الإسلام و أسس الإستمتاع بالحياة

الإسلام و أسس الإستمتاع بالحياة

الإسلام و أسس الإستمتاع بالحياة: ” كُن مع الله ولا تبالي ” من خلال هذا القول يستطيع الإنسان أن يحيا عيشة طيبة ملؤها السعادة وفق ضوابط و أسس تمّ وضعها من قبل آخر الأديان السماوية وخاتمها وهو الإسلام،

فمن عاش طيباُ ووفق أسس الإسلام توفاه الله طيباً وأدخله جناته ودار الطيبين.

لذلك فالحياة الطيبة نحياها من خلال الثقة المطلقة بالله سبحانه وتعالى

الإسلام و أسس الإستمتاع بالحياة

التسليم في الإسلام

ويتم من خلال ما يلي :

الإيمان المطلق بالله

إنّ الإيمان بالله سبحانه وتعالى والتسليم لأمره والرضا بما كتبه لعباده، هو أول الأشياء التي تجعل لهذه الحياة معنى.

يُخلق الإنسان مؤمناً بالفطرة إلّا أنه ومن خلال هداية الله له عن طريق تفكيره بحقيقة خلق الكون والأسئلة التي يسألها لنفسه يعلم أنّ هذا العالم له إله واحد خالق ومكوّن الأكوان.

يمر الإنسان بالعديد من التجارب التي يشعر بها بقرب الله منه حيث ينجو من العديد من الحوادث والتي لولا لطف الله لكان في عداد الأموات،

كثير من الأشخاص يؤمنون ويسلمون تسليماً مطلقاً بالإرادة الإلهية ويخرّون سجّداً شكراً لله على نجاتهم من هنا يبتدئ إيمانهم المطلق بالله.

ومن لا يهديه الله فلا هادٍ له، وستصبح حياته ضنكاً، وجسداً بلا روح .

العمل الصالح

وهو من أهم أسس الإسلام، ينطلق العمل الصالح من مفهوم الإنسانية من خلال تقديم العون للمحتاجين ورعاية الأيتام ( عند المقدرة )

والتبرع للجمعيات الخيرية التي تُعنى بذوي الإحتياجات الخاصة.

إنّ الإبتسامة بوجه أخيك المسلم هي بمثابة حسنة وعمل صالح، فالسعيد ليس الإنسان الذي يملك الأموال الطائلة وإنما السعيد هو من أدخل السعادة لقلوب الأشخاص المحتاجين والضعفاء.

وكما يقول المثل : ” من فضل الله عليك حاجة الناس إليك “

النوايا الطيبة والصافية

وهنا يجب التفريق بين الطيبة والسذاجة فالإنسان الطيب من يعمل الخير لوجه الله تعالى ولا ينتظر الشكر من أحد،

أما الإنسان الساذج هو الشخص الذي يفعل الخير ولكن ينتظر مقابل لهذا الخير فيكون قد عمل لدنياه فقط.

ويمكننا أن نشبه الطيب بالذي ينثر البذور الصالحة أينما حل،

لا أحد يراها ولكن عندما يهطل المطر فإنّ تلك البذور ستنبت ويعلم ذلك الإنسان الطيب أنّ ما زرعه الله وحده الذي علم به ولا أحداً سواه.

أسس الإستمتاع بالحياة من خلال الإسلام

العديد من الناس يعتقدون أنّ الإسلام قد قيّد الإستمتاع بالحياة ولكن على العكس تماماً ،

إنّ الفهم الصحيح للمبادئ الإسلامية تجعلنا نستمتع بالحياة ونتذوق أسرارها وذلك من خلال عدة أسس منها :

ترتيب الأولويات

وذلك من خلال تقديم الأهم على المهم فمثلاً الذي يلتزم بما ذكره الإسلام من خلال القرآن الكريم حول عدم التبذير والإسراف يقي نفسه من حاجة الناس،

وذلك من خلال ترتيبه لأوليات المصاريف لديه بحيث يقوم بشراء حاجاته الأساسية ومن ثم إذا توفر معه المال يشتري الحاجات الثانوية

وفي هذه الحالة يوقي نفسه من الديون وبالتالي الهموم وسيحب الحياة ولا يصيبه الهم كيف سيؤمن قوت يومه التالي.

ترتيب الأهداف والأعمال

من خلال التنظيم وعدم الفوضى لأنّ الفوضى تؤخر إنجاز الأعمال وتؤدي إلى الكسل بالتالي يكره الشخص حياته.

فعلى سبيل المثال التنظيف المستمر للكمبيوتر الشخصي وإزالة الملفات الغير مهمة ومن ثم ترتيب المجلدات والمستندات،

وحذف كل فوضى على جهاز الكمبيوتر يؤدي ذلك إلى المتعة في إستخدام الكمبيوتر للعمل وبالتالي حب العمل وحب الحياة.

حسن الخلق مع الآخرين

أهم طرق السعادة إلى قلب المسلم هي حسن الخلق مع الآخرين وأهمها الإحسان وتتم عبر العديد من العلاقات مثل الصداقة والأخوة والصدقة والتعليم وحتى الإبتسامة بوجه أخيك.

إنّ زكاة الممتلكات والأموال تتم من خلال إعطاء زكاة مالية عنها وللعلم زكاة أيضاً حيث فرض على المتعلم أن يُعلّم مما تعلمه وهذه تعتبر زكاة عن علمه.

ومن خلال الإحسان بكافة طرقه تدخل السعادة لقلب المحسن وقلب المحسن عليه وبالتالي محبة الحياة والإستمتاع بها.

المال الحلال

وذكرنا حصراً المال الحلال لأنّ المال إن كان مجموعا بوسائل محرمة لا يشعر الشخص بالمتعة عند صرفها بقدر المال الحلال،

فالمال الحلال يسعدك المسلم من خلال حسن التصرف به، لذلك وجب الحرص على مصدر الرزق.

قتل الروتين اليومي

من أجل تحقيق أسس الإستمتاع بالحياة يجب كسر الروتين من خلال تغيير الأمور التالية :

  • تغيير مكان الصلاة إلى المسجد وليكن المسجد بعيد عن المنزل ففي هذه الحالة يتعرف المسلم على مسلمين جدد وتتسع دائرة معارفه من جهة ومن جهة أخرى صلاة الجماعة ثوابها أكبر.
  • تغيير طريقة إعداد وجبات الطعام أو تغيير مكان تناول وجبات الطعام والذي له تأثير كبير في كسر الروتين.
  • الإطلاع على ثقافات جديدة من خلال قراءة مواضيع وكتب عن الشعوب في البلدان الأخرى وعن توزع المسلمين حول العالم وكتب عن الطب والأعشاب وفوائدها.
  • تغيير طريق الذهاب للدوام إلى طريق آخر في حال وجوده.
  • قضاء وقت أطول مع العائلة وخصوصاً الإجازة الأسبوعية ومحاولة قضاء العطلة خارج المنزل ويُفضل أن يكون في الطبيعة .
  • اكتساب إحدى المهارات الجديدة من خلال تعلم برنامج جديد على الكمبيوتر، أو تعلم العزف على إحدى الآلات الموسيقية .
  • من خلال صلاة الجماعة في المسجد يمكنك التعرف على أناس وأصدقاء جدد ويُفضل أن يكونوا من خارج إختصاصك فمثلاً إذا كنت طبيباً حاول أن تتعرف على صاحب مهنة أو مهندس ميكانيكي أو مبرمج مواقع.
  • ترك ماهو سيء في شبكة الإنترنت والتركيز على ما هو مفيد لأن التكنولوجيا وتقنيات الحاسوب بحر من العلوم والتي يمكنك الدخول بها والإستمتاع من فوائدها.
  • زيارة المعارض المحلية والدولية والتي تجري بشكل سنوي وهذا الأمر يزيد من الثقافة ويؤدي إلى تنمية المهارات والعقول،

ومن تلك المعارض نذكر: معارض الاتصالات، معرض الكتاب، معارض العقارات، معارض التكنولوجيا وعلوم الكمبيوتر.

إزالة أسباب التوتر

من خلال نشر الألفة وحل الخلافات بعد معرفة أسبابها سواءً بين الزوجين أو الأبناء أو بين الأقارب أو بين زملاء العمل،

وعند حل تلك الخلافات تسود المحبة بين الجميع ويزول التوتر وبالتالي تجعل الإنسان يحب الحياة ويستمتع بها.

الإرتباط بكلام الله

من خلال قراءة القرآن الكريم وتلاوة ما تيسر منه.

الامتناع عن ارتكاب الذنوب

لأن الذنوب تنغص على الإنسان حياته وتجعل حياته ضنكاً، ولكي يحيا حياة سعيدة ويستمتع بها يجب وضع سداً من فولاذ بينه وبين شهوات النفس.

السجود

إنّ السجود يعبّر تعبيراً كبيراً عن الإيمان والتسليم لله ويمكن اعتباره مفتاح سعادة المسلم،

فيجب على المسلم السجود بخشوع وتذكر الذنوب والإعتراف لله بتلك الذنوب والطلب منه الصفح عنها.

إنّ الإعتراف بالذنوب يجعل الإنسان يذرف الدموع ويجعله أكثر خشوعاً وأكثر قرباً من الله تعالى،

وبذرف الدموع والاعتراف يرتاح المسلم وتدخل السعادة ونور الإيمان إلى قلبه ويجعله أكثر إستمتاعاً بالحياة.

صلة الرحم

إنّ صلة الرحم تعطي الطمأنينة والسعادة لأن الله سبحانه وتعالى أمر بذلك ، وعندما يقوم المسلم بصلة الرحم تصل إلى قلبه الأسرار والأنوار.

خلاصة:

في الختام تذكر دائماً أن الإسلام جاء لينقذ الناس من الجهل وقد وضح الحلال والحرام والخير والشر،

وفقط ومن خلال قراءة القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وفهمنا لها نستطيع معرفة الصح والخطأ ،

وكيف نستمتع بحياتنا وفق أسس ديننا الإسلامي الحنيف.

وماهي أسس الإستمتاع بالحياة وفق مبادئ الإسلام.

ولكن تذكر دائماً إنّ الإستمتاع والأنس والسرور لن يكون كاملاً إلا عند تطبيقك لأمر رب العالمين.

تم النشر بتاريخ السبت، 18 ديسمبر 2021
من نحن
سياسة الخصوصية
اتصل بنا
اتفاقية الاستخدام
جميع الحقوق محفوظة © كتابي 2021