إيجابيات وسلبيات استئجار المزارع الخاصة

إيجابيات وسلبيات استئجار المزارع الخاصة

لقد لاحظنا كم شهد قطاع السياحة تطوراً كبيراً خلال الفترة من منتصف قرن العشرين إلى وقتنا الحالي،

حيث أصبحت السياحة أكثر شمولاً و اتساعاً وضمت مناطق العالم بشكل كلي، بالإضافة

إلى أنها لم تعد ترتبط بمجموعة معينة من الناس.

كما أنها أصبحت إحدى أهم الظواهر العالمية و الاجتماعية انتشاراً، كما استطاع العرب و المسلمون

الوصول إلى مرحلة مهمة في عالم السياحة و ذلك من خلال تمكنهم من الوصول إلى الكثير

من المناطق و ذلك بدءاً من الصين في الشرق إلى المحيط الأطلسي في الغرب،

بالإضافة إلى وسط آسيا و أفريقيا و أوروبا حيث تم معرفة هذه الرحلات التي قام بها المسلمون

و التجار و ذلك من خلال وصفهم لتلك المناطق التي قاموا بزيارتها و ذلك في الكتب التي قاموا

بتأليفها و التي تعد من أكثر المراجع السياحية أهمية مثل:

كتاب تحفة النظار في غرائب الأمطار و كذلك كتاب عجائب الأسفار للرحالة الشهير ابن بطوطة،

كما أن هناك العديد من العوامل التي أسهمت في تطور السياحة وصولاً

إلى إزدهارها مثل تطور وسائل الاتصالات و المواصلات.

الأمر الذي ساهم في تسهيل السياحة بشكل كبير حيث أصبح بالإمكان الوصول إلى أي بقعة

في أنحاء العالم بكل سهولة و بفترة زمنية قصيرة مقارنةً بالماضي،

كما كان لزدياة دخل الأفراد و ارتفاع مستوى معيشتهم دور مهم في تطور السياحة

و تقدمها بالإضافة إلى ظهور منظمات سياحية مثل منظمة السياحة الدولية و التي تعتبر

من أكثر المنظمات التي تهتم بالقطاع السياحي و مقوماته كافة.

في هذا المقال سنتحدث عن إحدى أوجه السياحة المعروفة وهي السياحة الريفية

والتي يقوم فيها السياح بإستئجار مزارع خاصة لقضاء الوقت مع عائلتهم بعيداً عن غبار

وأدخنة وضجيج المدينة، كما سنتحدث عن إيجابيات وسلبيات استئجار المزارع الخاصة.

• ما المقصود بالسياحة الريفية:

كما نعلم فإن قطاع السياحة يعتبر من أهم القطاعات التي تعود بالفائدة الكبيرة على أي بلد يهتم به،

ودائماً ما يحتاج قطاع السياحة إلى منتجات سياحية جديدة ومبتكرة وذلك بهدف زيادة الحركة السياحية في الدولة وجذب السياح من كل أنحاء العالم.

مما يزيد من المردود السياحة للدولة ويعود بالعديد من الفوائد على اقتصادها،

ونتيجة الحاجة لمنتج سياحي جديد ظهر مفهوم السياحة الريفية أو كما يسمى أيضاً بالسياحة الخضراء أو السياحة الزراعية،

وهذا المفهوم ليس جديد وإنما قديم ولكن تم تطويره وزيادة الاهتمام به في وقتنا الحالي.

حيث إن مفهوم السياحة الريفية قد ظهر منذ حوالي 100 عام، والذي كان منتشر بكثرة في كل من النمسا وإنكلترا واليونان والسويد وفرنسا،

بالإضافة إلى بعض دول القارة الأسيوية مثل دولة الصين والتي قامت بالعديد من التجارب الناجحة في مجال السياحة الريفية وخاصة لغناها بالمناطق الريفية المميزة والمساحات الخضراء الواسعة،

كما تطور هذا المفهوم وتقدم في بعض الدول العربية في الأونة الأخيرة مثل الأردن ومصر والسعودية.

ويقصد بمفهوم السياحة الريفية أن يقصد السياح المناطق الريفية والتي تتمتع بهوائها النقي وجمال طبيعتها الخلابة وأنهارها وبحيراتها بعيداً عن ضوضاء المدن وتلوثها،

بالإضافة إلى ممارسة العديد من الأنشطة الريفية المتوفرة في تلك المناطق والمزارع الريفية والتي يهتم بعض السياح في تجربتها والإحساس بالفلاح وكيفية تأدية عمله،

كما يقصد بالسياحة الريفية أيضاً تلك الرحلات التي يقوم فيها السائح بزيارة أو استئجار المزارع الخاصة أو مشروع زراعي وذلك بهدف الإستمتاع بالعديد من الأنشطة المميزة والتي يتم تنظيمها وإعدادها من قبل المسؤولين عن هذه الأمور.

أهمية السياحة الريفية:

حيث إن هناك الكثير من الفعاليات الزراعية والتي تسمح للسائح بالمشاركة في العديد من الأنشطة مثل زراعة المحاصيل وحصادها وسقايتها والإهتمام بها،

مما يسمح للسائح بالتعرف على البيئة الريفية والعادات والتقاليد في تلك المناطق بالإضافة إلى الإستمتاع بأشهى الأطعمة الريفية والتي تتكون من منتجات زراعية نظيفة بعيدة عن المواد الحافظة والكيميائية التي تضاف للأطعمة الجاهزة والمعلبة،

حيث لطالما اشتهر الريف بطعامه النظيف وهوائه النقي وأهله المحبين.

وانطلاقاً من هذا المفهوم فقد أصبح العديد من السياح من حول العالم يقصدون المناطق الريفية ويستأجرون الأراضي الزراعية و المزارع الخاصة وذلك بهدف:

• قضاء وقت جميل مع العائلة.
• التمتع بهدوء الريف ونقاء هوائه وجمال طبيعته.
• أو من أجل المشاركة في الأنشطة الريفية التقليدية مثل:

زراعة المحاصيل وقطف الثمار وري الأرض وغيرها من الأمور التي لا يمكن لبعض السياح القيام بها في مناطق عيشهم وخاصة أولئك الذين يقطنون في المدن.

• إيجابيات تأجير المزارع والمشاريع الخاصة الريفية:

الفائدة الأولى لتاجير المزارع السياحية الخاصة هي زيادة إمكانية جذب السياح إلى تلك المناطق مما يعود بالمنفعة على تلك المناطق وأهلها  حيث إنه أينما وجد سيّاح وجدت الأرباح وذلك من خلال:

• بيعهم الهدايا التذكارية.
• أو من خلال العمل كمرشد سياحي لهم.
• أو تقديم الطعام الريفي المميز لهم مقابل عائد مادي.
• كما يقوم السكان بإنشاء مطاعم ومقاهي للسياح.

الفائدة الثانية هي أن استئجار المزرعة الخاصة من قبل السياح يزيد من سعر هذه المزرعة وخاصة عند زيادة الطلب على إستئجارها،

كما يمكن لصاحب المزرعة الإستمرار في تاجيرها مما يعود عليه بأرباح طائلة دون أن يبذل الكثير من الجهد.

• الفائدة الثالثة هي إزدهار تلك المنطقة الريفية بشكل عام نتيجة تكرار زيارتها من قبل السياح.

حيث أن زيارة السياح لها سيسبب في زيادة إهتمام المعنيين بتلك المنطقة من خلال تخديمها بما تحتاج على أكمل وجه،

وتقديم الأقساط للمواطنين لإفتتاح محلات تجارية ومقاهي ومطاعم والتي سيقصدها السياح عند زيارتهم لتلك المناطق.

• سلبيات تأجير المزارع الخاصة للسياح:

• من سلبيات تاجير المزارع الخاصة للسياح هي إحتمال إلحاق الضرر بالممتلكات الموجودة في المزرعة نتيجة خطأ ما أو ممارسات غير صحيحة من قبل السياح وخاصة في حال كان هناك محاصيل يتم تجهيزها فقد يتم إفسادها نتيجة عدم خبرتهم بتلك الأمور وهو أمر نادر الحدوث ولكنه محتمل.
• الحاجة إلى تأمين المزرعة بكل ما تحتاجه وعدم التقصير في ذلك وذلك لضمان إعجاب السائح بها مما يجعله يطلب إستئجارها مرة أخرى وبالتالي سيكون هناك بعض التكاليف الزائدة.
• في بعض الحالات يتم الإحتيال على صاحب المزرعة بحيث يقوم مجرم ما بإستئجار المزرعة كسائح وذلك بهدف القيام بأعماله من هناك مما يلحق الأذى بمالك المزرعة.

• بعض النصائح لضمان إعجاب السياح بالمزرعة واستئجارها:

• يجب تأمين المزرعة بكل ما تحتاج من كهرباء وماء وأدوات منزلية وزراعية بالإضافة لوجود مساحات واسعة يستطيع السائح التجول فيها دون أن يلحق الضرر بالمحاصيل أو الأشجار المثمرة.
• يهتم السياح عادة بإمتلاك المزرعة لبعض الحيوانات الأليفة وذلك بهدف تجربة الإعتناء بها وإطعامها وهكذا.
• يهتم السياح أيضاً بأن يتواجد في المزرعة أو بالقرب منها هاتف للطوارئ مثلاً كما يفضل وجود محلات تجارية بالقرب منها.

وبهذا نكون قد وصلنا لنهاية مقالنا والذي تكلمنا فيه عن السياحة الداخلية الريفية و إيجابيات وسلبيات استئجار المزارع الخاصة.

نتمنى ان ينال المقال إعجابكم

دمتم بخير