قصص عن السعادة في الإسلام: السّعادة في الإسلام هي شعور النّفس بالطّمأنينة والبهجة،
وشعور القلب بالصفاء في الدنيا وما قدم للآخرة، كما تختلف السعادة بمفهومها العام من شخص لآخر.
فهناك من يفرح ويرى سعادته في الحصول على وظيفة، أو الزواج والاستقرار مع من نحب،
أو شراء سيارة، أو هاتف جديد.
هذه السّعادة مؤقتة وتزول أسبابها لأنها دنيوية والمعنى الحقيقي للسعادة في الإسلام
يكمن في أمور نفصلها ضمن المقال.
ماهي السعادة في الإسلام؟
السّعادة في الاسلام هدوء و رضا النّفس في جميع جوانب الحياة، والتسليم لقضاء
الله وقدره، وموازنة المسلم في دنياه بين روحه وجسده.
فكلّما تقرّب المسلم من ربّه وحرص على أداء الطاعات زادت سعادته وابتهجت نفسه،
وادرك معنى السعادة في الاسلام.
فالعبد يدرك بأن أقصر الطرق لتحقيق السعادة هي الإسلام وما فيه من تعاليم، الصحبة الصالحة،
الزوجة الطيبة، المسكن المريح،
جميعها من أسباب السعادة، لكنها سرعان ما تزول وتختفي ويبقى أثر أعمالنا
وما سوف يلاقي العبد في آخرته.
كلما أحسن في دنياه حقّق السّعادة الأبدية في الآخرة فالدنيا دار عمل والآخرة دار جزاء،
وكما قال تعالى: “وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله”
قصص عن السعادة في الإسلام
قصّة عن السّعادة ليست بالمال، إنما تكمن السعادة في الاسلام
يحكى أن هناك أمير ثري يسكن قصراً فخماً وله حارس فقير بسيط يسكن غرفة صغيرة
بجوار قصره الكبير مع زوجته وأولاده.
لكن هذا الأمير لا يجد طعماً للراحة ولا السكينة بسبب المرض واعتلال صحته،
يسهر طوال الليل نتيجة الألم ويتناول العديد من الأدوية.
ذات يوم سمع من نافذة قصره ضحكات هذه العائلة الفقيرة وغنائهم الممتع بالرغم
من حالهم السيء، فقال محدثاً نفسه:
يا لهؤلاء يملكون القليل من المال ويشعرون بسعادة كبيرة فما بالهم إذا امتلكوا بعضه.
قرّر في اليوم التّالي أن يذهب ويقدم لهم مساعدة، فقال للحارس سوف أعطيك مبلغاً
تشتري به البيض وتبيعه أمام القصر ونتقاسم الربح، قبل الحارس عرض الأمير السخي.
أول يوم سمع ضحكاتهم لكن إلى ما قبل منتصف الليل، اليوم التالي استمر غنائهم
وضحكهم حتى العشاء فقط، في اليوم الثالث سمع أصوات شجارهم.
فيما بعد دخل الحارس على الأمير وقال له: يا سيدي إليك البيض والمال فنحن
كنا مسرورين من حالنا السابق، ولقد أفسد مالك سعادتنا و هنائنا.
العبرة من القصّة: المال مفسد الملذّات والسّعادة فمن يرى سعادته في المال عليه
أن يعيد التفكير في مفهوم السّعادة لديه.
ما هي أجمل قصّة عن السعادة؟
كثير من النّاس غير ممتنّين من واقعهم ومعيشتهم يبحثون عن السّعادة في المال،
الأولاد ولا يجدوها، و ينسون أن السّعادة في الاسلام والحياة هي الرضا بما كتبه الله.
وفي هذا يحكى أن هنالك مزارعاً مسروراً في حياته يعمل في حقله ويحصل على
مالاً كثيراً ويحمد الله على ما آتاه من نعمة.
لكن سمع أن العديد من الأشخاص ذهبوا إلى مكان ما بحثاً عن الألماس،
إلا أن بريق الألماس جذبه وغيّر من تفكيره، باع حقله وترك أولاده وسافر بحثاً عن أحلامه الوردية بأن يصبح غنيّاً.
ظلّ يبحث طويلاً ولم يجد قراطاً واحداً، تحطّمت أحلامه، عاد فوجد أبناؤه
قد رحلوا من القرية، ثم أصابه اليأس فرمى نفسه في البحر.
مقابل ذلك من اشترى حقله قام بتنظيفه من الأعشاب الضارة،
وقام بزراعته بالأشجار وعمل بجد ولم يستمع لأوهام الأخرين،
فلم يذهب بحثاً عن الألماس فالأرض هي ألماسه وثروته إن أعطاها أعطته.
المفاجأة بأنه أثناء الحفر ضرب بفأسه الأرض فاصطدم بشيء قاسٍ، نبش فوجد ذهباً مدفون،
باعها وأصبح من أغنياء القرية.
العبرة من القصّة: السّعادة في الرضى، مهما بحثنا عنها بعيداً لن نراها إلا قربنا فهي
من صنع أنفسنا، الرضى بما أعطانا الله والتفكير بأن أرزاقنا مكتوبة ومقسومة هي السعادة الحقيقية.
قصّة قصيرة عن السعادة للأطفال:
أروع قصص عن السعادة هي التي نوجهها للأطفال، نغرس فيهم بذرة فتنبت شجرة
فيما بعد، نقدّم لهم عبر ودروس تهذّب نفوسهم وتنمي الأخلاق الحميدة داخلهم.
يا أطفالنا الصّغار إليكم قصتنا الهادفة، كان هناك ثلاث إخوان، كريم، أحمد، وهيثم يعيشون
في كوخ صغير جانب الغابة، يعملون ويجتهدون، فكانوا كل يوم يذهبون إلى الغابة يقطعون
الخشب ويبيعونه بعد ذلك بسعر مناسب، ويقتاتون من مردوده.
لكن بالرّغم من حياتهم الجيّدة، كانوا غير مسرورين و راضين عنها، ففي يوم ما وكعادته
كان هؤلاء الأشقاء عائدين من الغابة يحملون جذوع الأشجار التي قطعوها، رأوا عجوزاً تمشي ببطئ،
ضعيفة تحمل أكياس في يديها.
اقترب ثلاثتهم منها وقدّموا لها العون والمساعدة في حمل حقيبة التفاح،
حملوا الحقيبة عوضاً عنها وتناوبوا في ذلك طوال الطّريق لأنهم رحيمين عطوفين،
وصلوا بعد تعب وجهد إلى بيت تلك العجوز.
لكن لحسن حظهم كانت العجوز إمرأة غير عادية تحمل قوى سحرية، فقالت لهم:
اطلبوا ما تريدون سوف أحقّقه لكم وذلك لقاء مساعدتكم، أي مكافأة الجهد الذي بذلتموه.
سرد الأخوة الثّلاثة قصّتهم، وعدم سعادتهم في حياتهم، وبدأ كل أخٍ منهم يخبرها
عن ما يحقّق سعادته، فطلب أحدهم قصراً كبيراً مملوء بالخدم وهو ما يرضيه.
أما الثّاني فتمنّى أن يملك مزرعة يزرع ويحصد ويجني ثمارها ويصبح غنياً
دون أن يقلق على قوت يومه، الأخير طلب زوجة جميلة صالحة ينيسيه
وجهها الملائكي تعب يومه ويضيء عتمة لياليه.
نظرت العجوز وقالت: لكم ما تطلبوه إن كان هذا يحقق سعادتكم ويعينكم
على شقاء أيامكم، عند العودة ستجدون ما طلبتم محقق.
استغرب الأخوة الثّلاثة ما حصل معهم وعند العودة لم يصدّقو ما رأت عينيهم
قصر ضخم بجانب الكوخ، أرض زراعية مليئة بالسّنابل الصّفراء، فتاة جميلة
أمام الكوخ تنتظر الأخ الثّالث ليصبح زوجاً لها.
بعد مرور سنة:
بدأ الأخوة بممارسة حياتهم التي تمنّوها مرّت السّنة الأولى بسلام لكن سرعان ما تغيّر الحال، أهمل الخدم القصر وأصبح الأخ الأول كسولاً.
أما الأخ الثاني تعب من حرث الأرض وزرع البذور، والثالث أيضاً مل من زوجته ولم يعد يشعر بالسّعادة معها، أي لم يكن أحداً منهم راضٍ عن حياته.
بعد التّفكير قرّر الأخوة الثّلاثة زيارة العجوز وطلب المساعدة وبما أنها تملك قوى سحرية بالتّأكيد لديها الجواب الشّافي لسؤالهم التالي: ما هو السر ليستطيعوا تحقيق السعادة المنشودة؟
ذهب الأخوة إلى منزل العجوز و روى كل منهم كيف تحولت أحلامه السعيدة إلى تعاسة كبيرة، وسألوها كيف نستطيع أن نصبح سعداء مرة أخرى؟ كان جواب المرأة واضحاً: السّعادة لديكم يا أبنائي بما تملكونه وما تصنعونه.
مال دون سعي ومحتوى جيد لا قيمة له، أدرك الأخوة ما تقصد وشعر كل منهم بالامتنان من حياته وما يملكه، فالأول بدأ العناية بقصره، والثّاني حرث وحصد أرضه بجد وسرور، أما الأخير فقدّر عمل زوجته وتعبها من أجله وأجل البيت.
الخلاصة من هذه القصة: الرّغبة والرّضا أهم أسباب السّعادة في الإسلام نملك الكثير ونحقّق الكثير يكفي أن نرضى بما قسمه الله ولا نهمل ما نرغب به.
أخيراً يتبين ممّا سبق سرده من قصص بأن المعنى الأساسي للسّعادة في الإسلام هي التّسليم بقضاء الله، وقسمته، أيضاً السّعادة ليست بالمال بل في راحة النفس والقلب.
وبهذا ينتهي مقالنا والذي تحدثنا فيه عن قصص عن السعادة في الإسلام