كيفية الثبات على المطامع

كيفية الثبات على المطامع

كيفية الثبات على المطامع

كيفية الثبات على المطامع

يجب على كل مؤمن الحرص على نسج حياته بنسيج الإخلاص للدين والإيمان الخالص لله والرضا بما قسم الله له واليقين التام بقضاء الله تعالى وقدره وأن يكون هذا هدفه وشغله الشاغل،

كما يتوجب عليه التضرع الكثير لكي يتوافق عمله مع مرضيات الله السبحانية وأن يكون رضا الله تعالى غايته وشرط في جميع تصرفاته وأفعاله وأن يطلب رضا الله على الدوام .

التوبة عند الخطأ وعدم الاستلام :

لا يتسنى للمؤمن النجاح الدائم في تحقيق مطلبه لأن كل إنسان يتعرض للخطأ من حين إلى آخر،

فهو بشر من لحم ودم وبالرغم من سقوطه وتعثره يجب عليه النهوض على الفور والحرص على الدعاء بقول:

“اللهم الإيمانَ، والإحسانَ والإخلاصَ والرضا” فغاية المؤمن هي رضا الله تعالى،

والتضرع في الليل والنهار لمجاهدة النفس والثبات أمام المطامع مردداً دائماً هذا الدعاء اللهم وفّقنا إلى العبادة كأننا نراك،

والعيش بشعور أنك ترانا، وأن نسير ونخطو خطواتنا وفق مرادك، ولا تحرمنا اللهم ذلك ولو للحظة!”.

كما قال سيدنا ونبينا الأكرم محمد عليه أكمل التحيات في أحد أحاديثه الشريفة: “كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الخَطَّائِينَ التَّوَّابُين ”.

لذلك يجب علينا عدم الإصرار على الخطأ والتوبة فنحن مجرد بشر نحيا مرحلة حرجة،

أبواب الفحشاء مفتوحة والشيطان لا يمل ولا يهدأ عن محاولة إزلال أقدامنا وكذلك المعارك والصراعات بين الحق والباطل،

فقد أصبح من الصعب المحافظة على الاستقامة في طريق رضا الله بقلب سليم وعقل سليم .

الثبات على المطامع في عهد الرسول الكريم :

قام الرسول صلى الله عليه وسلم بدعوة قومه إلى الدخول في الإسلام فعادوه إلا مجموعة قليلة آمنت بدعوته واستجابت له،

وهذا سبب إثارة غضب قريش فسارعت إلى نثر تكنانتها ، وقامت بإطلاق سهامها على هؤلاء المؤمنين ، مما يجعلهم يزدادون ثقة وتجلداً،

وقالوا: { هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا (22)}(الأحزاب)

لكن هذا البلاء في الدين والاضطهاد القوي لم يزد المؤمنين إلا متانة في العقيدة والحمية للدين والكره للكفر وأهله.

وتأجج العاطفة لديهم فأصبحوا كالتِّبر المسبوك واللجين الصافي ، وتمكنوا من الخروج من المحن والبلاء كما يخرج السيف بعد الجلاء.

ولقد كان الرسول الكريم يجاهد في تغذية أرواح المسلمين بالقرآن.

كما عمل على تربية نفوسهم بالإيمان ، وحضهم على الخضوع لله رب العالمين خمس مرات في اليوم ببدن طاهر وقلب خاشع وعقل حاضر وجسم خاضع،

وكل هذا جعل قلبهم يزداد نقاء وخلقهم يزداد نظافة وروحهم تسمو وتتحرر من سلطان الماديات.

وتقاوم الشهوات ذلك تمثلاً وخضوعاً لرب الأرض والسموات،

ومازالت مجالس الرسول الكريم تشجعهم على زيادة الرسوخ في الدين والعزف والابتعاد عن الشهوات ،

وذلك في سبيل رضا الله وطمعاً في دخول الجنان حتى استطاعوا التخلي عن شهوات الدنيا ،

كما تمكنوا من إخراج الشيطان من أنفسهم بل تمكنوا من خروج نفوسهم من نفوسهم،

فاستطاعوا بذلك تحقيق أعلى درجات الإيمان ذلك الإيمان الذي كان بمثابة حارس لهم ولعفتهم ولكرامتهم.

كيف تجلى ثبات المؤمنون أمام المطامع؟

استطاع المؤمنون امتلاك أنفسهم والثبات أمام المطامع بكافة أنواعها في كل الأوقات والأحوال سواء كانوا بين الناس أو في خلوة لايراهم إلا الله،

ولقد شهد لهم التاريخ الإسلامي وسجل مواقفهم في العفة والثبات أمام جميع المطامع الدنيوية بأحرف كتبت من نور، لقد تحدث الطبري رحمه الله عن فتح المدائن وما اغتنمه المسلمين فيها فقال:

أقبل رجل بحُق (أي وعاء) معه فدفعه إلى صاحب الأقباض ، فقال والذين معه: ما رأينا مثل هذا قط.

ما يعدله ما عندنا ولا يقاربه ، فقالوا: هل أخذت منه شيئا؟ قفال: أما والله لولا الله ما أتيتكم به ، فعرفوا أن للرجل شأنا ، فقالوا من أنت؟ فقال: لا والله لا أخبركم لتحمدوني ولا غيركم ليقرظوني.

ولكني أحمد الله وأرضى بثوابه. فأتبعوه رجلا حتى انتهى إلى أصحابه فسأل عنه فإذا هو عامر بن عبد قيس.

ولما أرسل سعد بن أبي وقاص شيئا من الكنوز التي غنموها في القادسية إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه نظر إليها وقال: إن قوما أدوا هذا لأمناء.

فقال له علي بن أبي طالب: إنك عففت فعفت رعيتك، ولو رتعت لرتعت.

وأعجب من ذلك ما ذكره ابن كثير في البداية والنهاية أن عمر رضي الله عنه لما نظر إلى ثياب كسرى وبعض كنوزه.

قال: اللهم إنك منعت هذا رسولك ونبيك، وكان أحب إليك مني، وأكرم عليك مني، ومنعته أبا بكر وكان أحب إليك مني، وأكرم عليك مني، وأعطيتنيه فأعوذ بك أن تكون أعطيتنيه لتمكر بي.

ثم بكى حتى رحمه من كان عنده. ثم قال لعبد الرحمن بن عوف: أقسمت عليك لما بعته ثم قسمته قبل أن تمسي.

كيف نستطيع الثبات على المطامع مع وجود الهموم والعثرات؟

علمنا التاريخ إذا أظلمت الدنيا فلا نفقد الثقة بالله بل نحسن التوكل على الله ونلجأ إليه بالدعاء والاستغفار كما يجب أن نطلب العون من الله عز شأنه وكذلك نحرص على القيام بالليل والدعاء وخاصة أوقات السحر فهو الباب الذي يوصلنا إلى الفلاح والنجاح ،

﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَي اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ(3)﴾ (الطلاق).

وأن نستمر باللجوء إلى الله والتضرع له بهذا الدعاء :

اللّهم هب لنا توفيقا ينير الطّريق، وهداية تقي العثرات، وعناية تأخذ باليد إلى الحق، ويقينا يزيل اللّبس في مواطن الشبهات، وتأييدا يثبّت الأقدام في مواقع الزلل ،

وثباتاً يعصم من الفرار في ميادين الصّراع بين الخير والشّر، وصبرا يزع عن النّكوص على الأقدام، وشجاعة تفلّ الحديد، وتنسخ آية هذا العصر الجديد ، وبيانا يفحم الخصم في مواقف

الثبات أمام المطامع :

يواجه الإنسان في حياته امتحان حقيقي وهو كبح نفسه عن الرغائب والشهوات والمطامع،

فإذا لم يتغلب على تلك المغريات واستسلم لها سقط في الهاوية وعض أصابعه من الندم لذا عليه صراعها بصلابة ليتمكن من اجتياز الامتحان متوجاً بتاج النصر والنجاح .

كما يجب عليه المحافظة على تربيته وصونها وحمايتها كما يحمي شرفه وكرامته ولا يهتم إلى الآخرين،

إذا كان يشير في طريق يرضي الله سبحانه فلا أحد يحمل وزر غيره فلا تزر وازرة وزر أخرى،

وليعلم أن البشر كلهم راحلون إلى الدار الآخرة حاملون معهم وزرهم ووبالهم على أنفسهم والاهتمام بنفسه والاعتناء بها فلا يستطيع أحد أن يضره طالما كان يسير في الطريق المستقيم

﴿عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ﴾ (سورة الْمَائِدَةِ: 5/105)

متى تنتهي المطامع ؟

تزداد المطامع كلما تقدم الإنسان في العمر فهي لن تخمد بل تزداد جذوتها اشتعالاً حتى مع مرحلة الشيخوخة فهي مستمرة لا حدود لها ….!!

من الواجب على كل مسلم أن يعاهد الله بالثبات أمام المطامع وكله تصميم وعزيمة على الوفاء بعهده ،

وأن يبذل كل جهده بعدم نقصانه وإن كان سوف ينقصه في أحد الأيام فليقبض الله روحه قبل أن يحدث ذلك،

وأن يصبر ويتحمل كل الصعاب التي تواجهه لأن الصبر مفتاح الفرج والنجاة .

تم النشر بتاريخ الثلاثاء، 7 ديسمبر 2021
من نحن
سياسة الخصوصية
اتصل بنا
اتفاقية الاستخدام
جميع الحقوق محفوظة © كتابي 2021