مفهوم الصدقة الجارية وأهميتها

مفهوم الصدقة الجارية وأهميتها

مفهوم الصدقة الجارية وأهميتها
مفهوم الصدقة الجارية وأهميتها

 

جميعنا بلا أدنى شك نحب فعل عمل الخير، و نشعر بالسعادة العارمة عندما نساعد غيرنا ولو بشيء بسيط،

و هناك وسائل شتى لمساعدة الغير منها بالمال و منها المعنوية و غيرها،

و ما سنتحدث عنه في مقالتنا يعرف بالصدقة الجارية.

 

ما هو مفهوم الصدقة الجارية أو ما معناها؟

حقيقةً إذا أردنا أن نشرح بالمعنى الحرفي فإننا نطلق مصطلح الصدقة الجارية على عمل الخير الذي يقدمه شخص ما يرغب بمساعدة الآخرين و ينعم به الناس و يستفيدون منه و يستمر هذا العمل عندما يرحل الشخص أو يموت و من هنا جاء مصطلح جارية.

من أين أتى مصطلح الصدقة الجارية؟

أتوقع بعد أن تعرفنا على تفسير و شرح هذا المصطلح نستطيع أن نستنتج كيف تم اصطلاحه.

ففعل الخير يقابله الصدقة أي التصدق و الإحسان.

و استمرار هذا الفعل و عدم ارتباطه ببقاء الشخص الذي قام به و استمراره تم التعبير عنه بكلمة الجارية.

هل يوجد شاهد في القرآن الكريم على أهمية الصدقة الجارية ؟

بالتأكيد أنزل الله تعالى القرآن الكريم و أنزل فيه آيات لا تعد و لا تحصى تأمرنا بفعل الخير و بالإحسان و بمساعدة الآخرين .

و نذكر منها ما جاء قي قوله عز و جل في سورة ياسين : بسم الله الرحمن الرحيم

(إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ)

صدق الله العلي العظيم

و في هذه الآية يشير عز وجل في كتابه الكريم إلى أهمية فعل الخير و أن الإنسان لن يخسر أي إحسان يقوم به سواء في حياته أو في مماته.

كيف نوهنا رسول الله (ص) إلى أهمية فعل الخير والصدقة الجارية في أحاديثه؟

من المعروف عن سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام حبه الشديد لفعل الخير و حث الناس باستمرار على مساعدة بعضهم و الإحسان إلى المحتاجين و الضعفاء

و سنذكر واحداً من أحاديثه عليه صلاة الله وسلامه :

(إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له).

و هنا نجد أن رسول الله ينبهنا إلى أن الصدقة الجارية تعطي للمرء ذكراً صالحاً مثلها مثل الابن الصالح الذي ينجبه

و لاتقل أهمية أيضاً عن العلم الذي ينفع به نفسه و يغني ذهنه.

ما هي أشكال الصدقة الجارية؟

حقيقةً هناك أمثلة كثيرة عن الصدقة الجارية و أشكال مختلفة متعددة و هذا الموضوع أي موضوع طبيعة الصدقة الجارية هو موضوع شخصي ،

فلكل شخص طريقته الخاصة التي يرى من خلالها أنه يساعد الناس و المهم في النهاية هو النية الصافية و مساعدة الناس فعلاً و الرغبة الحقيقية النابعة من القلب بفعل ذلك.

هل يمكن ذكر بعض الأمثلة عن الصدقة الجارية؟

بلا شك سنذكر في مقالتنا هذه أمثلة متعددة عن الصدقة الجارية و هي في الواقع الأشكال الأكثر شيوعاً لها

أو الوسائل الأكثر استخداماً التي يستعملها الناس الراغبين بفعل العمل الصالح و مساعدة الآخرين

و من هذه الأشكال نذكر مثلاً:

  • مؤسسات رعاية الأيتام:

تعنى هذه المؤسسات حقيقةً بمساعدة الأطفال ممن هم دون سن الرشد و الذين فقدوا آباءهم و أمهاتهم إثر أسباب متعددة،

فتم تأسيس هذه الدور للاهتمام بهم و تربيتهم و تأمين المأوى لهم بهدف حمايتهم قدر الإمكان من قساوة ظروف الحياة

و لتجنيبهم فقدان مستقبلهم سواء العلمي أو المهني أو الاجتماعي.

بعض هذه المؤسسات تهتم بالتدريس جنباً إلى جنب مع التربية و بعضها الآخر يهتم بتعليم مهن معينة أو حرف يستطيعون الاستعانة بها فيما بعد في حياتهم.

  • صنابير المياه:

أحياناً نجد بعض الناس يجدون فعل الخير في إرواء عطش الناس أثناء قيامهم بأعمالهم،

فتجد مثلاً أثناء قيامك بعمل ما في مكان ما صنبوراً للمياه متاح للعامة بشكل مجاني تماماً و دائم،

بالتأكيد جميعكم قد شاهد شيئاً كهذا و نجد على هذا الصنبور جملاً مكتوبة على رأسها صدقة جارية و عن روح المرحوم فلان أو المرحومة فلانة من الناس،

و بهذا يكون فاعل هذا الخير قد روى عطش الناس الذين يشعرون بالعطش عن طريق هذا الصنبور و وفر عليهم شراء مياه للشرب و التكلف بسعرها و كسب رحمة الناس عليه مدى الحياة.

بعض الناس لديهم شركات ضخمة أو معامل كبيرة وبعد مماتهم ستنتقل هذه المعامل و الشركات لورثتهم

فالبعض قد تكون لديه رغبة بالإحسان و القيام بالعمل الصالح بعد مماتهم فيكتبون في وصيتهم تخصيص مبلغ مالي معين كل شهر من أرباح الشركة

ويخصصونها للفقراء أو الجمعيات الخيرية أو أي مؤسسة تهتم بدعم الفقراء و المحتاجين بشتى الوسائل.

  • البعض قد يعمل في مهن معينة أو مجالات يستطيعون من خلالها تقدمة المنفعة للناس و مساعدتهم كثيراً،

و مثال على ذلك الطبيب الذي طور عمله و أصبح قادراً على تأسيس مركز طبي أو مستوصف صغير بمنطقة سكانية بعيدة عن مركز المدينة أو عن المستشفيات

و قد يشترك في تمويله مع جهات أخرى مما يؤمن استمرارية هذا المركز بالعمل و هذه الاستمرارية تعتبر صدقة جارية.

كيف يمكن تقسيم تكلفة الصدقة الجارية؟

في الواقع ليست هناك قاعدة لتجزئة أو توزيع هذه التكلفة فذلك يعتمد على مقدرة الشخص و إمكانياته المادية.

مثلاً إذا كان غنياً كفاية يستطيع بالتالي أن يتحمل تكلفة المشروع الذي يخطط له بغاية مساعدة الآخرين

و تقديم المعونة لهم و ذلك لوحده و ستكون له حرية القيام بذلك.

أما في حال لم تكن لديه ماديات كافية فلن يشكل ذلك عائقاً أمام رغبته بفعل الخير فهو يستطيع

مثلاً الاشتراك مع أشخاص آخرين،

و بالتالي يصبح بالإمكان تجزئة هذه التكلفة أو المبلغ المالي إلى مبالغ مالية بسيطة مقدور عليها.

ما هي فوائد الصدقة الجارية ؟

  • الرضا و الطمأنينة:

فعندما يتمكن الإنسان الراغب بمساعدة الآخرين من مساعدتهم بالفعل سيشعر برضا كبير عن نفسه

و بأنه سعيد جداً لأنه تمكن من تقديم ولو جزء بسيط من العون للآخرين.

  • مساعدة الناس و الإحسان إليهم :

في حياتنا الكثير من الأشخاص لا يستطيعون الحصول على أمور بسيطة تعينهم ولو قليلاً على متابعة حياتهم

و هذا الشيء نستطيع نحن عندما نملك القدرة مساعدتهم به و بهذا سنعيلهم قليلاً و نخفف عنهم و نمد لهم يد العون قدر المستطاع.

  • الأجر و الثواب عند رب العالمين:

أوصانا الله تعالى بالإحسان و مد يد العون قدر الإمكان لمن يحتاجها من عباده و بهذا نكون قد أدينا أحد توصيات ربنا عز وجل و كسبنا الأجر و الحسنات في ذلك،

فهذا كله يزيد من ميزان حسناتنا عند الله تعالى.

و بهذا نكون قد تحدثنا في مقالتنا هذه عن الصدقة الجارية و أشكال مختلفة عنها و الدوافع و النتائج وحاولنا أن نلم قدر المستطاع بها،

فمساعدة الناس أمر هام جداً و ضروري و خصوصاً في ظل الظروف الصعبة التي تمر علينا.

تم النشر بتاريخ الجمعة، 3 ديسمبر 2021
من نحن
سياسة الخصوصية
اتصل بنا
اتفاقية الاستخدام
جميع الحقوق محفوظة © كتابي 2021