تكنولوجيا الإعلام والاتصال

تكنولوجيا الإعلام والاتصال

لقد أصبح لتكنولوجيا الإعلام والاتصال وزن هام في شتى المجالات، وهذا

يرجع أساساً إلى الخصائص والمميزات التي تتمتع بها.

والتي ساهمت من خلالها في اندماج وارتباط مختلف الأطراف العالمية في منظومة

مالية وإعلامية ومعلوماتية واحدة.

ومن هنا تبرز لنا ملامح العولمة التي تظهر تجلياتها في مختلف الميادين، اجتماعية، سياسية، اقتصادية.

وهذا من خلال توحيد الأنشطة الإنتاجية وأنماط الاستهلاك، بالإضافة إلى سرعة تبادل المعلومات، ومن

هنا تطرح الأساليب العلاجية التي ينبغي على الدول النامية إتباعها لمواكبة هذا المحيط الجديد

الذي يتسم بالعولمة والتكنولوجيا.

يشهد التاريخ بأن البشرية مرت بعدة ثورات وآخرها هي ثورة تكنولوجيا الاتصال والمعلومات

و التي أحدثت القطيعة بين كل ما هو قديم وأصبح اليوم جديد.

ونتيجة لهذه التطورات تزايد الطلب على هذه التكنولوجيا، وبالتالي أصبحت هذه الأخيرة هي

مورد أكثر أهمية بالمقارنة بالموارد الكلاسيكية، ولذلك أصبح الاهتمام بتكنولوجيا المعلومات والاتصال

الرقمي الشغل الشاغل، باعتبارها نقطة القوة والتميز في عصر المعلوماتية.

كما أصبح التطور السريع الذي يشهده عالمنا اليوم في تكنولوجيا الإعلام والاتصال والمستحدثات

التي عززتهما التقنيات الرقمية والتكنولوجيات الحديثة يفرض علينا ترتيباً جديداً للمنظومة الاتصالية.

حيث أصبحت عملية الاتصال التقليدية، وعملية انتقال المعاني تحتوي على عمليات

تفاعل اتصالي من خلال الميزة التفاعلية التي توفرها، باعتبار الشبكة الدولية للمعلومات.

على اعتبار أن فعالية العملية الاتصالية ومدى تأثيرها على المتلقي أساس نجاح الاتصال.

المقدمة:

وبالنظر إلى ما وفرته السمة الإلكترونية من تقنيات عملت على تعزيز الرسالة الاتصالية

من حيث المضمون وإفساح المجال للإبداع من خلال الوسائط المتعددة مثل الصحف، المجلات

و الإعلانات الإلكترونية وكافة أساليب الاتصال الأخرى.

فإن عملية الاتصال المعلومة أصبحت تتسم بخصائص ومميزات عديدة منها السرعة والكفاءة

وتجاوز الحدود والمسافات وتغيير الأدوار بين المرسل والمستقبل لتصبح ثنائية

الاتجاه بعد أن كانت خطية أحادية الاتجاه.

ويعود الفضل في ذلك إلى التداخل المتزايد بين وسائل الاتصال الإلكترونية ونظام الحاسوب،

و التي وبالنظر إلى ما تثيره العلاقة بين التكنولوجيا ساهمت في تطوير الاتصال وإرساء نظم

معالم المجتمع الاعلامي التفاعلي الحديث للمعلومات والاتصال بالإعلام من إشكاليات عديدة وحديثة.

وما يقدمه الإعلام الإلكتروني من نمو متزايد وغير مسبوق، يؤكد قدرة هذا النوع من الإعلام

على التأثير في ملامح الدول على كافة المستويات والميادين.

وليشكل بذلك خطراً كبيراً على الإعلام التقليدي، تحتم على الباحثين في مجال الإعلام والإتصال

ضرورة خلق اتجاهات بحثية تواكب تطور هذا النوع من الإعلام، حتى يتاح بذلك إمكانية تأطيره نظرياً

ومنهجياً لتسيير عملية فهم وتفسير مختلف الظواهر.

تشكل تكنولوجيا الإعلام والاتصال قاعدة أساسية للتكنولوجيات المعاصرة، فهي تعتبر صيغة عامة

تشمل مجموع التكنولوجيات المستعملة في مراكز البحث المعاصرة من أجل التطبيقات

العلمية وتكنولوجيا الإعلام والاتصال.

لها مظاهر متعددة الأبعاد اقتصادية، اجتماعية، ثقافية، سياسية، وقد أدى انتشارها الواسع

إلى إحداث تغيرات في المجتمع وتأثيرات كبيرة، وهذا ما يعطي لهذه التكنولوجيا البعد الاجتماعي،

حيث أصبح هناك ارتباط بين تكنولوجيا الإعلام والاتصال ومجتمع المعلومات.

كذلك هذه التكنولوجيات ليست كلها جديدة، فمثلاً تقنيات الإعلام ترجع إلى سنوات السبعينات، وكانت

محصورة في الاستعمالات العسكرية، ولكن الثورة التكنولوجيا التي شهدتها العشرية الأخيرة، والتي

مست تكنولوجيا الإعلام والاتصال الرقمي أدت إلى تعقد وتنوع هذه التكنولوجيا.

فمع كل اختراع أو ابتكار جديد تبدأ مرحلة حضارية ترافقها ردود أفعال قد تكون متفائلة أو متشائم.

ماهية تكنولوجيا الإعلام والاتصال

تعرّف تكنولوجيا الاتصال بأنّها: “مجموع التقنيات أو الوسائل أو النظم المختلفة التي توظف لمعالجة المضمون والمحتوى الذي يراد توصيله من خلال عملية الاتصال الجماهيري أو الشخصي أو التنظيمي أو الجمعي

والتي من خلالها يتم جمع المعلومات والبيانات المسموعة والمكتوبة أو المصورة أو المرسومة أو المسموعة المرئية أو المطبوعة أو الرقمية، من خلال الحاسبات الإلكترونية، ثم تخزين هذه البيانات والمعلومات واسترجاعها في الوقت المناسب، ثم عملية نشر هذه المواد الاتصالية أو الرسائل أو المضامين مسموعة أو مسموعة مرئية أو مطبوعة أو رقمية، ونقلها من مكان إلى مكان آخر وتبادلها”.

وتكنولوجيا الاتصال على هذا النحو – ليست كغيرها من أنواع التكنولوجيا الأخرى، فهي تتحدى نفسها وتسابق الزمن وتتميز عن غيرها بوصفها عملية متكاملة أكثر من كونها مجرد أدوات.

فاستخدامها يقود إلى إعادة ابتكارها من جديد، وهو ما يؤدي إلى مزيد من الاستخدام وهكذا في دائرة لا تنتهي.

أما بسيوني حمادة فيرى أنّ تكنولوجيا الاتصال وتكنولوجيا المعلومات هما وجهان لعملة واحدة، على أساس أنّ ثورة تكنولوجيا الاتصال قد سارت على التوازي مع ثورة تكنولوجيا المعلومات.

و التي كانت نتيجة لتفجر المعلومات وتضاعف النتاج الفكري في مختلف المجالات، وظهور الحاجة إلى تحقيق أقصى سيطرة ممكنة على فيض المعلومات المتدفق و إتاحته للمهتمين ومتخذي القرارات في أسرع وقت، وبأقل جهد.

وذلك عن طريق استحداث أساليب جديدة في تنظيم المعلومات تعتمد بالدرجة الأولى على الحاسبات الإلكترونية، واستخدام تكنولوجيا الاتصال لمساندة مؤسسات المعلومات، ووضع خدمات لتصل عبر القارات.

بمعنى آخر: يمكن تعريف تكنولوجيا الإعلام والاتصال على أنّها:

مجموعة الأدوات أو التقنيات أو النظم أو الوسائل المختلفة التي يتمّ توظيفها في سبيل معالجة المحتوى والمضمون المراد إيصاله، وتتمّ عن طريق جمع البيانات والمعلومات سواءً كانت مسموعةً أم مصوّرةً أم مكتوبة أم مرسومة عن طريق الحاسبة الإلكترونيّة.

ومن ثمّ تخزينها والعمل على استرجاعها بكل سهولة ويسر في الوقت المناسب، ومن ثمّ نشرها ونقلها من مكانٍ إلى آخر أو مبادلتها.

وتتمّ هذه العمليّة بتقنية يدويّة أو إلكترونيّة أو آليّة أو كهربائيّة بحسب مراحل التطوّر التاريخي لهذه الوسائل، إضافةً للمجالات التي يشملها تطوّر هذه الوسائل.

تعد الاتصالات من أكثر المجالات التي كان للتطوّر التكنولوجي أثراً ملحوظاً بها؛ حيث إنَّ هذا التطوّر قد أتاح العديد من الوسائل والوسائط التي قد ساهمت بإلغاء الحدود الجغرافيّة وتقريب المسافات.

إضافةً لتسهيل الحصول على جميع المعلومات من أي مكان وتجميعها وتخزينها ونشرها بشكل مباشر وفوري، متخطيةً بهذا قيود المساحة والوقت.

أهمية تكنولوجيا الإعلام والاتصال

أدى التطوّر التكنولوجي والعلمي إلى تحقيق نوع من الرفاهية للأفراد، ومن التطورّات المتجددة باستمرار هي التي تتعلّق بتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، وأهميتها من ناحية توفير خدمة الاتصال على اختلاف أنواعها.

إضافةً لخدمة التثقيف والتعليم وتوفير المعلومات للأفراد والمنظمات، وقد حولت هذه التطورات العالم إلى قريةٍ صغيرة يستطيع أفرادها التواصل فيما بينهم بكل سهولةٍ ويسر، إضافةً إلى تبادل المعلومات في أيّ مكانٍ أو وقت.

تعود أهميّة تكنولوجيا الاتصال والمعلومات إلى الخصائص التي تميزها، ومن ضمنها الانتشار الواسع وسعة التحمل سواء لعدد الأشخاص المتصلين أو المشاركين، أو لحجم المعلومات التي يتمّ نقلها، إضافةً لسهولة الاستخدام وسرعة الأداء وتنوع الوسائل.

أين تكمن أهمية تكنولوجيا الإعلام والاتصال؟

إن أهميته تكمن في الحصول على المعلومات الهامة بالنسبة للمؤسسات المختلفة أو حتى على مستوى الأفراد دون جهد أو دون قيد، باستخدام الوسائل والأدوات الحديثة.

سواء كانت تلك الوسائل مادية مثل الحواسيب والهواتف النقالة، أو إذا كانت هذه الوسائل تقنية مثل الإنترنت وما به من مواقع التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني وغيره من الوسائل والتقنيات.

لذلك فهناك مزايا لهذه التكنولوجيا الحديثة مثل الانتشار الواسع الذي تحظى به هذه التكنولوجيا من ناحية.

وكذلك الخصائص التي تميزها وحجم المعلومات المتداولة عبر هذه الوسائل وهي مليارات المعلومات المتاحة في كل المجالات، وغيرها من المزايا والخصائص.

المراجع

  1. نوري منير: تكنولوجيا المعلومات والاتصالات واهميتها في اقتصاديات الدول العربية لمسايرة تحديات الاقتصاد العالمي الجديد –التوصيفات والمتطلبات –الجزائر، جامعة حسيبة بن بوعلي.
  2. عبير الرحباني: الاعلام الرقمي (الالكتروني). _عمان: دار اسامة للنشر والتوزيع ،2011. _ص42.
  3. حسن عماد مكاوي: تكنولوجيا الاتصال الحديثة في عصر المعلومات. القاهرة: دار المصرية اللبنانية.
تم النشر بتاريخ الأحد، 7 نوفمبر 2021
من نحن
سياسة الخصوصية
اتصل بنا
اتفاقية الاستخدام
جميع الحقوق محفوظة © كتابي 2021