تفسير ابن سيرين للأحلام: الكثير منا قد سمع عن وجود ما يسمى تفسير الأحلام
والذي يساعد في أغلب الأحيان على معرفة وفهم معنى الحلم والمغزى منه، فالأحلام
كما يعتقد الكثير من علماء الدين تكون نوعين في أغلب الأوقات إما أحلام سعيدة وتنبئ
بالخير أو أضغاث أحلام والتي تسمى أيضاً بالكوابيس ويلجأ الإنسان بشكل عام لتفسير الأحلام
بهدف معرفة الخير والشر القادم، وطبعاً قد لا يصح أي تفسير للحلم وقد يصح التفسير فهذا
كله علمه عند الله وهو الوحيد القادر على إلهام العبد لما سيحدث وكيفية التصدي للشر القادم،
كما أن تفسير الأحلام يفيد بشكل كبير في معرفة المستقبل القريب والبعيد
ويساعد الإنسان ويفيده في حياته،
ونظراً للإقبال الكبير الذي نشهده لتفسير الأحلام قمنا بإعداد هذا المقال لنتحدث:
- عن الأحلام بشكل عام
- وعن بعض التفسيرات المعروفة
- ومن ثم سنتحدث عن أحد المفسرين المشهورين وهو ابن سيرين والذي اُشتهر
- في القديم بقدرته على تفسير الأحلام وخاصة كتابه تفسير الأحلام لإبن سيرين والذي
- يتناول عدد كبير من التفسيرات حيث سنتحدث في هذا المقال عن تفسيرات ابن سيرين للأحلام.
-
ما هي تصنيفات الأحلام وما الفرق بينها:
- للأحلام ثلاثة أنواع أساسية وهي الرؤيا والحلم وأضغاث الأحلام والتي يوجد فرق واضح
- بينها والذي سنوضحه فيما يلي:
- الرؤيا: والتي تعرف بأنها حلم صادق والذي يعرف بأنه يحدث في وقت محبوب ومبارك
- وهو الفجر، والذي يعرف أيضاً بأنه يكون أقرب إلى الواقع من كونه حلم ويكون رؤيا للخير
- وليس للشر حيث يحكى أنه في مثل هذه الأوقات قد يرى الإنسان رسول الله صلى الله عليه وسلم
- وبالتالي تعتبر الرؤيا هنا رؤية الحق والخير والتي يفرح الإنسان عندما يراها.
- الحلم: وهو النوع الأكثر انتشاراً، والذي ينسجه العقل الباطن للإنسان حيث يرجح غالباً أن هذه الأحلام
- تدل على الأشياء التي تشغل عقل الإنسان وغالباً ما تكون عبارة عن الأشياء التي يخشاها الإنسان،
- والتي يعتقد علماء النفس بأن هذه الأحلام تفسر الحالة النفسية للإنسان وتعبر عما يشعر به تجاه شيء ما.
- أضغاث الأحلام: وهي النوع السيء من الأحلام والتي تعرف بأنها رؤية الكوابيس
- والشر والتي ينسجها الشيطان للإنسان والتي غالباً يكون الهدف منها ان يقوم الإنسان بمعصية
- أوامر الله عز وجل، وتعتبر هذه الأحلام غير قابلة للتفسير ولا يسع الإنسان سوى التعوذ بالله
- من الشيطان الرجيم وينصح بعدم قص ما حلم به لأحد.
-
من هو ابن سيرين:
- هو الإمام والمعروف بشيخ الإسلام أبو بكر ابن أبي عمرة محمد بن سيرين ولد في الثالث والثلاثين للهجرة وتوفي في 110 للهجرة، وتشير الأبحاث أن أصل ابن سيرين من جرجرايا.
- ولد محمد بن سيرين في فترة خلافة عثمان بن عفان سنة 33 للهجرة، في مدينة البصرة،
- وقد كان خادماً لأنس بن مالك أنذاك.
- نشأ ابن سيرين في منزل أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم فتعلم منه
- الأداب واكتسب الأخلاق الحميدة واقتدى بسمات بن مالك، وعمل محمد بن سيرين
- في التجارة وعرف عنه بأمانته.
- كان يتحاشى إظهار تعبده لله أمام الناس، وقد كان كثير التلاوة للقرآن،
- كما أنه كان يصوم صيام نبي الله داود أي يصوم يوماً ويفطر يوماً،
- كان باراً لوالديه وبالأخص لأمه كما أنه كان أميناً في تعامله مع الناس لا يشتم
- أحد ولا يذكر أحد بسوء ولا يغتاب أحد.
- كان ابن سيرين كثير العلم وقد أدرك ثلاثين صحابياً ومنهم عبدالله بن عمر وأبو هريرة
- وأنس بن مالك وعمران بن حصين وغيرهم،
- كما كان عالماً بالفقه والحلال والحرام كما عرف عنه بقدرته على تفسير الأحلام وتعبير الرؤى.
-
ابن سيرين وعلم تفسير الأحلام:
- عرف محمد بن سيرين بين أقربائه وتلاميذته بقدرته القوية على تفسير الرؤيا والأحلام فقد مدحه الكثير من العلماء والفقهاء في ذاك الوقت،
- حيث قال الذهبي واصفاً ابن سيرين (كان علامة في التعبير)، وقد نسب إليه كتابين لتفسير الأحلام وهما تعبير الرؤيا ومنتخب الكلام في تفسير الأحلام والتي اختلف عليهما المحققون والباحثون في مدى صحة هذا الامر.
- فقد شكك كارل بروكلمان في كون كتاب التفسير يعود لابن سيرين فقد ذكر في كثير من تاريخ آداب العرب مجموعة من كتب تفسير الأحلام والتي نسبت لابن سيرين والتي قال كارل بأنها تعود ل محمد بن أحمد بن قاسم السالمي حسب ما وجده أثناء أبحاثه.
- كما جزم بعض المحققين الأخرين مثل باسل البريدي أن الكتاب يعود لابن سيرين
- حيث اجتمع المحققون على أنه يمكن أن تكون المعلومات الموجودة في الكتاب
- تعود لتفسيرات ابن سيرين لأحلام أقربائه او لعامة الناس ولكن ليس هو من كتبها بل نسبت إليه.
- صرح مشهور حسن بأن الكتاب لا يعود لابن سيرين لعدة أسباب أهمها وجود رواية
- عن اين سيرين بكرهه للكتب حيث روي عنه انه قال (لو كنت متخذاً كتاباً لاتخذته من رسائل
- النبي صلى الله عليه وسلم)، بالإضافة إلى كون ابن سيرين اشتهر بمنعه للناس
- من وضع كتب لتفسير الأحلام في ذاك الوقت، كما تبين بعد تدقيق العلماء في الكتابين
- اللذان نسبا إلى ان سيرين بأن فيهما عبارات ومصطلحات لم تكن تستخدم في تلك
- الفترة من الزمن بالإضافة لوجود أحاديث منقولة عن علماء وفقهاء عاشوا بعد محمد بن سيرين.
- كما أنه خلال القرون الثلاثة الأولى من الهجرة لم يتم ذكر أي معلومة عن وجود كتاب لإبن سيرين
- في تفسير الأحلام رغم ذكرهم لبراعته في ذلك، كما انه لم يكتب شيء بل كان تلامذته يكتبون له ولم يذكر أنهم كتبوا له كتاباً عن تفسير الأحلام، كما تم نقل العديد من النماذج من تعبيره وتفسيره للرؤى والأحلام والتي لم يذكر انها مأخوذة من كتاب كتبه.
-
أشهر تفسيرات ابن سيرين:
- فسر ابن سيرين البكاء في المنام بعدة نقاط وهي أن البكاء في المنام مع وجود دموع تعني الفرج القريب وإزالة الهموم أو قد تعني أيضاً نزول الغيث والبركات، أما البكاء في المنام دون صراخ فيدل على الفرج القريب بإذن الله، كما أن ابن سيرين كان يرى بأن البكاء في المنام قد يشير إلى العمر الطويل.
- وفسر ابن سيرين الغرق في المنام على ان الشخص الذي يرى نفسه يغرق
- في البحر في المنام دون ان يرى نفسه يموت فيعني ذلك أنه سيغرق في الأموال
- والثروات والحياة الدنيا أما من رأى نفسه يغرق ويموت فيعني أنه سيغرق في
- الأموال والشهوات ويموت على معصية وبئس المصير.
- فسر ابن سيرين لرؤية الطعام في المنام على انها بركة
- وخير وإنفراج وتحقيق للامنيات إن شاء الله.
- بينما فسر ابن سيرين رؤية الإنسان للموته في المنام بانه انتهى من عمل
- او مرحلة من حياته وبدأ مرحلة جديدة وان رؤية شخص ما يموت في المنام
- فيعني انتهاء علاقته بهذا الشخص.
- فسر ابن سيرين رؤية التمساح في المنام على وجود لص أو تاجر او شخص سيغدر به.
- فسر ابن سيرين رؤية البقر في المنام على سنة خير وبركة في حال كانت بصحة
- جيدة والعكس في حال كانت مريضة أو هزيلة.
وصلنا لنهاية مقالنا المتواضع
نتمنى ان ينال إعجابكم
دمتم بخير