من هو خادم رسول الله وصاحبه

من هو خادم رسول الله وصاحبه

خادم رسول الله وصاحبه: وهو أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب

بن عامر بن غنم بن مالك الأنصاري النضري،

وأما أمه فتدعى أم سليم بنت ملحان بن زيد من بني النجار، وولد قبل الهجرة إلى المدينة

المنورة بعشر سنوات،

وقد خدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فترةً طويلةً حتى عرف بلقب خادم رسول الله،

وأما كنيته فهي أبو حمزة، ولقد أسلمت أم أنس ولكن أباه رفض الإسلام لما دعته إليه زوجه،

وخرج غاضباً منها إلى الشام حيث مات هناك، وعندما بلغ أنس العشر سنوات أخذته

أمه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت له:

هذا أنس غلامُ يخدمك فقبله، وكان ذلك سبب في تلقي أنس العلم والمعرفة على يدي رسول الله

وكان أيضاً سبباً في رواية أنس للعديد من الأحاديث عن الرسول الكريم.

خادم رسول الله وصاحبه

  • خدمته للرسول محمد صلى الله عليه وسلم :

خدم أنس رسول الله عشر سنين، وكان رسول الله خلال هذه السنين العشر يعامل

أنس معاملة الوالد لولده، فقد كان يناديه يا بني وقيل أن رسول الله كان يناديه (أُنيس) من باب المودة،

وقد كان رسول الله يداعبه ويمازحه ويمس على رأسه، ويدعو له بالخير فقال:

(اللهم أكثر ماله، وولده، وبارك له فيما أعطيته)، وقد تجلى ذلك واضحاً في كثرة مال أنس وولده ،

حيث أنه عاشاً من العمر أطوله.

  • صفات أنس بن مالك :

نظراً لكون الصحابي أنس بن مالك تربى على يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم،

فقد أخذ من الكثير من صفاته، حيث تعلم من رسول الله أسلوب التعامل الحسن،

وقد ظهر ذلك في أسلوب تعامل أنس مع أهل بيته والمسلمين بشكل عام وحتى الكفار،

وكما اشتهر أنس بالكثير من الصفات منها سعة العلم وكما عرف بالتواضع مع الوقار والصدق والهيبة وغيرها

الكثير من الصفات الحميدة،

ومن أهمها أنه كان رامياً بارعاً وظهر ذلك في الفتوحات الكثيرة التي شارك فيها بصفته

رامياً في جيش المسلمين .

  • جهاد أنس بن مالك :

شارك أنس بن مالك في العديد من الغزوات حيث حضر بدراً وأحد بصفته

خادم للرسول الكريم لا محارباً،

كما شهد غزوة خيبر وشارك في حصارها ومن الغزوات التي شارك فيها حنين،

وكان حاضراً في صلح الحديبية وعمرة القضاء، وكما شهد حجة الوداع،

وبعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم،

شارك في فتح العراق وبعد سقوط الدولة الفارسية أقام في البصرة،

أرسله الخليفة أبو بكر رضي الله عنه إلى البحرين لجمع مال الزكاة هناك،

وبقي مجاهداً ورامياً في صفوف جيش المسلمين طوال حياته الكريمة والزاخرة بالعطاء.

  • علم أنس بن مالك :

جمع أنس بن مالك الكثير من العلم والمعرفة والسبب الأساسي

في ذلك ملازمته للرسول محمد صلى الله عليه وسلم 10 سنوات نهل خلالها

الكثير من العلم والمعرفة من النبي محمد،

وبعد وفاة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم استمر أنس في نهل العلم من الصحابة

مثل أبو بكر وقد كان محباً لأنس وأيضاً عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان.

كما أخذ علماً عن عبادة بن الصامت وأبو الذر رضي الله عنهم، ومن الأمور المعروفة عن أنس أنه تلقى علماً من أبو هريرة المشهور برواية الأحاديث عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وغيرهم من الصحابة فقد كان أنس حريصاً على كسب العلم من مناهل شتى،

وقد روى عن أنس بن مالك الكثير من الرواة منهم ابن سيرين وأيضاً الخليفة الشهير عمر بن عبد العزيز وأيضاً قتادة وابن المنكدر وغيرهم الكثير من الرواة.

  • لماذا بكى أنس بن مالك زمناً طويلاً :

شارك أنس بن مالك في فتح مدينة (تستر) وهي من المدن الفارسية التي كانت تشتهر بمناعتها وصعوبة فتحها،

في أثناء فتح هذه المدينة دار لقاء مرعب بين 30 ألف مسلم و150 ألف فارس من جنود مدينة تستر،

ودار قتال بمنتهى الشراسة والقساوة وكانت كل لحظة في تلك المعركة تحمل الموت بين طياتها ولكن المسلمين صمدوا وقاتلوا حتى تفضل الله على المسلمين بنصر من أصعب الإنتصارات التي تمت خلال فتح بلاد فارس،

ولكن الصحابي أنس بن مالك كان يبكي كلما تذكر فتح تستر، والسبب في ذلك أنه ونظراً لصعوبة المعركة وإنشغال جيش المسلمين في تفاصيلها، ضاعت صلاة الصبح عليهم، وعلى الرغم من كون جيش المسلمين معذور والصحابي أنس أيضاً معذور والسبب الإنشغال في المعركة الضارية التي كانت رحاها تدور في تلك الفترة إلا أن الصحابي كان يبكي بشدة كلما تذكر تستر،

وعندما سأله الناس عن بكائه على الرغم من أن الله تفضل على المسلمين بفتح تستر،

كان يقول: وما تستر، لقد ضاعت مني صلاة الصبح، ما وددت أن لي الدنيا جميعاً بهذه الصلاة.

ومن أهم ما نتعلمه من هذه القصة الجميلة، المكانة العظيمة التي كان الصحابة يعطونها للصلاة، وكيف لا ؟

وهي عماد الدين، حيث أن الصحابي الجليل لم يعتبر فتح تستر ورغم صعوبته وروعة فعله بمبرر لضياع صلاة الصبح التي غفل عنها المسلمون في ذلك اليوم الصعب بسبب الإنشغال بأمور الحرب التي كانت تدور رحاها يومها.

  • أنس بن مالك بعد وفاة الرسول :

بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم شارك أنس في الفتوحات مع المسلمين واستمر في رواية الأحاديث عن الرسول والجهاد في سبيل الله كرامي في جيش المسلمين حتى أخر يوم في حياته التي كانت زاخرةً بالعطاء العلمي والجهاد الذي اشتهر به أنس بن مالك طوال حياته.

  • وفاة أنس بن مالك :

ومما اشتهر به أنس بن مالك أنه أخر من توفى من صحابة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم،

اشتهر بأن الرسول كان قد دعى له بأن يكثر ماله وولده وهذا ما حدث فعلاً حيث كان له العديد من الأولاد والأحفاد وكانت من أصحاب المال الوفير،

كما وعرف عنه أنه عاش ما يزيد عن مئة سنة وتوفى سنة ثلاثٍ وتسعين للهجرة النبوية الشريفة وقد أوصى لما حضره الموت لإبن سيرين بتغسيله والصلاة عليه حين موته،

ولكن ابن سيرين كان مسجوناً حينها غير أن الأمير أذن له بالخروج لتغسيل أنس بن مالك والصلاة عليه وذلك تقديراً منه لمكانة أنس بن مالك خادم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.

وهكذا نرى أن الصحابي الجليل أنس بن مالك كان واحد من الصحابة اللذين تميزوا بكثرة الجهاد وغزارة العلم والمعرفة،

فقد كان رامي جيش المسلمين من جهة والمعلم والمحدث والراوي من جهة أخرى،

وكما أثبت في مواضع كثيرة ما تعلمه من رسول الله كالحرص على الصلاة الأمر الذي كان واضحاً في واقعة تستر الشهيرة التي كان الصحابي يبكي بحرقة كلما جاء على ذكرها كما كان لا يبخل بعلمه على أحد وذلك سبب كثرة من رووا عنه من بعده.

أرجو أن يكون هذا المقال قد نال إعجابكم 

دمتم بخير

تم النشر بتاريخ الخميس، 23 يونيو 2022
من نحن
سياسة الخصوصية
اتصل بنا
اتفاقية الاستخدام
جميع الحقوق محفوظة © كتابي 2021