السياحة في جرش و أهم الأماكن السياحية في مدينة جرش: تعتبر جرش من بين الوجهات السياحية المهمة في الأردن، إذ تضم مدينة جرش مجموعة من الأماكن السياحية و الأثرية المشهورة التي تجذب الكثير من السياح، و من بين أشهر المعالم الأثرية في مدينة جرش، المعابد و المسارح الرومانية و كذلك الكنائس و المسارح و الحمامات.
و رغم مرور مئات السنين، لا تزال مدينة جرش تحتفظ بمعظم المعالم الأثرية التي تشهد على مجد الحضارات التي مرت بهذه المنطقة، و التي لطالما كانت تشكل أساس النمط المميز لهذه المدينة.
السياحة في جرش
و من أهم الأماكن السياحية في مدينة جرش، شارع الأعمدة، و المدرج الروماني الشمالي، و بقايا معبد أرتميس، و متحف جرش، الذي يظم كما هائلا من الآثار التاريخية الشاهدة على تطور الحضارة الرومانية في الأزمنة القديمة.
كما تظم جرش مجموعة من الأماكن السياحية الأثرية الاسلامية، مثل المسجد الأموي و ضريح النبي داوود.
تشتهر مدينة جرش بمجموعة من الأنشطة التي يمكن أن يقوم بها السياح، و من ضمنها زيارة ميدان تدريب الخيول، و مشاهدة عروض سباق العربات التي تجرها الخيول، و التي ترجع تقاليدها إلى العصر الروماني .
و من بين أفضل الأوقات التي ينصح الزوار و السياح بزيارة مدينة جرش هو موسم المهرجانات الفنية و الثقافية التي يقام سنوياً في هذه المدينة في شهر تموز،
حيث يستقبل المسرح الجنوبي مجموعة من السهرات الفنية و العروض الثقافية المميزة.
تشتهر جرش بالأعمدة الأثرية ،حيث تسمى بمدينة “الألف عمود”، و تعتبر من بين المدن السياحية الأكثر جذباً للسياح، و تصنف ثاني أهم مدينة سياحية في الأردن بعد البتراء.
تتميز جرش بكونها من أهم الأماكن السياحية التي لا تزال محتفظة بمعالمها التاريخية الرومانية، و تصنف عالمياً ثاني مدينة رومانية مأهولة بالسكان في عصرنا الحالي بعد روما.
وذلك رغم مرور السنين و الحضارات و الحروب، إذ بقيت جرش محافظة على الطرقات المرصوصة المكونة من الحجارة المشكلة، و الأبواب التي على شكل أقواس، و الحمامات التي تحكي عن تاريخ زاخر بالتطور و التقدم في مجال المعمار.
مدينة جرش والتطورات التاريخية:
عرفت جرش تطوراً و ازدهاراً كبيرين في القرن الثالث ميلادي حين كان يحكمها الرومان،
عثر المؤرخون و الباحثون في مجال الآثار و التاريخ على بقايا آثار تدل على أن تاريخ مدينة جرش يعود إلى ما قبل القرن الثالث الميلادي، إذ رجح علماء الآثار أن تاريخ مدينة جرش يعود إلى العصر الحجري.
و من بين الحضارات التاريخية التي تركت بصمة على مدينة جرش، الحضارة العربية الإسلامية خصوصاً في العصر الأموي.
حيث لا زالت مدينة جرش محافظة على بعض المعالم التاريخية التي تعود إلى هذا العصر.
و تعتبر جرش من بين أهم الوجهات السياحية في الأردن، سواءً السياحة الداخلية من قبل الأردنيين أو السياحة الخارجية من قبل الدول العربية المجاورة، أو الدول الأوروبية و دول أمريكا الشمالية.
تاريخ تأسيس مدينة جرش
تعتبر جرش من بين أهم المدن التاريخية السياحية في الأردن، و هي مدينة ذات شهرة عالمية بسبب الآثار الرومانية التي تزخر بها.
في عصر الإمبراطور اليوناني “الإسكندر الأكبر” تأسست مدينة جرش وذلك في القرن 14 قبل الميلاد
و قد سميت في العصر اليوناني باسم “جراسا”، و من بعد ذلك عرفت هذه المدينة توسعا كبيرا و ازدهارا في العصر الروماني.
موقع مدينة جرش
تتميز مدينة جرش بموقع مميز يجمع بين و جودها على مقربة من الطرق الرئيسية، و كذلك وسط المناطق الطبيعية الخلابة.
إذ تقع جرش في الشمال الغربي للأردن، و ترتفع ما يقرب عن ستة مائة متر عن سطح البحر.
و تقع على مسافة خمسون كيلومتراً تقريباً من العاصمة الأردنية عمان.
أصل تسمية مدينة جرش
جرش اسم ذو أصول عربية تم إطلاقه على عدة مدن في المملكة العربية السعودية و في البلدان العربية المجاورة للأردن.
قبل الميلاد عرفت مدينة جرش باسم “جرشو”، و لقد أطلق عليها الساميون هذا الاسم في الحقبة التي استوطنوا فيها هذه المنطقة،
و كان الساميون يطلقون اسم “جرشو” على المدن الكثيفة الأشجار.
أما في الفترة التي حكم فيها الإغريق و الرومان المنطقة فقد ازدهرت مدينة جرش و عرفت توسعاً كبيراً حيث كان يطلق عليها اسم “جراسا”.
و أعاد العرب تسمية المدينة لتصبح “جرش” بعد الفتوحات الإسلامية، حيث بقيت هذه المدينة قائمة رغم توالي الأزمنة و الحضارات إلى يومنا هذا.
أهم الأماكن السياحية في جرش
تعتبر مدينة جرش من بين أهم المدن التاريخية السياحية في المنطقة، و تصنف ثاني أكثر المدن جذباً للسياح في الأردن بعد مدينة البتراء.
و يرجع ذلك إلى الأماكن السياحية المتعددة و المميزة التي تزخر بها مدينة جرش، و التي لا تزال محافظة على معظم تفاصيلها رغم توالي الحضارات و الأزمنة.
و لقد عثر حديثاً على بقايا أثرية في مدينة جرش تؤكد استيطان هذه المدينة في العصر الحديدي، و كذلك آثار تدل على توالي العصر البرونزي،
دون أن ننسى الآثار و الأعمدة الشامخة التي تؤكد على عظمة المدينة و ازدهارها في العصر الروماني،
توالت الفتوحات الإسلامية على المنطقة، فتم فتح و استيطان مدينة جرش من قبل المسلمين منذ العصر العباسي، و بعده جاء الأمويين ليشيدوا في مدينة جرش مجموعة من المساجد و الأبنية التي لا تزال قائمة إلى يومنا هذا.
السياحة في جرش
عند زيارة مدينة جرش يمكن للسائح أن يستمتع في آن واحد، بمشاهدة و التجول داخل المباني الأثرية و الممرات الرومانية المبلطة،
و كذلك المساجد الإسلامية و لا تزال أسوار المدينة قائمة و شامخة تذهل السياح بعظمتها، و تبرز شموخ الحضارات التي توالت على هذه المنطقة.
كما تتميز جرش بأماكن سياحية هامة تعود لحقب تاريخية متنوعة، مما يزيد من جمالية المدينة.
ومن بين أهم المعالم التاريخية لمدينة جرش نذكر:
المدرج الروماني أو المسرح الجنوبي
المسرح الروماني هو مسرح كبير وشاسع احتفظ بمعظم معالمه التاريخية، ويعتبر من بين أهم المواقع التاريخية داخل مدينة جرش الأثرية،
بُني المسرح الروماني لجرش سنة 90 ميلادي، وقد كان يحكم آنذاك الامبراطور “دوميتيان” ويعود بناءه إلى العصر الروماني،
ويتكون المسرح الروماني من مدرجات على شكل نصف دائرة تحيط به ساحة خاصة بالعروض.
تصل الطاقة الاستيعابية للمدرج حوالي 5000 شخص،
وهناك قسم في المدرج الروماني لا زال محتفظاً بكامل التفاصيل والزخرفات والنقوش الرومانية،
ويبقى المدرج الروماني شاهداً على تقدم الحضارة الرومانية في ذلك العهد،
حيث أن التصميم المميز لهذا المدرج يسمح للمتفرجين في جميع أنحائه بأن يسمعوا ويشاهدوا العروض مباشرة وبالتساوي دون الحاجة إلى التكنولوجيا الحديثة،
كما أن المسرح الروماني الجنوبي لا يزال يستعمل حتى وقتنا الحالي أثناء المهرجانات مثل:
مهرجان جرش الموسيقي، أو مهرجانات أخرى وذلك لإقامة الحفلات الموسيقية والعروض التي تجذب السياح والزوار من كل بقاع العالم.
المسرح الروماني الشمالي
يعتبر المسرح الروماني الشمالي أصغر مدرج في مدينة جرش، وتصل طاقته للاستيعابية إلى حوالي 3000 شخص،
يتكون من ممرات وصفوف مكونة من الحجر المرصوص، التي لا تزال قائمة على حالها الأصلي إلى حد الآن.
بُني المسرح الروماني الشمالي سنة 165 ميلادي، وكانت أغلب استعمالات هذا المسرح الروماني الشمالي للاجتماعات والندوات الثقافية في العصر الروماني.
ولا تزال إلى حد الآن أسماء الشخصيات السياسية والثقافية البارزة في العصر الروماني،
والتي كان تلقي الخطابات وتقوم باجتماعات سياسية في هذا المدرج منقوشة على المقاعد الخاصة بهم في هذا المدرج.
ولقد تأثر جزء من المسرح الروماني الشمالي بالزلازل و مجموعة من الحروب التي مرت على المنطقة،
وتم ترميمه بطريقة لم تمسس بأصالته.
ولازال يعتبر من أهم المعالم التاريخية بمدينة جرش ولا زال قائماً وتقام به الأنشطة والفعاليات الثقافية حتى الآن.
شارع الأعمدة
من أهم الأماكن السياحية التاريخية في الأردن وخاصة في جرش شارع الأعمدة،
حيث أنه يمتاز بالأعمدة المرصوصة جنباً إلى جنب والتي تشكل ممرا يبلغ طوله 800 متر ،لا تزال هذه الأعمدة قائمة منذ تشييدها في القرن الأول الميلادي،
شُيّد هذا الطريق بوضع ما يقارب 500 عمود على كل ناحية من الشارع.
لذلك نجد أن بعض المؤرخين يسمون جرش أو يلقبونها بمدينة الألف عمود، وترجع هذه التسمية إلى عدد الأعمدة في هذا الممر التاريخي الأثري المميز، كما يعتبر شارع الأعمدة شارع الرئيسي في مدينة جرش الأثرية.
سبيل الحوريات
تقع المعلمة الأثرية “سبيل الحوريات” غرب شارع الأعمدة، وهو عبارة عن معلمة أثرية تاريخية رومانية شيدت في القرن الثاني الميلادي،
تحتوي على حوض مصنوع من الرخام به مجموعة من النوافير،
استُعمل في العصر الروماني كحمام ومسبح للسيدات من الطبقة الثرية في مدينة جرش.
وهو مكون من طابقين مزين بمجموعة من الزخارف والمنحوتات الحجرية والرخامية،
وتغطي هذا المبنى قبة وتحيط به أعمدة تحتوي على نقوش ومنحوتات، لا تزال محتفظة على كل تفاصيلها،
بالإضافة إلى النوافير التي على شكل أسود، والتي تميز هذه المعلمة الأثرية الرائعة.
ويعتبر سبيل الحوريات في جرش على الخصوص وفي الأردن على العموم.
قوس “هادريان”
قوس “هادريان” أو ما يسمى أيضاً بالبوابة الجنوبية لمدينة جرش،
وهو عبارة عن بوابة على شكل قوس شبيهه بقوس النصر الموجودة في عدة مدن أوروبية،
وتُعد من أشهر الأماكن السياحية في جرش.
يتكون من بوابة وسطى وبوابتين جانبيتين على شكل أقواس، و يصل ارتفاع كل منها 11 متر.
وشُيد احتفاءً بالإمبراطور الروماني “هادريان”، الذي زار مدينة جرش سنة 130 ميلادي، ولهذا السبب سمي على اسمه.
معبد أرتميس
يعد “معبد أرتميس” من أبرز المعالم الأثرية في مدينة جرش، ويقع على أعلى تلة في المنطقة،
و حسب النقوش الموجودة على جدران المعبد فإن تشييد المعبد تطلب 20 سنة من البناء بين سنة 150 و 170 ميلادي.
شُيد هذا المعبد الأثري على الطراز الروماني لعبادة آلهة الخصوبة عند الرومان،
يتكون من 11 عمود كورنتي تتشكل في نهاية كل عمود مجموعة من النقوش التي لا تزال محافظة على معظم تفاصيلها الدقيقة،
ويعد من أشهر الأماكن الأثرية و التاريخية في الأردن.
يتهافت السياح عليه من كل مكان في العالم لالتقاط الصور والاستمتاع بالمنظر التاريخي والأثري لهذا المعبد،
والذي ظل صامداً رغم مرور مئات السنين، ويعتبر معبد أرتميس من بين أجمل المعابد الأثرية في جرش وفي الأردن.
ساحة الندوات
ساحه الندوات هي ساحة دائرية الشكل تحيط بها مجموعة من الأعمدة الكورنتية ومغطاة بالحجارة المصقولة،
شُيدت في القرن الأول ميلادي وتم إضافة بعض الزخارف ونافورة في هذه الساحة في القرن السابع ميلادي،
ولقد تم إضافة حامل للشعلة مهرجان جرش وسط هذه الساحة حديثاً.
ولقد خصصت الساحة في العصر الروماني لإقامة الاحتفالات والعروض الفنية.
الهيبودورم
هو عبارة عن ممرات كبيرة تحيط بها مدرجات من كل الجوانب بالإضافة إلى أقبية،
وكان يستعمل في العصر الروماني لسباق العربات التي تجرها الخيول،
ولا يزال قائماً إلى يومنا هذا رغم مرور مئات السنين على تشييده.
المسجد الأموي لمدينة جرش
ويعود المسجد الأموي إلى عهد الخليفة “هشام بن عبد المالك”، ويرجح المؤرخون أن تشيده تم في القرن الثامن ميلادي،
اختفت معظم معالم هذا المسجد بفعل الحروب والزلازل التي مرت على هذه المنطقة،
ولم يبقى قائماً منها سوى بعض الأسوار التي تم اكتشافها سنة 2002 ميلادي.
المسجد الحميدي
ويعود تشييد المجلس المسجد الحميدي إلى أحد حكم السلطان “عبد الحميد الثاني” حكم مدينة جرش في العهد العثماني.
بُني سنة 1887 ميلادي ولا يزال قائماً حتى الآن.
مهرجان جرش
بالإضافة إلى أهم المعالم الأثرية التي تحتويها مدينة جرش، فإن مهرجان جرش للفنون والثقافة يبقى من أبرز ما يجذب العديد من السياح إلى هذه المدينة،
ولقد ساعد هذا المهرجان الثقافي على التعريف بمدينة جرش وجذب السياح لها.
حيث أسس مهرجان جرش سنة 1983 ميلادي، ويقوم على مجموعة من العروض الغنائية والفنية التي تعرض في المسارح الأثرية،
بالإضافة إلى عروض الأوبرا والعروض الفلكلورية. ولقد زاد مهرجان جرش من شهرة المدينة باستضافة مجموعة من المغنيين العرب والعالميين،
وساعد تطوير المهرجان عبر مرور السنوات على الرفع من وثيرة جذب السياح إلى هذه المدينة الأثرية.
وبهذا ينتهي مقالنا الذي تكلمنا فيه عن مدينة جرش والسياحة في جرش وأفضل الأماكن السياحية فيها.