال نسائها

وعفة رجالها ومن اول الشعراء العذريين هو الشاعر عروة بن حزام الذي كان أصله من قبيلة عذرة.

خصائص الحب العذري:

الإكتفاء بمحبوبة واحدة فقط:

حيث أن الكثير من الشعراء فيما مضى كانوا ينظمون قصائد إن امكن القول لكل فتاة جميلة يرونها ويبدؤون بالتغزل بها ووصف جمالها وجاذبيتها.

بينما الشعراء العذريون فقد كانوا يتميزون بأنهم ينظمون قصائدهم لمحبوبة واحدة وعدم الاهتمام بغيرها ويصبح شغل الشاعر الشاغل هو التغزل بمحبوبته والتعبير عن مشاعره الصادقة تجاهها وذلك حتى بعد الزواج منها إن استطاع.

العفة والطهارة:

حيث ان أكثر الصفات التي اشتهر بها الشعراء العذريون هي العفة التي يتميزون بها بحيث أن الشاعر

لا يقوم بذكر أية صفات في جسد محبوبته بل أنه يقوم بوصف جمالها العام ونظراتها.

وذلك لأن الغاية الأسمى في الحب العذري هي الشهوة الروحية والتي كانت أعلى وأسمى بالنسبة لهم

من الشهوة الجسدية وهذه سمة لم تكن موجودة عند باقي الشعراء إلا نادراً حيث اتسم بها الشعراء العذريون بشكل أكبر وحافطوا عليها.

وحدة الموضوع:

حيث إن الشعراء العذريون اختصوا بطريقة معينة لسرد قصائدهم وليست عشوائية بل دائماً

ما ينظمون قصائدهم بطريقة منظمة ومنسقة بحيث يبدؤون بمقدمة غزلية بالمحبوبة والتي فيها يقوم الشاعر

بوصف مشاعره التي يشعر بها نحوها بإستخدام عبارات متناسقة وأسلوب تعبيري رائع ومميز

ومن ثم يبدأ بموضوع البكاء على الأطلال والحزن الذي يعيشه على فراق ورحيل محبوبته عنه وعدم رؤيته لها

الأمر الذي يحفر عميقاً في قلبه ولا يستطيع سوى التعبير عن ذلك بقصائده الشعرية.

الحزن والتشاؤم:

اتسم الشعر العذري أيضاً بجانبه الحزين والتشاؤم الذي يعيشه الشاعر بسبب رحيل محبوبته عنه

وعدم قدرته على رؤيتها ثانية مما يسبب له الإحباط والتشاؤم من الحياة والتي يعبر عنها في قصائده

حيث يقوم بوصف حزنه وألمه لرحيلها وكان غالباً يقضي أيامه بالترحال من مكان لأخر ويقوم بتنظيم القصائد الحزينة والبكاء على الأطلال.

وضوح اللغة والكلمات:

حيث تميز الشعر العذري والشعراء العذرين بأن كتاباتهم وقصائدهم تكون واضحة المعنى وغير معقدة

حيث يستخدمون كلمات معروفة ومستخدمة بكثرة بحيث يعبر عن مشاعره بكل وضوح وشفافية بعيداً عن التعقيد والغموض.

أبرز العشراء الذين اشتهروا بالحب العذري:

قيس بن الملوح:

وهو شاعر عربي اشتهر بشعره الغزلي وكان ملقب بمجنون ليلى وهي محبوبته التي نظم لها أشعاره وقصائده

والتي نشأ معها واحبها ولكن أهلها رفضوا تزويجها له ويحكى أنها كانت إبنة عمه وكانا يرعيان الأغنام معاً وأحبا بعضهما البعض.

ولكن عندما كبرت تم حجبها عنه حسب العادات البدوية وعندها بدأ قيس بتنظيم الأشعار التي يتحدث

بها عن أيامه في الصبا ورفقته لإبنة عمه ليلى، ومن أجمل أشعار قيس بن الملوح التي تحدث بها عن ليلى هي:

أليس الليل يجمعني وليلى كفاكَ بذاكَ فيهِ لنا تداني

ترى وَضح النهارِ كما أراهُ ويعلوها النهارُ كما عَلاني

فؤادي بين أضلاعي غريب يُنادي من يُحب فلا يُجيب

أحاط به البلاء فكل يوم تقارعه الصبابة والنحيب

لقد جلب البلاء على قلبي فقلبي مذ علمت له الجواب

فإن تكن القلوب مثال قلبي فلا كانت إذاً تلك القلوب

جميل بن المعمر:

وهو من شعراء الدرجة الأولى في الحب والذي اشتهر بحبه لبثينة وكتب العديد من القصائد التي يتحدث بها عن محبوبته بثينة من هذه القصائد:

زوروا بثينة فالحبيبُ مزورُ   إن الزيارة للمحب يسيرُ

إن الترحل أن تلبس أمرنا واعتاقنا قدر أحم بكورُ

إني عشيةَ رُحتُ وهي حزينة تشكو إلي صبابةً لصبورُ

وتقولُ بت عندي فديتك ليلة أشكو إليك فإن ذاك يسيرُ

غراءُ مبسام كأن حديثها درُ تحدر نظمه منثورُ

محطوطة المتنين مضمرةُ الحشا ريا الروادف خلقها ممكورُ

لا حسنها حسنُ ولا كدلالها دلُ ولا كوقارها توقيرُ

إن اللسان بذكرها لموكلُ والقلب صادِ والخواطرُ صورُ

ولئن جزيتِ الودَ مني مثله إني بذلكَ يا بثينة جديرُ

كثير بن عبد الرحمن:

وهو كثير بن عبد الرحمن بن الأسود بن عامر الخزاعي وهو من أهل المدينة كثرة إقامته في مصر واشتهر بحبه عزة وقد انشأ العديد من الأشعر يتحدث عنها مثل:

وما للهوى والحب بعدك لذة ومات الهوى والحب بعدك أجمع

إذا قلت هذا حين أسلو وأجتري على هجرها ظلت لها النفس تشفع

وبهذا نكون قد وصلنا لنهاية مقالنا المتواضع والذي تحدثنا به عن الحب العذري وعن سماته وخصائصه وتحدثنا عن ماهيته واختلافه عن أنواع الحب الأخرى كما وتحدثنا عن الشعراء الذين عرفوا بحبهم العذري واللذين نظموا الكثير من القصائد والأشعار يتغزلون بها بمحبوبتهم والتي ذكرنا بعضاً منها.

نتمنى أن ينال المقال إعجابكم

دمتم بخير

تم النشر بتاريخ الجمعة، 29 أكتوبر 2021
من نحن
سياسة الخصوصية
اتصل بنا
اتفاقية الاستخدام
جميع الحقوق محفوظة © كتابي 2021